يوم الجمعة.. خير الأيام
يوم الجمعة.. خير الأيام Ocia_928
يوم الجمعة هو خير الأيام وسيدها، ويكفيه شرفاً وفخراً أن الله تبارك اختصه بالذكر والثناء في كتابه الكريم فقال عز من قائل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} [(9) سورة الجمعة].

عَنْ أبي هِرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ» (أخرجه أحمد 2/401(9196) ومسلم3/6).

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «سَيِّدُ الأَيَّامِ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَلاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ» (أخرجه ابن خزيمة (1728).

ويوم الجمعة هو منحة الله تعالى وهبته لهذه الأمة، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، وَعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالاَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «أَضَلَّ اللَّهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الأَحَدِ، فَجَاءَ اللَّهُ بِنَا، فَهَدَانَا اللَّهُ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، والأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلاَئِقِ». (أخرجه مُسْلم 3/7(1936 و1937).

قال كعب الأحبار:
ما طلعت الشمس من يوم الجمعة إلا فزع لمطلعها البر والبحر والحجارة، وما خلق الله من شيء إلا الثقلين. رواه عبدالرزاق في مصنفه 3/552.

وعن أنس بن مالك -رضي الله عنه- في قوله عز وجل: \" ولدينا مزيد \" قال: يتجلى لهم في كل جمعة.

ومن هنا فقد شَدَّدَ النَّبِيُّ -صلّى اللهُ عليه وسلّم- على مَنْ يتهاون في ترك صلاة الجمعة دونما سبب أو عُذر مشروع، فعن الحكم بن ميناء أنه سمع ابن عباس وابن عمر -رضي الله عنهما- يُحَدِّثَان أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال وهو على أعواد منبره: «لِيَنْتَهِيَنَّ أقوامٌ عن ودعهم الجُمُعَات أو لَيَخْتِمَنَّ اللهُ على قلوبهم ولَيَكُونُنَّ من الغافلين» الألباني: صحيح، ابن ماجة ( 794 ) // مختصر مسلم ( 426 )، صحيح الجامع ( 5480 ).

وليوم الجمعة فضائل كثيرة منها:
أن فيه ساعة تفتح فيها أبواب السماء فيستجاب الدعاء ويقبل الرجاء، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: «فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا، إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ»، وَأَشَارَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا. (أخرجه أحمد 2/485(10307) والبُخاري935 ومسلم1922).

وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -رضي الله عنهما-، عَنْ رَسُولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لاَ يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا، إِلاَّ آتَاهُ إِيَّاهُ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ، بَعْدَ الْعَصْرِ» (أخرجه أبو داود (1048) و\"النَّسائي\" 3/99).

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «الْيَوْمُ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ، وَالْيَوْمُ الْمَشْهُودُ يَوْمُ عَرَفَةَ، وَالشَّاهِدُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَمَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ وَلاَ غَرَبَتْ عَلَى يَوْمٍ أَفْضَلَ مِنْهُ، فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُؤْمِنٌ يَدْعُو اللهَ بِخَيْرٍ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ، وَلاَ يَسْتَعِيذُ مِنْ شَرٍّ إِلاَّ أَعَاذَهُ اللَّهُ مِنْهُ» (أخرجه الترمذي (3339).

ومنها أن يوم الجمعة سبب في تكفير السيئات ورفع الدرجات، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه-، عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قَالَ: «الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ» (أخرجه أحمد 2/484(10290) ومسلم1/144).

قال العلماء:
معنى المغفرة له ما بين الجمعتين وثلاثة أيام أن الحسنة بعشر أمثالها وصار يوم الجمعة الذي فعل فيه هذه الأفعال الجميلة في معنى الحسنة التي تجعل بعشر أمثالها.

ولَمَّا سُئِلَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- عن الكَفَّارَاتِ قال: «الْمَشْيُ عَلَى الأَقْدَامِ إِلَى الْجُمُعَاتِ، وَالْجُلُوسُ فِي الْمَسْجِدِ خِلاَفَ الصَّلَوَاتِ، وَإِبْلاَغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكَارِهِ، قَالَ: مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ عَاشَ بِخَيْرٍ، وَمَاتَ بِخَيْرٍ، وَكَانَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّه» (المسند الجامع 46/373).

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -رضي الله عنهما-، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، إِلاَّ وَقَاهُ الله فِتْنَةَ الْقَبْرِ» (أخرجه أحمد 2/169 (6582) و\"التِّرمِذي\" 1074).
__________________________
الكاتب: د. بدر عبد الحميد هميسه