البَصِيْر Aoo12
البَصِيْر
الأدلة:
 وَرَدَ ذِكْرُ اسمِ (البَصِيْر) في القرآنِ الكريمِ (42) مرةً، منها: قوله تعالى: ﴿وهو السميع البصير﴾ [الشورى: من الآية: 11]، وقوله تعالى: ﴿والله بصير بالعباد﴾ [آل عمران: 15] وقوله تعالى: ﴿ما يمسكهن إلا الرحمن إنه بكل شيء بصير﴾ [الملك: 19].

وأمَّا في السُّنّة:

فَحَديثُ سُلَيْمِ بنِ جُبَيْرٍ مَوْلى أبي هُريرةَ عند أبي داود برقم (4728)، قال: سمعتُ أبا هريرة يَقرأُ هذه الآية: ﴿إن الله يأمركم أن تؤدوا الأماناتِ إلى أهلِها﴾ إلى قوله تعالى: ﴿سميعًا بصيرًا﴾ قال: «رأيتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَضَعُ إِبْهامَهُ على أُذُنِهِ، والتي تَلِيْها على عَيْنِهِ»، قال أبو هريرة: «رأيتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرؤها ويَضَعُ إِصْبِعَيْهِ»، قال ابنُ يُونُسَ: قال المُقرئ: يعني: إنَّ اللهَ سميعٌ بصير، يعني أنّ للهِ سَمعاً وبَصَراً، قال أبو داود: «وهذا رَدٌّ على الجَهْمِيَّة».

أقوال العلماء في الثبوت:
اسمُ (البصير) مِن الأسماءِ الثابتةِ للهِ تعالى، وقد ذَكَرَهُ أَغْلَبُ مَن كَتَبَ في الأسماءِ الحسنى.

أقوال العلماء في المعنى:
قال ابنُ تيمية: (يُبْصِرُ دَبِيْبَ النّملَةِ السوداءِ في الليلةِ الظَّلْماءِ على الصَّخرةِ الصَّمَّاءِ).
وقال ابنُ القيم: (البَصيرُ: الذي ليسَ كمثلِهِ شيءٌ في بَصَرِهِ).
وقال الشيخُ السعديُّ: (البَصيرُ: الذي أَحاطَ بَصرُهُ بِجميعِ المُبْصَرَاتِ في أقطارِ الأرضِ والسماوات، حتى أخفى ما يكونُ فيها).

المعنى المختصر:
البَصِيرُ: الذي أحاطَ بَصَرُهُ بكلِّ شيءٍ وإِنْ دَقّ وصَغُرَ.

الأسماء والصفات ذات العلاقة:
الأسماء: العليم - الخبير.
الصفات: البصر- العينان.
الأفعال: يُبْصِر - يَرَى.

قواعد:
- أسماء الله تعالى كلها حسنى.
- أسماء الله تعالى توقيفية لا مجال للعقل فيها.
- أسماء الله تعالى غير محصورة بعدد معين.
- أسماء الله تعالى أعلام وأوصاف، فهي تدلُّ على الله، وتدلُّ على صفاتٍ ومعانٍ تضمنتها هذه الأسماء.
- أسماء الله عز وجل تدل على معانٍ وصفاتٍ، وهذه الصفات تنقسم إلى قسمين: صفات متعدِّية وصفات غير متعدِّية.

تنبيهات:
1- أَوَّلَ بعضُهُم اسمَ (البَصِير) بِأنّهُ العَليم، وقالوا لا يَجوزُ وَصْفُ اللهِ بأنّه بَصيرٌ بِبَصَرٍ، وهذا الذي قَرَّرُوه باطلٌ، لأنّ اللهَ فَرَّقَ بين اسمِ البَصيرِ والعَليم في آياتٍ كثيرةٍ، فلا يَجوزُ أَنْ يُرادَ بِالبَصرِ مُجَرَّدُ العِلْمِ بِما يَسْمعُ ويَرَى.2- لا يَصِحُّ إطلاقُ اسمِ الباصِرِ على الله تعالى لأنَّ أسماءَ اللهِ تَوقِيْفِيَّةٌ، والذي وَرَدَتْ بِهِ النصوصُ هو (البصير) لا (الباصر).

المصادر والمراجع:
- جهود ابن قيم الجوزية في توحيد الأسماء والصفات لوليد بن محمد بن عبد الله العلي،الطبعة الأولى، دار المبرة الخيرية لعلوم القرآن والسنة.
- النهج الأسمى شرح الأسماء الحسنى لمحمد الحمود النجدي، مكتبة الإمام الذهبي.
- جهود شيخ الإسلام ابن تيمية في باب أسماء الله الحسنى لأرزقي بن محمد سعيدي
- معتقد أهل السنة والجماعة في أسماء الله الحسنى لمحمد بن خليفة التميمي، الطبعة الأولى، دار إيلاف الدولية للنشر والتوزيع.
- تفسير أسماء الله الحسنى طبعة: الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد 112 - السنة 33 - 1421هـ
- مجموع الفتاوى لأبي العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية، طبعة: مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، المدينة النبوية، المملكة العربية السعودية.
- القواعد المثلى في صفات الله تعالى وأسمائه الحسنى، لمحمد بن صالح العثيمين، طبع بإشراف مؤسسة الشيخ
الرقم الموحد: (176592).