الشَّافِي Ocia1155
الشَّافِي
الأدلة:
لَمْ يَرِدْ (الشَّافِي) اسماً في القرآنِ الكريمِ، وإنَّما وَرَدَ بِصيغةِ الفِعْل كما في: قوله تعالى: ﴿وإذا مرضت فهو يشفين﴾ [الشعراء: 80].

وأَمَّا في السُّنَّة:
فقد وَرَدَ في حديثِ عائشةَ رضي الله عنها أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- كانَ إذا أَتَى مَريضًا أو أُتِيَ بِهِ إِليه قال عليه الصلاة والسلام: (اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا) رواه البخاري برقم (5675)، ومسلم برقم (2191).

أقوال العلماء في الثبوت:
اسمُ (الشَّافِي) مِن الأسماءِ الثابِتةِ لله تعالى، وقد عَدَّه جَمْعٌ مِن العلماءِ في الأسماءِ الحُسنى، منهم: ابنُ منده، والحليمي، والبيهقي، وابن حزم، والقرطبي، والعثيمين، والقحطاني، والشرباصي، ونور الحسن خان.

أقوال العلماء في المعنى:
قال الحليمي: ([الذي] يَشفي الصُّدورَ مِن الشُّبَهِ والشُّكُوك، ومِن الحَسَدِ والغُلُول، والأبدانَ مِن الأمراضِ والآفات).
قال ابنُ القيم: ([أي] أنّه وحدَه الشَّافي، وأنَّه لا شِفاء إلا شفاؤه).
وقال الشيخُ ابنُ عثيمين: (الشَّافي هو الله عز وجل لأنّه الذي يَشفِي المَرَض).

المعنى المختصر:
الشَّافِي: الذي يُعافِي العِبادَ مِن أمراضِ الأبدان، وشُبَهِ القُلوب، وشهواتِ النُّفوسِ.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: النّافِعُ - الرَّبُّ - الرَّحمن - الرَّحيم - اللَّطِيف - القَدِير.
الصفات: النَّفْع - الربوبية - الرّحمة - اللطف.
الأفعال: يَنفع - يَرحم - يَلطُف - يَقدِر

قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلامٌ وأوصافٌ، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدلُّ على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدِّية.

تنبيهات:
1- يعتقِدُ بعضُ المُتكلمين أنَّ اللهَ تعالى يَفعل عند الأسبابِ لا بِها ومِن جملةِ ذلك أنّه يَشفي عند الأدويةِ لا بها، فأنكروا الأسبابَ ولم يجعلوا لها أثراً في مُسبَّباتِها، وهذا غلطٌ؛ فإنّ الله جَعَلَ الدواءَ سبباً للشفاء، وإذا أرادَ أنْ يَتَخَلَّفَ المُسبَّبُ عن السببِ تَخَلَّفَ، فإبراهيمُ عليه السلام لَمّا أُلْقِيَ في النار قال اللهُ لها ﴿كوني برداً وسلاماً على إبراهيم﴾، وهذا دليلٌ على أنَّ الله تعالى هو الذي يُودِعُ في الأسبابِ ما يَجعلُها مؤثرةً.
2- لا يجوزُ الاستشفاءُ إلا مِن الله تعالى، ولا يَتَعارَضُ ذلك مع تَعَاطِي ما قَدَّرَه اللهُ من أسبابِ الشفاءِ الشرعيةِ أو الكونية.

المصادر والمراجع:
- النهج الأسمى في شرح الأسماء الحسنى، لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
- صفات الله عزوجل الوارة في الكتاب والسنة لعلوي السقاف، دار الهجرة.
- ولله الأسماء الحسنى، لعبد العزيز بن ناصر الجليل. الشاملة.
- القواعد المثلى لابن عثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ، مدار الوطن.
- أحكام من القرآن الكريم لابن عثيمين، مدار الوطن للنشر.
- معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، أضواء السلف.
- التعليق على القواعد المثلى، لعبد الرحمن بن ناصر بن براك، دار التدمرية.
- شرح رياض الصالحين لابن عثيمين، دار الوطن للنشر.
الرقم الموحد: (177136).