سورة المائدة

- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} الآية 6.

- قوله تعالى: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية 33.

- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} الآيات 41 إلى 45.

- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} الآية 67.

- قوله تعالى: {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} الآية 83.

- قوله تعالى: {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} الآية 89.

- قوله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} الآية 90 و91.

- قوله تعالى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآية 93.

-قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} الآية 101.

- قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ } الآية إلى قوله {وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} من آية 106-108.

***************************

قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} الآية 6.

البخاري ج1 ص448 حدثنا عبد الله بن يوسف قال: أخبرنا مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قالت: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في بعض أسفاره حتى إذا كنا بالبيداء أو بذات الجيش انقطع عقد لي، فأقام رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على التماسه وأقام الناس معه وليسوا على ماء وليس معهم ماء فجاء أبو بكر ورسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم واضع رأسه على فخذي قد نام فقال: حبست رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم والناس وليسوا على ماء وليس معهم ماء فقالت عائشة: فعاتبني أبو بكر وقال ما شاء الله أن يقول وجعل يطعنني بيده في خاصرتي فلا يمنعني من التحرك إلا مكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم على فخذي فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حين أصبح على غير ماء فأنزل الله آية التيمم فتيمموا فقال أسيد بن الحضير ما هذه بأول بركتكم يا آل أبي بكر قالت: فبعثنا البعير الذي كنت عليه فأصبنا العقد تحته.

الحديث أخرجه البخاري في مواضع منها ج9 ص321 وفيه هلكت قلادة لأسماء فبعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طلبها رجالا، الحديث وفيه نزلت آية التيمم وص341 وص342 وفيه تعيين الآية النازلة {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} الآية.

وج11 ص135 وفيه أنها استعارت من أسماء قلادة فظهر بحمد الله ما تقدم من قولها: هلكت قلادة لأسماء، وهذا من فوائد جمع طرق الحديث وج15 ص189 وأخرجه مسلم ج4 ص58 و59 وأبو داود ج1 ص145، والنسائي ج1 ص133، وابن ماجه رقم 565، وأحمد ج6 ص57 وص179 والإمام مالك في الموطأ ج1 ص75، وعبد الرزاق في المصنف ج1 ص228 وابن جرير ج5 ص106 وص108 وفي التصريح الآية ونزلت: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ} والحاكم من حديث ابن عباس وصححه وأقره الذهبي بنحو حديث عائشة ج4 ص9.

***************************

قوله تعالى:

{إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} الآية 33.

أبو داود ج4 ص228 حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان أناح ونا عمرو بن عثمان حدثنا الوليد عن الأوزاعي عن يحيى يعني ابن أبي كثير عن أبي قلابة عن أنس بن مالك بهذا الحديث -يعني حديث العرنيين- قال فيه فبعث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في طلبهم قافلة فأتي بهم فأنزل الله في ذلك: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا} الآية.

الحديث رجاله رجال الصحيح وأصله في صحيح البخاري من حديث قتادة بلغنا أن هذه الآية نزلت فيهم.

وحديث أبي قلابة أخرجه النسائي ج7 ص92 وابن جرير ج6 ص208 وفيه تصريح الوليد بن مسلم بالتحديث.

وهذا الحديث مروي عن جماعة من الصحابة كما في تفسير ابن كثير رحمه الله.

***************************

قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} الآيات 41 إلى 45.

مسلم ج11 ص209 حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة كلاهما عن أبي معاوية قال يحيى: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش عن عبد الله بن مرة عن البراء بن عازب قال: مر على النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يهودي محمما مجلودا فدعاهم صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: "هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم" قالوا: نعم فدعا رجلا من علمائهم فقال: "أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم" قال: لا ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك، نجده الرجم ولكنه كثر في أشرافنا فكنا إذا أخذنا الشريف تركناه وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد، قلنا تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع فجلعنا التحميم والجلد مكان الرجم، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "اللهم إني أول من أحيا أمرك إذ أماتوه". فأمر به فرجم فأنزل الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ} إلى قوله: {إِنْ أُوتِيتُمْ هَذَا فَخُذُوهُ} يقول: ائتوا محمدًا صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن أمركم بالتحميم والجلد فخذوه وإن أفتاكم بالرجم فاحذروا فأنزل الله تعالى {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.

الحديث أخرجه أبو داود ج4 ص263 وفيه بيهودي محمم مجلود على الوصفية والإمام أحمد ج4 ص286، والبيهقي ج8 ص246، وابن جرير ج6 ص233 و254 وابن أبي حاتم ج3 ص3.

سبب آخر في نزول الآيات:

أخرج أبو داود بسند رجاله رجال الصحيح ج4 ص286 عن ابن عباس قال: كانت قريظة والنضير: وكان النضير أشرف من قريظة فكان إذا قتل رجل من قريظة رجلا من النضير قتل به وإذا قتل رجل من النضير نودي بمائة وسق من التمر فلما بعث النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قتل رجل من النضر رجلا من قريظة فقالوا ادفعوه إلينا نقتله فقالوا بيننا وبينكم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأتوه فنزلت: {وَإِنْ حَكَمْتَ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِالْقِسْطِ} والقسط النفس بالنفس ثم نزلت {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ}.

الحديث أخرجه أيضا أبو داود ج3 ص330 والنسائي ج8 ص17 وابن حبان كما في موارد الظمآن ص430 وابن الجارود ص261 والدارقطني ج3 ص198 وابن جرير ج6 ص243 وابن أبي حاتم ج3 ص4 وابن إسحاق كما في سيرة ابن هشام ج1 ص566 وفيها تصريح ابن إسحاق بالتحديث والحاكم ج4 ص367 وقال صحيح الإسناد وأقره الذهبي.

قال الحافظ ابن كثير رحمه الله ج2 ص61 وقد يكون اجتمع هذان السببان في وقت واحد فنزلت هذه الآيات في ذلك كله والله أعلم. ا. هـ.

وأقول ثم ظهر أن حديث ابن عباس ضعيف لأنه من رواية سماك عن عكرمة وهي مضطربة ومن رواية داود بن الحصين عن عكرمة وهي منكرة كما في الميزان عن ابن المديني وأبي داود.

*************************

قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} الآية 67.

ابن حبان –الموارد ص430- أخبرنا عبد الله بن محمد الأزدي حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي أنبأنا مؤمل بن إسماعيل حدثنا حماد بن سلمة حدثنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبي هريرة قال: كان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم إذا نزل منزلا نظروا أعظم شجرة يرونها فجعلوها للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم فينزل تحتها وينزل أصحابه بعد ذلك في ظل الشجر فبينما هو نازل تحت شجرة وقد علق السيف عليها إذ جاء أعرابي فأخذ السيف من الشجرة ثم دنا من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو نائم فأيقظه فقال: يا محمد من يمنعك مني فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "الله" فأنزل الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} الآية.

هذا حديث حسن فإن محمد بن عمرو قال فيه الحافظ الذهبي في الميزان إنه حسن الحديث ومؤمل بن إسماعيل تكلموا في حفظه ولكن قد توبع كما في تفسير ابن كثير ج2 ص79 فقد تابعه آدم وهو ابن أبي إياس ذكره ابن كثير بسند ابن مردويه

*************************

قوله تعالى:

{وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} الآية 83.

ابن أبي حاتم ج3 ص23 حدثنا أبي حدثنا عمرو بن علي حدثنا عمر بن علي المقدمي قال: سمعت هشام بن عروة يحدث عن أبيه عن عبد الله بن الزبير قال: نزلت هذه الآية في النجاشي وأصحابه {وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ} الآية.

الحديث رجاله رجال الصحيح إلا محمد بن إدريس والد ابن أبي حاتم وهو حافظ كبير وقد ساقه الحافظ ابن كثير بهذا السند عازيا له للنسائي1 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص419 رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير محمد بن عثمان بن بحر وهو ثقة.

وأخرجه ابن جرير ج7 ص5 بهذا السند عن شيخه عمرو بن علي وهو الفلاس.
ـــــــــــــــــــــــــ
1 أخرجه النسائي في التفسير ج1 ص61 من حديث عمرو بن علي به.
*************************

قوله تعالى:

{مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ} الآية 89.

قال الإمام أبو عبد الله ابن ماجه ج1 ص682 حدثنا محمد بن يحيى ثنا عبد الرحمن بن مهدي ثنا سفيان بن عيينة عن سليمان بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال كان الرجل يقوت أهله قوتا فيه سعة وكان الرجل يقوت أهله قوتا فيه شدة فنزلت {مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ}.

هذا الحديث رجاله رجال الصحيح إلا سليمان بن أبي المغيرة العبسي وقد وثقه يحيى بن معين.

وقال البوصيري في مصباح الزجاجة: هذا إسناد موقوف صحيح الإسناد.

وأقول هو في أسباب النزول له حكم الرفع.

*************************

قوله تعالى:

{إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ} الآية 90 و91.

ابن جرير ج7 ص34 حدثنا الحسين بن علي الصدائي قال حدثنا حجاج بن المنهال قال: حدثنا ربيعة بن كلثوم عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال نزل تحريم الخمر في قبيلتين من قبائل الأنصار شربوا حتى إذا ثملوا عبث بعضهم ببعض فلما أن صحوا جعل الرجل منهم يرى الأثر بوجهه ولحيته فيقول: فعل بي هذا أخي فلان وكانوا إخوة ليس في قلوبهم ضغائن والله لو كان بي رءوفا رحيما ما فعل بي هذا حتى وقعت في قلوبهم الضغائن فأنزل الله تعالى: {إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ} إلى قوله: {فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ} فقال ناس من المتكلفين هي رجس وهي في بطن فلان قتل يوم بدر وقتل فلان يوم أحد فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآية.

الحديث أخرجه الحاكم ج4 ص142 والبيهقي ج8 ص286 وقال الهيثمي ج7 ص18 في مجمع الزوائد رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

أما سند ابن جرير فرجاله رجال الصحيح إلا الحسين بن علي الصدائي وهو ثقة.

وسيأتي إن شاء الله حديث سعد في سورة العنكبوت.

***************************

قوله تعالى:

{لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآية 93.

البخاري ج6 ص36 حدثني محمد بن عبد الرحيم أبو يحيى أخبرنا عفان حدثنا حماد بن زيد حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه كنت ساقي القوم في منزل أبي طلحة وكان خمرهم يومئذ الفضيخ فأمر رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم مناديا ينادي: ألا إن الخمر قد حرمت. قال: فقال لي أبو طلحة: اخرج فأهرقها، فخرجت فهرقتها فجرت في سلك المدينة فقال بعض القوم قد قتل قوم وهي في بطونهم فأنزل الله: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآية.

الحديث أخرجه أيضا البخاري في التفسير ج9 ص348 ومسلم ج13 ص349 والإمام أحمد ج3 ص227 والدارمي ج2 ص111.

وأخرج الترمذي ج4 ص98 وصححه وابن جرير ج7 ص37 وابن حبان كما في الموارد ج4 ص98 وصححه وابن جرير ج7 ص37 وابن حبان كما في الموارد ص333 و430 وابن أبي حاتم ج3 ص30 مثله من حديث البراء.

وأخرج الترمذي صححه ج4 ص98 وأحمد ج1 ص234 و272 و295 وابن جرير ج7 ص37 والحاكم ج4 ص143 وصححه وأقره الذهبي من حديث ابن عباس مثله لكنه من طريق سماك عن عكرمة عن ابن عباس وفي رواية سماك عن عكرمة اضطراب.

*************************

قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} الآية 101.

البخاري ج9 ص349 حدثنا منذر بن الوليد بن عبد الرحمن الجارودي حدثنا أبي حدثنا شعبة عن موسى بن أنس عن أنس رضي الله تعالى عنه قال خطب النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خطبة ما سمعت مثلها قط، قال: لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وجوههم، لهم خنين فقال رجل: من أبي؟ قال فلان فنزلت هذه الآية {لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ}.

ورواه النضر وروح بن عبادة عن شعبة.

الحديث أخرجه مسلم ج15 ص11 و12 وأخرجه الترمذي ج4 ص99 والإمام أحمد ج3 ص206 وابن جرير ج7 ص80.

وقد أخرج البخاري ج9 ص352 وابن أبي حاتم ج3 ص37 وابن جرير ج7 ص80 عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان قوم يسألون رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم استهزاء فيقول الرجل: من أبي، ويقول الرجل تضل ناقته: أين ناقتي؟ فأنزل الله فيهم هذه الآية: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} حتى فرغ من الآية كلها.

وأخرج الطبري عن أبي هريرة ج7 ص82 بسند رجاله رجال الصحيح إلا محمد بن علي شيخ ابن جرير وهو ثقة قال خطبنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: "يا أيها الناس كتب الله عليكم الحج" فقام محصن1 الأسدي فقال: أفي كل عام يا رسول الله؟ فقال: "أما أني لو قلت نعم لوجبت ولو وجبت ثم تركتم لضللتم، اسكتوا عني ما سكت عنكم فإنما هلك من كان قبلكم بسؤالهم واختلافهم على أنبيائهم"، فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَسْأَلوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ} إلى آخر الآية.
ـــــــــــــــــــــــــ
1 وبعده بسند ابن جرير فقام عكاشة بن محصن ولعله الصواب.
*************************
وأخرج الطبراني من حديث أبي أمامة نحوه وقال الهيثمي في المجمع ج3 ص204 إسناده حسن جيد.

فهذه ثلاثة أسباب لأن الأول وهو عبد الله بن حذافة لم يسأل استهزاء لكن قال الحافظ في الفتح ج9 ص351: لا مانع أن يكون الجمع سبب نزولها والله أعلم.

وقال ص352: والحاصل أنها نزلت بسبب كثرة المسائل، إما على سبيل الاستهزاء والامتحان، وإما على سبيل التعنت عن الشيء الذي لو لم يسأل عنه لكان على الإباحة ا. هـ.

***************************

قوله تعالى:

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ حِينَ الْوَصِيَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَيْرِكُمْ} الآية إلى قوله {وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} من آية 106-108.

البخاري ج6 ص339 وقال لي علي بن عبد الله حدثنا يحيى بن آدم حدثنا ابن أبي زائدة عن محمد بن أبي القاسم عن عبد الملك بن سعيد بن جبير عن أبيه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خرج رجل من بني سهم مع تميم الداري وعدي بن بداء فمات السهمي بأرض ليس بها مسلم فلما قدما بتركته فقدوا جاما1 من فضة مخوصا من ذهب فأحلفهما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ثم وجدوا الجام بمكة فقالوا: ابتعناه من تميم وعدي فقام رجلان من أولياء السهمي فحلفا لشهادتنا أحق من شهادتهما وأن الجام لصاحبهم قال: وفيهم نزلت هذه الآية {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَيْنِكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ}.
ـــــــــــــــــــــــــ
1 الجام: الإناء.
*************************
الحديث ليس فيه تصريح البخاري بأن شيخه حدثه أعني لفظة حدثنا وسمعت لكن قال الحافظ في الفتح قد أخرجه المصنف في التاريخ فقال: حدثنا علي بن المديني وهذا مما يقوي ما قررته غير مرة من أنه يعبر بقوله وقال لي في الأحاديث التي سمعها لكن حيث يكون في إسناده عنده نظر أو حيث تكون موقوفة، وأما من زعم أنه يعبر بها في الأحاديث التي أخذها في المذاكرة أو المناولة فليس عليه دليل.

الحديث أخرجه الترمذي ج4 ص101 وقال هذا حديث حسن غريب وأخرجه أبو داود ج3 ص337 وابن جرير ج7 ص115 والبيهقي ج10 ص165.