منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)   من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Emptyالثلاثاء 08 أغسطس 2023, 12:23 am

من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)
من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Ocia_a15
آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" سورة الزمر (42)
أنواع الإضافة:
وإخباره أنه يتوفى الأنفس وإضافة الفعل إلى نفسه، لا ينافي أنه قد وكل بذلك ملك الموت وأعوانه، كما قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ} {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لا يُفَرِّطُونَ} لأنه تعالى يضيف الأشياء إلى نفسه، باعتبار أنه الخالق المدبر، ويضيفها إلى أسبابها، باعتبار أن من سُننه تعالى وحكمته أن جعل لكل أمر من الأمور سبباً.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ" الذاريات (55)
أنواع التذكير:
والتذكير نوعان:
تذكير بما لم يعرف تفصيله، مما عرف مجمله بالفطر والعقول فإن الله فطر العقول على محبة الخير وإيثاره، وكراهة الشر والزهد فيه، وشرعه موافق لذلك، فكل أمر ونهي من الشرع، فإنه من التذكير، وتمام التذكير، أن يذكر ما في المأمور به، من الخير والحُسن والمصالح، وما في المنهي عنه، من المضار.
والنوع الثاني من التذكير:
تذكير بما هو معلوم للمؤمنين، ولكن انسحبت عليه الغفلة والذهول، فيذكرون بذلك، ويُكرَّر عليهم ليرسخ في أذهانهم، وينتبهوا ويعملوا بما تذكَّرُوه، من ذلك، وليحدث لهم نشاطًا وهِمَّة، تُوجب لهم الانتفاع والارتفاع.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى" النجم (39)
 من أدلة يقول أن القرب لا ينفع إهداؤها للأحياء ولا الأموات: وقد استدل بقوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلإنْسَانِ إِلا مَا سَعَى} من يرى أن القرب لا يفيد إهداؤها للأحياء ولا للأموات قالوا لأن الله قال: {وَأَنْ لَيْسَ لِلإنْسَانِ مَا سَعَى} فوصول سعي غيره إليه مناف لذلك، وفي هذا الاستدلال نظر، فإن الآية إنما تدل على أنه ليس للإنسان إلا ما سعى بنفسه، وهذا حق لا خلاف فيه، وليس فيها ما يدل على أنه لا ينتفع بسعي غيره، إذا أهداه ذلك الغير له، كما أنه ليس للإنسان من المال إلا ما هو في ملكه وتحت يده، ولا يلزم من ذلك، أن لا يملك ما وهبه له الغير من ماله الذي يملكه.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَالَّذِينَ امَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِايَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ" الحديد (19)
 أصناف الخلق:
فهذه الايات جمعت أصناف الخلق، المتصدقين، والصديقين، والشهداء، وأصحاب الجحيم، فالمتصدقون الذين كان جل عملهم الإحسان إلى الخلق، وبذل النفع إليهم بغايـة ما يمكنهم، خصوصا بالنفع بالمال في سبيل الله.
والصديقون هم الذين كملوا مراتب الإيمان والعمل الصالح، والعلم النافع، واليقين الصادق، والشهداء هم الذين قاتلوا في سبيل الله [لإعلاء كلمة الله، وبذلوا أنفسهم وأموالهم] فقتلوا، وأصحاب الجحيم هم الكفار الذين كذبوا بايات الله.
وبقي قسم ذكرهم الله في سورة فاطر، وهم المقتصدون الذين أدوا الواجبات وتركوا المحرمات، إلا أنهم حصل منهم تقصير ببعض حقوق الله وحقوق عباده، فهؤلاء مالهم الجنة، وإن حصل لهم عقوبة ببعض ما فعلوا.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ" الحاقة (51)
 مراتب اليقين:
 {وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ} أي: أعلى مراتب العلم، فإن أعلى مراتب العلم اليقين وهو العلم الثابت، الذي لا يتزلزل ولا يزول.
واليقين مراتبه ثلاثة، كل واحدة أعلى مما قبلها:
أولها: علم اليقين، وهو العلم المستفاد من الخبر.
ثم عين اليقين، وهو العلم المدرك بحاسة البصر.
ثم حق اليقين، وهو العلم المدرك بحاسة الذوق والمباشرة.

وهذا القران الكريم، بهذا الوصف، فإن ما فيه من العلوم المؤيدة بالبراهين القطعية، وما فيه من الحقائق والمعارف الإيمانية، يحصل به لمن ذاقه حق اليقين.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى" عبس (4)
قاعدة:
لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة:
وهذه فائدة كبيرة، هي المقصودة من بعثة الرسل، ووعظ الوعَّاظ، وتذكير المُذكرين، فإقبالك على من جاء بنفسه مفتقراً لذلك منك، هو الأليق الواجب، وأمَّا تصديك وتعرضك للغني المستغني الذي لا يسأل ولا يستفتي لعدم رغبته في الخير، مع تركك من هو أهم منه، فإنه لا ينبغي لك، فإنه ليس عليك أن لا يزكى، فلو لم يتزك، فلست بمحاسب على ما عمله من الشر.
فدل هذا على القاعدة المشهورة، أنه:
"لا يترك أمر معلوم لأمر موهوم، ولا مصلحة متحققة لمصلحة متوهمة" وأنه ينبغي الإقبال على طالب العلم، المفتقر إليه، الحريص عليه أزيد من غيره.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا" الشرح (6)
 العلة من تعريف العسر وتنكير اليسر وقوله: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} بشارة عظيمة، أنه كلما وجد عسر وصعوبة، فإن اليسر يقارنه ويصاحبه، حتى لو دخل العسر جحر ضب لدخل عليه اليسر، فأخرجه كما قال تعالى: {سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا} وكما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإن الفرج مع الكرب، وإن مع العسر يسرا".
وتعريف "العُسر" في الايتين، يدل على أنه واحد، وتنكير "اليُسر" يدل على تكراره، فلن يغلب عُسْرٌ يُسْرَينْ.
وفي تعريفه بالألف واللام، الدالة على الاستغراق والعموم يدل على أن كل عُسر -وإن بلغ من الصعوبة ما بلغ- فإنه في آخره التيسير مُلازم له.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" الحجرات (6)
 قبول خبر الصادق والكاذب والفاسق:
وهذا أيضًا، من الاداب التي على أولي الألباب، التأدب بها واستعمالها، وهو أنه إذا أخبرهم فاسق بخبر أن يتثبتوا في خبره، ولا يأخذوه مجردًا، فإن في ذلك خطرًا كبيرًا، ووقوعًا في الإثم، فإن خبره إذا جعل بمنزلة خبر الصادق العدل، حكم بموجب ذلك ومقتضاه، فحصل من تلف النفوس والأموال، بغير حق، بسبب ذلك الخبر ما يكون سببًا للندامة، بل الواجب عند خبر الفاسق، التثبت والتبين، فإن دلت الدلائل والقرائن على صدقه، عمل به وصدق، وإن دلت على كذبه، كذب، ولم يعمل به، ففيه دليل، على أن خبر الصادق مقبول، وخبر الكاذب، مردود، وخبر الفاسق متوقف فيه كما ذكرنا، ولهذا كان السَّلف يقبلون روايات كثير [من] الخوارج، المعروفين بالصدق، ولو كانوا فساقًا.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"اللَّهُ الَّذِي أَنْزَلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ" الشورى (17)
 المقصود بالميزان في قول الله تعالى: (الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان): وأمَّا الميزان، فهو العدل والاعتبار بالقياس الصحيح والعقل الرجيح، فكل الدلائل العقلية، من الايات الافاقية والنفسية، والاعتبارات الشرعية، والمناسبات والعلل، والأحكام والحكم، داخلة في الميزان الذي أنزله الله تعالى ووضعه بين عباده، ليزنوا به ما اشتبه من الأمور، ويعرفوا به صدق ما أخبر به وأخبرت رسله، مما خرج عن هذين الأمرين عن الكتاب والميزان مما قيل إنه حُجَّة أو برهان أو دليل أو نحو ذلك من العبارات، فإنه باطل متناقض، قد فسدت أصوله، وانهدمت مبانيه وفروعه، يعرف ذلك من خبر المسائل وماخذها، وعرف التمييز بين راجح الأدلة من مرجوحها، والفرق بين الحجج والشبه، وأمَّا من اغتر بالعبارات المزخرفة، والألفاظ المموهة، ولم تنفذ بصيرته إلى المعنى المراد، فإنه ليس من أهل هذا الشأن، ولا من فرسان هذا الميدان، فوفاقه وخلافه سيان.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ" (الشورى: 10)
الاستدلال على أن اتفاق الأمَّة حُجَّة قاطعة:
ومفهوم الآية الكريمة، أن اتفاق الأمَّة حُجَّة قاطعة، لأن اللّه تعالى لم يأمرنا أن نرد إليه إلا ما اختلفنا فيه، فما اتفقنا عليه، يكفي اتفاق الأمَّة عليه، لأنها معصومة عن الخطأ، ولا بد أن يكون اتفاقها موافقاً لِمَا في كتاب اللّه وسُنَّة رسوله.



من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)   من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Emptyالثلاثاء 08 أغسطس 2023, 12:25 am


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" فصلت (12)
 الجمع بين قوله تعالى: (و الأرض بعد ذلك دحاها) وبين قوله تعالى: (ثم استوى إلى السماء وهي دخان): واعلم أن ظاهر هذه الآية، مع قوله تعالى في النازعات، لَمَّا ذكر خلق السماوات قال: {وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا} يظهر منهما التعارض، مع أن كتاب اللّه، لا تعارض فيه ولا اختلاف.
والجواب عن ذلك، ما قاله كثير من السَّلف، أن خلق الأرض وصورتها متقدم على خلق السماوات كما هنا، ودحي الأرض بأن {أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا} متأخر عن خلق السماوات كما في سورة النازعات، ولهذا قال فيها: {وَالأرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا} إلى آخره ولم يقل: "والأرض بعد ذلك خلقها"

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ مِنْ عِنْدِنَا قَالُوا اقْتُلُوا أَبْنَاءَ الَّذِينَ امَنُوا مَعَهُ وَاسْتَحْيُوا نِسَاءَهُمْ وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ" غافر: (25)
 قاعدة مهمة في التفسير:
وتدبر هذه النكتة التي يكثر مرورها بكتاب الله تعالى: إذا كان السياق في قصة معينة أو على شيء معين، وأراد الله أن يحكم على ذلك المعين بحكم، لا يختص به ذكر الحكم، وعلقه على الوصف العام ليكون أعم، وتندرج فيه الصورة التي سيق الكلام لأجلها، وليندفع الإيهام باختصاص الحكم بذلك المعين.
فلهذا لم يقل {وما كيدهم إلا في ضلال}.
بل قال: {وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلا فِي ضَلالٍ}.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" غافر (14)
 والإخلاص معناه:
تخليص القصد للّه تعالى في جميع العبادات الواجبة والمُستحبة، حُقُوق الله وحُقُوق عباده.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ" الزمر (62)
 الرد على شبهة القائلين بخلق القران في قوله تعالى: (الله خالق كل شيء): هذه العبارة وما أشبهها، مما هو كثير في القران، تدل على أن جميع الأشياء -غير اللّه- مخلوقة، ففيها رد على كل مَنْ قال بقدم بعض المخلوقات، كالفلاسفة القائلين بقدم الأرض والسماوات، وكالقائلين بقدم الأرواح، ونحو ذلك من أقوال أهل الباطل، المتضمنة تعطيل الخالق عن خلقه.
وليس كلام اللّه من الأشياء المخلوقة، لأن الكلام صفة المتكلم، واللّه تعالى بأسمائه وصفاته أول ليس قبله شيء، فأخذ أهل الاعتزال من هذه الآية ونحوها أنه مخلوق، من أعظم الجهل، فإنه تعالى لم يزل بأسمائه وصفاته، ولم يحدث له صفة من صفاته، ولم يكن معطلاً عنها بوقت من الأوقات.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ" التوبة (6)
 وفي هذا حُجَّة صريحة لمذهب أهل السُّنَّة والجماعة، القائلين بأن القران كلام اللّه غير مخلوق، لأنه تعالى هو المتكلم به، وأضافه إلى نفسه إضافة الصفة إلى موصوفها، وبطلان مذهب المعتزلة ومن أخذ بقولهم: أن القران مخلوق.
وكم من الأدلة الدالة على بطلان هذا القول، ليس هذا محل ذكرها.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَفُوًّا غَفُورًا" النساء (43)
القواعد التي تدور عليها قواعد الطب:
فائدة:
اعلم أن قواعد الطب تدور على ثلاث قواعد:
حفظ الصحة عن المؤذيات، والاستفراغ منها، والحمية عنها.
وقد نبَّه تعالى عليها في كتابه العزيز.
أمَّا حفظ الصحة والحمية عن المؤذي، فقد أمر بالأكل والشرب وعدم الإسراف في ذلك، وأباح للمسافر والمريض الفطر حفظا لصحتهما، باستعمال ما يصلح البدن على وجه العدل، وحمايـة للمريض عمَّا يَضُرُّهُ.
وأمَّا استفراغ المؤذي فقد أباح تعالى للمُحْرِم المتأذي برأسه أن يحلقه لإزالة الأبخرة المُحتقنة فيه، ففيه تنبيه على استفراغ ما هو أولى منها من البول والغائط والقيء والمَني والدم، وغير ذلك، نبَّه على ذلك ابن القيم رحمه الله تعالى.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ" التوبة (6)
 بعض الحجج الواضحة في أن القران كلام الله منزل غير مخلوق:
وفي هذا حُجَّة صريحة لمذهب أهل السُّنَّة والجماعة، القائلين بأن القران كلام اللّه غير مخلوق، لأنه تعالى هو المتكلم به، وأضافه إلى نفسه إضافة الصفة إلى موصوفها، وبطلان مذهب المعتزلة ومَنْ أخذ بقولهم: أن القران مخلوق.
وكم من الأدلة الدالة على بطلان هذا القول، ليس هذا محل ذكرها.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ" الزمر (62)
 وليس كلام اللّه من الأشياء المخلوقة، لأن الكلام صفة المتكلم، واللّه تعالى بأسمائه وصفاته أول ليس قبله شيء، فأخذ أهل الاعتزال من هذه الآية ونحوها أنه مخلوق، من أعظم الجهل، فإنه تعالى لم يزل بأسمائه وصفاته، ولم يحدث له صفة من صفاته، ولم يكن معطلاً عنها بوقت من الأوقات.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلِ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ" التوبة (64)
 العلة في عدم تعيين أشخاص المنافقين في سورة التوبة واسمها سابقاً:
كانت هذه السورة الكريمة تُسَمَّى "الفاضحة" لأنها بَيَّنَتْ أسرار المنافقين، وهتكت أستارهم، فما زال اللّه يقول: ومنهم ومنهم، ويذكر أوصافهم.
إلا أنه لم يعين أشخاصهم لفائدتين:
إحداهما: أن اللّه سِتِّيرٌ يُحِبُّ السّتر على عباده.
والثانية: أن الذَّم على مَنْ اتَّصف بذلك الوصف من المنافقين، الذين توجَّه إليهم الخطاب وغيرهم إلى يوم القيامة، فكان ذكر الوصف أعم وأنسب، حتى خافوا غايـة الخوف.
قال اللّه تعالى: {لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا} وقال هنا: {يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنزلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ} أي تخبرهم وتفضحهم وتُبَيّنُ أسرارهم حتى تكون علانية لعباده ويكونوا عبرة للمُعتبرين.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ" الزخرف (37)
عدم العذر بالجهل الذي مصدره الإعراض عن ذكر الله تعالى: {وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ} أي: الصراط المستقيم، والدين القويم.
{وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ} بسبب تزيين الشيطان للباطل وتحسينه له، وإعراضهم عن الحق، فاجتمع هذا وهذا.
فإن قيل: فهل لهذا من عذر، من حيث إنه ظن أنه مهتد، وليس كذلك؟
قيل: لا عذر لهذا وأمثاله، الذين مصدر جهلهم الإعراض عن ذكر اللّه، مع تمكنهم على الاهتداء، فزهدوا في الهدى مع القدرة عليه، ورغبوا في الباطل، فالذنب ذنبهم، والجرم جرمهم.
فهذه حالة هذا المُعرض عن ذكر اللّه في الدنيا، مع قرينه، وهو الضلال والغيّ، وانقلاب الحقائق.



من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)   من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Emptyالثلاثاء 08 أغسطس 2023, 12:29 am


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ" الشورى (13)
 الدليل على أن قول الصحابة رضي الله عنهم حُجَّة:
وفي هذه الآية، أن الله {يَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} مع قوله: {وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} مع العلم بأحوال الصحابة رضي الله عنهم، وشدة إنابتهم، دليل على أن قولهم حجة، خصوصاً الخلفاء الراشدين، رضي الله عنهم أجمعين.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ امَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لَا حُجَّة بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ" الشورى (15)
 مُناظرة أهل الكتاب يجب أن تقوم على الإيمان بجميع الكتب المُنزَّلة من الله تعالى: {وَقُلْ} لهم عند جدالهم ومُناظرتهم: {امَنْتُ بِمَا أَنزلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ} أي: لتكن مناظرتك لهم مبنية على هذا الأصل العظيم، الدَّال على شرف الإسلام وجلالته وهيمنته على سائر الأديان، وأن الدِّينَ الذي يزعم أهل الكتاب أنهم عليه جزء من الإسلام، وفي هذا إرشاد إلى أن أهل الكتاب إن ناظروا مُناظرة مبنية على الإيمان ببعض الكتب، أو ببعض الرسل دون غيره، فلا يُسَلَّمُ لهم ذلك، لأن الكتاب الذي يدعون إليه، والرسول الذي ينتسبون إليه، من شرطه أن يكون مصدقاً بهذا القران وبمَنْ جاء به، فكتابنا ورسولنا لم يأمرنا إلا بالإيمان بموسى وعيسى والتوراة والإنجيل، التي أخبر بها وصدَّق بها، وأخبر أنها مُصَدِّقةٌ له ومُقِرَّةٌ بصحته.
وأمَّا مُجَرَّدِ التوراة والإنجيل، وموسى وعيسى، الذين لم يوصفوا لنا، ولم يوافقوا لكتابنا، فلم يأمرنا بالإيمان بهم.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَلَقَدْ خَلَقْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعَ طَرَائِقَ وَمَا كُنَّا عَنِ الْخَلْقِ غَافِلِينَ" المؤمنون (17)
العلة في جمع الله تعالى بين خلقه وعلمه سبحانه:
وكثيراً ما يقرن تعالى بين خلقه وعلمه كقوله: {أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} {بَلَى وَهُوَ الْخَلاقُ الْعَلِيمُ} لأن خلق المخلوقات، من أقوى الأدلَّة العقلية، على عِلْم خالقها وحكمته.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)" المؤمنون (2- 3)
الخشوع في الصلاة والإعراض عن اللغو:
والخشوع في الصلاة:
هو حضور القلب بين يدي الله تعالى، مستحضراً لقُربه، فيسكن لذلك قلبه، وتطمئن نفسه، وتسكن حركاته، ويقل التفاته، متأدّباً بين يدي ربه، مستحضراً جميع ما يقوله ويفعله في صلاته، من أول صلاته إلى آخرها، فتنتفي بذلك الوساوس والأفكار الرَّدِيَّة، وهذا روح الصلاة، والمقصود منها، وهو الذي يُكتب للعبد، فالصلاة التي لا خُشوع فيها ولا حُضور قلب، وإن كانت مُجزئة مُثاباً عليها، فإن الثواب على حسب ما يعقل القلب منها.
{وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ} وهو الكلام الذي لا خير فيه ولا فائدة، {مُعْرِضُونَ} رغبةً عنه، وتنزيهاً لأنفسهم، وترفًّعاً عنه، وإذا مَرُّوا باللغو مَرُّوا كِرَامًا، وإذا كانوا مُعرضين عن اللغو، فإعراضهم عن المُحَرَّم من باب أولى وأحرى، وإذا مَلَكَ العبدُ لسانه وخزنه -إلا في الخير- كان مالكاً لأمره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل حين وصَّاه بوصايا قال: "ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟" قلت: بلى يا رسول الله، فأخذ بلسان نفسه وقال: "كُفَّ عليك هذا" فالمؤمنون من صفاتهم الحميدة، كَفُّ ألسنتهم عن اللغو والمُحَرَّمَات.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ" الحج (62)
 حقيقة الكبرياء والعُلُّو بالنسبة لله تعالى:
وحقيقة الكبرياء التي لا يعلمها إلا هو، لا مَلَكٌ مُقرَّبٌ، ولا نبيٌ مُرسل، أنها كل صفة كمال وجلال وكبرياء وعظمة، فهي ثابتة له، وله من تلك الصفة أجلُّها وأكملها، ومن كبريائه، أن العبادات كلها، الصادرة من أهل السماوات والأرض، كلها المقصود منها، تكبيره وتعظيمه، وإجلاله وإكرامه، ولهذا كان التكبير شعاراً للعبادات الكبار، كالصلاة وغيرها.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ" الحج (30)
 المقصود بحُرُمَاتِ الله تعالى وكيفية تعظيمها:
وحُرُمَاتِ الله:
كل ماله حُرمة، وأمر باحترامه، بعبادة أو غيرها، كالمناسك كلها، وكالحرم والإحرام، وكالهدايا، وكالعبادات التي أمر الله العباد بالقيام بها، فتعظيمها إجلالها بالقلب، ومحبتها، وتكميل العبودية فيها، غير متهاون، ولا متكاسل، ولا متثاقل.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"فَجَعَلَهُمْ جُذَاذًا إِلَّا كَبِيرًا لَهُمْ لَعَلَّهُمْ إِلَيْهِ يَرْجِعُونَ" الأنبياء (58)
 كل ممقوت عند الله لا يُطلق عليه ألفاظ التعظيم إلا على وجه لأصحابه:
وتأمَّل هذا الاحتراز العجيب، فإن كل ممقوت عند الله، لا يُطلق عليه ألفاظ التعظيم، إلا على وجه إضافته لأصحابه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كتب إلى مُلوك الأرض المشركين يقول: "إلى عظيم الفرس"، "إلى عظيم الروم"، ونحو ذلك، ولم يقل "إلى العظيم" وهنا قال تعالى: {إِلا كَبِيرًا لَهُمْ} ولم يقل "كبيراً من أصنامهم" فهذا ينبغي التنبيه له، والاحتراز من تعظيم ما حَقَّرَهُ اللهُ، إلا إذا أضيف إلى مَنْ عَظَّمَهُ.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ" النمل (20)
قول الشيخ رحمه الله في حكم نقل أقوال بني اسرائيل في التفسير:
وهذه التفاسير التي توجد وتشتهر بها أقوال لا يُعرف غيرها، تنقل هذه الأقوال عن بني إسرائيل مُجرَّدة ويغفل الناقل عن مناقضتها للمعاني الصحيحة وتطبيقها على الأقوال، ثم لا تزال تتناقل وينقلها المتأخر مُسَلِّماً للمتقدم حتى يظن أنها الحق، فيقع من الأقوال الرَّدِيَّة في التفاسير ما يقع، واللبيبُ الفطن يعرف أن هذا القران الكريم العربي المبين الذي خاطب اللهُ به الخلق كلهم عَالِمِهِمْ وجَاهِلِهِمْ وأمرهم بالتَّفَكُّر في معانيه، وتطبيقها على ألفاظه العربية المعروفة المعاني التي لا تجهلها العرب العرباء، وإذا وجد أقوالاً منقولة عن غير رسول الله صلى الله عليه وسلم رَدَّهَا إلى هذا الأصل، فإن وافقته قبلها لكون اللفظ دالاًّ عليها، وإن خالفته لفظاً ومعنىً أو لفظاً أو معنىً رَدَّهَا وجزم ببُطلانها، لأن عنده أصلاً معلوماً مُناقضاً لها وهو ما يعرفه من معنى الكلام ودلالته.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ" البقرة (74)
 واعلم أن كثيراً من المُفَسِّرينَ رحمهم اللهُ، قد أكثروا في حشو تفاسيرهم من قصص بني إسرائيل، ونزلوا عليها الايات القرانية، وجعلوها تفسيراً لكتاب الله، مُحْتَجِّينَ بقوله صلى الله عليه وسلم: "حَدِّثُوا عن بني إسرائيل ولا حرج" والذي أرى أنه وإن جاز نقل أحاديثهم على وجه تكون مفردة غير مقرونة، ولا منزلة على كتاب الله، فإنه لا يجوز جعلها تفسيراً لكتاب الله قطعاً إذا لم تصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك أن مرتبتها كما قال صلى الله عليه وسلم: "لا تُصَدِّقُوا أهل الكتاب ولا تُكَذِّبُوهُمْ "فإذا كانت مرتبتها أن تكون مشكوكاً فيها، وكان من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن القران يجب الإيمان به والقطع بألفاظه ومعانيه، فلا يجوز أن تجعل تلك القصص المنقولة بالروايات المجهولة، التي يغلب على الظن كذبها أو كذب أكثرها، معاني لكتاب الله، مقطوعاً بها ولا يستريب بهذا أحَدٌ، ولكن بسبب الغفلة عن هذا حصل ما حصل، واللهُ المُوَفِّقُ.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْانِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضَى وَاخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَاخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ" المزمل (20)
 فائدة الأمر بالاستغفار:
وفي الأمر بالاستغفار بعد الحث على أفعال الطاعة والخير، فائدة كبيرة، وذلك أن العبد ما يخلو من التقصير فيما أُمِرَ به، أمَّا أن لا يفعله أصلاً أو يفعله على وجهٍ ناقصٍ، فأمر بترقيع ذلك بالاستغفار، فإن العبد يُذنبُ اناء الليل والنهار، فمتى لم يتغمَّدهُ اللهُ برحمته ومغفرته، فإنه هالكٌ.



من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)   من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Emptyالثلاثاء 08 أغسطس 2023, 12:34 am


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"َاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولَا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلَا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْاخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ" البقرة (102)
أنواع الإذن:
والإذن نوعان:
إذن قدري، وهو المتعلق بمشيئة الله، كما في هذه الآية، وإذن شرعي كما في قوله تعالى في الآية السابقة: {فَإِنَّهُ نزلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ} وفي هذه الآية وما أشبهها أن الأسباب مهما بلغت في قوة التأثير، فإنها تابعة للقضاء والقدر ليست مستقلة في التأثير، ولم يُخالف في هذا الأصل من فرق الأمَّة غير القدرية في أفعال العباد، زعموا أنها مستقلة غير تابعة للمشيئة، فأخرجوها عن قُدرة الله، فخالفوا كتاب الله وسُنَّة رسوله وإجماع الصحابة والتابعين.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ اتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ إِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّيَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ قَالَ أَنَا أُحْيِي وَأُمِيتُ قَالَ إِبْرَاهِيمُ فَإِنَّ اللَّهَ يَأْتِي بِالشَّمْسِ مِنَ الْمَشْرِقِ فَأْتِ بِهَا مِنَ الْمَغْرِبِ فَبُهِتَ الَّذِي كَفَرَ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ" البقرة (258)
 إن شرك العالم إنما هو مستند على عبادة القبور والكواكب:
قال ابن القيم رحمه الله:
وفي هذه المناظرة نُكتةٌ لطيفةٌ جداً، وهي أن شرك العالم إنما هو مستند إلى عبادة الكواكب والقبور، ثم صورت الأصنام على صورها، فتضمن الدليلان اللذان استدل بهما إبراهيم إبطال إلهية تلك جملة بأن الله وحده هو الذي يُحيي ويُميت، ولا يصلح الحي الذي يموت للإلهية لا في حال حياته ولا بعد موته، فإن له رباً قادراً قاهراً مُتصرّفاً فيه إحياء وإماتة، ومن كان كذلك فكيف يكون إلهاً حتى يتخذ الصنم على صورته، ويعبد من دونه، وكذلك الكواكب أظهرها وأكبرها للحس هذه الشمس وهي مربوبة مدبرة مسخرة، لا تصرف لها بنفسها بوجه ما، بل ربها وخالقها سبحانه يأتي بها من مشرقها فتنقاد لأمره ومشيئته، فهي مربوبة مسخرة مدبرة، لا إله يعبد من دون الله. "من مفتاح دار السعادة".

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ" البقرة (256)
المقصود بأنه لا إكراه في الدين والتفريق بينه وبين قتال الكفار المُحاربين:
يخبر تعالى أنه لا إكراه في الدين لعدم الحاجة إلى الإكراه عليه، لأن الإكراه لا يكون إلا على أمر خفية أعلامه، غامضة أثاره، أو أمر في غايـة الكراهة للنفوس، وأمَّا هذا الدين القويم والصراط المستقيم فقد تبيَّنت أعلامه للعُقُول، وظهرت طرقه، وتبيَّنَ أمره، وعرف الرشد من الغي، فالموفق إذا نظر أدنى نظر إليه اثره واختاره، وأمَّا من كان سيئ القصد فاسد الإرادة، خبيث النفس يرى الحق فيختار عليه الباطل، ويُبصر الحُسن فيميل إلى القبيح، فهذا ليس لله حاجة في إكراهه على الدين، لعدم النتيجة والفائدة فيه، والمُكْرَهُ ليس إيمانه صحيحاً، ولا تدل الآية الكريمة على ترك قتال الكفار المُحاربين، وإنما فيها أن حقيقة الدين من حيث هو مُوجب لقبوله لكل مُنصف قصده اتباع الحق، وأمَّا القتال وعدمه فلم تتعرَّض له، وإنما يؤخذ فرض القتال من نصوص أخر، ولكن يستدل في الآية الكريمة على قبول الجزية من غير أهل الكتاب، كما هو قول كثير من العلماء.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ" البقرة (186)
أنواع الدعاء والقرب لله تعالى:
والدعاء نوعان:
دعاء عبادة، ودعاء مسألة.
والقُرْبُ نوعان:
قُرْبٌ بعلمه من كل خلقه، وقُرْبٌ من عابديه وداعيه بالإجابة والمعونة والتوفيق.
فمن دعا ربه بقلب حاضر، ودعاء مشروع، ولم يمنع مانع من إجابة الدعاء، كأكل الحرام ونحوه، فإن الله قد وعده بالإجابة، وخصوصاً إذا أتى بأسباب إجابة الدعاء، وهي الاستجابة لله تعالى بالانقياد لأوامره ونواهيه القولية والفعلية، والإيمان به، المُوجب للاستجابة، فلهذا قال: {فليَستجيبُوا لِي وليُؤمِنُوا بِي لعلَّهُم يَرشُدُون} أي: يحصل لهم الرُّشْدُ الذي هو الهدايـة للإيمان والأعمال الصالحة، ويزول عنهم الغِيِّ المُنافي للإيمان والأعمال الصالحة.
ولأن الإيمان بالله والاستجابة لأمره، سَبَبٌ لحصول العلم كما قال تعالى: {يا أيها الذين امنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانًا}.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ" البقرة (117)
أنواع القُنُوت:
والقُنُوتُ نوعان:
قُنُوتٌ عام:
وهو قُنُوتٌ الخلق كلهم، تحت تدبير الخالق.
وقُنُوتٌ خُاصٌ: وهو قنوت العبادة.
فالنوع الأول كما في هذه الآية.
والنوع الثاني: كما في قوله تعالى: {وقوموا لله قانتين}.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ" البقرة (142)
 كيف يحفظ الله تعالى إيمان عبده:
ثم قال تعالى: {وما كان اللهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ} أي: ما ينبغي له ولا يليق به تعالى، بل هي من المُمتنعات عليه، فأخبر أنه ممتنع عليه، ومستحيل، أن يُضِيعَ إيمانكم، وفي هذا بشارة عظيمة لِمَنْ مَنَّ اللهُ عليهم بالإسلام والإيمان، بأن الله سيحفظ عليهم إيمانهم، فلا يُضيعه.
وحفظه نوعان:
حفظ عن الضياع والبطلان، بعصمته لهم عن كل مُفسد ومُزيل له ومُنقص من المِحَن المُقلقة, والأهواء الصَّادَّة، وحفظٌ له بتنميته لهم، وتوفيقهم لِمَا يزداد به إيمانهم، ويتم به إيقانهم، فكما ابتدأكم، بأن هداكم للإيمان، فسيحفظه لكم، ويتم نعمته بتنميته وتنمية أجره، وثوابه، وحفظه من كل مُكَدِّرٍ، بل إذا وجدت المِحَنِ المقصود منها، تبيين المؤمن الصادق من الكاذب، فإنها تُمَحِّصُ المؤمنين، وتُظهرُ صِدقهم.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ ايَاتِنَا وَيُزَكِّيكُمْ وَيُعَلِّمُكُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُعَلِّمُكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ" البقرة (151)
المقصود بالحكمة:
{ويعلمكم الكتاب} أي: القران، ألفاظه ومعانيه، {والحكمة} قيل: هي السُّنَّة، وقيل: الحكمة، معرفة أسرار الشريعة والفقه فيها، وتنزيل الأمور منازلها.
فيكون على هذا تعليم السُّنَّة داخلاً في تعليم الكتاب، لأن السُّنَّة، تُبيّنُ القران وتُفَسِّرُهُ، وتُعَبِّرُ عنه.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلَا تَتَّخِذُوا ايَاتِ اللَّهِ هُزُوًا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنْزَلَ عَلَيْكُمْ مِنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" البقرة (231)
 {وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة} أي: السُّنَّة اللذين بَيَّنَ لكم بهما طرق الخير ورغبكم فيها، وطرق الشر وحذركم إيَّاها، وعرَّفكُم نفسه ووقائعه في أوليائه وأعدائه، وعلَّمَكُمْ ما لم تكونوا تعلمون.
وقيل: المُراد بالحكمة أسرار الشريعة، فالكتاب فيه، الحكم، والحكمة فيها، بيان حكمة الله في أوامره ونواهيه، وكلا المعنيين صحيح، ولهذا قال {يعظكم به} أي: بما أنزل عليكم، وهذا مما يقوي أن المُراد بالحكمة، أسرار الشريعة، لأن الموعظة ببيان الحكم والحكمة، والترغيب، أو الترهيب، فالحكم به، يزول الجهل، والحكمة مع الترغيب، يوجب الرغبة، والحكمة مع الترهيب يوجب الرهبة.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"تِلْكَ ايَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ" البقرة (252)
وجوب معرفة العبد بالرسل عليهم السلام ومواطن ذلك في القران الكريم:
كما يجب على المُكَلَّفِ معرفته بربه، فيجب عليه معرفته برسله، ما يجب لهم ويمتنع عليهم ويجوز في حقهم، ويؤخذ جميع ذلك مما وصفهم الله به في ايات متعددة، منها: أنهم رجال لا نساء، من أهل القرى لا من أهل البوادي، وأنهم مُصْطَفُونَ مُختارُونَ، جَمَعَ اللهُ لهم من الصفات الحميدة ما به الاصطفاء والاختيار، وأنهم سالمون من كل ما يقدح في رسالتهم من كذب وخيانة وكتمان وعيوب مزرية، وأنهم لا يقرون على خطأ فيما يتعلق بالرسالة والتكليف، وأن الله تعالى خَصَّهُمْ بوحيه، فلهذا وجب الإيمان بهم وطاعتهم ومَنْ لم يؤمن بهم فهو كافر، ومَنْ قدح في واحد منهم أو سَبَّهُ فهو كافر يتحتم قتله ودلائل هذه الجمل كثيرة، مَنْ تَدَبَّرَ القران تَبَيَّنَ له الحق.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ" التوبة (78)
تضعيف قصة ثعلبة:
قصة ثعلبة هذه ذكرها كثير من المفسرين، وقد ضَعَّفَهَا جهابذة أهل الحديث كابن حزم، والبيهقي، والقرطبي، والهيثمي، والعراقي، وابن حجر، والسيوطي والمناوي وغيرهم -رحمهم الله- وبَيَّنُوا أن في إسنادها علي بن يزيد، وهو ضعيف كما أن من رُوَاتِهَا: معان بن رفاعة، والقاسم بن عبد الرحمن وهما ضعيفان، وذكر ابن حزم تضعيفها من جهة متنها أيضاً.
ينظر المحلى: (11/208) والإصابة: ترجمة ثعلبة، ومجمع الزوائد (7/32)، والجامع لأحكام القران (8/210)، وفيض القدير (4/257)، وفتح الباري (3/8)، ولباب النقول للسيوطي (121) وتخريج الإحياء للعراقي (3/338).



من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)   من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Emptyالثلاثاء 08 أغسطس 2023, 6:27 am

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ" التوبة (78)
تضعيف قصة ثعلبة:
قصة ثعلبة هذه ذكرها كثير من المفسرين، وقد ضَعَّفَهَا جهابذة أهل الحديث كابن حزم، والبيهقي، والقرطبي، والهيثمي، والعراقي، وابن حجر، والسيوطي والمناوي وغيرهم -رحمهم الله- وبَيَّنُوا أن في إسنادها علي بن يزيد، وهو ضعيف كما أن من رُوَاتِهَا: معان بن رفاعة، والقاسم بن عبد الرحمن وهما ضعيفان، وذكر ابن حزم تضعيفها من جهة متنها أيضاً.
ينظر المحلى: (11/208) والإصابة: ترجمة ثعلبة، ومجمع الزوائد (7/32)، والجامع لأحكام القران (8/210)، وفيض القدير (4/257)، وفتح الباري (3/8)، ولباب النقول للسيوطي (121) وتخريج الإحياء للعراقي (3/338).

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْانَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْانَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا" الإسراء (78)
أن العبادة إذا سُمِّيَتْ ببعض أجزائها دلَّ ذلك على فرضية ذلك الجزء:
فيه: فضيلة صلاة الفجر، وفضيلة إطالة القراءة فيها، وأن القراءة فيها، ركن لأن العبادة إذا سُمِّيَتْ ببعض أجزائها، دَلَّ على فرضية ذلك.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَأمَّا مَحْمُودًا" الإسراء (79)
هو المقام الذي يحمده فيه الأولون والاخرون، مقام الشفاعة العظمى، حين يتشفَّعُ الخلائق بادم، ثم بنوح، ثم إبراهيم، ثم موسى، ثم عيسى، وكلهم يعتذر ويتأخَّر عنها، حتى يستشفعوا بسيد ولد ادم، ليرحمهم اللهُ من هول الموقف وكربه، فيشفع عند ربه فيُشَفِّعُهُ، ويُقِيمُهُ مَقامَّا يغبطه به الأولون والاخرون، وتكون له المِنَّةُ على جميع الخلق.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا" الإسراء (82)
المقصود بالشفاء والرحمة في القران:
 القران مُشتملٌ على الشفاء والرحمة، وليس ذلك لكل أحَدٍ، وإنما ذلك للمؤمنين به، المُصدّقين باياته، العاملين به، وأمَّا الظالمون بعدم التصديق به أو عدم العمل به، فلا تزيدهم اياته إلا خساراً، إذ به تقوم عليهم الحُجَّةُ، فالشفاء الذي تضمَّنه القران عام لشفاء القلوب، من الشُّبَهِ، والجهالة، والاراء الفاسدة، والانحراف السَّيئ، والقُصُود السَّيئة.
فإنه مشتمل على العلم اليقيني، الذي تزول به كل شبهة وجهالة، والوعظ والتذكير، الذي يزول به كل شهوة تخالف أمر الله، ولشفاء الأبدان من الامها وأسقامها.

 وأمَّا الرَّحمة، فإن ما فيه من الأسباب والوسائل التي يَحُثُّ عليها، متى فعلها العبدُ فاز بالرحمة والسعادة الأبدية، والثواب العاجل والاجل.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَامَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا" النساء (147)
معنى الشكر:
الشكر هو خضوع القلب واعترافه بنعمة الله، وثناء اللسان على المشكور، وعمل الجوارح بطاعته وأن لا يستعين بنعمه على معاصيه.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"قَدِ افْتَرَيْنَا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا إِنْ عُدْنَا فِي مِلَّتِكُمْ بَعْدَ إِذْ نَجَّانَا اللَّهُ مِنْهَا وَمَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَعُودَ فِيهَا إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّنَا وَسِعَ رَبُّنَا كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا عَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْنَا رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ قَوْمِنَا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفَاتِحِينَ" الأعراف (89)
أنواع فتح الله لعباده:
فتحه تعالى لعباده نوعان:
فتح العلم، بتبيين الحق من الباطل، والهدى من الضلال، ومن هو من المستقيمين على الصراط، ممن هو منحرف عنه.
والنوع الثاني:
فتحه بالجزاء وإيقاع العقوبة على الظالمين، والنجاة والإكرام للصالحين، فسألوا الله أن يفتح بينهم وبين قومهم بالحق والعدل، وأن يريهم من اياته وعبره ما يكون فاصلاً بين الفريقين.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْاخِرَةِ مَثَلُ السَّوْءِ وَلِلَّهِ الْمَثَلُ الْأَعْلَى وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" النحل (60)
{ولله المثل الأعلى} وهو كل صفة كمال وكل كمال في الوجود فالله أحق به من غير أن يستلزم ذلك نقصاً بوجه وله المثل الأعلى في قلوب أوليائه وهو التعظيم والإجلال والمحبة والإنابة والمعرفة.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" الروم (27)
 {وله المثل الأعلى في السماوات والأرض} وهو كل صفة كمال، والكمال من تلك الصفة والمحبة والإنابة التامة الكاملة في قلوب عباده المخلصين والذكر الجليل والعبادة منهم.
فالمثل الأعلى هو وصفه الأعلى وما ترتب عليه.
ولهذا كان أهل العلم يستعملون في حق الباري قياس الأولى، فيقولون: كل صفة كمال في المخلوقات فخالقها أحق بالاتصاف بها على وجه لا يشاركه فيها أحد، وكل نقص في المخلوق يُنَزَّهُ عنه فتنزيه الخالق عنه من باب أولى وأحرى.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ وَجَاءَ بِقَلْبٍ مُنِيبٍ" ق (33)
{من خشي الرحمن} أي: خافه على وجه المعرفة بربه، والرجاء لرحمته ولازم على خشية الله في حال غيبه أي: مغيبه عن أعين الناس، وهذه هي الخشية الحقيقية، وأمَّا خشيته في حال نظر الناس وحضورهم، فقد تكون رياء وسمعة، فلا تدل على الخشية، وإنما الخشية النافعة، خشية الله في الغيب والشهادة ويحتمل أن المراد بخشية الله بالغيب كالمراد بالإيمان بالغيب وأن هذا مقابل للشهادة حيث يكون الإيمان والخشية ضروريا لا اختياريا حيث يعاين العذاب وتأتي ايات الله وهذا هو الظاهر.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ" ق (39)
من ثمرات ذكر الله: {فاصبر على ما يقولون} من الذم لك والتكذيب بما جئت به، واشتغل عنهم واله بطاعة ربك وتسبيحه، أول النهار وآخره، وفي أوقات الليل، وأدبار الصلوات.
فإن ذكر الله تعالى، مُسَلٍّ للنفس، مُؤْنِسٍ لها، مُهَوِّنٌ للصَّبر.



من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)   من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Emptyالثلاثاء 08 أغسطس 2023, 6:31 am


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" الزمر (69)
المقصود بالشهداء يوم القيامة:
{وجيء بالنبيين} ليسألوا عن التبليغ، وعن أممهم، ويشهدوا عليهم ,{والشهداء} من الملائكة، والأعضاء والأرض.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" الزمر (69)
ذهاب أنوار الدنيا يوم القيامة:
{وأشرقت الأرض بنور ربها} علم من هذا، أن الأنوار الموجودة تذهب يوم القيامة وتضمحل، وهو كذلك، فإن الله أخبر أن الشمس تكور، والقمر يخسف، والنجوم تندثر، ويكون الناس في ظلمة، فتشرق عند ذلك الأرض بنور ربها، عندما يتجلى وينزل للفصل بينهم، وذلك اليوم يجعل الله للخلق قوة، وينشئهم نشأة يقوون على أن لا يحرقهم نوره، ويتمكنون أيضا من رؤيته، وإلا فنوره تعالى عظيم، لو كشفه، لأحرقت سبحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" الروم (27)
استعمال قياس الأولى في حق الله تعالى:
كان أهل العلم يستعملون في حق الباري قياس الأولى، فيقولون: كل صفة كمال في المخلوقات فخالقها أحق بالاتصاف بها على وجه لا يشاركه فيها أحد، وكل نقص في المخلوق ينزه عنه فتنزيه الخالق عنه من باب أولى وأحرى.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِايَاتِ اللَّهِ وَلِقَائِهِ أُولَئِكَ يَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِي وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ" العنكبوت (23)
أنواع اليأس من رحمة الله تعالى:
الإياس من رحمة الله من أعظم المحاذير، وهو نوعان: إياس الكفار منها، وتركهم جميع سبب يقربهم منها، وإياس العُصاة، بسبب كثرة جناياتهم أوحشتهم، فملكت قلوبهم، فأحدث لها الإياس.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ" البقرة (10)
تعريف النفاق وأنواعه:
واعلم أن النفاق هو:
إظهار الخير وإبطان الشر، ويدخل في هذا التعريف النفاق الاعتقادي، والنفاق العملي كالذي ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "آيـة المنافق ثلات: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان "وفي روايــة: "وإذا خاصم فجر".
وأمَّا النفاق الاعتقادي المخرج عن دائرة الإسلام، فهو الذي وصف الله به المنافقين في هذه السورة وغيرها، ولم يكن النفاق موجودا قبل هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، وبعد أن هاجر، فلما كانت وقعة "بدر" وأظهر الله المؤمنين وأعَزَّهُمْ، ذل من في المدينة ممن لم يسلم، فأظهر بعضهم الإسلام خوفاً ومُخادعة، ولتُحقن دماؤهم، وتسلم أموالهم، فكانوا بين أظهر المسلمين في الظاهر أنهم منهم، وفي الحقيقة ليسوا منهم.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأمَّا الَّذِينَ امَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ" البقرة (26)
 أنواع الفسق:
الفسق نوعان:
نوع مخرج من الدين، وهو الفسق المقتضي للخروج من الإيمان; كالمذكور في هذه الآية ونحوها، ونوع غير مخرج من الإيمان كما في قوله تعالى: {يا أيها الذين امنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبيَّنُوا} الآية.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ" البقرة (29)
(استوى) في القران ترد على ثلاثة معاني:
{استوى} ترد في القران على ثلاثة معاني:
فتارة لا تعدى بالحرف، فيكون معناها، الكمال والتمام، كما في قوله عن موسى: {ولما بلغ أشده واستوى} وتارة تكون بمعنى "علا "و "ارتفع "وذلك إذا عديت بـ "على "كما في قوله تعالى: {ثم استوى على العرش} , {لتستووا على ظهوره} وتارة تكون بمعنى "قصد "كما إذا عديت بـ "إلى "كما في هذه الآية، أي: لما خلق تعالى الأرض، قصد إلى خلق السماوات {فسواهن سبع سماوات} فخلقها وأحكمها، وأتقنها.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَأمَّا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ" البقرة (124)
 {لا ينال عهدي الظالمين} أي: لا ينال الإمامة في الدين، من ظلم نفسه وضرها، وحط قدرها، لمنافاة الظلم لهذا المقام، فإنه مقام الته الصبر واليقين، ونتيجته أن يكون صاحبه على جانب عظيم من الإيمان والأعمال الصالحة، والأخلاق الجميلة، والشمائل السديدة، والمحبة التامة، والخشية والإنابة، فأين الظلم وهذا المقام؟ ودل مفهوم الآية، أن غير الظالم، سينال الإمامة، ولكن مع إتيانه بأسبابها.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلَانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ" البقرة (286)
فائدة بلاغية في الفرق بين (كسبت) و(اكتسبت):
وفي الإتيان بـ "كسب" في الخير الدَّال على أن عمل الخير يحصل للإنسان بأدنى سعي منه بل بمجرد نيَّة القلب وأتى بـ "اكتسب" في عمل الشر للدلالة على أن عمل الشر لا يكتب على الإنسان حتى يعمله ويحصل سعيه.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَلَا تَكُنْ مِنَ الْمُمْتَرِينَ" ال عمران (60)
قاعدة منهجية مهمة:
أن ما قامت الأدلة على أنه حق وجزم به العبد من مسائل العقائد وغيرها، فإنه يجب أن يُجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل: في هذه الآية وما بعدها دليل على قاعدة شريفة وهو أن ما قامت الأدلة على أنه حق وجزم به العبد من مسائل العقائد وغيرها، فإنه يجب أن يجزم بأن كل ما عارضه فهو باطل، وكل شبهة تورد عليه فهي فاسدة، سواء قدر العبد على حلها أم لا فلا يوجب له عجزه عن حلها القدح فيما علمه، لأن ما خالف الحق فهو باطل، قال تعالى: {فماذا بعد الحق إلا الضلال} وبهذه القاعدة الشرعية تنحل عن الإنسان إشكالات كثيرة يوردها المتكلمون ويرتبها المنطقيون، إن حلها الإنسان فهو تبرع منه، وإلا فوظيفته أن يبين الحق بأدلته ويدعو إليه.



من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)   من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Emptyالثلاثاء 08 أغسطس 2023, 6:36 am


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ" ال عمران (96)
أنواع الهُدَى:
{وهدى للعالمين} والهدى نوعان:
هدى في المعرفة، وهدى في العمل، فالهدى في العمل ظاهر، وهو ما جعل الله فيه من أنواع التعبدات المختصة به، وأمَّا هدى العلم فبما يحصل لهم بسببه من العلم بالحق بسبب الايات البينات التي ذكر الله تعالى في قوله {فيه ايات بينات} أي: أدلة واضحات، وبراهين قاطعات على أنواع من العلوم الإلهية والمطالب العالية، كالأدلة على توحيده ورحمته وحكمته وعظمته وجلاله وكمال علمه وسعة جوده، وما من به على أوليائه وأنبيائه، فمن الايات: {مقام إبراهيم}.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا" النساء (31)
يدخل في اجتناب الكبائر فعل الفرائض التي يكون تاركها مرتكباً كبيرة , وأحسن ما حُدَّت به الكبيرة: يدخل في اجتناب الكبائر فعل الفرائض التي يكون تاركها مرتكبا كبيرة، كالصلوات الخمس، والجمعة، وصوم رمضان، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهما ما اجتنبت الكبائر".
وأحسن ما حدت به الكبائر، أن الكبيرة ما فيه حد في الدنيا، أو وعيد في الاخرة، أو نفي إيمان، أو ترتيب لعنة، أو غضب عليه.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا" النساء (110)
الفرق بين ظلم النفس وعمل السوء, سبب تسمية ظلم النفس ظلماً:
واعلم أن عمل السوء عند الإطلاق يشمل سائر المعاصي، الصغيرة والكبيرة، وسمي "سوءا" لكونه يسوء عامله بعقوبته، ولكونه في نفسه سيئا غير حسن.
وكذلك ظلم النفس عند الإطلاق يشمل ظلمها بالشرك فما دونه.
ولكن عند اقتران أحدهما بالاخر قد يفسر كل واحد منهما بما يناسبه، فيفسر عمل السوء هنا بالظلم الذي يسوء الناس، وهو ظلمهم في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
ويفسر ظلم النفس بالظلم والمعاصي التي بين الله وبين عبده، وسمي ظلم النفس "ظلما" لأن نفس العبد ليست ملكا له يتصرف فيها بما يشاء، وإنما هي ملك لله تعالى قد جعلها أمانة عند العبد وأمره أن يقيمها على طريق العدل، بإلزامها للصراط المستقيم علما وعملا فيسعى في تعليمها ما أمر به ويسعى في العمل بما يجب، فسعيه في غير هذا الطريق ظلم لنفسه وخيانة وعدول بها عن العدل، الذي ضده الجور والظلم.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ أَنْ يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا" النساء (113)
أنواع الضلال:
الضلال نوعان:
ضلال في العلم، وهو الجهل بالحق.
وضلال في العمل، وهو العمل بغير ما يجب.
فحفظ الله رسوله عن هذا النوع من الضلال كما حفظه عن الضلال في الأعمال.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"فَإمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ" الأنفال (57)
أن الكافر ولو كان كثير الخيانة سريع الغدر لو أعطي عهداً لا تجوز خيانته وغدره: {فأمَّا تثقفنهم في الحرب} أي: تجدنهم في حال المحاربة، بحيث لا يكون لهم عهد وميثاق.
{فشرد بهم من خلفهم} أي: نكل بهم غيرهم، وأوقع بهم من العقوبة ما يصيرون به عبرة لمن بعدهم {لعلهم} أي من خلفهم {يذكرون} صنيعهم، لئلا يصيبهم ما أصابهم،وهذه من فوائد العقوبات والحدود المرتبة على المعاصي، أنها سبب لازدجار من لم يعمل المعاصي، بل وزجرا لمن عملها أن لا يعاودها.
ودل تقييد هذه العقوبة في الحرب أن الكافر -ولو كان كثير الخيانة سريع الغدر- أنه إذا أعطي عهداً لا يجوز خيانته وعقوبته.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ" التوبة (91)
قاعدة أن من أحسن ثم ترتب على إحسانه نقص أو تلف فإنه غير ضامن:
{ما على المحسنين من سبيل} أي: من سبيل يكون عليهم فيه تبعة، فإنهم -بإحسانهم فيما عليهم من حقوق الله وحقوق العباد- أسقطوا توجه اللوم عليهم، وإذا أحسن العبد فيما يقدر عليه، سقط عنه ما لا يقدر عليه.
ويستدل بهذه الآية على قاعدة وهي:
أن مَنْ أحسن على غيره، في نفسه أو في ماله، ونحو ذلك، ثم ترتب على إحسانه نقص أو تلف، أنه غير ضامن لأنه مُحسن، ولا سبيل على المُحسنين، كما أنه يدل على أن غير المُحسن وهو المُسيء كالمُفرط، أن عليه الضمان.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ" النحل (50)
أنواع سجود المخلوقات:
وسجود المخلوقات لله تعالى قسمان:
سجود اضطرار ودلالة على ما له من صفات الكمال، وهذا عام لكل مخلوق من مؤمن وكافر وبر وفاجر وحيوان ناطق وغيره، وسجود اختيار يختص بأوليائه وعباده المؤمنين من الملائكة وغيرهم من المخلوقات.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" النحل (96)
الزهد الواجب المتعين والدواعي للزهد:
وفي هذا الحث والترغيب على الزهد في الدنيا خصوصاً الزهد المتعين وهو الزهد فيما يكون ضرراً على العبد ويوجب له الاشتغال عما أوجب الله عليه وتقديمه على حق الله فإن هذا الزهد واجب.
ومن الدواعي للزهد أن يقابل العبد لذات الدنيا وشهواتها بخيرات الاخرة فإنه يجد من الفرق والتفاوت ما يدعوه إلى إيثار أعلى الأمرين وليس الزهد الممدوح هو الانقطاع للعبادات القاصرة كالصلاة والصيام والذكر ونحوها بل لا يكون العبد زاهدا زهدا صحيحا حتى يقوم بما يقدر عليه من الأوامر الشرعية الظاهرة والباطنة ومن الدعوة إلى الله وإلى دينه بالقول والفعل فالزهد الحقيقي هو الزهد فيما لا ينفع في الدين والدنيا والرغبة والسعي في كل ما ينفع.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ" النور (52)
أنواع الحقوق:
اشتملت هذه الآية، على الحق المشترك بين الله وبين رسوله، وهو:الطاعة المستلزمة للإيمان، والحق المختص بالله، وهو: الخشية والتقوى، وبقي الحق الثالث المختص بالرسول، وهو التعزير والتوقير، كما جمع بين الحقوق الثلاثة في سورة الفتح في قوله: {لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرةً وأصيلًا}.

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة
"وَاتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا (26) إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا (27) وَأمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا فَقُلْ لَهُمْ قَوْلًا مَيْسُورًا (28) وَلَا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَى عُنُقِكَ وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا (29) إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (30) الإسراء (26 – 30)
انتظار الرزق عبادة:
وهذا أيضا من لطف الله تعالى بالعباد أمرهم بانتظار الرحمة والرزق منه لأن انتظار ذلك عبادة، وكذلك وعدهم بالصدقة والمعروف عند التيسر عبادة حاضرة لأن الهم بفعل الحسُنَّة حسُنَّة، ولهذا ينبغي للإنسان أن يفعل ما يقدر عليه من الخير وينوي فعل ما لم يقدر عليه ليثاب على ذلك ولعل الله ييسر له بسبب رجائه.



من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)   من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Emptyالثلاثاء 08 أغسطس 2023, 2:47 pm

آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا" الإسراء (32)

النهي عن قربان الفعل أبلغ من النهي عن مجرد فعله:

{ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا}والنهي عن قربانه أبلغ من النهي عن مجرد فعله لأن ذلك يشمل النهي عن جميع مقدماته ودواعيه فإن: "مَنْ حام حول الحِمَى يُوشِكُ أن يقع فيه" خصوصاً هذا الأمر الذي في كثير من النفوس أقوى داع إليه.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كَانَ مَحْذُورًا" الإسراء (57)

علامة محبة العبد لله تعالى:

وهذه الأمور الثلاثة الخوف والرجاء والمحبة التي وصف الله بها هؤلاء المقربين عنده هي الأصل والمادة في كل خير.

فمن تمت له تمت له أموره وإذا خلا القلب منها ترحلت عنه الخيرات وأحاطت به الشرور.

وعلامة المحبة ما ذكره الله أن يجتهد العبد في كل عمل يقربه إلى الله وينافس في قربه بإخلاص الأعمال كلها لله والنصح فيها وإيقاعها على أكمل الوجوه المقدور عليها، فمن زعم أنه يحب الله بغير ذلك فهو كاذب.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا" الإسراء (111)

كيف يكون تعظيم الله جلَّ وإجلاله:

{وكبره تكبيرا} أي: عظمه وأجله بالإخبار بأوصافه العظيمة، وبالثناء عليه، بأسمائه الحسنى، وبتمجيده بأفعاله المقدسة، وبتعظيمه وإجلاله بعبادته وحده لا شريك له، وإخلاص الدين كله له.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا" الإسراء (80)

شرح الدعاء القراني: ((رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطاناً نصيراً)): وقوله: {وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق} أي: اجعل مداخلي ومخارجي كلها في طاعتك وعلى مرضاتك، وذلك لتضمنها الإخلاص وموافقتها الأمر.

{واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا} أي: حُجَّة ظاهرة، وبرهانا قاطعا على جميع ما اتيه وما أذره.

وهذا أعلى حالة ينزلها الله العبد، أن تكون أحواله كلها خيرا ومقربة له إلى ربه، وأن يكون له -على كل حالة من أحواله- دليلا ظاهرا، وذلك متضمن للعلم النافع، والعمل الصالح، للعلم بالمسائل والدلائل.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ" الزمر (35)

أحوال عمل الإنسان:

عمل الإنسان له ثلاث حالات:

إمَّا أسوأ، أو أحسن، أو لا أسوأ، ولا أحسن.

والقسم الأخير قسم المُباحات وما لا يتعلق به ثواب ولا عقاب، والأسوأ، المعاصي كلها، والأحسن الطاعات كلها، فبهذا التفصيل، يتبين معنى الآية، وأن قوله: {ليكفر الله عنهم أسوأ الذي عملوا} أي: ذنوبهم الصغار، بسبب إحسانهم وتقواهم {ويجزيهم أجرهم بأحسن الذي كانوا يعملون} أي: بحسناتهم كلها.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" الزمر (33)

لابد لمدح الشخص من اجتماع صفتي الصدق والتصديق:

{والذي جاء بالصدق} في قوله وعمله، فدخل في ذلك الأنبياء ومن قام مقامهم، ممن صدق فيما قاله عن خبر الله وأحكامه، وفيما فعله من خصال الصدق.

{وصدق به} أي: بالصدق لأنه قد يجيء الإنسان بالصدق، ولكن قد لا يصدق به، بسبب استكباره، أو احتقاره لمن قاله وأتى به، فلا بد في المدح من الصدق والتصديق، فصدقه يدل على علمه وعدله، وتصديقه يدل على تواضعه وعدم استكباره.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا" مريم (41)

المقصود بالصدِّيق وما الذي تستلزمه هذه المرتبة:

فالصِدِّيق:

كثير الصدق، فهو الصادق في أقواله وأفعاله وأحواله، المصدق بكل ما أمر بالتصديق به،.

وذلك يستلزم العلم العظيم الواصل إلى القلب، المؤثر فيه، الموجب لليقين، والعمل الصالح الكامل،.

وإبراهيم عليه السلام، هو أفضل الأنبياء كلهم بعد محمد صلى الله عليه وسلم، وهو الأب الثالث للطوائف الفاضلة، وهو الذي جعل الله في ذريته النبوة والكتاب، وهو الذي دعا الخلق إلى الله، وصبر على ما ناله من العذاب العظيم، فدعا القريب والبعيد، واجتهد في دعوة أبيه، مهما أمكنه.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَنَادَيْنَاهُ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا" مريم (52)

أن من أنواع الكلام التي تثبت لله تعالى النداء والنجاء:

والفرق بين النداء والنجاء، أن النداء هو الصوت الرفيع، والنجاء ما دون ذلك، وفي هذه إثبات الكلام لله تعالى وأنواعه، من النداء، والنجاء، كما هو مذهب أهل السُّنَّة والجماعة، خلافا لمن أنكر ذلك، من الجهمية، والمعتزلة، ومن نحا نحوهم.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّمَاوَاتِ الْعُلَى" طـه (4)

الحكمة من جمع الله في كثير من الايات بين الخلق والأمر:

وكثيرا ما يقرن بين الخلق والأمر كما في هذه الآية وكما في قوله {ألا له الخلق والأمر} وفي قوله {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن يتنزل الأمر بينهن} وذلك أنه الخالق الامر الناهي فكما أنه لا خالق سواه فليس على الخلق إلزام ولا أمر ولا نهي إلا من خالقهم وأيضا فإن خلقه للخلق فيه التدبير القدري الكوني وأمره فيه التدبير الشرعي الديني فكما أن الخلق لا يخرج عن الحكمة فلم يخلق شيئا عبثا فكذلك لا يأمر ولا ينهى إلا بما هو عدل وحكمة وإحسان.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"كُلُوا وَارْعَوْا أَنْعَامَكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَايَاتٍ لِأُولِي النُّهَى" طـه (54)

الأصل في جميع النوابت الإباحة:

{كلوا وارعوا أنعامكم} وسياقها على وجه الامتنان، ليدل ذلك على أن الأصل في جميع النوابت الإباحة، فلا يحرم منهم إلا ما كان مُضِرًّا، كالسُّمُوم ونحوه.



من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)   من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Emptyالثلاثاء 08 أغسطس 2023, 2:52 pm


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى" طـه (114)

الطريق إلى الحصول على العلم الشرعي:

ولما كانت عجلته صلى الله عليه وسلم على تلقف الوحي ومبادرته إليه تدل على محبته التامة للعلم وحرصه عليه أمره الله تعالى أن يسأله زيادة العلم فإن العلم خير وكثرة الخير مطلوبة وهي من الله والطريق إليها الاجتهاد والشوق للعلم وسؤال الله والاستعانة به والافتقار إليه في كل وقت.ويؤخذ من هذه الآية الكريمة الأدب في تلقي العلم وأن المستمع للعلم ينبغي له أن يتأنى ويصبر حتى يفرغ المملي والمعلم من كلامه المتصل بعضه ببعض فإذا فرغ منه سأل إن كان عنده سؤال ولا يبادر بالسؤال وقطع كلام ملقي العلم فإنه سبب للحرمان وكذلك المسئول ينبغي له أن يستملي سؤال السائل ويعرف المقصود منه قبل الجواب فإن ذلك سبب لإصابة الصواب.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَلَقَدْ اتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِ مَا أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ الْأُولَى بَصَائِرَ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" القصص (43)

انقطاع الهلاك العام بعد نزول التوراة وشرع جهاد الكفار بالسيف: {ولقد اتينا موسى الكتاب} وهو التوراة {من بعد ما أهلكنا القرون الأولى} الذين كان خاتمتهم في الإهلاك العام، فرعون وجنوده.

وهذا دليل على أنه بعد نزول التوراة، انقطع الهلاك العام، وشرع جهاد الكفار بالسيف.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" العنكبوت (45)

وجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر:

ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، أن العبد المقيم لها، المتمم لأركانها وشروطها وخشوعها، يستنير قلبه، ويتطهر فؤاده، ويزداد إيمانه، وتقوى رغبته في الخير، وتقل أو تعدم رغبته في الشر، فبالضرورة، مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه، تنهى عن الفحشاء والمنكر، فهذا من أعظم مقاصدها وثمراتها.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَمَا تَكُونُ فِي شَأْنٍ وَمَا تَتْلُو مِنْهُ مِنْ قُرْانٍ وَلَا تَعْمَلُونَ مِنْ عَمَلٍ إِلَّا كُنَّا عَلَيْكُمْ شُهُودًا إِذْ تُفِيضُونَ فِيهِ وَمَا يَعْزُبُ عَنْ رَبِّكَ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَلَا أَصْغَرَ مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْبَرَ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" يونس (61)

 كثيراً ما يقرن الله بين مرتبتي العلم والكتابة في القران: وهاتان المرتبتان من مراتب القضاء والقدر، كثيرا ما يقرن الله بينهما، وهما: العلم المحيط بجميع الأشياء، وكتابته المحيطة بجميع الحوادث، كقوله تعالى: {ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض إن ذلك في كتاب إن ذلك على الله يسير}.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدًى لِبَنِي إِسْرَائِيلَ أَلَّا تَتَّخِذُوا مِنْ دُونِي وَكِيلًا" الإسراء (2)

الحكمة من الجمع بين نبوة محمد وموسى عليهما الصلاة والسلام وكنابيهما وشريعتيهما كثيراً في القران:

كثيرا ما يقرن الباري بين نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ونبوة موسى صلى الله عليه وسلم وبين كتابيهما وشريعتيهما لأن كتابيهما أفضل الكتب وشريعتيهما أكمل الشرائع ونبوتيهما أعلى النبوات وأتباعهما أكثر المؤمنين.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا" النساء (114)

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, في تعريفهما, إذا افترقا اجتمعا وإذا اجتمعا افترقا: إذا أطلق الأمر بالمعروف من غير أن يقرن بالنهي عن المنكر دخل فيه النهي عن المنكر، وذلك لأن ترك المنهيات من المعروف، وأيضا لا يتم فعل الخير إلا بترك الشر.

وأمَّا عند الاقتران فيفسر المعروف بفعل المأمور، والمنكر بترك المنهي.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا" الأحزاب (56)

فضل الصلاة والسلام على النبي محمد صلى الله عليه وسلم:

اقتداء بالله وملائكته، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم، وتكميلاً لإيمانكم، وتعظيمًا له صلى الله عليه وسلم، ومحبة وإكرامًا، وزيادة في حسناتكم، وتكفيرًا من سيئاتكم وأفضل هيئات الصلاة عليه عليه الصلاة والسلام، ما علم به أصحابه: "اللهم صل على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ال إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى ال محمد كما باركت على ال إبراهيم إنك حميد مجيد" وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه مشروع في جميع الأوقات، وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلًا أَصْحَابَ الْقَرْيَةِ إِذْ جَاءَهَا الْمُرْسَلُونَ" يس (13)

أن طريق العلم الصحيح، الوقوف مع الحقائق، وترك التعرض لما لا فائدة فيه: وتعيين تلك القرية، لو كان فيه فائدة، لَعَيَّنَهَا اللهُ، فالتعرض لذلك وما أشبهه من باب التكلف والتكلم بلا علم، ولهذا إذا تكلم أحد في مثل هذا تجد عنده من الخبط والخلط والاختلاف الذي لا يستقر له قرار، ما تعرف به أن طريق العلم الصحيح، الوقوف مع الحقائق، وترك التعرض لما لا فائدة فيه، وبذلك تزكو النفس، ويزيد العلم، من حيث يظن الجاهل أن زيادته بذكر الأقوال التي لا دليل عليها، ولا حُجَّة عليها ولا يحصل منها من الفائدة إلا تشويش الذهن واعتياد الأمور المشكوك فيها.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ" الأنعام (116)

 أن النبي صلى الله عليه وسلم أسوة لأمته في سائر الأحكام التي ليست من خصائصه: يقول تعالى، لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم، محذرا عن طاعة أكثر الناس: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} فإن أكثرهم قد انحرفوا في أديانهم وأعمالهم، وعلومهم.

فأديانهم فاسدة، وأعمالهم تبع لأهوائهم، وعلومهم ليس فيها تحقيق، ولا إيصال لسواء الطريق.

بل غايتهم أنهم يتبعون الظن، الذي لا يغني من الحق شيئا، ويتخرصون في القول على الله ما لا يعلمون، ومن كان بهذه المثابة، فحرى أن يحذِّر الله منه عبادَه، ويصف لهم أحوالهم؛ لأن هذا وإن كان خطابا صلى الله عليه وسلم فإن أمته أسوة له في سائر الأحكام، التي ليست من خصائصه.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا" الـنـبأ (30)

قوله تعالى: ((فَذُوقُوا فَلَنْ نَزِيدَكُمْ إِلَّا عَذَابًا)) هو أشد الايات في عذاب أهل النار نسأل الله العفو والعافية:

{فَذُوقُوا} أيها المكذبون هذا العذاب الأليم والخزي الدائم {فَلَنْ نزيدَكُمْ إِلا عَذَابًا} وكل وقت وحين يزداد عذابهم وهذه الآية أشد الايات في شدة عذاب أهل النار أجارنا الله منها.



من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)   من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Emptyالثلاثاء 08 أغسطس 2023, 2:56 pm


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَدًا لَاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ" الـزمر (4)

وحدة الله تعالى وقهره متلازمان وهما ينفيان الشركة له بأي وجه من الوجوه:

ووحدته تعالى وقهره متلازمان، فالواحد لا يكون إلا قهاراً، والقهار لا يكون إلا واحداً، وذلك ينفي الشركة له من كل وجه.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ" الـزمر (23)

 فائدة كون القران مثاني: {مَثَانِيَ} أي:

تثنى فيه القصص والأحكام، والوعد والوعيد، وصفات أهل الخير، وصفات أهل الشر، وتثنى فيه أسماء الله وصفاته، وهذا من جلالته، وحُسنه، فإنه تعالى، لَمَّا عَلِمَ احتياج الخلق إلى معانيه المُزكية للقلوب، المكملة للأخلاق، وأن تلك المعاني للقلوب، بمنزلة الماء لسقي الأشجار، فكما أن الأشجار كلما بعد عهدها بسقي الماء نقصت، بل ربما تلفت، وكلما تكرر سقيها حسنت وأثمرت أنواع الثمار النافعة، فكذلك القلب يحتاج دائما إلى تكرر معاني كلام الله تعالى عليه، وأنه لو تكرر عليه المعنى مرة واحدة في جميع القران، لم يقع منه موقعا، ولم تحصل النتيجة منه.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ أَلَيْسَ فِي جَهَنَّمَ مَثْوًى لِلْمُتَكَبِّرِينَ" الـزمر (60)

معنى الكذب على الله تعالى:

والكذب على الله يشمل الكذب عليه باتخاذ الشريك والولد والصاحبة، والإخبار عنه بما لا يليق بجلاله، أو ادعاء النبوة، أو القول في شرعه بما لم يقله، والإخبار بأنه قاله وشرعه.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ" غافر (32)

أنواع التناد يوم القيامة:

ولما خوفهم العقوبات الدنيوية، خوفهم العقوبات الأخروية، فقال: {وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمِ التَّنَادِ} أي: يوم القيامة، حين ينادي أهل الجنة أهل النار: {أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا} إلى اخر الايات.

{وَنَادَى أَصْحَابُ النَّارِ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ} وحين ينادي أهل النار مالكًا {ليقض علينا ربك} فيقول: {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ} وحين ينادون ربهم: {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ} فيجيبهم: {اخْسؤُوا فِيهَا وَلا تُكَلِّمُونِ} وحين يقال للمشركين: {ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ}.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ" غافر (65)

التنصيص على أن كل مَنْ جادل الحق فهو مغلوب:

يخبر تعالى أن من جادل في اياته ليبطلها بالباطل، بغير بينة من أمره ولا حجة، إن هذا صادر من كبر في صدورهم على الحق وعلى من جاء به، يريدون الاستعلاء عليه بما معهم من الباطل، فهذا قصدهم ومرادهم.

ولكن هذا لا يتم لهم وليسوا ببالغيه، فهذا نص صريح، وبشارة، بأن كل من جادل الحق أنه مغلوب، وكل من تكبر عليه فهو في نهايته ذليل.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سُنَّة قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ" الأحقاف (15)

أقل مدة الحمل ستة أشهر:

يستدل بهذه الآية مع قوله: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ} أن أقل مدة الحمل ستة أشهر لأن مدة الرضاع -وهي سنتان- إذا سقطت منها السنتان بقي ستة أشهر مدة للحمل.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ" البقرة (23)

الذي يُرجى له الهدايـة هو الشاك الحائر لا المعاند ولا الشاك غير الصادق في طلب الحق: في قوله: {وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ} إلى آخره، دليل على أن الذي يرجى له الهدايــة من الضلالة: هو الشاك الحائر الذي لم يعرف الحق من الضلال، فهذا إذا بين له الحق فهو حري بالتوفيق إن كان صادقا في طلب الحق.

وأمَّا المعاند الذي يعرف الحق ويتركه، فهذا لا يمكن رجوعه، لأنه ترك الحق بعد ما تبين له، لم يتركه عن جهل، فلا حيلة فيه.

وكذلك الشاك غير الصادق في طلب الحق، بل هو معرض غير مجتهد في طلبه، فهذا في الغالب أنه لا يوفق.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيــة مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِينَ" البقرة (145)

مجرد العلم بالحق يدل على بطلان قول من رده وفساده:

وقوله: {وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ} أبلغ من قوله: "وَلا تَتَّبِعْ "لأن ذلك يتضمن أنه صلى الله عليه وسلم اتصف بمخالفتهم، فلا يمكن وقوع ذلك منه، ولم يقل: "ولو أتوا بكل آية "لأنهم لا دليل لهم على قولهم.

وكذلك إذا تبين الحق بأدلته اليقينية، لم يلزم الإتيان بأجوبة الشبه الواردة عليه، لأنها لا حد لها، ولأنه يعلم بطلانها، للعلم بأن كل ما نافى الحق الواضح، فهو باطل، فيكون حل الشبه من باب التبرع.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ" الممتحنة (1)

وهذا المتخذ للكافر وليا، عادم المروءة أيضا، فإنه كيف يوالي أعدى أعدائه الذي لا يريد له إلا الشر، ويخالف ربه ووليه الذي يريد به الخير، ويأمره به، ويحثه عليه؟! ومما يدعو المؤمن أيضا إلى معاداة الكفار، أنهم قد كفروا بما جاء المؤمنين من الحق، ولا أعظم من هذه المخالفة والمشاقة، فإنهم قد كفروا بأصل دينكم، وزعموا أنكم ضلال على غير هدى.

والحال أنهم كفروا بالحق الذي لا شك فيه ولا مرية، ومن رد الحق فمحال أن يوجد له دليل أو حُجَّة تدل على صحة قوله، بل مجرد العلم بالحق يدل على بطلان قول من رده وفساده.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ امَنُوا إِذَا جَاءَكُمُ الْمُؤْمِنَاتُ مُهَاجِرَاتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ اللَّهُ أَعْلَمُ بِإِيمَانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِنَاتٍ فَلَا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ لَا هُنَّ حِلٌّ لَهُمْ وَلَا هُمْ يَحِلُّونَ لَهُنَّ وَاتُوهُمْ مَا أَنْفَقُوا وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ إِذَا اتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَلَا تُمْسِكُوا بِعِصَمِ الْكَوَافِرِ وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ وَلْيَسْأَلُوا مَا أَنْفَقُوا ذَلِكُمْ حُكْمُ اللَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ" الممتحنة (10)

خروج البضع من الرجل مُتَقَوِّم أي عليه الضمان: {وَاسْأَلُوا مَا أَنْفَقْتُمْ} أيها المؤمنون، حين ترجع زوجاتكم مرتدات إلى الكفار، فإذا كان الكفار يأخذون من المسلمين نفقة من أسلمت من نسائهم، استحق المسلمون أن يأخذوا مقابلة ما ذهب من نسائهم إلى الكفار، وفي هذا دليل على أن خروج البضع من الزوج متقوم، فإذا أفسد مفسد نكاح امرأة رجل، برضاع أو غيره، كان عليه ضمان المهر.



من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)   من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Emptyالثلاثاء 08 أغسطس 2023, 2:59 pm


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ" الصف (8)

أن الظهور والعلو والقهر وصف ملازم لهذا الدين أمَّا أهل هذا الدين فهو متعلق بمدى قيامهم به وتمسكهم به: {لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ} أي: ليعليه على سائر الأديان، بالحُجَّة والبرهان، ويظهر أهله القائمين به بالسيف والسنان، فأمَّا نفس الدين، فهذا الوصف ملازم له في كل وقت، فلا يمكن أن يغالبه مغالب، أو يخاصمه مخاصم إلا فلجه وبلسه، وصار له الظهور والقهر، وأمَّا المنتسبون إليه، فإنهم إذا قاموا به، واستناروا بنوره، واهتدوا بهديه، في مصالح دينهم ودنياهم، فكذلك لا يقوم لهم أحد، ولا بد أن يظهروا على أهل الأديان، وإذا ضيعوه واكتفوا منه بمجرد الانتساب إليه، لم ينفعهم ذلك، وصار إهمالهم له سبب تسليط الأعداء عليهم، ويعرف هذا، من استقرأ الأحوال ونظر في أول المسلمين وآخرهم.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ" المؤمنون (5)

تحريم نكاح المتعة:

{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} عن الزنا، ومن تمام حفظها تجنب ما يدعو إلى ذلك، كالنظر واللمس ونحوهما.

فحفظوا فروجهم من كل أحد {إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} من الإماء المملوكات {فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} بقربهما، لأن الله تعالى أحلهما.

{فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ} غير الزوجة والسرية {فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} الذين تعدوا ما أحل الله إلى ما حرمه، المتجرئون على محارم الله.

وعموم هذه الآية، يدل على تحريم نكاح المتعة، فإنها ليست زوجة حقيقة مقصودا بقاؤها، ولا مملوكة، وتحريم نكاح المحلل لذلك.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ" المؤمنون (5)

يشترط في حل المملوكة لسيدها أن تكون كلها في ملكه:

ويدل قوله {أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ} أنه يشترط في حل المملوكة أن تكون كلها في ملكه، فلو كان له بعضها لم تحل، لأنها ليست مما ملكت يمينه، بل هي ملك له ولغيره، فكما أنه لا يجوز أن يشترك في المرأة الحرة زوجان، فلا يجوز أن يشترك في الأمَّة المملوكة سيدان.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا" الأحزاب (6)

تقديم ولايـة ذوي الأرحام في جميع الولايات:

{وَأُولُو الأرْحَامِ} أي: الأقارب، قربوا أو بعدوا {بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ} أي: في حكمه، فيرث بعضهم بعضًا، ويبر بعضهم بعضًا، فهم أولى من الحلف والنصرة.

والأدعياء الذين كانوا من قبل، يرثون بهذه الأسباب، دون ذوي الأرحام، فقطع تعالى، التوارث بذلك، وجعله للأقارب، لطفًا منه وحكمة، فإن الأمر لو استمر على العادة السابقة، لحصل من الفساد والشر، والتحيل لحرمان الأقارب من الميراث، شيء كثير.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَاتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ" المجادلة (13)

ليس من شرط الأمر أن يكون هيناً على العبد:

وأمرهم تعالى أن يقوموا بالمأمورات الكبار المقصودة بنفسها، فقال: {فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا} أي: لم يهن عليكم تقديم الصدقة، ولا يكفي هذا، فإنه ليس من شرط الأمر أن يكون هينا على العبد، ولهذا قيده بقوله: {وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ} أي: عفا لكم عن ذلك، {فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ} بأركانها وشروطها، وجميع حدودها ولوازمها، {وَاتُوا الزَّكَاةَ} المفروضة في أموالكم إلى مستحقيها.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَالْفَجْرِ" الفجر (1)

جواز أن يكون المقسم به هو ذات المقسم عليه إذا كان ظاهراً مهماً:

الظاهر أن المقسم به، هو المقسم عليه، وذلك جائز مستعمل، إذا كان أمرًا ظاهرًا مهمًا، وهو كذلك في هذا الموضع.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى" الليل (18)

إذا تضمن الإنفاق المستحب ترك واجب فهو مردود وغير مشروع:

{وَسَيُجَنَّبُهَا الأتْقَى الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى} بأن يكون قصده به تزكية نفسه، وتطهيرها من الذنوب والعيوب، قاصدًا به وجه الله تعالى، فدل هذا على أنه إذا تضمن الإنفاق المستحب ترك واجب، كدين ونفقة ونحوهما، فإنه غير مشروع، بل تكون عطيته مردودة عند كثير من العلماء، لأنه لا يتزكى بفعل مستحب يفوت عليه الواجب.



من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49191
العمر : 72

من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Empty
مُساهمةموضوع: رد: من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)   من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) Emptyالثلاثاء 08 أغسطس 2023, 3:01 pm


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ" الغاشية (20)

 إثبات كروية الأرض وأن ذلك لا ينافي تسطيحها:

{وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} أي: مدت مدًا واسعًا، وسهلت غايـة التسهيل، ليستقر الخلائق على ظهرها، ويتمكنوا من حرثها وغراسها، والبنيان فيها، وسلوك الطرق الموصلة إلى أنواع المقاصد فيها.

واعلم أن تسطيحها لا ينافي أنها كرة مستديرة، قد أحاطت الأفلاك فيها من جميع جوانبها، كما دل على ذلك النقل والعقل والحس والمشاهدة، كما هو مذكور معروف عند أكثر الناس، خصوصًا في هذه الأزمنة، التي وقف الناس على أكثر أرجائها بما أعطاهم الله من الأسباب المقربة للبعيد، فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جدًا، الذي لو سطح لم يبق له استدارة تذكر.

وأمَّا جسم الأرض الذي هو في غايـة الكبر والسعة، فيكون كرويًا مسطحًا، ولا يتنافى الأمران، كما يعرف ذلك أرباب الخبرة.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"ذلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ" البقرة (2)

النفي المقصود به المدح لا بد أن يتضمن ضده وهو إثبات الكمال:

فـ {لا رَيْبَ فِيهِ} ولا شك بوجه من الوجوه، ونفي الريب عنه، يستلزم ضده، إذ ضد الريب والشك اليقين، فهذا الكتاب مشتمل على علم اليقين المزيل للشك والريب، وهذه قاعدة مفيدة، أن النفي المقصود به المدح، لا بد أن يكون متضمنا لضده، وهو الكمال، لأن النفي عدم، والعدم المحض، لا مدح فيه.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَمَا كُنْتَ بِجَانِبِ الطُّورِ إِذْ نَادَيْنَا وَلَكِنْ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ لِتُنْذِرَ قَوْمًا مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِيرٍ مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ" القصص (46)

إرسال النبي صلى الله عليه وسلم للعرب لا ينفي أن يكون مرسلاً لغيرهم:

إنذاره للعرب لا ينفي أن يكون مرسلا لغيرهم، فإنه عربي، والقران الذي أنزل عليه عربي، وأول من باشر بدعوته العرب، فكانت رسالته إليهم أصلا ولغيرهم تبعا، كما قال تعالى {أَكَانَ لِلنَّاسِ عَجَبًا أَنْ أَوْحَيْنَا إِلَى رَجُلٍ مِنْهُمْ أَنْ أَنْذِرِ النَّاسَ} {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا}.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ" البقرة (27)

حقيقة الخسار وأنواعه:

فـ {فَأُولَئِكَ} أي: من هذه صفته {هُمُ الْخَاسِرُونَ} في الدنيا والاخرة، فحصر الخسارة فيهم; لأن خسرانهم عام في كل أحوالهم; ليس لهم نوع من الربح؛ لأن كل عمل صالح شرطه الإيمان; فمن لا إيمان له لا عمل له; وهذا الخسار هو خسار الكفر، وأمَّا الخسار الذي قد يكون كفرا; وقد يكون معصية; وقد يكون تفريطا في ترك مستحب، المذكور في قوله تعالى: {إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ} فهذا عام لكل مخلوق; إلا من اتصف بالإيمان والعمل الصالح; والتواصي بالحق; والتواصي بالصبر; وحقيقة فوات الخير; الذي كان العبد بصدد تحصيله وهو تحت إمكانه.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِايَاتِنَا يُوقِنُونَ" السجدة (24)

أقسام المؤمنون بالقران:

{وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ} أي: من بني إسرائيل {أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا} أي: علماء بالشرع، وطرق الهدايـة، مهتدين في أنفسهم، يهدون غيرهم بذلك الهدى، فالكتاب الذي أنزل إليهم، هدى، والمؤمنون به منهم، على قسمين: أئمة يهدون بأمر الله، وأتباع مهتدون بهم.

والقسم الأول أرفع الدرجات بعد درجة النبوة والرسالة، وهي درجة الصديقين، وإنما نالوا هذه الدرجة العالية بالصبر على التعلم والتعليم، والدعوة إلى الله، والأذى في سبيله، وكفوا أنفسهم عن جماحها في المعاصي، واسترسالها في الشهوات.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِايَاتِنَا يُوقِنُونَ" السجدة (24)

طريق الوصول إلى اليقين بايات الله:

{وَكَانُوا بِايَاتِنَا يُوقِنُونَ} أي: وصلوا في الإيمان بايات الله، إلى درجة اليقين، وهو العلم التام، الموجب للعمل، وإنما وصلوا إلى درجة اليقين، لأنهم تعلموا تعلمًا صحيحًا، وأخذوا المسائل عن أدلتها المفيدة لليقين.

فما زالوا يتعلمون المسائل، ويستدلون عليها بكثرة الدلائل، حتى وصلوا لذاك، فبالصبر واليقين تُنَالُ الإمامة في الدين.


آيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة

"قُولُوا امَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِنْ رَبِّهِمْ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ" البقرة (136)

جواز إضافة الإنسان الإيمان إلى نفسه إذا كان على وجه التقييد كقول:

امَنْتُ بِاللهِ, بخلاف قول: أنا مؤمن: وفي قوله: {قُولُوا امَنَّا بِاللَّهِ}... إلخ، دلالة على جواز إضافة الإنسان إلى نفسه الإيمان، على وجه التقييد، بل على وجوب ذلك، بخلاف قوله: "أنا مؤمن" ونحوه، فإنه لا يُقال إلا مقروناً بالاستثناء بالمشيئة، لِمَا فيه من تزكية النفس، والشهادة على نفسه بالإيمان.


المصدر:

موقع الكلم الطيب


الرابط:

https://kalemtayeb.com/quran/sub/1099



من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله) 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
من خواطر الشيخ السعدى (رحمه الله)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تلخيص ما كتبه الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله
» الشيخ سعيد العبد الله – رحمه الله تعالى
»  يقول الشيخ " علي الطنطاوي" رحمه الله
» فضيلة الشيخ رزق خليل حبة (رحمه الله)
» سيرة حياة الشيخ على الطنطاوي (رحمه الله)

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: من خواطر الشيخ السعدى-
انتقل الى: