اليخضور
اليخضور Ocia_680
اليخضور: الكلوروفيل..

المصنع الوحيد على وجه الأرض الذي يصنع فيه الطعام فهو عبارة عن مجسمات خضراء تحول الطاقة الشمسية وثاني أكسيد الكربون والماء إلى طعام للإنسان وللحيوان.

وهذا يُطلق عليه اليخضور.

أ‌-    أمَّا ذو التركيبة.

ب‌-  فهو يشكل من ذراته.

وبالطاقة المنشطة يقوم بالطاقة التي تأتي من الشمس ثم يقوم بالعملية الكيميائية المعقدة التي تنتهي بالسكر ثم النشا.

يعمل هذا اليخضور بأخذ جزئيات الماء وأخذ الأكسجين والصعود به إلى أعلى ويبقى بعد ذلك أربع ذرات من الهيدروجين ثم ثاني أكسيد الكربون.

وكيف يشطر ثاني أكسيد الكربون أيضاً؟

فجزء يذهب إلى ذرتي هيدروجين فيتكون الماء.

وهذا يمزج عن طريق النّتح والباقي يتَّحد مع إحدى ذرتى الهيدروجين الأخرى ليكون الأساس الذي تتكون منه السكريات.

وبعد ذلك تتكون المواد النشوية.

وهذه هي المعادلات التي تجري في النبات وتشاهدونها تنتهى بثاني أكسيد الكربون وطاقة وأكسجين وتنتهى باكسجين وماء وجلوكوز.

وسكر الجلوكوز هذا يتحوَّل إلى نشا ويختزن ويتحول إلى دهون وتضاف إليه ذرة نيتروجين فتتكون البروتينات فالأساس في هذه العملية كما رأينا هو هذا المصنع الأخضر الذي تتكون منه سائر الحبوب والفواكه وهكذا تخرج هذه الحبوب المتراكبة من هذا المصنع الذي يوجد في داخل كل ورقة هذا المصنع من هذا الزرع.

فمَنْ أنبت الزرع؟

ومَنْ أطلق أجهزته؟

إنه الله سبحانه وتعالى..

قال في محكم كتابه العزيز: (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا) كل شيء أخضر: (نُخْرجُ منهُ حَبًا مُترَاكبًا) (الأنعام: 99).

قال المفسرون:
((خضراً)) شيئاً أخضر.

قال ابن الجوزى في قوله تعالى: (نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا) قولان: الثاني من النبات.. الخضر بمعنى الأخضر...

وقال الزمخشرى: فأخرجنا منه.. من النبات خضراً..

قال: شيئاً غضاً أخضر يُقالُ يُسَمَّى اخضر.

وقال البيضاوى: فأخرجنا منه أي: من النبات خضراً قال شيء أخضر.

وقال الخازن: فأخرجنا منه خضراً.. يريد أخضر.

وقال النسفي: فأخرجنا منه أي من النبات خضراً شيئاً غضاً أخضر..

وهكذا قال أبو السعود والشيخان وقال الآلوسى وقال القرطبي وقال أبو حيان..

اخرجنا من النبات شيئا أخضر: (وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا) أي من النبات نخرج منه أي من هذا الشيء الأخضر: (نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا).

قال الجوزى نخرج منه أي: من الخضر حباً متراكباً كالسنبل والشعير المتراكب الذى بعضه فوق بعض.

وقال الزمخشري: نخرج منه حباً متراكباً أي من الخضر حباً متراكباً وهو السنبل.

وهكذا قال الخازن والنسفى وأبو السعود فتأمَّلوا معى إلى هؤلاء المفسرين وهم يفسرون قول الله جل وعلا: (فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا) أي من هذا النبات كل شيء أخضر يخرج منه أي من هذا الخضر حباً متراكباً ما كانوا يعلمون عن اليخضور..

عن الكلوروفيل هذا ولا يعرفون دوره ولكنها الألفاظ القرآنية تحدد لهم وتبين لهم الطريق: (فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ) جنات منصوبة لماذا؟

لنخرج أيضاً جنَّات من أعناب والزيتون والرُّمان مُشتبها وغير مُتشابه..

كله يخرج أيضاً من هذا اليخضور فمَنْ أخبر محمداً صلى الله عليه وسلم الأمّيّ أن يُخَصّص ويُبَيّنَ هذا الشيء الأخضر يخرج منه النبات؟

هناك نبات ومن هذا النبات شيء أخضر منه تخرج حبوب وتخرج الثمار وتخرج الفواكه سائر أجزاء النبات مَنْ يُبَيّنُ له ذلك؟

مَنْ يُحَدّد هذه الوظيفة لهذه المادة الخضراء؟

إلا مَنْ هو على علم بما فيها وعلى معرفة بما فيها هذا علم لا يكون إلا من عند الله سبحانه وتعالى.

المصدر:
"العلاج هو الإسلام"
للشيخ عبد المجيد الزندانى