لو عرفوك... كانوا بالتأكيد سيحبوك  1149
لو عرفوك... كانوا بالتأكيد سيحبوك
خالد بن عبدالله الخليوي
الطبعة الأولى:
2022م - 1443هـ
هذا النص مترجم عن النص الأصلي باللغة الإنجليزية:  
(If They Knew You... They Would Surely Love You)
بواسطة ترجمة جوجل.
3
مرحباً عزيزي القارئ!
أسألُ اللهَ تعالى الذي خلق السماوات والأرض أن يَمُنَّ عليك وعلى كُلِّ مَنْ تُحِبّ بالسّعادة والعافية، وأدعو اللهَ أن تصلك رسائلي هذه وأنت بخير وأمانٍ وصحةٍ.
***
لقد قرأت سيرة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) كاملة عشرات المرَّات، وقرأتُ القرآن الذي أنزله الله عليه، مئات المرَّات، ولذلك اخترتُ لكم بعض المعاني الجميلة التي استفدتها من سيرته، أتمنَّى أن تنال إعجابكم، وأن تتخذوها منارةً تُنيرُ لكم الطريق في هذه الدنيا، فيمنحُ السعادة لروحكم، والسَّكينة لقلبكم، والرَّاحة لرُوحكم.
أخوكم:
خالد بن عبدالله الخليوي

كان جوهر رسالة النبي عندما بعثهُ اللهُ إلى قومه هو دعوتهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، واتخاذ المنهج الذي وضعه في ذلك لهم.
4
فهو في النهاية هو الذي خلقهم وهو أعلم بما يُصلحهم، فهذه هي رسالة النبي، وهي رسالة سائر الأنبياء السابقين (عليهم السلام).

ولذلك لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم مُصلحاً اجتماعياً ولا مفكراً ذكياً؛ بل كان رسولاً من الله يعمل بما جاء منه من الوحي.
***
قديماً سُئِلَ رَجُلٌ عن سبب إيمانه بالنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)؟

فأجاب بإجابة ذكية جداً:
"ما رأيته يأمرُ بشيءٍ ينهى عنه عقله فيفعل، ولا يمنع أي شيء يوافق عليه العقل".

وبالتالي، في نهاية هذه الرسالة، سأمنحك الفرصة لطرح أسئلتك.
***
لقد أرسل الله تعالى نبيه محمداً (صلى الله عليه وسلم) إلى الناس كافة، وكان خاتم الأنبياء، ولذلك فإن معجزته ستستمر إلى قيام الساعة.

ومعجزته هي القرآن الذي تحدَّى اللهُ به فصيح العرب أن يأتوا بمثله، أو حتى مثل عشر سور منه، أو حتى مثل سورة واحدة، إلا أنهم فشلوا ولم يتمكَّنُوا من الارتقاء إلى مستوى التحدّي الذي لا يزال قائماً.
***
لقد أنزل اللهُ تعالى القرآن قبل [أكثر من] 1400 سنة؛ لكن الزمن والتطورات والاكتشافات العلمية أكدَّت وأثبتت عظمة هذه المعجزة وصدق رسالة محمد.1
5
ليست رسالة النبي صلى الله عليه وسلم فلسفة مُعَقَّدَة يصعب على الناس فهمها أو تطبيقها؛ بل كان دائمًا سهلاً وواضحًا على المُتعلمين والأميين أن يفهموه.

إنه مبني بشكل أساسي على البساطة وسهولة التطبيق.

علاوة على ذلك، فهو لا يُرَكّزْ على مجال وَاحِدٍ مُحَدَّدٍ؛ بل كان دائمًا أسلوب حياة ككل.

يقول الله تعالى عن القرآن:
(شهْرُ رمضَان ٱلذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْءَانُ هُدى لِلنَّاسِ).

وقال تعالى أيضاً:
(إِنَّ هَٰذَا ٱلْقُرْءَانَ يَهْدِى لِلَّتِى هِىَ أَقْوَمُ وَيُبَشرُ ٱلْمُؤْمِنِينَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا).

وقال تعالى أيضاً:
{إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّذِي هُوَ أقوم} [سورة الإسراء: 9].
***
عبد الله بن سلام رضي الله عنه، وكان يهودياً قبل أن يُسلم، قال: كنت بالمدينة أنتظر مع غيري لوصول النبي. وعندما وصل، في اللحظة التي رأت فيها عيني وجهه، أدركت أن وجهه ليس وجه الكذاب. وأول ما سمعته يقول: «يا أيها الناس، أفشوا السلام، وصِلُوا الأرحام، وأطعموا الطعام، وصَلُّوا بالليل والناسُ نِيَام، تدخلوا الجنَّة بسلام».

-------------------------------
1. لمزيد من التفاصيل يمكن الرجوع إلى محاضرات ومناظرات الدكتور ذاكر نايك حول معجزة القرآن الكبرى.

6
مكث رسولُ اللهِ صلّى اللهُ عليه وسلّم أربعين سَنَةً في قومه الذين كانوا يُسَمُّونَهُ الصَّادق الأمين.

وكانوا يتركون عنده أماناتهم إذا خرجوا في سفر.

فلمَّا اصطفاه الله رسولاً، وبدأ يدعوهم إلى عبادة الله وحده، وترك المُحَرَّمَات، كالزنا، والظلم، والقتل بغير حق، أبدى كثير منهم عداوةً له.

ومع ذلك، ومع الوقت انتصر الحق على الباطل، كما قال تعالى:
{{وكان حقًا علينا نصرُ المؤمنين}} [سورة الروم: 47].

وكانت فرصة عظيمة لهم لو نصروا النبي صلى الله عليه وسلم عندما كان يدعوهم إلى الحق؛ ولكنهم استكبروا حتى كذَّبُوا بالحق وكانوا من الخاسرين.
***
وكان العدل من أعظم صفات نبينا صلى الله عليه وسلم، وكان يُمارس العدل مع جميع الناس، من أقاربه وغير ذويه، صغيرهم وكبيرهم، وكان ينهى عن ظلم الناس.
7
وهو الذي قال:
"اتقوا الظُّلم، فإن الظُّلم ظُلمات يوم القيامة".

وهو الذي قال أيضاً:
«لو أن فاطمة بنت مُحَمَّدٍ سرقت لقطعتُ يدها».
***
وبَيَّنَ للناس أن المعيار المُعتبر عند الله هو تقوى القلب، وعظمة الإيمان، ومكارم الأخلاق، وحُسن المُعاملة، والصّدق وحُسن العمل، وليس كثرة المال، ولا الذكاء، ولا العلاقات الاجتماعية الواسعة.

قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأبيض على أسود، ولا لأسود على أبيض إلا بالتقوى».

قال الله تعالى في كتابه:
{إن أكرمكم عند الله أتقاكم} [الحجرات: 13].

وأي شيء أشَدُّ ظلماً من تحميل الإنسان المسؤولية أو مُعاقبته بسبب لون وجهه أو ما يَدُلُّ عليه اسمه أو دِينِ والديه أو جنسيته أو بسبب أي شيءٍ لا يملكه وهو فقط خلق الله، الله تعالى الحكيم الرحيم!
***
وقد اهتمَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم بالعلاقة الزوجية، وجعل الزواج الشَّرعي هو الأساس الوحيد الذي تُبْنَى عليه الأسرة، لأنها القاعدة الصُّلبة التي تتحمَّل مثل هذا البناء الشَّامخ.

ونهى عن كل وسيلة أخرى تؤدي إلى المشقة والأمراض الجسدية والروحية التي لا يزال العالم كله يُعاني منها.
8
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم قدوة في هذا الصَّدد.

 فهو الذي قال:
«خيرُكُم خيرُكُم لأهله، وأنا خيرُكُم لأهلي».

وفي واقع الأمر فإن الحُبَّ والرَّحمة والتَّعاون والطَّهارة والصّدق والتَّنشئة هي جوهر الزواج الذي يعمل على بناء الأسرة الصَّالحة في الأمَّة.
***
الصَّلاة من الفرائض الأولى التي أمَرَ اللهُ نبيه صلى الله عليه وسلم بها، فهناك خمس صلوات مفروضة في كل يوم يجب أداؤها جماعةً في المسجد؛ لكن الأفضل والأسهل على المرأة أن تؤديها في المنزل.

والصلاة مبنية على تعظيم الله تعالى، وتكرار ذِكْرِهِ، والثناء عليه، والدَّعاء له بأن يمنحه ما يحتاجه في هذه الحياة، فهو الرَّبُّ الذي خلق الإنسان ورزقه.

ويجب أن يسبق الصلاة الوضوء، وذلك بغسل الأعضاء الظاهرة:
(الوجه، والذراعين إلى المرفقين، والمسح على الرأس، ثم غسل القدمين إلى الكعبين).

والمقصود من ذلك كله هو الجمع بين الطهارة الظاهرة في الوضوء وطهارة القلب والروح في الصلاة.
9
هل يمكنك أن تتخيَّل مدى نظافة وأناقة الإنسان الذي يغتسل كل يوم في مثل هذه الأوقات؟!
***
وبجماله وبهذه السيرة الرائعة، تعلمتُ منه دروساً ومعاني كثيرة، منها:
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
اللهُ قد خلق النّاسَ أحراراً، ولكنها ليست حرية مُطلقة، إذا كانت الحرية تؤدي إلى إيذاء النفس أو الآخرين جسديًا أو روحيًا، فهذا هو الحَدُّ الذي يجب أن تنتهي فيه حرية الإنسان.

ثم إن حرية الإنسان لا تعني أن لا ينصحه الآخرون إذا أخطأ، فالحياة السعيدة هي التي تقوم على التعاون والنصيحة والمحبة.
***
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
أحافظ على حقوق الجيران وأتفضل بهم. يجب أن أحميهم من أي أذى من جانبي وأقدم لهم الطعام من وقت لآخر، حتى ينمو الحب والألفة بيننا.

وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
«ما زال جبريل يوصي بالجار بالحُسنى حتى ظننتُ أنه سيدخله في الورثة».
***
10
- وتعلّمتُ منه أيضاً (صلى الله عليه وسلم) أن:
يجب أن يكون مظهري جميلاً من الخارج بلبس الملابس النظيفة والتطيب، ويجب أن يبدو جميلاً من الداخل بحسن النية، وتمني الخير للآخرين، والسرور بنجاحهم، وأتمنَّى لهم ما أتمنَّى لنفسي.

كما قال النبي (صلى الله عليه وسلم):
(إن اللهَ جميلٌ يُحِبُّ الجَمَال).
***َ
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
الجَمَالَ أقرب إلى الإخفاء منه إلى العُري، لذلك كلما زاد عدد النساء المُحجبات، زاد جمالهن؛ وكثرة العُري لا تؤدي إلا إلى زيادة القبح والمصائب.

فإذا عُدْنَا إلى طبيعتنا الطبيعية، سندرك أننا خُلِقنا بميلٍ فطريٍ إلى الإخفاءِ ونُفُور فطري من العُري.

قال الله تعالى:
 (يَٰبَنِى ءَادَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَٰرِى سَوْءَٰتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ ٱلتَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ).
11
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
يجب أن أحِبَّ الأطفال وأعاملهم بالرحمة والتواضع والصبر، وأحرص على تربيتهم ليكونوا أفراداً ناجحين في المجتمع.

أمَّا الذين لا يرحمون الأطفال بل ويعذبونهم، كما يحدث في الحروب، فهم محرومون من رحمة الله ويتعرضون لعقوبته الشديدة في الدنيا والآخرة.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
"ليس مِنَّا مَنْ لم يرحم صغيرنا، ولا يُوَقِّرُ كبيرنا".
***
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
لنفسي حَقٌ عَلَيَّ، وهذا الحق يشمل أن أطعمها طعاماً صحياً حلالاً، وأن أبتعد عن الحرام أو الذي قد يضر جسدي في الحال أو في النهاية.

وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«النار أولى بلحم نبت من كسبٍ حرام».
12
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
ينبغي أن أحافظ على طهارة لساني وقلبي قبل طهارة جسدي وثيابي، فأجمع بين جانبي الجمال، فاللهُ تعالى الذي يريدك نظيفاً من الخارج هو الذي يريدك أن تكون نظيفاً من الداخل.

يقول الله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ) [سورة البقرة: 222].
***
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
على الزوج والزوجة وجوباً أن يقوما بالاستحمام بعد ممارسة الجماع للحفاظ على نقائهما وتجديد طاقتهما، ومَنْ جَرَّبَ ذلك يُدرك الجمال الكامن وراء هذا الأمر الإلهي.

وكذلك الاغتسال واجبٌ على المرأة في حال الطُّهر من الحيض، ويُستحَبُّ الاغتسال قبل ذلك.

والغرض من ذلك كله هو المُحافظة على الطهارة والحصول على فوائدها الجسدية والنفسية.
13
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
 الله تعالى قد أولى حق الوالدين عظيم الاهتمام، فهما أحق بحُسن الصُّحبة، وحُسن المُعاملة، وعظيم الصَّبر.

بل إن الله تعالى جعل رضاه مع رضاهم، وسخطه مع عدم رضاهم، لقد أصبحت خيانة الوالدين منتشرة في هذا العالم لدرجة أن المرء يسمع قصصاً لا تُصَدَّق عن سُوء مُعاملة الأبناء لوالديهم.

فقال النبي صلى الله عليه وسلم:
«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟» قلنا: نعم يا رسول الله. قال: «الإشراكُ بالله، وعُقوق الوالدين». وكان مُتكئاً، ثم جلس فقال: "ألا وقول الزور وشهادة الزور، ألا وقول الزور وشهادة الزور". لقد ظل يُكرّر ذلك مرات عديدة لدرجة أنني قلت إنه لن يتوقف.
***
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
الأطفال مسؤولية كبيرة تقع على عاتق الوالدين. والآباء مسؤولون عن هذه المسؤولية أمام الله تعالى، وعليهم أن يُعاملوا أبنائهم بالرحمة، ويُحسنوا تربيتهم، ويكونوا قدوة لهم، وعلاقة الوالدين بأبنائهم لا تنتهي؛ بل تستمر حتى تنتهي الحياة.
14
إلا أنه في العديد من دول العالم، يضطر الأطفال إلى مُغادرة منزل والديهم بعد بُلُوغهم سن 18 عامًا؛ مِمَّا يؤدّي إلى قطع العلاقة الحقيقية بين الوالدين والأبناء، وبالتالي الضياع والفساد، كما تؤكد الإحصائيات الرسمية في العديد من الدول.
***
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
ينبغي أن أزور المريض، وأدعو له، وأحاول أن أسعده، وأساعده في علاجه، حتى لو لم يكن من معارفي.

وذلك لأن الله تعالى يُحِبُّ من عباده أن يتعطّفوا ويُحسنُوا بعضهم إلى بعض.

 قال الله تعالى:
(هَلْ جَزَاءُ ٱلْإحْسَانِ إِلَّا الْإحْسَانُ)؟ [سورة الرحمن: 60].

والحقيقة أن قلب مَنْ يُحسنُ إلى الآخرين يمتلئ بسعادةٍ وفرح عظيمين بسبب إحسانه.
***
- وثعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
لا ينبغي لي أن أؤذي أحداً بالقول أو الفعل، حتى لو كان حيواناً، أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن اللهَ عَذَّبَ امرأةً حبست قطة فهل يجوز لها ذلك؟ لم تطعمها ولم تتركها تتغذى من الأرض بمفردها.
15
علاوة على ذلك فإن النبي (صلى الله عليه وسلم) أمرنا أن نُحسن إلى الجميع من إنسان أو حيوان أو نبات.

قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(إن اللهَ كَتَبَ الإحسَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ).

يقول الله تعالى:
(وَأَحْسِنُوا۟ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُحْسِنِينَ) (البقرة: 195).

وقال الله تعالى:
(وَلَا تُفْسِدُوا۟ فِى ٱلْأرْضِ بَعْدَ إِصْلَٰاحِهَا) (الأعراف: 56).
***
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
الأنبياء كلهم إخوة تجمعهم دعوةٌ واحدةٌ، أي الدعوة إلى التوحيد وإلى الأخلاق الحميدة التي تشمل الصدق والعدل والتعاون على المعروف، وترك الكذب والظلم والغدر والخيانة، والزنا وتعاطي الكحول وسائر المُسكرات.

ولم يختلفوا إلا في العبادات، كالصلاة والصيام ونحو ذلك، فآدم عليه السلام أول الأنبياء، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم.
16
وأمَّا عيسى (عليه السلام) فهو عبد الله ورسوله، وقد أعطاه اللهُ مع أمِّهِ مريم آياتٍ كثيرةٍ.

ذكر اللهُ تعالى عيسى في القرآن 25 مرة، وسَمّى سورة كاملة باسم أمِّهِ مريم.

وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم):
أن أحبهم جميعاً لأنهم أفضل الخلق عند الله تعالى.
***
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
لا ينبغي أن أسخر من أحَدٍ بسبب شكله أو جنسيته أو طريقة كلامه أو مشيته؛ فقد يكون ذلك الشخص أفضل عند الله مِمَّنْ يستهزئُ به، وقد تتغيَّر الأمور في وقت قصير، ولذلك ينبغي للإنسان أن يُكثر من حمد الله تعالى وشُكره.

قال اللهُ تعالى في سورة الحُجُرَات:
(يَٰأيَّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ من قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا۟ خَيْرًا منْهُمْ وَلا نِسَاءٌ من نسَاءٍ عَسَى أَن يَكُنَّ خَيْرًا منْهُنَّ).
17
ومن الطبيعي أن يُخطئ الإنسان بين الحين والآخر، ويجب عليه أن يُبادر إلى الاعتذار، والاعتراف بخطئه، والاستغفار من الله، وتصحيح الخطأ قدر الإمكان، فإن الرجوع إلى الحق خيرٌ من التَّمادي في الباطل.

قال النبي (صلى الله عليه وسلم):
«كل الناس خطاء، وخيرُ الخطائين التوابون».

ومَنْ كان خطأهُ في حق الله فعليه بالتوبة والاستغفار.

أمَّا إذا كان خطأه يتعلّق بحُقُوق الآخرين، فيجبُ عليه الاعتذار وإعادة حُقُوقهم كاملة.
18
قال الله تعالى:
{وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [سورة المائدة: 2].

وقال النبي (صلى الله عليه وسلم):
"الدِّينُ النَّصِيحَة".
***
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
الهدية، حتى ولو كانت بسيطة، تزيد من الحُبِّ، لذا، سيكون أمراً رائعاً أن يُقدّمَ المَرْءُ لزوجته وعائلته وأحبائه هدية بسيطة بين الحين والآخر، لأن ذلك من شأنه أن يخلق مشاعر الود ويُعزّزُهَا.

قال النبي (صلى الله عليه وسلم):
"تَهَادُوا تَحَابُّوا".
***
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
على الإنسان أن يحافظ على نظافة جسده، ولا يجوز تأخير عملية تنظيف الإبط والأظافر وغيرها أكثر من أربعين يوماً، علاوة على ذلك، سيكون من الأفضل لو تم تنظيفها قبل تلك الفترة الزمنية، فكلما كان جسم الإنسان نظيفاً، كلما شعر بالرّضا عن نفسه ورضا الآخرين عنه.

قال الله تعالى:
(إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ ٱلتَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ ٱلْمُتَطَهِّرِينَ) [البقرة: 222].
***
19
- وتعلّمتُ منه (صلى الله عليه وسلم) أن:
يجب عليَّ أن أصوم شهر رمضان كاملاً ما دُمْتُ أستطيع ذلك، فرمضان هو الشهر التاسع الهجري، وفي هذا الشهر أنزل الله القرآن على نبيه (صلى الله عليه وسلم) ويصوم بالإمساك عن الطعام والشراب والجماع ابتداء من أذان الفجر إلى غروب الشمس.

وللصوم فوائد عظيمة:
فهو يحافظ على صحة الجسد، وطهارة الروح، كما أنه يساعد على تعويد الإنسان على الصبر ومُرُاعُاةِ المُحتاجين الذين لا يجدون طعاماً طوال العام، إلى غير ذلك من الفوائد العظيمة.
***
أخيراً،
وهذا فقط جزء مِمَّا تعلمتهُ من هذا النبي الكريم، ويَسَّرَ اللهُ لِي أن أكتب المزيد عن ذلك الربيع العذب والبستان الجميل [من علمه وعمله].

لمزيد من المعلومات والمراجع بلغتك، يمكنك الرجوع إلى الموقع الإلكتروني التالي:
• دار الإسلام.كوم

يا ألهي، بارك كلماتي واجعلها نوراً لي ولأحبتي في هذا العالم.

أخوكم:
خالد بن عبدالله الخليوي

ملحوظة:
النص مترجم عن النص الأصلي باللغة الإنجليزية:  
(If They Knew You... They Would Surely Love You)
بواسطة ترجمة جوجل.