مسائل في علوم القرآن
تهمّ الدُّعَاة والْمُناظِرِين
كتَبَها الشيخ أبو يعقوب
عبد الرحمن بن عبد الله بن صالح السحيم
- رحمه الله تعالى-
1439هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
توطئة:
الحمـد لله رب العـالمين، والصـلاة والسـلام على المبعـوث رحمـة للعالمين، أمَّا بعد:
فقد كان مما يلقيه أخي الشيخ عبدالرحمن أبو يعقوب -رحمه الله- على الدُّعَاة في أفريقيا هذه المسائل من علوم القرآن، وقد حرص -رحمه الله- على أن تتناول المسائل التي لمس -من خلال تجربته في العمل بين الدُّعَاة هناك- حاجتهم إليها، فأعدها وألقاها عليهم، وناقشهم وحاورهم بها، وتلقّى أسئلتهم حولها، وفي كل مرة يذهب لأفريقيا يضيف إليها بما يقتضيه المقام، وفي آخر زيارة له لدولة بروندي طلب منه الدُّعَاة أن يقدم لهم نسخة منها، فطلب منهم أن يمهلوه إلى أن يعود إلى الرياض لينقحها ويصححها ثم يبعثها إليهم... ولَمَّا توفي -رحمه الله- حصل تواصل بيني وبين الإخوة في بروندي، وسألتهم عن المادة العلمية التي كان يلقيها في دورات الدُّعَاة، فذكروا -مما ذكروا- هذا البحث، ففتشت عنه عند طلابه الأصفياء فأفادوني بأن لديهم النسخة النهائية منها بعد تصحيحها ومراجعتها من قِبَلِ الشيخ نفسه، وأنه كان عازماً على أن يبعثها إليهم بعد ذلك، ولكنه لم يبعثها... ووفاءً للشيخ، وخدمة للدعاة هناك، وخدمة للعلم، ولعلها تكون مما أدخره ليوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، وتمهيداً لذلك فقد طلبت من اثنين من أعضاء هيئة التدريس في الجامعة من خواص طلبة العلم في تخصص القرآن وعلومه مراجعة هذا البحث تمهيداً لنشره، فراجعوه جزاهم الله خيراً وأحسن إليهم، وقدموا بعض الملاحظات التي لا يخلو منها عمل بشري، فما رأيته مناسباً منها ولا يثقل البحث؛ علقته في الحاشية مذيلا بـ(م) لتمييز الحواشي التي أضفتها من الحواشي التي علقها الشيخ رحمه الله، ولم أتدخل في متن البحث؛ ليبقى البحث كما كتبه؛ ولئلا أنسب إليه شيئاً لم يقله.
ومما ينبغي أن يلاحظ أن هذا البحث لم يلتزم به الشيخ -رحمه الله- الطابع الأكاديمي -وهو رجل أكاديمي- في التأليف والكتابة من حيث توالي النقول من عدمها، وما تعارفوا عليه بمصطلح (ظهور شخصية الباحث) فإن الشيخ كان يعد مادة علمية تكون زاداً للدعاة، وقد استحضر حاجتهم للتزود من الحجج والبراهين في مواجهة شُبَهِ المُنصّرين والنصارى المُناظرين والمُجادلين، كما لم يكن هدف الشيخ نشر هذا البحث النشر المتعارف عليه من خلال دار نشر، ولذا كان حبيــس مكتبتــه بعد الفراغ من مراجعته، ينتظر فيه أن تفتح أمام الناس فرص السفر؛ فيذهب إلى القارة التي عشق أرضها، وأحَبَّ أهلها، ووجد فيها أرضاً خصبــة للدعــوة إلى الله؛ فيُلقيــه على الدُّعَاة هناك، ويسلمه لهم.
أسـأل الله أن يثقــل بهذا العمل موازين أخي وقرة عيني وصفيي الشيخ عبدالرحمن، وأن ينفعنـا به، ويجعلـه خالصاً صـواباً متقبلاً شـافعاً لنا يوم أن نلقاه، وأسـأل الله أن يغفر لأخي الشـيخ عبدالرحمن ووالدينـا وذرياتنا وزوجاتنا، ومَنْ أحسن إلى الشيخ وأعانــه على ما قام به من أعمال علمية ودعوية وإغاثيـة، وأخُصُّ بالذكر والدعاء خواص طلابه الذين تواصلوا معي بعد وفاته -رحمه الله- وأخبروني بما لديهم من علم الشيخ، وأبدوا استعدادهم لتقديم كل ما لديهم، وقد وجدت منهم كل صدق وبر ووفاء، فجزاهم الله خير الجزاء على حفظهم لعلم الشيخ وإعانتهم له.
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
أ.د. محمد بن عبدالله بن صالح السحيم
الرياض 15/5/1442هـ