23 باب مخاطبة القبر للميت
23 باب مخاطبة القبر للميت Ocia_743
1 أخرج الترمذي وحسنه عن أبي سعيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أكثروا من ذكر هاذم اللذات الموت فإنه لم يأت على القبر يوم إلا تكلم فيه فيقول أنا بيت الغربة وأنا بيت الوحدة وأنا بيت التراب وأنا بيت الدود فإذا دفن العبد المؤمن قال له القبر مرحبا وأهلا أما إن كنت لأحب من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنعي بك قال فيتسع له مد بصره ويفتح له باب إلى الجنة وإذا دفن العبد الفاجر أو الكافر قال له القبر لا مرحبا ولا أهلا أما إن كنت لأبغض من يمشي على ظهري إلي فإذ وليتك اليوم وصرت إلي فسترى صنعي بك قال فيلتئم عليه حتى تلتقي عليه وتختلف أضلاعه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعه فأدخل بعضها في جوف بعض قال ويقيض الله له سبعين تنينا لو أن واحدا منها نفخ في الأرض ما أنبتت شيئا ما بقيت الدنيا فينهشنه ويخدشنه حتى يفضي به الحساب قال وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما القبر روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

2 وأخرج الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فجلس إلى قبر فقال ما يأتي على هذا القبر من يوم إلا وهو ينادي بصوت طلق ذلق يا إبن آدم كيف نسيتني ألم تعلم أني بيت الوحدة وبيت الغربة وبيت الوحشة وبيت الدود وبيت الضيق إلا من وسعني الله عليه ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم القبر إما روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار.

3 وأخرج إبن أبي الدنيا والحكيم الترمذي وأبو يعلى وأبو أحمد والحاكم في الكنى والطبراني في الكبير وأبو نعيم عن أبي الحجاج الثمالي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول القبر للميت حين يوضع فيه ألم تعلم ويحك يا إبن آدم ما غرك بي ألم تعلم أني بيت الفتنة وبيت الظلمة وبيت الوحدة وبيت الدود يا إبن آدم ما غرك بي إذ كنت تمر علي فدادا فإن كان مسلما أجاب عنه مجيب القبر فيقول أرأيت إن كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقول القبر إني إذا أتحول عليه خضرا ويعود جسده نورا وتصعد روحه إلى الله تعالى قيل لأبي الحجاج ما الفداد قال الذي يقدم رجلا ويؤخر أخرى يعني الذي يمشي مشية المتبختر.

4 وأخرج إبن منده من طريق مجاهد عن البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن المؤمن إذا أحتضر أتاه ملك في أحسن صورة وأطيب ريح فجلس عنده لقبض روحه وأتاه ملكان بحنوط من الجنة وكفن من الجنة وكانا منه على بعد فيستخرج ملك الموت روحه من جسده رشحا فإذا صارت إلى ملك الموت إبتدرها الملكان فأخذاها منه فحنطاها بحنوط من الجنة وكفناها بكفن من الجنة ثم عرجا بها إلى الجنة فتفتح أبواب السماء لها وتستبشر الملائكة بها ويقولون لمن هذه الروح الطيبة التي فتحت لها أبواب السماء وتسمى بأحسن الأسماء التي كانت تسمى بها في الدنيا فيقال هذه روح فلان فإذا صعد بها إلى السماء شيعها مقربو كل سماء حتى توضع بين يدي الله عند العرش فيخرج عملها في عليين فيقول الله للمقربين إشهدوا أني قد غفرت لصاحب هذا العمل ويختم كتابه فيرد في عليين ثم يقول عز وجل ردوا روح عبدي إلى الأرض فإني وعدتهم أني أردهم فيها فإذا وضع المؤمن في لحده تقول له الأرض إن كنت لحبيبا إلي وأنت على ظهري فكيف إذا صرت في بطني سأريك ما أصنع بك فيفسح له في قبره مد بصره ويفتح له باب عند رجليه إلى الجنة فيقال له أنظر إلى ما أعد الله لك من الثواب ويفتح له باب عند رأسه إلى النار فيقال له أنظر ما صرف الله عنك من العذاب ثم يقال له نم قرير العين فليس شيء أحب إليه من قيام الساعة.

5 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عبد الله بن عبيد قال بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن الميت يقعد وهو يسمع خطو مشيعيه فلا يكلمه شيء أول من حفرته فيقول ويحك يا إبن آدم أليس قد حذرتني وحذرت ضيقي وضنكي ونتني وهولي ودودي فماذا أعددت لي.

6 وأخرج إبن أبي شيبة في المصنف عن عبد الله بن عمرو قال إن العبد إذا وضع في القبر كلمه فقال يا إبن آدم ألم تعلم أني بيت الوحدة وبيت الظلمة وبيت الحق يا إبن آدم ما غرك بي قد كنت تمشي حولي فدادا قال فقلت لغطيف يا أبا أسماء ما فدادا قال أحيانا فقال له صاحبي وكان أسن مني فإذا كان مؤمنا وسع له وجعل منزله أخضر وعرج بنفسه إلى الجنة.

7 وأخرج أيضا عن يزيد بن شجرة قال يقول القبر للرجل الكافر والفاجر أما ذكرت ظلمتي أما ذكرت وحشتي أما ذكرت ضيقي أما ذكرت غمي.

8 وأخرج أيضا عن عبيد بن عمير قال إن القبر ليقول يا إبن آدم ماذا أعددت لي أما تعلم أني بيت الغربة وبيت الوحدة وبيت الأكلة وبيت الدود.

9 وأخرج إبن أبي الدنيا عن عبيد بن عمير قال ليس من ميت يموت إلا نادته حفرته التي يدفن فيها أنا بيت الظلمة والوحدة والإنفراد فإن كنت في حياتك لله مطيعا كنت عليك اليوم رحمة وإن كنت لربك في حياتك عاصيا فأنا عليك نقمة أنا البيت الذي من دخله مطيعا خرج منه مسرورا ومن دخله عاصيا خرج منه مثبوراً.

10 وأخرج عن جابر رفعه قال إن للقبر لسانا ينطق به فيقول يا إبن آدم كيف نسيتني ألم تعلم أني بيت الوحشة وبيت الغربة وبيت الدود وبيت الضيق إلا ما وسع الله عز وجل.

11 وقال أبو بكر بن عبد العزيز بن جعفر الفقيه الحنبلي في كتاب المثاني في الفقه حدثنا إسماعيل بن إبراهيم الشيرازي حدثنا محمد بن حماد قرىء على عبد الرزاق وأنا حاضر عن الثوري عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في جنازة فوجدنا القبر لم يلحد فجلس وجلسنا حوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وضع الميت في قبره ثم سوي عليه كلمته الأرض فقالت أما علمت أني بيت الوحشة والغربة والدود فماذا أعددت لي.

12 وأخرج البيهقي في الشعب عن بلال بن سعد قال ينادي القبر في كل يوم أنا بيت الغربة وبيت الدود والوحشة وأنا حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة وإن المؤمن إذا وضع في لحده كلمته الأرض من تحته فقالت والله لقد كنت أحبك وأنت على ظهري تمشي فكيف وقد صرت في بطني فإذا وليتك فستعلم ما أصنع فيتسع له مد بصره وإذا وضع الكافر قالت والله لقد كنت أبغضك وأنت تمشي على ظهري فإذا وليتك فستعلم ما أصنع فتضمه ضمة تختلف منها أضلاعه.

13 وأخرج الديلمي عن إبن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تجهزوا لقبوركم فإن القبر له في كل يوم سبع مرات يقول يا إبن آدم الضعيف ترحم في حياتك على نفسك قبل أن تلقاني أترحم عليك وتكفى مني الردى.

14 وأخرج إبن أبي الدنيا في القبور وإبن منده عن عمر بن ذر قال إذا دخل المؤمن حفرته نادته الأرض أمطيع أم عاص فإن كان صالحا ناداه مناد من ناحية القبر عودي عليه خضرة وكوني عليه رحمة فنعم العبد كان لله ونعم المردود إليك فتقول الأرض الآن حين إستحق الكرامة.

15 وأخرج إبن أبي الدنيا في القبور عن محمد بن صبيح قال بلغنا أن الرجل إذا وضع في قبره فعذب أو أصابه بعض ما يكره ناداه جيرانه من الموتى أيها المتخلف في الدنيا بعد إخوانه أما كان لك فينا معتبر أما كان لك في تقدمنا إياك معتبر أما رأيت إنقطاع أعمالنا هنا وأنت في المهلة فهلا استدركت ما فات وتناديه بقاع القبر أيها المغتر بظهر الأرض هلا اعتبرت بمن غيب من أهلك في بطن الأرض من غرته الدنيا قبلك ثم سبق به أجله إلى القبور وأنت تراه محمولا تهاذيه أحبته إلى المنزل الذي لا بد منه.

16 قال سفيان الثوري من أكثر ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة ومن غفل عن ذكره وجده حفرة من حفر النار.

17 وأخرج الخطيب في تاريخه عن يزيد الرقاشي قال بلغني أن الميت إذا وضع في قبره أحتوشته أعماله ثم أنطقها الله فقالت أيها المنفرد في حفرته إنقطع عنك الأخلاء والأهلون فلا أنيس لك اليوم غيرنا ثم يبكي يزيد ويقول فطوبى لمن كان أنيسه صالحا والويل لمن كان أنيسه عليه وبالاً.

18 وأخرج البيهقي في شعب الإيمان عن أنس بن مالك قال ألا أخبركم بيومين وليلتين لم يسمع الخلائق بمثلهما أول يوم يجيئك البشير من الله إما برضى الله وإما بسخطه ويوم تقف فيه بين يدي الله تأخذ فيه كتابك إما بيمينك وإما بشمالك وليلة يبيت الميت في قبره لم يبت ليلة قبلها مثلها وليلة صبيحتها يوم القيامة ليس بعدها ليلة.