ما أصعب الصيام في الغرب..وداخل مطعم!!!
إسلام أون لاين
ما أصعب الصيام في الغرب.. وداخل مطعم!!! Ocia_315
يصعب تخيل ذهاب شخص ما إلى عمله بلا طعام أو شراب من الفجر وحتى غروب الشمس، فما بالك إذا كان محور العمل يدور حول الطعام؟ فكيف يحافظ المهاجر المسلم على الصيام في الغرب؟

هذا هو التحدي الذي يواجهه أحمد عباس في كل عام خلال شهر رمضان، فمن المتوقع أن يشعر المهاجر العراقي البالغ من العمر 35 عاماً، صاحب مخبز الأميرة بقرقعة معدته أثناء إعداده لوجبات الطعام “الشرق أوسطية”، وعليه أن يتعامل مع العطش في وقت يجب عليه هو ومساعديه إنتاج ما لا يقل عن 400 إلى 500 قطعة خبز تقدم بعدة أشكال وأطباق.

يقول عباس قد يكون من الصعب الصيام في الغرب والامتناع عن الأكل والشراب خلال شهر رمضان لكن الأمر ليس بتلك الصعوبة المُتَخَيَّلَة، هناك بعض الحِيَلِ تساعد على صيام الشهر الكريم في الغرب.

بالنسبة لغير المسلمين، قد يبدو هذا الإنكار الذاتي الطويل الأجل مستحيلاً، ولكن بالنسبة لعباس فإنه جزء من مشهد عريض، حيث يمنح شهر رمضان المسلمين فرصة للتفكير بعُمق حول حياتهم الرُّوحية، وتنقية أجسادهم وأرواحهم، وتجربة شعور التجرد والتعاطف مع الفقراء.

يضيف عباس: ”الجزء الأكبر من الصوم هو الشعور بالجوع”.

وفقاً لمركز بيو للبحوث المتعلقة بالدِّين والحياة العامة نسبة المسلمين في ولاية ماين الأمريكية قليلة جداً لا تصل إلى 1 في المائة من سكان الولاية.

يتناول الصائمون وجبة خفيفة ومغذية قبل الفجر تُسَمَّى السحور يمسكون بعدها عن الطعام إلى غروب الشمس ثم يتناولون وجبة الإفطار.

في نهاية شهر رمضان، غالباً ما يجتمع أعضاء الجاليات المسلمة المحلية في عيد الفطر ويحتفون به.

تتغيَّر مواعيد رمضان من عام إلى آخر وفقاً للتقويم الإسلامي، لذلك قد يحين موعده في أي فصل وفي أي طقس.

وبالطبع مقاومة العطش تكون أكثر صعوبة في فصل الصيف، وخاصة عندما تعمل في مطبخ ساخن مثل المكان الذي يعمل به عباس.

ويكافح عباس العطش بشرب عصير التمر الهندي في السحور ويضيف: “هذا يجعلك أقل عطشاً خلال النهار”.

والطريقة الأخرى التي يتعامل بها عباس مع الجوع والعطش هي العمل ليلاً بعد كسر الصيام خاصة إذا حل رمضان خلال الصيف.

يقول عباس: إن العمل يسهل في المخبز خلال شهر رمضان مع تناول وجبة السحور.

واعتاد عباس على روائح “النكهات الثقيلة” التي يعمل بها في إعداد الوجبات ورغم الألم الذي تتسببه إلا أنه مَرَّنَ نفسه على الصبر بضع ساعات حتى تذهب هذه الأفكار.

ولاحظ عباس مع نهاية اليوم حاجة جسمه للسوائل أكثر من الطعام “أنا لا آكل كثيراً، لكنني أشرب الكثير.”

ووصف عباس الأيام الثلاثة الأولى والخمسة الأخيرة بـ “الأصعب”.

قال عباس: ”بعد ثلاثة أيام يتعوَّد جسمك، لذلك سوف تشعر في الأيام التالية بأنك أكثر قوة وأشَدُّ بأساً من ذي قبل، وتستطيع  السيطرة على مشاعر الجوع، بينما في الأيام الخمسة الاخيرة يبدأ جسمك بفقدان طاقته المُخَزَّنَة”.

وقال إن الحكمة من الصيام لا تتطلّب من المسلم الإضرار بجسده.

عملياً راعت الشريعة الإسلامية الحالات الخاصة وهدفت إلى حمايتها لذلك عذرت الصغار وكبار السِّنِّ والمرضى من الصوم، فالذين بحاجة لكسر صيامهم يستطيعون تعويض ذلك اليوم بعد انتهاء شهر رمضان وإذا تعذَّر لهم ذلك يمكنهم التبرع للفقراء.

وقال عباس: “عليك أن تحمي نفسك، إذا شعر شخص ما بالعطش أو أحَسَّ بمرض أو عانى من دوار، يمكن له أن يُفطر لأن المسألة ليست لعبة.. إنها عبادة“.

نشأ عباس على بعد 40 ميلاً خارج بغداد ويتذكَّر وجبات الإفطار المشتركة مع عائلته الممتدة، الكل يفترش الأرض ويتناول الطعام بالطريقة التقليدية.

وأشار إلى أن نساء العائلة إذا اجتمعن خلال ساعات الصيام خرجن بـ “قطع فنية تحتوي على جميع أنواع الأطعمة اللذيذة كعادة أهل الشرق الأوسط”.

وقال عباس: “هناك أطباق مُحَدَّدَةٌ لا تُصنع إلا في رمضان، الناس يكسرون الصيام بتناول التمر وشُرب اللبن الرَّائب، ويتم تناول التمر بأعداد فردية.

وبسبب رغبة الجميع في الحصول على أطعمة معينة نهاية اليوم تتضاعف فاتورة صرف العائلة خلال رمضان، و لا تزال بعض الأطباق مفضلة لدى عباس مثل البامية والفاصوليا البيضاء العراقية.

ويعترف عباس بأن كثير من الناس يعودون إلى تناول الوجبات السريعة، واستطرد ضاحكاً “نحن نعود للكثير من عادات التغذية السيئة بعد رمضان”.

جاء عباس إلى الولايات المتحدة في 2012م، بعد ثمانية أشهر من قدوم شقيقتيه وشقيقه الصغير.

أصبح عباس الآن مواطناً أمريكياً وتزوج، ولديه عدة أبناء، وكان يعمل لدى المالك السابق لمخبز الأميرة إلى أن اشتراه منه عام 2014م.

وبالرغم من اختلاف نمط حياته في ولاية ماين لكنه مستمر في التمسك بتقاليد عقيدته، حتى إن كان يعني ذلك الصوم لمدة شهر في السَّنَة ومازال يصف رمضان بأنه: “أفضل شهور السَّنَة”.

المصدر:
pressherald.com