الخَالِق Ocia1088
الخَالِق
الأدلة:
وَرَدَ ذِكْرُ اسمِ الخالقِ في القرآنِ الكريمِ في (11) مَوضِعاً، منها: قوله تعالى: ﴿هو الله الخالِقُ البارئ﴾ [الحشر: من الآية 24]، وقوله تعالى: ﴿فتبارك الله احسن الخالقين﴾ [المؤمنون: 14]، وقوله تعالى: ﴿أفرأيتم ماتمنون (58) أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون﴾ [الواقعة: 58- 59].

وأَمَّا في السُّنَّة:
فعن شَدَّاد بن أوس -رضي الله عنه-: عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: (سَيَّدُ الاستغفارِ أن تَقول: اللهمَّ أنتَ ربي لا إله إلا أنت، خَلَقْتَنِي وأنا عَبدُك) الحديث أخرجه البخاري برقم (6306).

أقوال العلماء في الثبوت:
اسمُ (الخَالِق) مِن الأسماءِ الثابتةِ للهِ تعالى، وقد ذَكَرَهُ أَغْلَبُ مَن كَتَبَ في الأسماءِ الحُسنى.

أقوال العلماء في المعنى:
قال ابنُ تيمية: (الخَالِقُ يَقْتَضِي الإبْدَاعَ والتَّقْدِيرَ).
قال ابنُ القيم: (اللهُ سبحانه بِذاتِهِ وصفاتِهِ الخَالقُ، وكُلُّ ما عَدَاه مَخلوقٌ، وذلك عُمُومٌ لا تَخْصيصَ فيه بِوَجْهٍ؛ إذ ليس إلا الخالقُ والمخلوقُ، واللهُ وحدَهُ الخالقُ وما سِواهُ كُلُّهُ مَخْلوقٌ).
قال الشيخُ السعديُّ: (الذي خَلَقَ جَميعَ المَوجَوداتِ).

المعنى المختصر:
الخَالِقُ: مُوْجِدُ الأشياءِ ومُخْتَرِعُها على غَيرِ مِثالٍ سابِقٍ.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: الخَلّاق - البارئ - المُصَوِّر.
الصفات: التصوير - الإيجاد - الخلق.
الأفعال: يَخْلُق - يُصَوِّر.

والفرق بين اسمي الخالقِ والخَلَّاقِ أنّ الخَلّاق:
مِن أفعالِ المُبالغةِ من الخَالِق، وهي تَدلُّ على كَثرةِ خَلقِ اللهِ تعالى وإيجادِهِ.

قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدلُّ على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدّية.

تنبيهات:
1- دَلالةُ أسماءِ اللهِ تعالى على ذاتِهِ وصفاتِهِ تكونُ بالمُطابَقَة، وبالتَّضَمُّن، وبِالالْتِزام، مثال ذلك: "الخالق" يدلُّ على ذاتِ الله وعلى صفةِ الخَلقِ بالمُطَابَقة، ويدلُّ على الذاتِ وحدَها وعلى صفةِ الخَلقِ وحدَها بالتَّضَمُّن، ويدلُّ على صفتي العِلْمِ والقُدْرةِ بالالتزام.

2- يَكْثُرُ في القرآنِ الكريمِ الاستدلالُ على الكُفّارِ باعترافِهِم بأنّ اللهَ وحدَه هو الخالِقُ الرازقُ المُنعمُ المُتصرف، على وجوبِ إفرادِهِ وحدَه بالعبادَةِ وإِخْلاصِ الدِّينِ لَهُ.

3- أَوَّلَ المُعَطِّلةُ اسمَهُ الخالِقَ بالمُقَدِّرِ فَحَسْب، فقالوا إنّ الله تعالى مُقَدِّرُ أَفْعَالِ العِبادِ، وهم الذين أَوجَدُوها وأَحدَثوها، وهذا لا شكَّ أنّه باطلٌ، لأنّ التقديرَ عندهم راجِعٌ إلى مُجَرَّدِ العِلمِ والخَبَر، وهذا لا يُسَمّى خَلْقاً في لغةِ أمةٍ مِن الأُمَم.

المصادر والمراجع:
- جهود ابن قيم الجوزية في توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد بن عبد الله العلي،الطبعة الأولى، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة.
- النهج الأسمى شرح الأسماء الحسنى لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
- جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في باب أسماء الله الحسنى لأرزقي بن محمد سعيدي
- معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، الطبعة الأولى، دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع.
- تفسير أسماء الله الحسنى طبعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ
- مجموع الفتاوى لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، طبعة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية.
- صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة لعلوي بن عبد القادر السَّقَّاف دار الهجرة.
- القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ.
- منهج ابن القيم في شرح الأسماء الحسنى لمشرف الغامدي، رسالة ماجستير بجامعة أم القرى.
- فقه الأسماء الحسنى، لعبد الرزاق البدر، مطابع الحميضي.
الرقم الموحد: (176701).