منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Empty
مُساهمةموضوع: الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية   الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 7:47 am

الفصل الأول
النقد الصهيوني للشخصية اليهودية

سيتناول هذا الكتاب، كما ذكرنا في المقدمة، قضية العنف والصهيونية بشكل عام، ولذا سنبدأ بتناول ما يمكن تسميته (النقد الصهيوني للشخصية اليهودية) وهو مستمد من أدبيات معاداة السامية أي معاداة اليهود، فالصهيونية، على عكس ما يتصور الكثيرون، (تكره) اليهود وتطرح نفسها بديلاً للعقيدة اليهودية.
ومن ثم نجد ان وصف الصهاينة لليهود واليهودية لا يختلف في أساسياته عن وصف أعداء اليهود لهما، فيتهم الصهاينة يهود المنفي، أي يهود العالم، بالهامشية والشذوذ والطفيلية والعجز، وأنهم لا نفع لهم.

هامشية اليهود وشذوذهم:
(هامشية اليهود) مصطلح يستخدم في الدراسات التي تدور حول وضع اعضاء الجماعات اليهودية في الحضارة الغربية، خصوصاً شرق أوربا، وهو مصطلح يصف وجودهم الاقتصادي والاجتماعي والحضاري كجماعة وظيفية وسيطة (انظر الملحق) تضطلع بوظائف وحرف ومهن مختلفة، مثل التجارة البدائية والربا وقد كانتا عمليتين مرتبطتين بالنظام الاقطاعي ولكنهما لم تكونا قط من صميم العملية الانتاجية ذاتها.
بل ان الحِرَفِ التي كان يمارسها اليهود أنفسهم، لم تكن مرتبطة بالفلاحين، وانما كانت مرتبطة بالتجار اليهود أو الأمراء الاقطاعيين.
ولذلك، فحينما ظهرت الرأسمالية المحلية في شرق أوربا مع بدايات القرن التاسع عشر، ثم الدولة القومية والنظام المصرفي الحديث، وجد أعضاء الجماعات اليهودية انفسهم بلا دور اقتصادي او انتاجي يلعبونه، وبالتالي كانوا عرضة لاضطهاد المجتمع الذي لم يعد في حاجة الى خدماتهم ولم يعد يرى لهم نفعاً، الامر الذي أدى الى زيادة حدة تفاقم المسألة اليهودية وزيادة هجرتهم الى غرب اوربا.
وقد بذلت الحكومة الروسية، وكذلك الحكومة النمساوية التي كانت تتبعها جاليشيا، جهوداً شتى لتحويل اليهود الى قطاع اقتصادي منتج عن طريق فتح ابواب مهنة الزراعة أمامهم.
وساهم في هذه الجهود مليونيرات الغرب من اليهود، مثل هيرش وروتشيلد، لان هجرة اليهود من شرق اوربا الى غربها كانت تسبب لهم الحرج الشديد كما كانت تهدد مواقعهم الاقتصادية والحضارية التي اكتسبوها عن طريق الاندماج.
وقد تعثرت هذه المحاولات وهو ما اضطر الحكومة الروسية، على سبيل المثال، الى ان تلجأ للقمع الاقتصادي عن طريق اصدار قوانين مايو.
وهامشية اليهود موضوع اساسي كامن في كتابات الصهاينة العماليين الذي يقترحون تحويل اليهود الى شعب منتج عن طريق الهجرة واقتحام الارض والعمل والحارسة والانتاج.
والحديث عن هامشية اليهود فيه كثير من التعميم والتجريد.
فالهامشية المقصودة هي هامشية يهود شرق أوربا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي وحسب، لان الدور اليهودي (الوظيفي التجاري المالي) (انظر الملحق) في المجتمعات الزراعية التقليدية في الغرب كان دوراً حيوياً، اذ اضطلع اعضاء الجماعات اليهودية بوظيفة اساسية في المجتمع رغم انها لم تكن جزءاً من العملية الانتاجية الرئيسية.
أمَّا الوجود اليهودي في العالم الاسلامي فلم يكن هامشياً قط، حيث تفاعلوا في محيطهم الحضاري واصطبغوا به فأبدعوا من خلاله وانخرطوا في سائر المهن والوظائف.
كما ان الوجود اليهودي في الولايات المتحدة لم يكن أبداً هامشياً وانما كان في صميم المجتمع ذاته من البداية.
كما لا يمكننا استخدام مصطلح (هامشي) لوصف الوجود اليهودي في فرنسا او انجلترا او روسيا السوفيتية (سابقاً)، فالبناء الوظيفي لاعضاء الجماعات اليهودية في كل هذه البلاد لم يعد متميزاً كما كان الامر سابقاً.
واذا كان ثمة تميز، فانه يعود لكون الجماعة اليهودية أقلية او جماعة وظيفية وليس لانها يهودية.
واذا كان هناك أي وجود هامشي غير منتج حتى الان، فهو وجود الدولة الصهيونية الوظيفية الممولة من الخارج التي اسست على أرض الفلسطينيين وحولتهم الى عمالة رخيصة ولا تزال مستمرة في قمعهم واجهاض تطلعاتهم واحلامهم المشروعة.
ومن المصطلحات الاخرى الشائعة في الادبيات الصهيونية والمعادية لليهود عبارة (شذوذ اليهودية) وهي عبارة تشير الى بعض السمات التي توصف بانها غير طبيعية، والتي يفترض انها تسم أعضاء الجماعات اليهودية الغربية، والتي يمكن ازالتها عن طريق اصلاح اليهود او تحويلهم الى قطاع اقتصادي منتج او عن طريق دمجهم او تطبيعهم.
ويرى الصهاينة ان وجو اليهود في المنفى والشتات (أي خارج فلسطين) حالة شاذة تسبب شذوذاً للشخصية اليهودية.
وبالفعل، وجه الصهاينة سهام نقدهم الى هذه الشخصية المريضة الشاذة غير السوية.
ولشذوذ الشخصية اليهودية، من وجهة نظرهم، مظهران اساسيان: احدهما اقتصادي والآخر سياسي.
اما المظهر الاقتصادي، فيتبدى في اشتغال اليهود باعمال السمسرة والمضاربات والاعمال الهاشمية غير المنتجة، مثل: التهريب والاعمال المالية والاتجار في العقارات وتجارة الرقيق الابيض والتسول، بينما يتمثل المظهر السياسي فيما يطلق عليه اشكالية العجز وعدم المشاركة في السلطة (انظر هذا الفصل).
وقد انعكست الظاهرة في ازدواج الولاء عند اليهودي، فهو نظراً لافتقاره الى وطن قومي خاص به يضطر الى ان ينتمي الى مجتمعات غريبة يحاول ان يندمج فيها.
ولكن نزعته القومية الحقيقية تستمر، مع هذا، في التعبير عن نفسها رغم أنفه، فينقسم على نفسه وتتنازعه الولاءات المتناقضة.
وقد لاحظ المؤرخ الصهيوني العمالي دوف بير بوروخوف (1883 ـ 1917) ان الهرم الاجتماعي عند اليهود مشوه تماماً.
فبدلاً من وجود قاعدة عريضة من العمال والفلاحين والطبقات المنتجة، وقلة من المفكرين والاطباء والمحامين والوسطاء، كما هو الحال في معظم المجتمعات، تجد العكس تماماً عند اليهود.
فالهرم الانتاجي عند اليهود مقلوب رأساً على عقب اذ ان معظم اليهود من الوسطاء.
وغني عن القول ان السمات الشاذة التي تسم اعضاء الجماعات اليهودية هي في واقع الامر السمات الاساسية لاية جماعة وظيفية، ومن ثم فهي تمثل ظاهرة انسانية اجتماعية عامة لا تتسم بأي شذوذ.
ولكن المعادين لليهود والصهاينة يرونها كذلك لانهم يعزلون اعضاء الجماعات اليهودية عن محيطهم الحضاري والاجتماعي وينظرون اليهم من خلال نماذج اختزالية لا علاقة لها بوضعهم المتعين، ثم يحكمون عليهم بالشذوذ.



الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية   الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 7:47 am

العجز اليهودي (بسبب انعدام السيادة وعدم المشاركة في السلطة):
اتهم الصهاينة اعضاء الجماعات اليهودية إتهاماً آخر، وهو الاتهام بما يسمى (العجز بسبب انعدام السيادة وعدم المشاركة في السلطة)، وهي عبارة تحاول ان تفسر المسألة اليهودية على انها تتلخص في افتقار اليهود الى السيادة القومية وعدم مشاركتهم في صنع القرار.
وتعود هذه الحالة (حسب التصور الصهيوني) الى عام 70م عندما قام تيتوس بهدم الهيكل رمز السيادة القومية واصبح اليهود جماعات مشتتة ليست لها سيادة قومية مستقلة، يوجد اعضاؤها خارج نطاق مؤسسات صنع القرار بعيداً عن اية سلطة، وبالتالي اصبحوا غير متحكمين في مصيرهم.
ويستند هذا النموذج التفسيري الى عدة افتراضات اختزالية من بينها تصور ان العبرانيين القدامى والعبرانيين اليهود، أي اليهود حتى عام 70م، كانوا يمارسون سيادة قومية كاملة.
وهذا أمر مشكوك فيه.
فلقد كان العبرانيون -حسب ما وصلنا من معلومات- أقناناً او عبيداً او قبائل رحلاً.
وبعد التسلل العبراني في كنعان، ظل العبرانيون جيوباً متفرقة لا تمتلك كثيراً من السيادة القومية.
والاستثناء الوحيد من هذه الصورة العامة هو حكم كل من داود وسليمان (المملكة العبرانية المتحدة) الذي لم يدم اكثر من اربعين عاماً بسبب الغياب المؤقت للقوى العظمى في الشرق الادنى القديم.
ثم ظهرت الدويلتان العبرانيتان اللتان كانتا تتبعان في سياستهما اما آشور وبابل او مصر أو آرام دمشق.
وقد دام حكم الحشمونيين فترة قصيرة لا تزيد على مائة عام، بدأت بتوقيع معاهدة مع روما (القوة العظمى الصاعدة) وانتهت بتدخل بومبي في تعيين الملك الحشموني.
ويفترض هذا النموذج التفسيري ايضاً وحدة المصير اليهود ووحدة اعضاء الجماعات.
وهذا امر يتناقض تماماً مع الحقائق التاريخية، فقد كان مصير كل جماعة يهودية يتحدد بآليات وحركيات التشكيل الحضاري والسياسي الذي تواجدت داخله.
وينكر هذا النموذج التفسير ان اعضاء الجماعات اليهودية كانوا في كثير من الفترات، شأنهم شأن اعضاء الجماعات الدينية والاثنية الاخرى، يشاركون في السلطة من خلال المؤسسات التقليدية للحكم.
فالمجتمعات التقليدية كان لها نظامها الخاص في تقسيم السلطة بحيث تسيطر السلطة الحاكمة على الجيش والسياسة الدولية.
اما الشئون الاخرى، وضمنها الامن الداخلي، فكان يتم تسييرها عن طريق مؤسسات الادارة الذاتية.
ثم يفترض هذا النموذج التفسيري وجود إدارة وسيادة يهودية مستقلة، وهو افتراض خاطئ تماماً.
ففي العصر الحديث، يشارك اعضاء الجماعات، منفردين او مجتمعين، في السلطة وفي صنع القرار من خلال مؤسسات الدولة الحديثة (البرلمانات والاحزاب السياسية).
فعلى سبيل المثال، يعد تعيين هنري كيسنجر وزيراً للخارجية الامريكية، وهو من اهم المناصب السياسية في العصر الحديث، تعبيراً عن هذا الشكل من اشكال المشاركة في السلطة.
وبالمثل فان اللوبي الصهيوني شكل آخر لهذه المشاركة، حيث يشكل بعض اعضاء الجماعة اليهودية قوة ضغط داخل الكونجرس الامريكي تقوم بممارسة الضغط لصالح الدولة الصهيونية.
وهذه هي احدى الآليات الاساسية للنظام السياسي الديموقراطي في الغرب.
وسيجد الدارس المدقق لهذا النموذج التفسيري ان المفكرين الصهاينة، ومعظمهم من اصول اشكنازية شرق أوربية، حين يتحدثون عن العجز بسبب انعدام السيادة وعدم المشاركة في السلطة، إنما يفكرون في تجربة اعضاء الجماعات اليهودية في أوربا ابتداءً من العصور الوسطى حتى بداية القرن الحالي.
ولذا، فان المقولة تحمل شيئاً من الصحة ان تحدد مجالها الدلالي على هذا النحو.
ومن المعروف ان اعضاء الجماعات اليهودية في العصور الوسطى في الغرب، كانوا تجاراً ومرابين واقنان بلاط وارندا ويهود بلاط، وكلها اشكال مختلفة من أنماط الجماعة الوظيفية، وكانوا كذلك قريبين دائماً من الحاكم ملتصقين به، كما كانوا يشكلون أدواته الطيعة في عملية الاستغلال وامتصاص فائض القيمة من الجماهير.
ولكنهم، مع هذا، لم يشاركوا في صنع القرار، فقد كانوا منبتي الصلة بالجماهير وتعوزهم القوة العسكرية، وهذا ما جعلهم في حالة عجز واعتماد كامل على الحاكم الذي كانت ثقته بهم تتزايد لانهم لا يشكلون أية خطورة عليه بسبب عجزهم عن الاستيلاء على السلطة او لعدم وجود أساس من القوة يؤهلهم للمطالبة بنصيب فيها.



الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية   الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 7:48 am


قيادات الجماعات اليهودية:
يرى الصهاينة ان اعضاء الجماعات اليهودية، عبر تواريخهم، واجهوا دائماً مشكلة القيادة ومشكلة من يتحدث باسمهم امام السلطة الحاكمة.
ولم يواجه العبرانيون القدامى هذه المشكلة، ففي فترة الآباء كانت قيادتهم تتشكل من شيوخ القبيلة (القضاة).
وحسبما وصلنا من معلومات عن هذه الفترة السديمية، لم يكن هناك ما يميز العبرانيين عن سواهم من الاقوام المتجولة في الشرق الادنى في العالم القديم من ناحية البناء السياسي والطبقي.
وقد استمر الوضع على ذلك اثناء فترة القضاة حين ظهرت القيادة الكاريزمية القبلية التي لم تكن تختلف في جوهرها عن القيادة القبلية في عصر الآباء.
وبعد ذلك، ظهرت مؤسسة الملكية تساندها طبقة الكهنة، فقد حكم العبرانيين ملوك ابتداء من 1020 حتى 586ق.م.
ولكن، وبطبيعة الحال، كانت ثمة صراعات على القيادة لازمت هذه الممالك.
فبعد وفاة شاؤول، انقسمت المملكة الى قسمين، الجنوبي (يهودا) وقد استولى عليه داود، والشمالي (يسرائيل) الذي استولى عليه اشبعل ابن شاؤول.
وبعد سبع سنين ونصف السنة، اتحدت المملكتان ثانية تحت قيادة داود، ثم جاء سليمان وكانت اول خطوة قام بها ان قتل جميع منافسيه في الملك ليستريح من متاعبهم.
ولكن المملكة الموحدة انقسمت بعد موته مباشرةً الى مملكتين مستقلتين متخاصمتين ومتحاربتين: المملكة الشمالية وبقيت حتى عام 712 ق.م، والمملكة النوبية وبقيت حتى عام 586ق.م.
كما ان المملكتين كانتا بدورهما ميداناً لنزاعات داخلية مستمرة.
كما كان هناك صراع دائم بين الكهنة والملوك (المؤسسة الحاكمة) من جهة والأنبياء من جهة أخرى.
وبعد هذا التاريخ، أخذت مشكلة القيادة في الظهور بكل أشكالها، إذ تحول كثير من الجماعات اليهودية الى جماعات وظيفية.
وتتسم الجماعة الوظيفية بان قيادتها تهيمن على اعضائها لانها عادةً جماعة صغيرة عددياً، كما انها لابد ان تخضع لعملية ضبط اجتماعي هائلة حتى يتسنى لاعضائها القيام بوظائفهم وحتى يمكنهم توارث الخبرات من خلال الجماعة الوظيفية.وعادةً ما كانت النخبة لحاكمة تطلق يد قيادة الجماعة الوظيفية في تصريف امور الجماعة كشكل من اشكال الادارة الذاتية.
ومع ان الوضع في فلسطين كان مختلفاً، بطبيعة الحال، الا انه يلاحظ ان الجامعة اليهودية على أرض فلسطين فقدت استقلالها السياسي (باستثناء فترة الحشمونيين القصيرة) وأصبحت دولة تابعة لامبراطورية كبرى.
ولكن علاقة النخبة الحاكمة الامبراطورية بالقيادة اليهودية المحلية كانت لا تختلف كثيراً عن علاقة أية نخبة حاكمة بقيادات الجماعات اليهودية الوظيفية.
ومنذ فترة التهجير الى بابل، قام اعضاء الجماعات اليهودية بتصريف أمورهم الدينية وبعض أمورهم الدنيوية المحلية ذات الطابع الاداري، مثل مع الضرائب، بتصريح من السلطة الحاكمة وفي اطار الادارة الذاتية المعمول بها في معظم الامبراطوريات القديمة، شأنهم في هذا شأن كل الطوائف والجماعات الوظيفية في المجتمعات التقليدية وفي هذا الاطار تم تأسيس المجمع الكبير.
وقد استمر هذا النمط وساد بين اعضاء الجماعات اليهودية حتى القرن التاسع عشر، ثم تقلص بعد ذلك التاريخ الى تصريف الامور الدينية وحدها.
ولا يستثنى من هذا النمط الا اعضاء التجمع الصهيوني.
وقد تولي القيادة في غالب الامر تحالف من رجال الدين واثرياء اليهود وكانت التفرقة بينهم صعبة في معظم الاحيان.
وبعد مرسوم قورش بالعودة من بابل (538ق.م)، آلت القيادة الى طبقة الكهنوت المتركزة حول الهيكل، وتحالف معهم أثرياء اليهود الذين تأغرقوا، فقاومتهم العناصر العبرانية المحلية.
ثم ظهر من بينهم، لفترة زمنية قصيرة، ملوك الحشمونيين (142 ـ 65ق.م) الذين كانوا يحملون لقب الكاهن الاعظم، وقد تأغرق هؤلاء أيضاً وتعاونوا في نهاية الامر مع السلطة السلوقية ثم الرومانية.
اما حكم الهيروديين (ابتداءً من 37 ق.م)، فكان تابعاً للرومان تماماً.
ومن المعروف ان لقب (ملك روماني (دوكس)) الذي كان يحمله ملوكهم وبعض ملوك الحشمونيين من قبلهم، كان لقباً شرفياً وحسب اذ كانوا يدينون بالتبعية الكاملة لروما.
وقد كان الملوك الهيروديون يعينون كاهناً أعظم يعمل موظفاً لديهم ويدين لهم بالولاء.
وقد أصبح للجماعة اليهودية في بابل مركز سلطة مستقل يترأسه رأس الجالوت (المنفى).
وحين تعاظم عدد يهود مصر وتزايد نفوذهم، اصبح لهم، هم ايضاً، قيادتهم المستقلة بل هيكلهم المستقل.
وفي نهاية القرن الاول قبل الميلاد، ظهرت داخل اليهودية تيارات متعددة كان من اهمها الصدوقيون والفريسيون والغيوريون، طرح كل منهم نفسه باعتباره قيادة اليهود الحقيقية، في فلسطين اساساً، وفي العالم ككل.
ثم نشب التمردان اليهوديان الاول والثاني ضد الرومان واللذان انتهيا بتهديم الهيكل بيد الرومان، الامر الذي وضع نهاية للمرحلة العبرانية اليهودية.
ويلاحظ أنه، بعد هدم الهيكل، لا يوجد شكل واحد محدد للقيادة يسود الجماعات اليهودية إذ كانت كل جماعة خاضعة للتشكيل الحضاري السياسي الذي توجد فيه.
وعلى سبيل المثال، فان قيادة يهود الفلاشاه التي استمرت حتى العصر الحديث كانت قبلية، واصطبغت قيادة يهود بني اسرائيل في الهند بطابع هندي واضح، وتأثرت قيادة يهود كايفنج بالحضارة الصينية.
اما يهود الخزر، فقد سادت بينهم مؤسسة الملكية المزدوجة (التركية).
اما في الشرق الاسلامي، فقد ترأس الجماعات اليهودية رأس الجالوت (المنفى)، وكان منصبه المركزي تعبيراً عن مركزية الاقطاع في العالم الاسلامي.
وقد ظهر الى جواره نخبة قائدة دنيوية تستند هيبتها الى نجاحاتها التجارية وثرائها، وقد كانت هي التي تتحكم في النخبة الدينية.
وهذا وضع يشبه الوضع في الولايات المتحدة في الوقت الحالي، إذ ان اثرياء اليهود قد أمسكوا بزمام قيادة الجماعة اليهودية فعلياً، وتضاءل دور المفكرين الدينيين والحاخامات.
وحين كانت الدولة المركزية قوية، كان اليهود يتبعون مركزاً واحداً وقيادة واحدة.
وحينما كانت السلطة المركزية تضعف وتنقسم الدولة الى دويلات، كانت الجماعات اليهودية ذاتها تنقسم الى وحدات صغيرة تتبع كل منها الدولة التي تعيش فيها.في العالم الاسلامي على سبيل المثال، حينما كانت تحكمه سلطة مركزية قوية، كان منصب رأس الجالوت يتمتع بنفس القوة.
ومع تفكك الدولة الاسلامية الى دويلات او مقاطعات شبه مستقلة، ظهر منصب رئيس اليهود (نجيد) في مصر وفي غيرها من البلاد الاسلامية.
ومع هذا، كانت الجماعات اليهودية، داخل الاطار القوي للدولة العثمانية، منقسمة فيما بينها متصارعة الواحدة مع الاخرى، واحتفظت كل جماعة باستقلالها.ولكن حدثت عملية اندماج فيما بينها مع مرور الزمن نظراً لسيادة العنصر السفاردي، ولذا، فقد عينت الدولة العثمانية الحاخام باشي (في القرن التاسع عشر) ليمثل نوعاً من القيادة المركزية ليهود الدولة العثمانية.
ومن ناحية ظهور المسألة اليهودية وتطور الحركة الصهيونية، قد يكون من المفيد التركيز على أوربا وحدها.
ويلاحظ ان الاقطاع الاوربي لم يكن ذا سلطة مركزية واحدة وانما كان منقسماً الى وحدات صغيرة.
ومن الحقائق الاساسية التي تتعلق بالاقطاع الاوربي ان القيادات اليهودية انقسمت بانقسام الجماعات، فكان لكل جماعة يهودية وظيفية نخبتها القائدة التي كانت تتكون عادةً من كبار رجال الدين والممولين وتستبعد صغار رجال الدين والتجار.ويظهر هذا في مؤسسة القهال التي كانت تتكون من تنظيمات صغيرة متصارعة فيما بينها، ثم اصبحت في نهاية المر ممثلة في مجلس البلاد الاربعة الذي تم حله عام 1764، فعادت التوترات والصراعات بين منظمات القهال المختلفة مرة اخرى.
وفي بداية القرن السابع عشر، ظهر يهود البلاط (وهم من كبار الممولين الذين كان يعتمد عليهم الحاكم) الذين كانوا يكتسبون هيبة خاصة وشرعية نتيجة ارتباطهم بالحاكم ويتحولون الى قيادات للجماعة اليهودية ويتحدثون باسمها امام الامير.وكانت أهم وظيفة توكل الى القيادات وظيفة الوسيط (شتدلان)، تلك الوظيفة التي كانت مهمتها التوسط بين الحاكم واعضاء الجماعة.
وكان هؤلاء الوسطاء، بسبب ثرائهم ونفوذهم، يقدمون الصدقات للفقراء من اعضاء الجماعة، الامر الذي كان يعطيهم شرعية هائلة، فشرعية هذه القيادة كانت تستند الى ثرائها والى نجاحها في عالم الاغيار، والى تقبل عالم الاغيار لها، وهي ليست قيادة دينية أو نابعة من داخل حركيات الجماعة اليهودية.
ومع تدهور الجماعة اليهودية في شرق أوربا، في بولندا وروسيا اللتين كانتا تضمان معظم يهود أوربا والعالم، تدهورت هذه القيادات أيضاً واصبحت فاسدة، وتحول القهال من شكل للادارة الذاتية الى اداة استغلال وقمع.
وكان منصب الحاخام يباع ويشترى وكذلك منصب القاضي، وهو ما كان يجعل الرشوة أمراً طبيعياً في المحاكم الشرعية اليهودية، وهكذا ازداد انفصال القيادات الدينية والدنيوية عن جماهيرها.
وربما كان هذا الوضع المتردي أحد العناصر التي أدت الى تفجر النزعات المشيحانية والحركات الشبتانية التي جاءت بعدها، والتي كان تمثل، فيما كانت تمثله، ثورة ضد القيادة التقليدية المكونة من الحاخامات والاثرياء، فضمت عناصر كثيرة من بينها صغار الممولين وصغار الحاخامات، وكل من اهتز وضعه الاقتصادي نتيجة التحولات الاقتصادية، وكل من استبعدته أشكال التنظيم القديمة.
وقد كان لهذه الحركات قيادتها الكاريزمية، يتبع كل قائد مريدوه وأتباعه وجماهيره.
ولما كان لكل جماعة، مثل الدونمه والفرانكيين، طقوسها ومعتقداتها المتميزة عن طقوس ومعتقدات اليهودية الحاخامية، فقد شكلت مثل هذه الجماعات جيوباً مستقلة.
وكثيراً ما كانت هذه الجماعات تطلب الى الحاكم ان يحميها من اضطهاد القيادات الحاخامية والمالية.
وقد كانت الحركة الحسيدية اكثر الحركات الصوفية (الشباتانية) انتشاراً وجماهيرية.
وكان لكل جماعة حسيدية قائدها (تساديك) وهو زعيمها الديني الصوفي الذي كانت تقوم بينه وبين اتباعه علاقة مباشرة حميمة، فهو الصلة الوحيدة بينها وبين الاله حسب التصور القبالي.
وقد حل التساديك محل الحاخام بالنسبة الى الحسيديين.
غير أن التحدي الاكبر للمؤسسة الحاخامية جاء من بين صفوف دعاة حركة التنوير (مسكليم) مع نهاية القرن الثامن عشر بتأييد من التجار اليهود الذين كانوا يشكلون جزءاً من الاقتصاد الرأسمالي الصناعي الجديد الذي جعل وجود الجماعات الوظيفية (اليهودية وغير اليهودية) غير ذي موضوع.
وقد تلقى هؤلاء تعليمهم خارج المحيط اليهودي التقليدي.
وكانوا قادرين على التعامل بكفاءة مع العالمين اليهودي والمسيحي واالتقليدي والحديث، فطرحوا انفسهم باعتبارهم القيادة المنطقية للجماعات اليهودية، والقادرين على التحدث باسمها، والعارفين بمصالحها، حتى ولو رفض السواد الاعظم من اليهود ذلك الرأي.
وكانت الحكومات الغربية الحريصة على تحديث اعضاء الجماعات اليهودية وعلى علمنتهم، تؤثر التعامل معهم، وهذا يعني ان دعاة التنوير كانوا، مثل يهود البلاط، يكتسبون شرعيتهم من عالم الاغيار.
وحينما ظهرت الحركة الصهيونية، كانت بعض اشكال القيادة التقليدية لا تزال سائدة برغم تزايد تحديث اعضاء الجماعات اليهودية ودمجهم في مجتمعاتهم.ولا يمكن فهم سلوك الزعامات الصهيونية في شرق أوربا الا في ضوء هذه الحقيقة.
وقد كانت منظمات احباء صهيون منظمات حديثة تنطلق من مفاهيم حديثة مثل تطبيع الشخصية اليهودية وحل المسألة اليهودية عن طريق الاستعمار.ولكن، ورغم ان المفكرين الصهيونيين ليو بنسكر (1812 ـ 1891) وموشيه ليلينبلوم (1814 ـ 1898) تلقيا تعليماً علمانياً، فانهما حينما بدأ في التحرك اتبعا النمط التقليدي فطلبا الى الحاخام صمويل موهيليفر (1824 ـ 1898) ان يتوجه الى المليونير الالماني اليهودي سمسون روفائيل هيرش (1808 ـ 1818) والمليونير الفرنسي اليهودي ادمون جيمس وروتشيلد (1845 ـ 1934) ليطلب منهما تقديم المساعدة لمشروعهما الاستيطاني، أي انهما توجها للوسيط (شتدلان) التقليدي (الحاخام) الذي يتوجه الى الثري حتى يتوسط لدى الحكومات المعنية وحتى يزودهما بالدعم المالي الذي يريدانه.
وظلت الحركة الصهيونية قابعة داخل هذه الرؤية الضيقة، الى ان جاء تيودور هرتزل (1860 ـ 1904) الصحفي النمساوي اليهودي ومؤسس المنظمة الصهيونية وحدث الحل الصهيوني فخرج به من الاطار اليهودي التقليدي وتخطى الوسطاء التقليديين وطرح المسألة في اطار استعماري غربي لا علاقة له باشكال القيادة التقليدية المألوفة لدى اليهود فتوجه الى الدول الغربية الاستعمارية.ولذا، فقد نجح هرتزل فيما فشل فيه احباء صهيون ويهود شرق أوربا، فأسس المنظمة الصهيونية العالمية التي اصبحت الوسيط المباشر بين اعضاء الجماعات اليهودية والقوى الامبريالية، وظل مهيمناً عليها تماماً حتى موته.
وقد ظن صهاينة الغرب ان هيمنتهم على المنظمة ستستمر وان صهاينة الشرق سيستمرون في تلقي الاوامر والاذعان لها.
لكن، بعد موت هرتزل بفترة قصيرة، استولى صهاينة شرق اوربا على المنظمة على اساس ان الكثافة السكانية اليهودية تتركز في بولندا وروسيا، وعلى اساس انهم اولى بالتعبير عنها وعن مصالحها، وخصوصاً بعد ان تعلموا الدرس من هرتزل وتجاوزوا الاطار اليهودي المحض واتصلوا بالقوات الاستعمارية الغربية.
ويعد وعد بلفور الشكل الجديد الذي يحدد العلاقة بين الجماعات اليهودية والحضارة الغربية حيث قامت الزعامة الصهيونية بدور الشتلان او الوسيط الحديث، فعرضت تهجير فائض اوربا من اليهود الى فلسطين تخلصاً منهم، ولتأسيس قاعدة للاستعمار الغربي، على ان يقوم الغرب بحمايتهم في المقابل.
وقد قبل الغرب هذه الرؤية، وتم توقيع وعد (عقد) بلفور في هذا الاطار، حيث يقوم اليهود تحت زعامة الحركة الصهيونية بتصريف أمورهم الدينية باستقلال كامل، وتصريف أمورهم الادارية والسياسية المحلية في المستوطن الصهيوني، على ان يتحرك الجميع في اطار المصالح الامبريالية الغربية.
وهذا الوضع لا يختلف في اساسياته عن وضع الجماعات اليهودية داخل اطار الامبراطوريات القديمة.
ولذا، تم القضاء على المعارضة اليهودية للصهيونية أو كبح جماحها واستولت الصهيونية على الجماهير اليهودية من خلال الضغط (من فوق) أي من جهة الدولة الامبريالية الراعية.
ومن الامور التي تستحق التأمل والدراسة ان معظم كبار المفكرين من اعضاء الجماعات اليهودية لا ينضمون الى الحركة الصهيونية وهو ما يعني ان قيادة الجماعات اليهودية قد سقطت في يد صغار المفكرين الصهاينة الذين لا يتمتعون بأية آفاق فكرية فسيحة او رؤى تاريخية عميقة.
ولم يتوقف الصراع على زعامة الجماعات اليهودية، بعد وعد بلفور، سواء على الصعيد العالمي او داخل المستوطن الصهيوني.
اما على الصعيد العالمي وداخل الحركة الصهيونية، فان الصراع أصبح يدور بين اعضاء الجماعات اليهودية بما لهم من مصالح وارتباط بأوطان وهويات ثقافية متنوعة من جهة وبين المنظمة الصهيونية من جهة اخرى، فهي تريد ان توظف كل شيء لصالح المستوطن الصهيوني وترى ان الجماعات اليهودية ليست الا وسيلة تخدم الغايات النهائية للصهيونية.
وهذا الصراع مستمر حتى الآن وينعكس في حوادث متفرقة كما حدث عند اكتشاف نشاط بولارد، الجاسوس الامريكي اليهودي.
كما نشب صراع جانبي آخر على قيادة الجماعات بين صهاينة الداخل المستوطنين (أي الاسرائيليين) وصهاينة الخارج التوطينيين (أي اعضاء المنظمة الصهيونية العالمية).
وقد حسم الصراع الى حد كبير لصالح الصهاينة المستوطنين، وتحولت المنظمة الصهيونية العالمية الى اداة تابعة لحكومة المستوطن الصهيوني.
ولا تزال هناك اصداء للصراع القديم على قيادة الجماعات بين الصهيونية واعداء الصهيونية من اليهود.
ولكن هذا الصراع، مثل كثير من الصراعات الشبيهة، تم حسمه لصالح الحركة الصهيونية.
ودار صراع ثالث حول القيادة داخل المستوطن الصهيوني، وهو صراع ذو أبعاد عديدة.
وينبغي ملاحظة أنه لا يوجد تجانس كبير بين أعضاء النخبة الحاكمة في اسرائيل وزعاماتها، ولا داخل أعضاء المستوطن الصهيوني فيما بينهم، فأمثال ديفيد بن جوريون ومناحم بيجين وشيمون بيريز واسحاق شامير جاؤوا من بولندا، وأمثال حاييم وايزمان وملاديمير جابوتنسكي وليفي إشكول مهاجرون من روسيا، وييجال آلون وآرييل شارون واسحاق رابين ولدوا في فلسطين، وديفيد ليفي وشاحل من الدول العربية، وجولدا مائير وموشيه آرينز ومائير كهانا وأبا إيبان من الدول الناطقة بالانجليزية.
ومعظم القادة المذكورين لا دينيون ولا يؤمنون باليهودية كعقيدة وإنما يتخذونها انتماءاً اثنياً وحسب.
ولذا، فقد نشب كثير من الصراعات بينهم حول توجّه الدولة الصهيونية وقيادتها، فهناك صراع إثني بين الإشكناز وبقية أعضاء المستوطن من يهود سفارد وعرب وغيرهم.
كما يوجد صراع بين المؤسسة العمالية الصهيونية من جهة وبعض كبار المموّلين ودعاة الاقتصاد الحر ومن يتبعهم من قطاعات شعبية محبطة لا تجد وسيلة للإفصاح عن سخطها من جهة أخرى.
وقد أخذ الصراع بين الدينيين واللادينيين في التصاعد، كما يلاحظ أن هناك صراع أجيال غير واضح على سطح الأحداث، ويطرح كل قطاع من أعضاء النخبة والزعامات نفسه باعتباره القيادة الأكثر كفاءة.
بل يدور الآن صراع حاد بين القوى الدينية المختلفة: الصهاينة المتدينين والليتوانيين وحبد والسفارد… الخ.



الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية   الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 7:49 am


نفع اليهود:
وجّه الصهاينة سهام نقدهم لأعضاء الجماعات اليهودية وناقشوا المسألة اليهودية في إطار مفهوم (نفع اليهود)، أي في الإطار العلماني العقلاني المادي الشامل الذي طرحته الحضارة الغربية.
و(نفع اليهود) عبارة تعني ضرورة النظر الى أعضاء الجماعات اليهودية من منظور مدى نفعهم للمجتمعات التي يوجدون فيها، وهو واحد من أهم الموضوعات الأساسية، الواضحة والكامنة، التي تتواتر في الكتابات الصهيونية والمعادية لليهود، وبخاصة النازية.
والدفاع عن اليهود من منظور نفعهم يتضمن داخله قدراً كبيراً من رفضهم وعدم قبولهم كبشر لهم حقوقهم الإنسانية المطلقة.
فالعنصر النافع عنصر متحوسل يُستفاد منه طالما كان نافعاً ومنتجاً، كما يجب التخلص منه إن أصبح غير نافع وغير منتج.
وهذا المقياس لم يطبق على أعضاء الجماعات اليهودية وحدهم، وإنما على كل أعضاء المجتمع الذي تحكمه الدولة القومية المطلقة العلمانية التي تقوم بحوسلة الطبيعة والانسان.
ومفهوم نفع الإنسان مفهوم محوري في فكر حركة الاستنارة نابع من الواحدية المادية.
وقد كانت الجماعات اليهودية تضطلع بدور الجماعة الوظيفية في كثير من المجتمعات، فكان بعضها يضطلع بدور الجماعة الوظيفية القتالية والاستيطانية في العصور القديمة، وتحولوا الى جماعة وظيفية تجارية في العصور الوسطى في الغرب.
وكان ينظر اليهم باعتبارهم مادة بشرية تستجلب للمجتمع كي تقوم بدور او وظيفة محددة، ويتم قبولها او رفضها في إطار مدى النفع الذي سيعود على المجتمع من جراء هذه العملية.
ومما دعّم هذه الرؤية، فكرة الشعب الشاهد التي تنظر الى اليهود كأداة للخلاص، ومن ثم ينبغي الحفاظ عليهم بسبب دورهم الذي يلعبونه في الدراما الدينية الكونية، وهي الفكرة التي سادت اوروبا الكاثوليكية الاقطاعية.
وقد كان وضع اليهود مستقراً تماماً داخل المجتمعات الغربية كجماعة وظيفية وسيطة ذات نفع واضح.
ولكن هذا الوضع بدأ في التقلقل مع التحولات البنيوية العميقة التي خاضها المجتمع الغربي ابتداء من القرن السابع عشر وظهور الثورة التجارية.
ولم يعد بالإمكان الاستمرار في الدفاع عن وجود اليهود من منظور فكرة الشعب الشاهد (الدينية).
فظهرت فكرة العقيدة الألفية او الاسترجاعية التي تجعل الخلاص مشروطاً بعودة اليهود الى فلسطين.
ولكن هذه الأسطورة ذاتها لا تزال مرتبطة بالخطاب الديني، ولم يكن مفر من أن يتم الدفاع عن اليهود على أسس لا دينية علمانية، ومن ثم، ظهرت فكرة نفع اليهود للدولة، هذا المطلق العلماني الجديد، فتم الدفاع عن عودة اليهود الى انجلترا في القرن السابع عشر من منظور النفع الذي سيجلبونه على الاقتصاد الانجليزي، حيث نُظر اليهم كما لو كانوا سلعة او أداة إنتاج.
وكان المدافعون عن توطين اليهود يتحدثون عن نقلهم على السفن الانجليزية بما يتفق مع قانون الملاحظة الذي صدر آنذاك ويجعل نقل السلع، الى انجلترا ومنها، حكراً على السفن الانجليزية.
كما أن كرومويل فكر في إمكانية توظيفهم لصالحه كجواسيس.
وعمل اليهود في تلك المرحلة في وسط أوروبا كيهود بلاط، وهم جماعة وسيطة يستند وجودها ايضاً الى مدى نفعها.
وحينما قام أعداء اليهود بالهجوم عليهم من منظور ضررهم وانعدام نفعهم، دافع أعضاء الجماعات اليهودية عن أنفسهم لا من منظور حقوقهم كبشر، وإنما من منظور نفعهم ايضاً.
وقد استمر هذا الموضوع الكامن شائعاً في الفكر الغربي، ثم ازداد انتشاره وتواتره مع علمنة الحضارة الغربية وسيادة الفلسفات المادية النفعية التي تحكم على مجالات الحياة كافة، وليس على اليهود بمفردهم، من منظور المنفعة.
ولذا، نجد أن فكرة نفع اليهود تزداد محورية في الفكر الغربي في أواخر القرن الثامن عشر، وهي أيضاً المرحلة التي لم يعد فيها وضع أعضاء الجماعات اليهودية في الغرب مقلقلاً وحسب، بل وصل فيها الى مرحلة الأزمة.
ولا يمكن فهم تاريخ الحركة الصهيونية ولا تاريخ العداء لليهود (بما في ذلك النازية) إلا في إطار مفهوم المنفعة المادية هذا.
فقد تبنّى المعادون لليهود هذا المفهوم وصدروا عنه في رؤيتهم وأدبياتهم، فراحوا يؤكدون أن أعضاء الجماعة اليهودية شخصيات هامشية غير نافعة، بل ضارة يجب التخلص منها، وتدور معظم الادبيات العنصرية الغربية في القرن التاسع عشر حول هذا الموضوع، وهي اطروحة لها أصداؤها ايضاً في الأدبيات الماركسية، وضمن ذلك أعمال ماركس نفسه، حيث يظهر اليهودي باعتباره ممثلاً لرأس المال الطفيلي الذي يتركز في البورصة ولا يغامر أبداً بالدخول في الصناعة.
وتظهر الأطروحة نفسها في كتابات ماكس فيبر الذي يرى أن رأسمالية اليهود رأسمالية منبوذة، بمعنى أنها رأسمالية مرتبطة بالنظام الإقطاعي القديم ولا علاقة بها بالنظام الرأسمالي الجديد (ومن المفارقات أن اليهود الذي كان رمزاً لرأس المال المحلي المتجذر، اصبح هنا رمز رأس المال الاجنبي الطفيلي المستعد دائماً للرحيل والهرب).
وقد وصل هذا التيار الى قمته في الفكر النازي الذي هاجم اليهود لطفيليتهم وللأضرار التي يلحقونها بالمجتمع الالماني وبالحضارة الغربية.



الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية   الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 7:49 am

وقد قام النازيون بتقسيم اليهود بصرامة منهجية واضحة الى قسمين:
1ـ يهود غير قابلين للترحيل، وهم أكثر اليهود نفعاً.
2ـ يهود قابلون للترحيل (بالانجليزية: ترانسفيرابل Transferable) وقابلون للتخلص منهم (بالانجليزية: ديسبوزابل Disposable) ويستحسن التخلص منهم بوصفهم عناصر غير منتجة (أفواه تأكل ولا تنتج (بالانجليزية: يوسلس ايترز Useless eaters) حسب التعبير النازي المادي الرشيد الطريف) وبوصفهم عناصر ضارة غير نافعة لا أمل في إصلاحها او في تحويلها الى عناصر نافعة منتجة.
والتعبيرات المجازية التي تستخدم للاشارة الى الدولة الصهيونية تؤكد كلها كونها أداة نافعة؛ فالدولة هي حصن ضد الهمجية الشرقية (وضد الأصولية الاسلامية في الوقت الحالي)، وهي مؤخراً حاملة طائرات لأميركا، وهي في كلتا الحالتين ليس لها قيمة ذاتية، وإنما تنبع قيمتها مما تؤديه من خدما وما تجلبه من منفعة، فالدولة هنا وظيفة ودور وليست كياناً مستقلاً له حركياته.
وهي تستمد استمرارها، بل وجودها، من مدى مقدرتها على أداء هذا الدور.
ولذا فنحن نشير الى الدولة الصهيونية باعتبارها دولة مملوكية، علاقتها بالغرب تشبه علاقة المملوك بالسلطان فهي علاقة نفعية محضة، مستمرة طالما استمرت حاجة السلطان الى الأداء المملوكي، ونحن نشير لها كذلك باعتبارها الدولة الوظيفية، أي الدولة التي تضمن استمرارها وبقاءها من خلال أدائها لوظيفتها.وربما يبيّن هذا مدى أهمية الانتفاضة التي أثبتت ان الدولة الصهيونية غير قادرة على أداء دورها ووظيفتها كقاعدة استراتيجية في الشرق الأوسط، وأن نفعها ليس كبيراً، وأن أداءها لوظيفتها أصبح أمراً مكلِّفاً للغاية.
ومن هنا تحرك الدولة الصهيونية السريع لتجد لنفسها وظيفة جديدة، فبدلاً من أن تكون حاملة طائرات او معسكراً للمماليك، ستصبح (سوبر ماركت) مثل سنغافورة، ومركزاً للسماسرة والصيارفة، وربما ركيزة أساسية لقطاع اللذة (ملاهي ـ كباريهات ـ مصحات ـ سياحة).
ومنها أهمية توقيع اتفاقية السلام والإصرار على ضرورة رفع المقاطعة العربية، حتى يتسنى للدولة الصهيونية أن تلعب دورها الجديد الذي لا يختلف كثيراً عن بعض الأدوار التي كان يلعبها أعضاء الجماعات الوظيفية اليهودية في الغرب.
إن الدولة الصهيونية ستصبح سوبر ماركت، أي فردوساً ارضياً يضم كل السلع التي يحلم بها الإنسان، فيذوب فيها ويفقد حدوده وينسى كل المنغِّصات، مثل التاريخ، والذاكرة القومية، والهوية، والكرامة، والقيم الأخلاقية.
العداء الصهيوني لليهود
تبلورت الأفكار الصهيونية والمعادية لليهود في أوروبا في القرن التاسع عشر، وهي الحقبة التاريخية التي تبلورت فيها النظرية العرقية الغربية الخاصة بالتفاوت بين الناس بسبب الاختلاف بينهم في خصائصهم التشريعية والعرقية والإثنية ومن ثم نجد أن الرؤية الكامنة في كل من الصهيونية ومعاداة اليهود واحدة.
وأن كثيراً من مقولات الصهيونية هي مقولات عرقية معادية لليهود.
ويرى الصهاينة أن معاداة اليهود ظاهرة طبيعية ورد فعل طبيعي وحتمي لوجود اليهود كجسم غريب في المجتمعات المضيفة.
وقد نشأت صداقة عميقة بين حاييم وايزمان وريتشارد كروسمان (الزعيم العمالي البريطاني) حين اعترف هذا الأخير بأنه (معاد لليهود بالطبع).
وقد كان تعليق وايزمان على ذلك: لو قال كروسمان غير ذلك فإنه يكون إما كاذباً على نفسه او كاذباً على الآخرين.
وقد وصف المفكر الصهيوني الروسي جيكوكب كلاتزكين (1882 ـ 1948) العداء لليهود بأنه دفاع مشروع عن الذات.
وقد ميّز هرتزل بين العداء لليهود وبين التعصب الديني القديم، ووصف هذا العداء الحديث بأنه (حركة بين الشعوب المتحضرة) تحاول من خلالها التخلص من شبح يطاردها من ماضيها.
بل يرى الصهاينة أن هذه المعاداة هي أحد ثوابت النفس البشرية، فهي تشبه المطلق الأفلاطوني او المرض المستعصي.
وقد عبّر اسحاق شامير، رئيس وزراء اسرائيل الأسبق، عن معاداة البولنديين لليهود، فأشار الى أنهم يرضعونها مع لبن امهاتهم.
ويعادل شامير بذلك بين الفعل الأخلاقي والفعل الغريزي البيولوجي، وهو ما يبين أنه يدور في اطار الحلولية بدون إله، وهذا ما يفعله ايضاً نوردو وايزمان وهتلر.
فقد وصف وايزمان معاداة اليهود بأنها مثل البكتريا التي قد تكون ساكنة احياناً، ولكنها حين تسنح لها الفرصة فإنها تعود اليها الحياة، وهكذا لا يميّز الصهاينة بين الأشكار المختلفة لمعاداة اليهود وإنما يرونها كلاً عضوياً واحداً يتكرر في كل زمان ومكان، كما يرون عدم جدوى الحرب ضد هذه الظاهرة باعتبارها احد الثوابت وإحدى الحتميات.



الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية   الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 7:50 am

والموقف الصهيوني من اليهود، كما أسلفنا، لا يختلف في أساسياته عن موقف المعادين لليهود:
1ـ فكلا الموقفين يصدر عن الإيمان بأن اليهود شعب عضوي له عبقريته الخاصة وأن ثمة جوهراً يهودياً هو الذي يميز اليهودي عن غيره من البشر، وأن هذا الجوهر لا يتغير بتغير الزمان والمان، فاليهود دائماً يهود.
ومن هنا، فإن تصرف اليهودي كالأغيار هو تصرف مصطنع لا يعبّر عن اندماجه في مجتمعه وتمثّله قيمه وإنما يعبر عن ازدواجية في الذات.
ومهما يكن ما يبديه اليهودي من ولاء لوطنه، فهو ولاء مشكوك فيه.
ومن هنا يحارب الصهاينة وأعداء اليهود ضد اندماج اعضاء الجماعات اليهودية في مجتمعاتهم.
وقد نادى الصهاينة بضرورة رفض (سم الاندماج) او (الهولوكوست الصامت).
وكذلك، فإن المعادين لليهود يرون أن اليهودي المندمج يقلد الأغيار كالببغاء، فهو شخصية خطرة غير أصيلة تهدد نسيج المجتمع، وهو خطر حتى دون أن يدري.
ولهذا كان النازيون يتعاملون مع الصهاينة فقط لإصرارهم على هويتهم اليهودية.
2ـ يرى الفريقان أن اليهود شعب عضوي لا يمكن أن يهدأ له بال إلا بأن يستقر في الأرض التي يرتبط بها برباط أزلي عضوي.
ومن هنا، يرفض المعادون لليهود، وكذلك الصهاينة، الكفاح من أجل اعطاء اليهود حقوقهم السياسية والمدنية الكاملة في أوطانهم، وبالتالي فلابد من (هجرة) اليهود الى فلسطين أو (طردهم) اليها.
ومهما كان المصطلح أو المسوغ، فإن الحركة المثلى المقترحة واحدة، وهي نقل اليهود من أوطانهم الفعلية الى وطنهم القومي العضوي الوهمي.
والواقع أن فكرة (الشعب العضوي) تحوي ايضاً فكرة (الشعب العضوي المنبوذ)، وهي أساس تحالف الصهاينة والمعادين لليهود فكلاهما يهدف الى إخلاء اوروبا منهم.
3ـ إذا كان اليهود يشكلون في رأي الصهاينة، كلاً عضوياً يعبّر عنه في الانجليزية بكلمة (جوري Jewry)، فإنهم مترابطون ترابطاً عضوياً لا فرق فيه بين الكل والجزء.
ولذا، يتحدث الصهاينة عن (العبقرية اليهودية) باعتبارها تعبير الجزء عن الكل.
وهم ايضاً يرون أن الهجوم على أية جماعة يهودية هو هجوم على الشعب اليهودي بأسره، بغض النظر عن الظروف التاريخية.
ويتبنى أعداء اليهود النظرة نفسها، فهم يرون تماثل الجزء والكل، وحينما يرتكب مجموعة من اليهود جرماً معيناً او ينتشر بينهم الفساد، فإن هذا يصلح أساساً للتعميم على كل اليهود.
وفي الواقع، فإن الحديث عن جرائم اليهود يشبه تماماً الحديث عن عبقريتهم.
4ـ تبنّى الصهاينة كثيراً من مقولات المعادين لليهود في الغرب، وكثيراً من صورهم الإدراكية النمطية، وتزخر الكتابات الصهيونية بالحديث عن الشخصية اليهودية المريضة غير الطبيعية والهامشية وغير المنتجة التي لا تجيد إلا العمل في التجارة.
بل إن ماكس نوردو، ومن بعده هتلر، طبّق الصورة المجازية العضوية لا على معاداة اليهود بل على اليهود أنفسهم، فقد شبههم بالكائنات العضوية الدقيقة التي تظل غير مؤذية على الإطلاق طالما أنها في الهواء الطلق، لكنها تسبب افظع الأمراض إذا حُرمت من الأكسجين، ثم يستطرد هذا العالم العنصري ليحذر الحكومات والشعوب من أن اليهود يمكن ان يصبحوا مصدراً لمثل هذا الخطر.
وقد ذكر يهودا جوردون أن تفوّق اليهودي المستنير يكمن في أنه يعترف بالحقيقة، أي يقبل اتهامات المعادين لليهود.
وقد قال برنر: (إن مهمتنا الآن هي أن نعترف بوضاعتنا منذ بدء التاريخ حتى يومنا هذا) فاليهود شعب نصف ميت يعيش بقيم السوق، لا يمانع في حياة كحياة النمل او الكلاب، مصاب بطاعون التجول) ـ ويمكن ان نحد عبارات مماثلة او أكثر قسوة في الأدبيات الصهيونية.
ومن هنا، يؤمن الصهاينة بضرورة تطبيع الشخصية اليهودية حتى تتفق مع نمط الشخصية غير اليهودية الطبيعية السوية.
5ـ لا يقل عداء الصهاينة لليهودية عن عداءهم لليهود، فقد رفضوا العقيدة اليهودية وحاولوا علمنتها من الداخل.
ومع هذا، يرى بعض الصهاينة أن معاداة اليهود بين الأغيار هي وحدها التي أدت الى بقاء الشعب اليهودي، أي أن عضوية الشعب او مصدر تماسكه العضوي ليس شيئاً جوانياً (الهوية اليهودية ـ التراث اليهودي) وإنما شيء براني: عداء اليهود.
ولكل هذا، فإن الصهاينة يعتبرون اعداء اليهود حلفاء طبيعيين لهم وقوة ايجابية في نضالهم (القومي) لتهجير اليهود من أوطانهم.
ولذا، كان تيودور هرتزل على استعداد للتعاون مع فون بليفيه وزير الداخلية الروسي، كما تحالف فلاديمير جابوتنسكي مع الزعيم الأوكراني بتليورا الذي ذبحت قواته آلاف اليهود بين عامي 1918م، و1921م، وتعاون الصهاينة مع النازيين داخل ألمانيا وخارجها.
ويتحالف الصهاينة في الوقت الحالي مع الجماعات الأصولية المسيحية في الولايات المتحدة والمعروفة بعدائها العميق لليهود.
بل إن المؤسسة الصهيونية تستخدم أحياناً وسائل المعادين لليهود لحمل اليهود على الهجرة، كما حدث في العراق عام 1951م، حين ألقى العملاء الصهاينة بالقنابل على المعبد اليهودي في بغداد.
وعلى كل، فقد صرح كلتزكين بقوله: (إنه بدلاً من إقامة جمعيات لمناهضة المعادين لليهود الذين يريدون الانتقاص من حقوقنا، يجدر بنا أن نقيم جمعيات لمناهضة اصدقائنا الراغبين في الدفاع عن حقوقنا).
وقد استمرت ظاهرة معاداة الصهيونية لليهود بعد تأسيس الدولة الصهيونية، بل يلاحظ أنها ازدادت حدة وتبلوراً بين أعضاء جيل الصابرا (أي أبناء المستوطنين الصهاينة المولودين في فلسطين).
فهؤلاء ينظرون الى (يهود المنفى) (أي يهود العالم) من خلال مقولات معاداة اليهودية وصورها النمطية.
ويزخر الأدب الاسرائيلي بأعمال أدبية تصدر عن رفض ثقافي وأخلاقي بل وعرقي عميق ليهود الخارج.



الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Empty
مُساهمةموضوع: رد: الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية   الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية Emptyالأربعاء 01 نوفمبر 2023, 7:50 am

اليهود في مقابل الأغيار
الصهيونية، بنزعتها الوثنية الحلولية المتطرفة، تميل نحو العنف، ولذا فهي تميل نحو التفريق بين اليهود والأغيار.
و(الاغيار) هي المقابل العربي للكلمة العبرية (جوييم)، وهذه هي صيغة الجمع للكلمة العبرية (جوي) التي تعني (شعب) او (قوم) (وقد انتقلت الى العربية بمعنى (غوغاء) و(دهماء).
وقد كانت الكلمة تنطبق في بادئ الأمر على اليهود وغير اليهود ولكنها بعد ذلك استخدمت للإشارة الى الأمم غير اليهودية دون سواها، ومن هنا كان المصطلح العربي (الأغيار).
وقد اكتسبت الكلمة ايحاءات بالذم والقدح، وأصبح معناها (الغريب) أو (الآخر).
والأغيار درجات أدناها العكوم، أي عبدة الأوثان والأصنام (بالعبرية: عوبدي كوخافيم او مزالوت أي (عبدة الكواكب والأفلاك السائرة))، وأعلاها اولئك الذين تركوا عبادة الأوثان، أي المسيحيون والمسلمون.
وهناك ايضاً مستوى وسيط من الأغيار (جيريم) أي (المجاورين) او(الساكنين في الجوار) (مثل السامريين).
ولا يوجد موقف موحد من الأغيار في الشريعة اليهودية.
فهي بوصفها تركيباً جيولوجياً تراكمياً، تنطوي على نزعة توحيدية عالمية وأخرى حلولية قومية.
وتنص الشريعة اليهودية على أن الأتقياء من كل الأمم سيكون لهم نصيب في العالم الآخر، كما أن هناك في الكتابات الدينية اليهودية إشارات عديدة الى حقوق الأجنبي وضرورة إكرامه.
وتشكل فكرة شريعة نوح إطاراً أخلاقياً مشتركاً لليهود وغير اليهود.
ولكن، الى جانب ذلك، هناك ايضاً النزعة الحلولية المتطرفة، التي تتبدى في التمييز الحادّ والتقاطع بين اليهود كشعب مختار او كشعب مقدّس يحل فيه الإله من جهة والشعوب الأخرى التي تقع خارج دائرة القداسة من جهة أخرى.
فقد جاء في سفر أشعياء (5 - 61 - 6): (ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنو الغريب حراثيكم وكراميكم.
أما أنتم فتُدعون كهنة الرب تسمّون خدام إلهنا.
تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمرون).
كما جاء في سفر ميخا (4/12): (قومي ودوسي يا بنت صهيون لأني أجعل قرنك حديداً واظلافك اجعلها نحاساً فتسحقين شعوباً كثيرين).
وقد ساهم بعض حاخامات اليهود في تعميق هذا الاتجاه الانفصالي من خلال الشريعة الشفوية التي تعبّر عن تزايد هيمنة الطبقة الحلولية داخل اليهودية، فنجدهم قد أعادوا تفسير حظر الزواج من أبناء الأمم الكنعانية السبع الوثنية (تثنية 7/2ـ4)، ووسعوا نطاقه بحيث اصبح ينطبق على جميع الأغيار دون تمييز بين درجات عليا ودنيا.
وقد ظل الحظر يمتد ويتسع حتى اصبح يتضمن مجرد تناول الطعام (حتى ولو كان شرعياً) مع الأغيار، بل أصبح ينطبق ايضاً على طعام قام جوي (غريب) بطهوه، حتى وإن طبّق قوانين الطعام اليهودية.
كما أن الزواج المختلط، أي الزواج من الأغيار، غير معترف به في الشريعة اليهودية، وينظر الى الاغيار على أعتبار انهم كاذبون في طبيعتهم، ولذا لا يؤخذ بشهاداتهم في المحاكم الشرعية اليهودية، ولا يصح الاحتفال معهم بأعيادهم إلا إذا أدى الامتناع عن ذلك الى الحاق الأذى باليهود.
وقد تم تضييق النطاق الدلالي لبعض كلمات، مثل (أخيك) و(رجل)، التي تشير الى البشر ككل بحيث اصبحت تشير الى اليهود وحسب وتستبعد الآخرين، فإن كان هناك نهي عن سرقة (أخيك) فإن معنى ذلك يكون في الواقع (أخيك اليهودي).
وقد تحول هذا الرفض الى عدوانية واضحة في التلمود الذي يدعو دعوة صريحة (في بعض اجزائه المتناقضة) الى قتل الغريب، حتى ولو كان من أحسن الناس خلقاً.
وقد سببت هذه العدوانية كثيراً من الحرج لليهود أنفسهم الأمر الذي دعاهم الى اصدار طبعات من التلمود بعد إحلال كلمة (مصري) او (صدوقي) أو (سامري)، محل كلمة (مسيحي) او (غريب).
وأصبح التمييز ذا طابع انطولوجي في التراث القبّالي، وخصوصاً القبّالاه اللوريانية بنزعتها الحلولية المتطرفة، حيث ينظر الى اليهود باعتبار أن أرواحهم مستمدة من الكيان المقدّس، في حين صدرت أرواح الأغيار من المحارات الشيطانية والجانب الآخر (الشرير) والخيرون من الأغيار هم أجساد أغيار لها أرواح يهودية ضلت سبيلها.
وقد صاحب كل هذا تزايد مطّرد في عدد الشعائر التي على اليهودي أن يقوم بها ليقوي صلابة دائرة الحلول والقداسة التي يعيش داخلها ويخلق هوة بينه وبين الآخرين الذين يعيشون خارجها.
والواقع أن هذا التقسيم الحلولي لليهود الى يهود يقفون داخل دائرة القداسة، وأغيار يقفون خارجها، ينطوي على تبسيط شديد، فهو يضع اليهودي فوق التاريخ وخارج الزمان، وهذا ما يجعل من اليسير عليه أن يرى كل شيء على أنه مؤامرة موجهة ضده او على أنه موظف لخدمته.
كما أنه يحول الأغيار الى فكرة أكثر تجريداً من فكرة اليهودي في الأدبيات النازية او فكرة الزنجي في الادبيات العنصرية البيضاء.
وهي أكثر تجريداً لأنها لا تضم أقلية واحدة او عدة اقليات، او حتى عنصراً بشرياً بأكمله، وإنما تضم الآخرين في كل زمان ومكان.
وبذا، يصبح كل البشر أشراراً مدنّسين يستحيل الدخول معهم في علاقة، ويصبح من الضروري إقامة أسوار عالية تفصل بين من هم داخل دائرة القداسة ومن هم خارجها.
وقد تعمقت هذه الرؤية نتيجة الوضع الاقتصادي الحضاري لليهود (في المجتمع الاقطاعي الاوروبي) كجماعة وظيفية تقف خارج المجتمع في عزلة وتقوم بالأعمال الوضيعة او المشينة وتتحول الى مجرد أداة في يد النخبة الحاكمة.
ولتعويض النقص الذي تشعر به، فإنها تنظر نظرة استعلاء الى مجتمع الأغلبية وتجعلهم مباحاً، وتسبغ على نفسها القداسة (وهي قداسة تؤدي بطبيعة الحال الى مزيد من العزلة اللازمة والضرورية لأداء وظيفتها).
وبظهور الرأسمالية القومية وتزايد معدلات العلمنة (انظر الملحق) في المجتمعات الغربية، اهتزت هذه الانعزالية بعض الشيء، وظهرت حركة التنوير اليهودية واليهودية الاصلاحية اللتان كانتا تحاولان تشجيع اليهود على الاندماج مع الشعوب.
لكن الرؤية الثنائية المستقطبة عاودت الظهور بكل قوتها مع ظهور الصهيونية التي ترى أن اليهود شعب مختلف عن بقية الشعوب لا يمكنه الاندماج فيها، كما شجعت الانفصالية باعتبارها وسيلة مشروعة تحافظ بها أقلية عرقية على نفسها وتقاليدها وتراثها.
فتحاول الصهيونية أن تنشئ سياجاً بين يهود الخارج وبين الآخرين (ومن هنا الاهتمام الشديد بتأكيد ظاهرة معاداة اليهود والإبادة النازية لليهود باعتبارها العلاقة النموذجية والحتمية بين اليهودي والأغيار).
كما أن الصهاينة يشجعون اليهود على الاهتمام بهويتهم اليهودية وبإثنيتهم حتى لا يذوبوا في الآخرين.
ويشار في الولايات المتحدة الى الذكر غير اليهودي على أنه (شيكتس)، والى الانثى غير اليهودية على أنها (الشيكسا) (وهما كلمتان مضمونهما الدلالي يتضمن فكرة الدنس والنجاسة وعدم الطهارة).
ويشار الى (الشيكسا) على أنها حيوان مخيف يختطف الأولاد اليهود.
ويشار الى الزواج المختلط على أنه (هولوكوست صامت)، أي (إبادة صامتة).
وفي الأدبيات الصهيونية العنصرية، فإن الصهاينة يعتبرون العربي على وجه العموم، والفلسطيني على وجه الخصوص، ضمن الأغيار حتى يصبح بلا ملامح او قسمات (ويشير وعد بلفور الى سكان فلسطين العرب على أنهم (الجماعات غير اليهودية) أي (الأغيار)).
وينطلق المشروع الاستيطاني الصهيوني من هذا التقسيم الحاد، فالصهيونية تهدف الى انشاء اقتصاد يهودي مغلق، والى دولة يهودية لا تضم أي أغيار.
ومعظم المؤسسات الصهيونية (الهستدروت، والحركة التعاونية، والجامعات) تهدف الى ترجمة هذا التقسيم الحاد الى واقع فعلي، كما أن فكرة العمل العبري تنطلق من هذا التصور.
وبعد ظهور الدولة الصهيونية الوظيفية (أي التي يستند وجودها الى وظيفة محددة تضطلع بها)، انطلق هيكلها القانوني من هذا التقسيم.
فقانون العودة هو قانون عودة لليهود، يستبعد الأغيار من الفلسطينيين.
ودستور الصندوق القومي اليهودي يحرم تأجير الأرض اليهودية للأغيار.
ويمتد الفصل ليشمل وزارات الصحة والإسكان والزراعة.
ومن أطرف تطبيقات هذا المفهوم في الوقت الحاضر، القرار الذي اصدره مؤتمر الدراسات التلمودية الثامن عشر الذي عقد في القدس عام 1974 وحضره رئيس الوزراء آنذاك اسحاق رابين، والذي جاء فيه ضرورة منع (قيام الطبيب اليهودي بمساعدة المرأة غير اليهودية على الحمل).
ومن المعروف ان الشرع اليهودي قد تناول بشيء من التفصيل قضية: هل يجوز للطبيب اليهودي أن يعالج غير اليهودي؟ وقد كان الرد هو النفي في جميع الأحوال، إلا إذا اضطر اليهودي الى ذلك.
وينبغي أن تكون نية الطبيب دائماً هي أن يحمي الشعب اليهودي ونفسه، لا أن يشفي المريض.
وقد أجاز بعض الفقهاء اليهود (مثل جوزيف كارو في كتابيه: بيت يوسف والشولحان عاروخ) أن يجرب الأطباء اليهود الدواء على مريض غير يهودي (وهي فتوى كررها موسى ايسيرليز في تعليقه على الشولحان عاروخ).
وقد وردت كل الحقائق السابقة في مقال كتبه إسرائيل شاهاك، ولم ترد نقابة الأطباء الاسرائيلية على اتهاماته.
وقد أثبتت بعض استطلاعات الرأي في اسرائيل أن الخوف من الأغيار لا يزال واحداً من أهم الدوافع وراء سلوك الاسرائيليين.
وتحاول الدولة الاسرائيلية تغذية هذا الشعور بإحاطة المواطن الاسرائيلي بكم هائل من الرموز اليهودية، فشعار الدولة هو شمعدان المينوراه، وألوان العلم مستمدة من شال الصلاة (طاليت)، وحتى اسم الدولة ذاتها يضمر التضمينات نفسها.
بل إن شعار العام الدولي للمرأة، الذي يتضمن العلامة (+) باعتبارها الرمز العالمي للأنثى، تم تغييره في اسرائيل حتى يكتسب الرمز طابعاً يهوديا وحتى لا يشبه الصليب.
وقد جاء في التراث الديني التقليدي أنه لا يصح مدح الأغيار.
ولذا، فحينما تسلم عجنون جائزة نوبل للسلام، مدح الأكاديمية السويدية ولكنه في حواره مع التلفزيون الاسرائيلي، قال: (أنا لا أنس أن مدح الأغيار محرم، ولكن يوجد سبب خاص لمديحي لهم)، فقد منحوه الجائزة!
ولكن هذا الموقف من الأغيار ما كان له أن يتحول الى أيديولوجية سياسية عدوانية، دون ظهور الاستعمار الغربي بعنصريته وعدوانيته.
ولذا يكون مع الأكثر تفسيرية أن ننظر لهذا الموقف من الأغيار، باعتباره امكانية كامنة وحسب، تحولت الى ممارسة تاريخية من خلال حركيات الحضارة الغربية والاستعمار الغربي، لا من خلال حركيات ما يسمى (التاريخ اليهودي)! وبهذا نكون قد وضعنا العنف الصهيوني في سياقه العام الأساسي، دون أن نعمل سياقه الخاص الفرعي.



الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفصل الأول: النقد الصهيوني للشخصية اليهودية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الجزء الثالث: الفرق الدينية اليهودية.. الباب الأول: الفرق الدينية اليهودية (حتى القـرن الأول الميلادى)
» الباب الأول: العصر الجاهلي.. الفصل الأول: الإنسانية في الاحتضار
» الفصل الرابع عشر: الارهاب الصهيوني حتى اوسلو
» الفصل الرابع: الإرهاب الصهيوني ضد اليهود
» الفصل الثاني عشر: الارهاب الصهيوني قبل عام 1948م

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: جـــديــد المـوضــوعـــــات بالمنتــدى :: الصهيــونيـة والعُنف-
انتقل الى: