منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 شهر صفر

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

شهر صفر Empty
مُساهمةموضوع: شهر صفر   شهر صفر Emptyالخميس 16 مارس 2023, 9:04 pm

شهر صفر 283

وفاة المؤرخ والجغرافي الكبير محمود شاكر 1 صفر 1436هـ (2014م):
شهر صفر Ocia_137
•    اسم الكاتب: اسلام ويب
- الشيخ محمود شاكر رائد في التعريف بتاريخ بلاد المسلمين في أفريقا وآسيا، وشعوبها وبخيراتها من وجهة النظر الإسلامية.

- شغِفَ بدراسة علم التاريخ بفنونه، ونهضَ بالتاريخ الإسلامي وبرزَ فيه، وأصبحَ علمَاً من أعلام مؤرخيه، وصنَّف فيه بطريقة مبتكرة، وامتاز في كتاباته بصياغةً دقيقةً ورصد تاريخي وجغرافي متميز مع عرض الأحداث وتحليلها، وتصدَّى لردِّ شبهات وافتراءات المستشرقين وأتباعهم.

نشأته
- ولد الشيخ أبو أسامة محمود بن شاكر في حرستا، شمال شرقي دمشق، في شهر رمضان عام 1351هـ، 1932م.

- درس الابتدائية والمتوسطة والثانوية وتخرج منها عام1371هـ، 1952م.

- التحق بالجامعة السورية (دمشق) قسم الجغرافيا، ثم تخرج منها عام 1956-1957م، وحصل على شهادة الجغرافيا بأنواعها البشرية، والطبيعية، والإقليمية.

- التحق بالخدمة العسكرية الإلزامية بكلية الضباط، وتخرج ضابط برتبة ملازم، ثم فرز إلى الجبهة كضابط مدفعية على الحدود مع فلسطين في القطاع الشمالي وذلك عام 1381هـ، 1960م.

- عاد بعدها إلى التدريس، حيث درَّسَ في مناطق عديدة في سوريا.

- انتقل إلى المملكة العربية السعودية عام 1392هـ، 1972م، وتعاقد مع إدارة الكليات والمعاهد العلمية التي غَدت جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وعمل أستاذاً للجغرافيا والتاريخ الإسلامي في كلية العلوم الاجتماعية بالرياض والقصيم.

- شارك في وضع مناهج وخطط دراسية في علمي التاريخ والجغرافيا، كما أشرف على العديد من الرسائل العلمية الماجستير، الدكتوراه.

- أعدَّ برنامجاً إذاعياً في إذاعة القرآن الكريم من المملكة العربية السعودية اسمه: (جغرافية العالم الإسلامي).

مؤلفاته:
الشيخ محمود شاكر من المكثرين في مجال التأليف وممن يسر الله لهم الكتابة وكتب الله لمؤلفاته القبول، وتهافت الكبار والصغار في مختلف الأقطار على قراءتها.

ومن أشهر مؤلفاته:
1 – "موسوعة كتاب التاريخ الإسلامي" ويقع في 22 جزءاً، 19 مجلداً، 6408 صفحة.
2 - سلسلة العالم الإسلامي: 6 كتب.
3 - سلسلة مواطن الشعوب الإسلامية في آسيا: 18 كتاباً.
4 - سلسلة مواطن الشعوب الإسلامية في أفريقيا: 10 كتب.
5 - سير بعض الصحابة رضي الله عنهم: 7 كتب.

6 - سلسلة الخلفاء:
- سلسلة خلفاء العهد الراشدين 4 كتب.
-سلسلة خلفاء العهد الأموي 7 كتب.
- سلسلة خلفاء العهد العباسي 9 كتب.
-الخلفاء في عصر السيطرة البويهية.
-الخلفاء في عصر السيطرة السلجوقية.
-غياب الخلافة (659 - 923 هـ).
- الخلفاء العثمانيون.
- ضياع الخلافة.

7 - كتب في علم الجغرافيا:
- الكشوف الجغرافية دوافعها – حقيقتها.
- جغرافية البيئات.

8 - كتب متنوعة في التاريخ والفكر الإسلامي:
1- المنطلق الأساسي في التاريخ الإسلامي.
2- مع أنبياء الله ورسله.
3- المسلمون تحت السيطرة الشيوعية.
4- المسلمون تحت السيطرة الرأسمالية.
5 - رحلة قصيرة مع تاريخنا.
6 - الثقافة التاريخية.
7 - التوجيه والتقويم خلال التاريخ الإسلامي.
8 - هوية الأمة المسلمة.
9 - أشواك على الدرب.
10 - موضوعات حول الخلافة والإمارة.
11 - مواقعنا المتأخرة وسبيل التقدم.
12 - المسلمون والقضايا العامة.
13 - الحضارة المتهاوية.
14 - الجنوح بالأخلاق.
15 - الجنوح بالعلم أو الذئاب الكاسرة.
16 - وانكشف القناع.
17 - تبصرة الطريق.
18 - المغالطات وأثرها في الأمة.
19- التخلف.
20 - المرأة المعاصرة.
21 - الجماعات البدائية.
22 - إلى الدعاة.
23 - السُّعاة في الحياة.
24 - رسائل إلى الشباب.
25 - مع الهجرة إلى الحبشة.
26 - المشردون.
27 - ميدان معركة اليرموك.
28 - محنة المسلمين في الشيشان.

وفاته:
توفي المؤرخ الإسلامي والجغرافي الكبير محمود شاكر السوري يوم الأحد 1 صفر 1436هـ، الموافق 23 نوفمبر 2014 م، عن عمر ناهز 82 سنة، في منزله بالرياض في المملكة العربية السعودية رحمه الله رحمة واسعة.



شهر صفر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

شهر صفر Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهر صفر   شهر صفر Emptyالخميس 16 مارس 2023, 9:12 pm

اغتيال الشيخ الدكتور صبحي الصالح 2 صفر 1407 هـ(1986):
شهر صفر Ocia_138
•    اسم الكاتب: إسلام ويب
الشيخ صبحي إبراهيم الصالح كان "علامة جيله" في أدب الدين والدنيا، أوقف حياته لمحراب العطاء في المجال الحضاري، العلمي والفقهي والتشريعي، والمجال التراثي، التاريخي والسياسي واللغوي والأدبي.

جمع الشيخ صبحي الصالح رحمه الله منذ بدايات دراسته الثانوية بين العلوم الشرعية والمدنية في دار التربية والتعليم الاسلامية في طرابلس، ولمع نجمه وهو ابن الثانية عشرة من عمره خطيباً مفوهاً في مساجد طرابلس، يتنادى لسماع هذا الشيخ الفتي أهالي طرابلس مشدوهين معجبين.

ويسافر الشيخ الصالح الى الأزهر الشريف من أجل متابعة علومه العالية في كلية أصول الدين، فيحصل منها على كل من الشهادة العالية (الإجازة) سنة 1947م، وعلى الشهادة العالمية (الدكتوراه) سنة 1949، ثم ينتسب في الوقت نفسه الى كلية الآداب في جامعة القاهرة ويحصل على الإجازة في الأدب العربي بامتياز سنة 1950م.

في جامعة السوربون
وبعد أن استوفى الثقافة الاسلامية فكراً ومنهجاً وإيماناً، كان عليه أن يقتحم جامعة السوربون طوال أربع سنوات دارساً وقارئاً ومنقباً في مكتباتها ومراقباً ومتأملاً وباحثاً، وحصل على دكتوراه في الآداب إثر أطروحتين باللغة الفرنسية: الأولى بعنوان "الدار الآخرة في القرآن الكريم" والثانية "الإسلام وتحديات العصر".

ولم يكن طوال إقامته الباريسية لينثني عن الدعوة، فأنشأ مع صديقه الباحث الاسلامي الشهير محمد حميد الله الحيدرأبادي أول مركز ثقافي اسلامي في باريس، وظل يخطب في تلك الفترة في صلاة الجمعة في جامع باريس، ويشارك في تعليم اللغة العربية للأفارقة المسلمين ويحاضر في الأندية الثقافية الباريسية، ليستمع الفرنسيون الى أسلوب جديد في طرح الإسلام، حديث ما عهده أهل أوروبا من قبل علمائنا وقتذاك.

الانطلاقة في التجديد
ولقد عاد الشيخ الصالح إلى طرابلس عام 1954م ليبدأ انطلاقة في التجديد ومسيرة تطواف تتلقفه منابر الجامعات العربية ومنتديات الفكر وقاعات المؤتمرات ويتحلّق حوله تلاميذه يستلهمون منهجه، ويتنسمون عذوبة بيانه ولطيف مجلسه وأنيس معشره.

خاض الشيخ في العلوم الإنسانية واللغوية كلها وفي الدراسات الأدبية والفلسفية بصورة عامة، وعمل في شرح وتحقيق ودراسة العديد من الكتب التراثية كما كتب باللغة الفرنسية وترجم وأشرف على تعريب عدد من المؤلفات والبحوث، وظل على امتداد أكثر من نصف قرن يزود كبرى المجلات الاسلامية والفكرية والعلمية بمئات البحوث والدراسات المستفيضة في كل شأن ومجال، كما كانت الموسوعات العربية والعالمية تستكتبه في أجزائها وخصوصاً فيما يختص بأبواب الحضارة الاسلامية والفكر واللغة والأدب.

مؤلفاته
لقد أضاف الشيخ صبحي الصالح إلى نتاج من سبقه من المباحث الإسلامية واللغوية ما يثري المكتبة الإسلامية بالكثير من البحوث والمؤلفات.

نذكر منها:
1. النظم الإسلامية نشأتها وتطورها.
2. مباحث في علوم القرآن.
3. دراسات في فقه اللغة.
4. الإسلام والمجتمع العصري.
5. معالم الشريعة الإسلامية.
6. المرأة في الإسلام.
7. الإسلام ومستقبل الحضارة.
8. علوم الحديث ومصطلحه عرض ودراسة.

اغتياله:
اغتيل الشيخ صبحي الصالح (رئيس المجلس الإسلامي الشرعي الأعلى) بإطلاق الرصاص عليه في محلة ساقية الجنزير ببيروت يوم 2 صفر 1407هـ الموافق السابع من أكتوبر 1986م، ولم يستطع التحقيق كشف هوية مُطلق النار وشريكه، ولا هوية الجهة المُحَرِّضَة على هذا الاغتيال، رحمه اللهُ رحمة واسعة.



شهر صفر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

شهر صفر Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهر صفر   شهر صفر Emptyالخميس 16 مارس 2023, 9:27 pm

وفاة الأستاذ محمد المبارك 7 صفر 1402هـ (1981م):
شهر صفر Ocia_139
•    اسم الكاتب: اسلام ويب
الأستاذ محمد المبارك رائد من روَّاد الفكر الإسلامي المعاصر، مِمَّنْ جمعوا بين علوم الشرق، ودراسة الثقافة الغربية في "السوربون"، وكان لهذا الجمع أثره الواضح في وعيه وفكره وكتبه، فأتت كتاباته كتابة متمكن في الفكر الإسلامي، متفهّم مطّلع على الفكر الغربي، متابع لميادينه واهتماماته.

كان رحمه الله مفكراً منفتح الذهن، باحثاً واسع العلم، حاد الذكاء، سديد الرأي، نافذ البصيرة، دعا إلى إطلاق حرية التفكير على هدي الكتاب والسُّنَّة ونبذ التعصب والجمود.

كما كان حسن التمييز بين الأولويات الإسلامية، قوي الحجة في المناقشة والمناظرة، بعيدا عن الشبهات والمواقف المريبة، صادق الوطنية في عهد الاستعمار الفرنسي لبلاده، متواضعا يحب البساطة في حياته ويكره التكلف.

أسهم في التخطيط العلمي ووضع المناهج والتدريس بعدد من الجامعات العربية والإسلامية، في سوريا والسعودية والسودان، وكان أول مَنْ فكّر بوجوب تدريس مادة في الجامعات العربية يعرض فيها الإسلام بمفهومه العام ونظرته الشاملة لله تعالى والكون والإنسان، وقد بدأ رحمه الله بوضع كتاب باسم نظام الإسلام تطبيقاً لفكرته، وتولى تدريس هذه المادة في الجامعة.

كما كان يرى ضرورة إعادة النظر في علم الاجتماع الذي يدرس بصورته المستمدة من آراء العلماء والفلاسفة الأجانب الملحدين، ويدرس في الجامعات العربية بوضعه الحالي، وضرورة كتابة علم اجتماع إسلامي متفق مع مسلمات الإسلام وثوابته.

الميلاد والنشأة
اسمه: أبو هاشم محمد بن عبد القادر بن محمد المبارك.


ولد الأستاذ محمد المبارك في دمشق سنة 1331هـ الموافق 1912م، في أسرة معروفة بالعلم والصلاح، وأصل هذه الأسرة من الجزائر حيث هاجر والد جده من الجزائر إثر الاحتلال الفرنسي لها عام 1845م.

ولد في حي قريب من الجامع الأموي، وكان لذلك القربِ أثَرُه فيه، حيث كان يتردد مع أقرانه إلى المسجد الأموي باستمرار، للصلاة ولحضور الدروس الدينية التي كانت لها حلقات بعد الصلوات الخمس.

كان والده الشيخ عبد القادر المبارك عالماً مشهوراً في دمشق، حيث كان أعجوبة في حفظ مفردات اللغة وغريبها، وكان من أعضاء اللَّجْنة التي أُلِّفَت في عهد الملك فيصل الأول لتعريب المصطلحات العسكرية، واختير عضواً في المجمع العلمي العربي بدمشق، وكانت دار والده مَقصِداً للعلماء الوافدين من بلاد الشام والعرب كافّة، وكان هو دائم الحضور لتلك اللقاءات والندوات مما وسّع آفاقه منذ الصغر.

دراسته العلمية
درس الأستاذ محمد المبارك في المدارس النظامية الحكومية، وكان من المتفوقين في دراسته، خاصة في اللغة العربية والرياضيات واللغة الفرنسية.

حصل على الشهادة الثانوية في القسم العلمي عام 1932م. ولما كان متفوقاً في اللغة العربية فقد اختار دراستها في مدرسة الآداب العليا (كلية الآداب)، بجوار دراسته للحقوق، وتخرج فيها عام 1935م.

وكان خلال دراسته في المدارس النظامية يدرس في الصباح الباكر، وفي المساء، وفي الإجازة الصيفية، على شيخ علماء الشام في عصره الشيخ محمد بدر الدين الحسني، وكان أوسع أهل زمانه اطلاعاً على العلوم الإسلامية القديمة بجميع فروعها من الحديث والتفسير حتى الرياضيات، وقد لازمه منذ نهاية دراسته الابتدائية حتى نهاية دراسته الجامعية، واستفاد كثيراً من علمه، وقرأ عليه النحو والصرف والتفسير ومصطلح الحديث والفرائض وأصول الفقه والكلام والبلاغة والحساب والجبر والهندسة.

وهو الذي وجهه بطريقة غير مباشرة لدراسة اللغة الفرنسية والذهاب لأوروبا للدراسة والتعلم كما يقول محمد المبارك.

بعد تَخَرُّج الأستاذ المبارك في الجامعة، تقدّم إلى مسابقة بعثةٍ للتخصص في الآداب في فرنسا، فنجح فيها، وكان ترتيبه الأول.

سافر إلى فرنسا، ودرس في معهد الدراسات الإسلامية التابع لجامعة السوربون فدرس في السنة الأولى الأدب العربي والثقافة الإسلامية، وخصص السنة الثانية بكاملها لدراسة الأدب الفرنسي، أمَّا السنة الثالثة فخصَّصَها لدراسة علم الاجتماع.

يقول الأستاذ المبارك عن هذه الدراسة:
(إن هذه الدراسة وسّعت آفاقي وأكسبتني بعض المزايا الفكرية، ولكنها لم تستطع أن تؤثر في معتقداتي ولا أن تغزو عقلي، بل أثارني جانبُها السلبي وحفّزني للرد عليها).

حصل الأستاذ المبارك، بعد أن أنهى دراسته في فرنسا، على شهادة الليسانس في الآداب من السوربون عام 1937م، ودبلومٍ في علم الاجتماع والأخلاق عام 1938م.

وخلال دراسته الجامعية في دمشق وفرنسا، كان للأستاذ المبارك نشاط دعوي قوي، فقد عمل -على سبيل المثال- عملاً جادّاً في مقاومة إحلال التشريع الغربي التي كانت فرنسا تسعى لإحلاله محل التشريع الإسلامي عام 1935م.

ورتب حملة مع صديقه الأستاذ عمر بهاء الدين الأميري رحمه الله، للنص على الإسلام في الدستور السوري.

حياته العملية
- عمل مدرِّساً للأدب العربي في المدارس الثانوية بمدينة حلب عام 1938، 1939م، ثم في دمشق، ودرَّس كذلك في دار المعلمين العليا.

- بعد جلاء القوات الفرنسية عن سورية عام 1945م، عُين عضواً في اللجنة الفنية للتربية لوضع الخطط والمناهج التربوية والتعليمية ومفتشاً لمادتي اللغة العربية والدّين في سورية كلها، وقد أخذ منه هذا العمل كل وقته، وكان فيه تغييرا جذريا للمناهج السابقة، حيث بيّن فيها للجيل المسلم منذ صغره أن الإسلام دين شامل يصلح لكل زمان ومكان.

وفي سنة 1946م أُقْصِيَ الأستاذ المبارك عن التفتيش، وذلك بسبب ما قام به من أنشطة إسلامية في المحافظات التي كان يزورها للتفتيش، وذلك بإلقاء المحاضرات العامة في أهم الموضوعات المتعلقة بالإسلام والتعريف بدعوته أو بالقضايا الإسلامية المعاصرة. هذا النشاط الإسلامي ضايق أعداء الله فأبعدوه عن عمله هذا، لكنه بقي عضواً في اللجنة الفنية للتربية لوضع الخطط والمناهج التربوية والتعليمية.

- في عام 1947 رشح نفسه للانتخابات النيابية عن مدينة دمشق تلبية لرغبة رابطة العلماء والجمعيات الإسلامية، وقد انتخب ثلاث مرات عن مدينة دمشق خلال الفترة من 1947 إلى 1958.

- عين خلال الفترة من 1949 إلى 1952 وزيرًا للأشغال العامة، ثم وزيرًا للمواصلات ثم وزيرًا للزراعة، ثم بعد الوحدة بين مصر وسورية، انصرف عن العمل السياسي إلى العمل الجامعي العلمي، وفضَّل التدريس والكتابة وإلقاء المحاضرات.

- عين محاضراً في جامعة دمشق مدرساً لمادة فقه اللغة والدراسات القرآنية عام 1948م.

- شارك في إنشاء كلية الشريعة في جامعة دمشق عام 1954م مع الأستاذ مصطفى السباعي -رحمهما الله- وشارك في وضع المناهج والمواد الدراسية لها، وعمل أستاذًا فيها لمادة فقه اللغة والعقيدة وعلم الاجتماع، ثم عين رئيسا لقسم العقائد والأديان بعد إنشاء الأقسام.

- في الفترة من 1964 – 1966م تولى عمادة كلية الشريعة في جامعة دمشق وذلك بعد عميدها الأول الأستاذ الدكتور مصطفى السباعي.

- سافر بعدها إلى الخرطوم، وعمل أستاذًا ومشاركًا في التخطيط ورئيسًا لقسم الدراسات الإسلامية بجامعة أم درمان الإسلامية في السودان من عام 1966 – 1969م، كما درس كذلك في كلية الحقوق بجامعة الخرطوم مادة السياسة الشرعية.

- انتقل إلى مكة المكرمة عام 1969م بناءً على طلب من وزير المعارف السعودي، وعمل أستاذًا في كلية الشريعة فيها، ورئيسًا لقسم الشريعة والدراسات الإسلامية، واشترك في وضع خطتها وبعض مناهجها، وبقي في هذا العمل أربع سنوات.

- اختير مستشاراً وأستاذاً باحثاً في جامعة الملك عبد العزيز بجدة عام 1393هـ، وانتدبته هذه الجامعة سنة 1398هـ للتدريس بالجامعة الأردنية، فكان فيها أستاذاً للثقافة الإسلامية وعلم الاجتماع واستمر بها حتى وفاته.

- كان الأستاذ المبارك عضوًا في مجمع اللغة العربية (المجمع العلمي) بدمشق، وعضوًا في المجلس الأعلى الاستشاري في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة منذ إنشائها.

- كانت له اتصالات مع كبار المستشرقين والأساتذة الأجانب المهتمين بالدراسات العربية والإسلامية، وكان أثره فيهم عميقاً وواضحاً.

كما كان له صلات مع المفكرين الفرنسيين الذين تأثروا بالإسلام ثم اعتنقوه، منهم: موريس بيكار، وروجيه جارودي، وجال أوسترويد.

من روائع كلامه:
- إن الإسلام الذي عرفناه في عهده الأول الزاهر: قوة فاعلة محررة للإنسان من الخرافة والوثنية ومن الظلم والاستبداد، قفزت به إلى صعيد جديد للإنسانية، وأفق واسع للحضارة التقت عليه شعوب وعبقريات، فأقامت معاهد للعلم ومعالم للعدالة، وفسحت للنفس مدارج السمو والارتقاء في إطار دولة، الراعي فيها والرعية يعتبرون أنفسهم عباداً لله، يأتمرون بينهم بمعروف ويتشاورون، لكل منهم حقوقه وعليه واجباته.

- إن من مزايا الإسلام ومما سبق إليه اشتماله على تشريع يحقق العدالة بين الناس ويكفل حياة العاجزين منهم عن الكسب والمقصرين عن إدراك ما يحتاجون إليه من موارد العيش ومن تصيبهم أحداث الزمان بكوارث ولم يترك الإسلام هذا الجانب من الحياة الإنسانية لدوافع الاخلاق وحدها ولا لوسائل الاحسان الفردي ولكنه شرع لها قواعد إلزامية وأوجب على الدولة واجبات مالية لذلك حدد مواردها ومصارفها.

- إن العقيدة الإسلامية كوَّنت إنساناً جديداً لا عهد للبشرية به من قبل، هو إنسان يشعر بانتمائه مع سائر البشر إلى آدم، أي أنه يشعر بإنسانيته وبوحدة الجنس البشري، وكان من قبل لا يشعر إلا بانتمائه إلى قبيلته وعشيرته وقوميته،.. فالقران يخاطب الناس والإنسان، وكذلك أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وبذلك استعد هذا الإنسان لتكوين مجتمع إنساني تلتقي فيه القبائل والشعوب على أساس المساواة والتعاون والعدل والكرامة الإنسانية. وهكذا حررت العقيدة الإسلامية الانسان من العصبيات الخاصة العائقة للتقدم الإنساني والمخلة بالعدالة وجاءت بمفاهيم جديدة للإنسان والمجتمع.

- فتحرير الإنسان من الخضوع للأساطير ومن تقديس ما لا يستحق التقديس وتحريره من الخضوع لأمثاله من بني البشر وجعله خليفة الله في الأرض أطلق عقاله وفسح له أفق الوجود وفتح أمامه مجالات الفكر والعمل.

- كلما ارتقى الإنسان انتقل بتفكيره من محيطه الضيق إلى محيط أوسع فمن التفكير في نفسه إلى أسرته إلى بلده وجماعته إلى قومه وأمته إلى الإنسانية في عصره ثم إلى الإنسانية في ماضيها ومستقبلها ثم إلى النظرة في أرجاء الكون الفسيح الذي لا نعرف له نهاية.

- إن هذا الإسلام انقلب إلى جدلية كلامية في العقيدة، وتفكير خرافي في النظر إلى الكون، وعبادة سلبية اعتزالية شكلية، وصوفية أعجمية تعتزل الحياة وتفر من معركتها، واستبداد في الحكم، وركود في الحياة الاقتصادية، وشكلية فقهية نصوصية ضيقة بعيدة عن الفهم الإسلامي الأول.

- إن الإلحاد يترك مشكلة الوجود معلقة بلا حل يقبله العقل، وكأنه يمنع العقل من أن يفكر فيما وراء حدود الأفق المادي ودائرة المحسوسات وليس الإلحاد من هذه الناحية إلا مظهراً من مظاهر ما سمَّاه بعض المفكرين المعاصرين بالجمود العلمي.

- ينشأ الإلحاد عن العلم الناقص والغرور العقلي أو الجمود في العلم وعن الإغراق في الشهوات المادية والإفراط في الملذات وإشباع الغرائز وعن الاستبداد المطلق الذي يؤله فردا أو نظاما كما ينشأ كرد فعل للأشكال الضيقة والتعليلات السخيفة التي تظهر باسم الدين في بعض العصور.

- إن الصِّلة بالرسول الأعظم ﷺ يجب أن تكون صلة قلبية، صلة حب للشخصية التي جعل الله لها الفضل الأكبر على الناس في إخراجهم من الظلمات إلى النور والتي أحلها منه المحل الأول ولا تكون الطاعة والاقتداء مجديين مفيدين الإفادة الكاملة إلا إذا اقترنا بحبه الحب الذي لا يفوقه حب حتى حب الإنسان لنفسه.

- لا يعد من الجائز أن نعرض العقيدة وندرسها كما كان يعرضها التفتازاني في مقاصده، أو النسفي في عقائده فنبحث في مشكلات تاريخية لا وجود لها اليوم ونناقش فرقاً انقرضت، ثم نهمل مشكلات قائمة وفرقاً ومذاهب موجودة.

- إن العرب اليوم على مفترق طرق يُخشى عليهم العثار إذا لم يستقوا من النبع الأصيل الذي التقت فيه فطرتهم الإنسانية ووحي السماء أو فيض القدرة الإلهية التي تجلت في الكتاب العربي المعجز، ولكن بيننا وبين الكتاب العربي المبين حُجباً كثيفة بنتها العصور والعادات والأفهام الغريبة حتى أصبح الكتاب الذي أقام في العالم ثورة شاملة لجميع نواحي الحياة أوراداً تتلى وألفاظاً تلتمس نتائجها بمجرد التلاوة.

- من العجيب أن يشيد العرب المسلمون بغاندي، أحد أبطال الوثنية المجوسية والفلسفة الخيالية، أو طاغور، الشاعر الهندوكي، ويعرضوا عن الفيلسوف الذي يشيد بالعرب ويتغنى بتاريخهم ويعتز بحضارتهم ويذكر بالحنين والشوق بلادهم والذي أقام فلسفته على الإسلام وأتى في ذلك بالروائع والبدائع وهو محمد إقبال.

- إن التحرر من غزو الحضارة الأوربية الحديثة لا ينبغي أن يُفهم منه إعراضنا عن الأخذ بمكاسبها العلمية في ميدان الطبيعة والصناعة فذلك واجب فوري. كما أنه لا ينافي التعاون في إطار المصلحة المتبادلة مع أصحاب هذه الحضارة، بل التعاون الإنساني العام في نطاق عقيدتنا وقيمنا الأخلاقية الإنسانية.

وإنما التحرر من فلسفتها العقائدية البتراء الناقصة التي هي سبب بلائها وأزمتها، ومن القواعد السلوكية- ولا أقول القيم الأخلاقية- المنبثقة عنها، ومن الذوبان الخطر في فلسفتها وثقافتها، ومن التبعية لها في مجال السياسة.

- إن القرآن شق طريق العلم والتفكير واسعا ولاتزال دعوته هذه قائمة ولايزال المجهول من العالم أكثر بكثير من المعلوم ولايزال البشر وسيبقى رغم تقدمه عاجزا عن أن يوجد مادة من العدم المطلق وعن أن يفني موجودا فناء تاما وعن أن يوجد في الجامد قابلية للنمو أو أن يبعث فيه حياة أو أن يبدل سنن الله في الكون، وليس هو في هذا الكون إلا مكتشفا لما أوجده الله ومقلدا لأقل مصنوعاته وأدناها ولايزال مع ذلك في أول طريق الاكتشاف.

مؤلفاته
باشر الأستاذ محمد المبارك الكتابة وهو ما يزال طالباً، وترك عدداً كبيرا من الكتب التي تكشف لنا ما كان يتمتع به رحمه الله من فكر متميز، وبصيرة نيرة، وأفق واسع.

وتنوعت مؤلفاته بين اللغة والأدب والدراسات الإسلامية والاجتماعية وأغلب هذه الكتب طبع دار الفكر بدمشق.

ومن أهم مؤلفاته ما يلي:
1. فن القصص في كتاب البخلاء للجاحظ 1939م (75ص).
2. دراسة أدبية لنصوص من القرآن الكريم (157ص) وكان عنوانه في الطبعات الأولى "من منهل الأدب الخالد" 1960م، وهو دراسة تحليلية تكشف عن بعض جوانب الإعجاز وأسرار البيان في القرآن.
3. فقه اللغة وخصائص العربية 1958م (339ص). درس فيه دراسة تحليلية مقارنة للكلمة العربية، وعرض لمنهج العربية الأصيل في التجديد والتوليد.
4. الأمة العربية في معركة تحقيق الذات 1959م (214ص).
5. نحو إنسانية سعيدة 1961 م (204ص) "نظرات في الكون والحياة والمصير وفي الإنسان من خلال القرآن الكريم".
6. نظام الإسلام، وهي سلسلة أُصدر منها ثلاثة أجزاء:
- نظام الإسلام.. العقيدة والعبادة (223ص) 1968 م.
- نظام الإسلام.. الاقتصاد (158ص) 1972م.
- نظام الإسلام.. الحكم والدولة (146ص) 1974م.
7. الفكر الإسلامي الحديث في مواجهة الأفكار الغربية 1969م (203ص).
8. آراء بن تيمية في الدولة ومدى تدخلها في المجال الاقتصادي1967م (160 ص) وكان عنوانه في الطبعات الأولى "الدولة ونظام الحسبة عند ابن تيمية".
9. بين الثقافتين الغربية والإسلامية 1980م (207ص).
10. المجتمع الإسلامي المعاصر(132ص) 1971م.
11. الإسلام والفكر العلمي 1978م (136ص).
12. الأمة والعوامل المكوِّنة لها 1975م (94 ص).
13. العقيدة في القرآن الكريم 1968م (54ص).
14. ذاتية الإسلام أمام المذاهب والعقائد 1962(48 ص).
15. نظام الإسلام العقائدي في العصر الحديث (43ص) من طبع المعهد العالمي للفكر الإسلامي1989م.
16. الثقافة الإسلامية بالاشتراك مع آخرين، كتاب جامعي، جامعة الملك عبد العزيز – جدة.
17. نحو وعي إسلامي جديد 11968(38ص).
18.عبقرية اللغة العربية 1956م (31ص).
19.المشكلة الثقافية في العالم الإسلامي واقعها وعلاجها (29ص).
20. جذور الأزمة في المجتمع الإسلامي1968م.
21. نحو صياغة إسلامية لعلم الاجتماع، مجلة المسلم المعاصر العدد 12 عام 1977.
22. نظرة الإسلام العامة إلى الوجود وأثرها في الحضارة 1958م.
23.تركيب المجتمع السوري لغاية عام 1958م.
24. القرآن عربي الخطاب إنساني الرسالة.
25.الإسلام والتيارات الفكرية العالمية وبحوث أخرى. نشر دار القلم دمشق.

بالإضافة إلى عشرات البحوث والمقالات المنشورة في المجلات العربية، وكان آخر مقال له في مجلة الأمة القطرية بعنوان مفهوم الأمة بين النظريات الاجتماعية والتصور الإسلامي.

وفاته:
كان من عادة الأستاذ محمد المبارك أن يتوجه إلى المدينة المنورة بين فترة وأخرى للصلاة في المسجد النبوي، وفي إحدى المرات وبعد مكوثه لمدة يومين بالمدينة المنورة مع أسرته، وفيما كان الأستاذ محمد المجذوب يستعد لاستضافته على طعام الغداء في منزله، إذا بالهاتف ينقل له خبر وفاة الأستاذ المبارك وهو في طريقه إلى المستشفى، إثر نوبة قلبية قبل وصوله للمستشفى، وذلك بعد وقت قصير من عبارة قالها وهو يمرُّ من أمام مقبرة البقيع: "هنيئاً لمن يُدفن في البقيع"، وكان ذلك يوم الخميس 7 من صفر1402هـ، الموافق 3 ديسمبر1981م، وقد صُلي عليه في مسجد "قباء" عقب صلاة الجمعة، ودُفن في مقبرة البقيع بالمدينة، حيث كان يتمنى ذلك رحمه الله وغفر له.

ورثاه شاعر طيبة ضياء الدين الصابوني رحمه الله بقوله:
أبكي الشمائل والفضائل والنهى أبكي الأخوة والوداد  الأكملا
أمس اجتمعنا واللقاء مبارك        وكأنما كان الوداع معجلا
فلقد عرفتك مخلصاً متواضعاً   ولقد عرفتك في المكارم أولا
قد كنت في فقه اللغات مجددا    بل كنت للمستشرقين الموئلا
..
ما مات من ترك المفاخر بعده أبداً ولا نال العلا من أهملا
راض الصعاب بهمة جبارة      وحلا له مر الحياة ما حلا
..
فاهنأ أُخيَّ بجيرة محمودة     جعلت لكم جنات عدن منزلا



شهر صفر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

شهر صفر Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهر صفر   شهر صفر Emptyالخميس 16 مارس 2023, 9:35 pm

وفاة العلامة الشيخ محمد حبيب الله الشنقيطي 8 صفر 1363هـ (1944م)
شهر صفر Ocia_141
•    اسم الكاتب: اسلام ويب
العلامة الشيخ محمد حبيب الله الجكني الشنقيطي تاج العلماء في عصره، كان من أعلام أهل الحديث رواية ودراية، ماهرا في علم القراءات وتوجيهاتها وله اليد الطولى في علم النحو والصرف وكان يحفظ الصحيحين بأسانيدهما ومتونهما.

كان آية في حفظ المتون واستحضارها عند التدريس والإفتاء، سريع النظم، شجاعا في الحق لا يداهن في دينه ولا يساوم في قناعاته.

هاجر من بلده موريتانيا بعد استيلاء المستعمر عليها، إلى الحرمين الشريفين، وفى طريق هجرته أقام بضع سنين في المغرب ناشراً للعلم ما بين تدريس وتأليف وإفتاء، ثم قدم الحرمين، واستقر ردحاً من الزمن مدرساً بهما فأقبل عليه طلاب العلم من مختلف الأقطار الإسلامية، ثم أخرج من هناك إلى مصر فلقي الحفاوة البالغة والتبجيل واختير مدرساً بكلية أصول الدين بالأزهر الشريف، وأخذ عنه من طلاب العلم مالا يُحصى.

 شهد له العلماء الأجلاء في الأزهر وغيره بقوة الحفظ وغزارة العلم والاستقامة والجرأة في قول الحق، واعتبره المصريون في عصره هو الذي انتهت إليه رئاسة الحديث وعلم القراءات وكان في مصر هو النموذج الأمثل لعلماء المحاضر الشنقيطية التي عرف عنها في المشرق الإسلامي أنها خرجت أجيالا من العلماء الحفاظ الذين يحملون العلم معهم في الحل والترحال صدورهم خزائن لكل ما طالعوه أو درسوه.

ترك في شنقيط والحجاز ومصر من التلاميذ والتآليف المطبوعة والمخطوطة ما يدون اسمه في سجل الخالدين.

كان رحمه الله تعالى على فقره سخياً كريماً يقصده الناس خصوصاً من أهل شنقيط فكان بيته مفتوحاً على الدوام، وكان يسعى في قضاء حوائج الغرباء وكان يحب الصالحين وأهل العلم، وكان عابداً لا يترك التهجد ليلاً، يمثل العلماء العاملين.

ولادته ونشأته:
اسمه: محمد حبيب الله بن عبد الله بن أحمد المشهور بـ "ما يابى" (لكرمه وسخائه) بن عبد الله بن محمد الطالب الشنقيطي الجكنى نسبة لقبيلة "جاكان" إحدى القبائل العلمية بالقطر الشنقيطي.

ولد سنة 1295هـ الموافق 1878م، في قرية "تِكـبَ" التي تقع في الحوض الغربي من موريتانيا ونشأ في أسرة لها عناية بالعلم، ثُمَّ إن سكانَ القرية بايعوا والد المترجم وأقام فيها ما يشبه حكومة شرعية وازدهرت في أيامه، وقد رزقه الله من الأولاد الذكور ثَمانيةَ عَشَرَ أكثرُهُم عُلَماء .

وقد كان محمد حبيب الله من أصغرِهِم سِنّاً، ونَشَأ بينَ إخوتِه النبلاء وأساتذته الأجلاء، فتعلم القرآن مع رسْمِه وتَجويده على الشيخ محمد الأمين بن محمود بن الحبيب الجكني وذلك برواية ورش عن نافع ثم لازم الشيخ أحمد بن أحمد بن الهادي اللمتوني نسباً الشنقيطي إقليماً فقرأ عليه في النحو والصرف والبلاغة والعروض والقوافي وكثير من كتب الفقه المالكي وتخرج به في هذه الفنون ثم لما توفي شيخه المذكور انتقل للقراءة على أخي شيخه واسمه المختار بن أحمد بن الهادي حيث تعلم منه القضاء وفنونا أخرى حتى صار متبحرا في كل علم وفن .

ثُم كان الشيخ مِنْ أول مَن هاجر مِن عُلَماء تلك البلاد هو وإخوته وبعضُ أبناء عمه بعد احتلال فرنسا لبلاد شنقيط، ومن إخوته: الشيخ محمد الخضر مفتي المالكية بالمدينة المنورة، والشيخ محمد العاقب دفين فاس رحمه الله، والشيخ محمد تقي الله دفين المدينة المنورة رحمه الله، فهاجروا حتى وصلوا بلاد مراكش وفاس، فاشتغل المترجم بقراءة علم المنطق ودرس علم الحديث والأصول حتى تحصل على المراد من ذلك، مع الإقبال على التآليف ما بين منظوم ومنثور.

ثم حصل بينه وبين سلطان المغرب، في ذلك الوقت السلطان عبد الحفيظ، معرفة وصحبة.

فطلب منه السلطان الإقامة معه ببلدة طنجة رغبة في أخذ العلم عنه فأقام بها مدة.

ثم هاجر منها إلى المدينة المنورة فتوطنها.

ثم إن السلطان المذكور قدم إلى الحجاز للحج سنة 1331هـ فرافقه في حجه وزيارته، ثم سافر معه إلى القدس والخليل.

ثم رجع السلطان وبقي الشيخ بعد ذلك في المدينة المنورة أربع سنين ودرَّس بالمسجد النبوي الشريف، ثم حضر إلى مكة المشرفة وأقام بها ثمانية أعوام يدرس بالمسجد الحرام وفي المدرسة الصولتية ناشراً للعلم تدريساً وتاليفاً، وكان منزله مفتوحًا لطالبي العلم، وانتفع به عدد من علماء الحرمين الشريفين، ولازمه الشيخ محمد طاهر الكردي الخطاط وكاتب مصحف مكة المكرمة.

ثم إنه بتاريخ 27 جمادى الأولى 1345هـ، 2 ديسمبر 1926 م، هاجر إلى مصر بعد إخراجه من الحجاز، ودرّس الحديث في الأزهر الشريف، ثم ندبته مشيخة الأزهر لتأليف كتاب يضم ما اتفق عليه البخاري ومسلم فعكف على ذلك عشر سنوات ونيفا، واختارته مشيخة الأزهر كذلك مدرسا بتخصص كلية أصول الدين وعضوًا في بعض اللجان العلمية.

وكان يلقي الدروس بمسجد الإمام الحسين وخاصة في شهر رمضان المبارك.

وكان يكثر في الحاضرين لدروسه كبار الأساتذة والعلماء في الأزهر والجامعة المصرية، وقضى بقية عمره بالقاهرة مُنكَـبّاً على التدريس والتأليف.

متفرقات عنه
- من شعره بعنوان "خرجت مهاجرًا"
إلهـي لا تُهِنِّي بـالسعـــــــــــــــــيرِ            فلا فـي العـير كـنـتُ ولا النفــــــــيرِ
خرجتُ مهـاجـرًا لرضـــــــــــــــاك     أسعى بِإبَّانِ الشبـاب إلى الـبشــــــــــــــير
فـيَمَّمتُ الـمديـنةَ لا أبـالـــــــــــــي         بـمـا قـد فـات مـن شـرفٍ خطـــــــــــير
فشـاهدت الـوفـاءَ بكل وعـــــــــــــــدٍ          بـه جـاد الكريـمُ عـلى الفقـــــــــــير
وأرجـو أن أنـالَ بـهـا رضـــــــــــــاهُ وفـي الفردوس يحسن لـي مـصـــــــــــيري

 جاءه ذات مرة وهو بمصر وهو في درسه رجل وسأله عن حديث يتعارض ظاهره مع حديث آخر، وقرأ كل حديث منهما وتعمَّد أن يؤخِّر في بعض الرُّواة، وأن يضع اسماً في الرواية من عنده، وقرأ كل حديث قراءة طبيعية متأنية، فأجابه الشيخ بصوت فيه حدة واضحة، فصحح له خطأه في الرواية، واستنكر الاسم الموضوع ثم ذكر معنى كل حديث بما لا معارضة فيه للآخر، ودهش السامعون، وقد فطنوا لمغزى صنيع السائل من كونه اختباراً ولكن الشيخ بتوفيق الله وسلامة حفظه أجاب بما أدهش وسر.

- من كلامه:
- وقد جَرّبتُ أنّ من أسباب الغنى اقتناء الكتب النافعة.

 -ومن كلامه في التفريق بين المُدَاراة، والمداهنة، أن المداراة: بَذْلُ الدنيا لصلاح الدنيا، أو الدين، أو هما معًا، والمداهنة: بذل الدين لصلاح الدنيا.

 - قال الشيخ محمد تقي الدين الهلالي المغربي رحمه الله تعالى: وأُشهِدُ الله أني كنت اتعلم مبادئ العلوم من شيخنا محمد سيدي بن حبيب الله الشنقيطي المغربي، ثم قال مُعَرِّفا بالمدرس: أسس مدرسة، وكان عدد تلاميذه عشرة، المدرسة خيمة نصبها لهم بقرب خيمته التي يسكن فيها مع أهل بيته.

ثم قال واصفا حسن خلق شيخه:
فكان رحمه الله يأتينا بقصعة الطعام ونحن شباب وهو كهل فيضعها أمامنا، فنأكل أطايبها ونترك الفَضلة بعد أن نشبع، فيأكل من تلك الفضلة أمامنا ولا يزيد على ذلك شيئاً، ولزمته سبع سنين.

ثم ذكر وصية الشيخ له بقوله:
كل مَنْ جاءك ليطلب العلم فاعتقد أن له فضلا عليك، وإيَّاك أن تعتقد العكس؛ لأنه هذَّب نفسه وجاهدها حتى ارتضاك معلماً، وجلس بين يديك، فابذل كل جهد في استبقاء مودته ونشاطه واجتهاده.

مؤلفاته:
اشتغل الشيخ بالتصنيف في سن مبكرة فنظم وألف أكثر من 30 مؤلفاً، وهي خير شاهد على المكانة العلمية العالية لصاحبها وتنوع معارفه العلمية وغوصه في جميع العلوم والمعارف، وقد نهل من تلك المؤلفات طلاب العلم ورجع إليها كبار العلماء في غرب العالم الإسلامي وشرقه.

ونذكر منها :
1-" زاد المسلم فيما اتفق عليه البخاري ومسلم"
هذا الكتاب المبارك جمعه في أخريات أيامه ورتبه على حروف المعجم، وقد شرحه شرحا وسطا جمع فيه كثيرا من الفوائد الفقهية، والحديثية وسماه "فتح المنعم ببيان ما احتيج لبيانه من زاد المسلم"، كما تصدى رحمه الله في هامش هذا الكتاب الجليل لبيان مواضع كل حديث من زاد المسلم في الصحيحين من الكتب والأبواب، مما يدل دلالة واضحة على اتساع حفظه، ونباهة شأنه ورسوخ قدمه في علوم السنة، وعدد أحاديث هذا الكتاب: 1368 حديثاً .
2- إيقاظ الأعلام لوجوب إتباع رسم المصحف الإمام.
3- دليل السالك إلى موطأ مالك هو منظومة عدد أبياتها 922 بيتا. وشرحه تبيين المدارك لنظم دليل السالك ثم جعل حاشية عليه سماها إضاءة الحالك من ألفاظ دليل السالك.
4- كفاية الطالب بمناقب علي بن أبي طالب كتبه بإشارة وتوجيه من الملك الشريف عبد الله الأول ابن الشريف الحسين بن علي.
5- هدية المغيث في أمراء المؤمنين في الحديث (منظومة).
6- الجواب المقنع المحرر في الرد على من طغى وتجبر بدعوى أنه عيسى أو المهدى المنتظر.
7- تحفة المجيد في تحرير تعين وجوب التجويد.
8- كنـز المطالع في شرح ألفاظ الدرر اللوامع في مقرأ الإمام نافع.
9- إبراز الدر المصون على الجوهر المكنون في الثلاثة الفنون المعاني والبيان والبديع.
10- أنوار النفحات في شرح نظم الورقات للعمريطي.
11- مسامرة الأحباب في شرح اللباب وهو شرح طويل على منظومة اللباب في علم السيرة لابن عمه محمد بن أحمد بن بيه الجكني واختصر هذا الشرح في منية الطلاب في حل ألفاظ اللباب.
12- زبدة المسالك للإجازة في روايات موطأ مالك.
13- التحفة المجازة وهو نظم في أحكام الإجازة واشتقاقها وشرح هذا النظم شرحا لطيفا.
14- إزالة الحرج في رد ما عند من أسقط الهجرة من الحجج.
15- أنوار الفرقان في موجبات الموت على الإيمان.
16- أربعون حديثا برواية مالك عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم.
17- سلم القضاة إلى سلوك طرق النجاة وهي منظومة.
18- السبك البديع المحكم في شرح نظم السلم.
19- "تيسير العسير من علوم التفسير" وهو شرح لمنظومة الشيخ عبد العزيز الزمزمي المكي في علوم التفسير، وقد اختصره في شرح مختصر ممزوج بالْمَتن سَمَّاه (تقريب التيسير من علوم التفسير).
20- فاكهة الخوان في نظم أعلى درر علم البيان، وعددها 500 بيت، وله حاشية على فاكهة الخوان اسمها: فرائد البيان.
21- شرح على منظومة سواطع الجنان في علم التصريف لسيدي محمد بن سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم العلوي.
22- شرح التحفة الوردية في النحو لابن الوردي.
23- شرح على نظم حسن السوفي القماري لمختصر خليل.
24- فتح القدير المالك في شرح ألفاظ موطأ مالك.
25- حاشية على البهجة المرضية شرح الألفية للسيوطي.
26- شرح على كافية بن مالك.
27- شرح نظم الآجرومية.
28- كشف اللثام عن لقطة البلد الحرام.
29- نظم السير لأبي عمرو الداني في القراءات.
30- الفوائد السنية في بعض المآثر النبوية.
وغيرها من المؤلفات.

وفاته
في صباح يوم الخميس الثامن من شهر صفر من سنة 1363هـ، الموافق 3 فبراير 1944م انتقل الشيخ إلى جوار ربه عن 68 سنة، تاركاً دار الفناء مرتحلاً إلى دار البقاء ودفن بجوار الشيخ محمد الجنبيهي بمقابر الإمام الشافعي بالقاهرة رحمه الله تعالى رحمة الأبرار وأسكنه فسيح جناته آمين.



شهر صفر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

شهر صفر Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهر صفر   شهر صفر Emptyالخميس 16 مارس 2023, 9:46 pm

وفاة الشيخ الدكتور علامة القراءات محمد سالم محيسن 11 صفر 1422هـ:
شهر صفر Ocia_142
•    اسم الكاتب: اسلام ويب

الشيخ محمد سالم محيسن أحد رواد علم القراءات في العصر الحديث وأكثرهم تصنيفاً وتأليفاً، سَهَّلَ بهذه التآليف علم القراءات على طلابه في المعاهد الأزهرية، وصاغ هذا العلم بلغة معاصرة وطريقة سهلة مناسبة ومؤلفات متنوعة تناسب المتخصص وغيره، ووقف عمره وطاقاته لخدمة كتاب الله وتعليمه وتيسير قراءاته.

تخرَّج على يده آلاف الطلاب في مراحل التعليم المختلفة في مصر وغزة والسودان والسعودية، وحصل العديد منهم على شهادات الماجستير والدكتوراه بإشرافه رحمه الله.

اسمه و نشأته
هو الشيخ: محمد محمد محمد سالم محيسن.
- ولد ببلدة "الروضة" مركز "فاقوس" بمحافظة الشرقية، جمهورية مصر العربية، عام 1349هـ الموافق عام 1929م.

حياته العلمية:
- حفظ القرآن الكريم وجوَّده، ثم التحق بالأزهر الشريف، وحصل على شهادة "عالية القراءات" من الأزهر سنة 1948م.

- حصل على شهادة التخصص في القراءات وعلوم القرآن عام 1373هـ، الموافق عام 1953م.

- حصل على شهادة "الليسانس" في العلوم الإسلامية والعربية من جامعة الأزهر عام 1967م.

- حصل على درجة الماجستير في الآداب العربية من جامعة القاهرة بتقدير "ممتاز" عام 1393هـ، الموافق عام 1973م وكانت تحت إشراف الدكتور أحمد مكي الأنصاري.

- ثم حصل على شهادة الدكتوراة في الآداب العربية من الجامعة نفسها عام 1396هـ، الموافق عام 1976م بمرتبة الشرف الأولى وكان المشرف على رسالته الدكتور عبد المجيد عابدين.

حياته العملية
- عُين مدرسًا بالأزهر عام 1376 هـ، الموافق 1956م بقسم تخصص القراءات بالأزهر.

- عُين عضوًا بلجنة تصحيح المصاحف ومراجعتها بالأزهر عام 1956م.

- انتدب للتدريس بمعهد غزة الديني من عام 1960 – 1964م.

- اختير عضوًا باللجنة التي تشرف على تسجيل القرآن الكريم بالإذاعة المصرية عام 1965م.

- انتدب للتدريس بالمعهد الديني بوادي مدني بالسودان من عام 1954 – 1956م.

- انتدب للتدريس بالجامعة الإسلامية بأم درمان بالسودان من 1970 – 1973م.

- انتدب للتدريس بكلية الآداب جامعة الخرطوم من عام 1973 – 1976م.

- انتدب للتدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة على ساكنها الصلاة والسلام عام 1976م، ثم انتقل منها إلى التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض ثم انتقل إلى فرع الجامعة المذكورة في أبها.

شيوخه
للشيخ محيسن شيوخ كثيرون نذكر منهم:
- الشيخ محمد سيد عزب، وهو الشيخ الذي حفظ على يديه القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم.

- الشيخان:
محمد محمود ومحمود بكر: جوّد عليهما القرآن الكريم.

- الشيخ عامر السيد عثمان:
قرأ عليه ختمة بالقراءات العشر من الشاطبية والدرة، وأخرى بالقراءات العشر من طريق الطيبة، وذلك بمعهد «القراءات» بالأزهر الشريف بالقاهرة وذلك خلال سبع سنوات من عام 1946م إلى عام 1953م، وذكر الشيخ أنه قرأ على الشيخ «عامر السيد عثمان» «القرآن الكريم» كله آية آية، وكلمة كلمة، من أوله إلى آخره، مشافهة ختمتين كاملتين.

- الشيخ عبدالفتاح القاضي تلقى عنه علم القراءات.

- الشيخ أحمد أبو زيت حار: تلقى عنه علم الرسم والضبط.

- الشيخ محمود دعبيس تلقى عنه علم القراءات وتوجيهها وعد الآي وعلم البلاغة.

وله مشايخ غير هؤلاء كثيرون مذكورون في الكتب التي ترجمت له.

مؤلفاته:
كان الشيخ رحمه الله كثير التآليف، غزير الانتاج العلمي حتى بلغ عدد مؤلفاته المعروفة أكثر من (100) كتاب، غير ما مات عنه وهو بعد لم ينته منه.

كما امتازت مؤلفاته بسهولة العبارة وحسن الترتيب والعرض وتنوع التناول، ولم يبق فرع من فروع الدراسات القرآنية والإسلامية إلا للشيخ رحمه الله مؤلف أو أكثر فيه.

وكان يقول رحمه الله:
من الأشياء التي حببت إلي التأليف والكتابة وعلم القراءات منذ صغري هو: أن اسمي يشبه اسم الإمام ابن الجزري ففي كل واحد منا تكرر الاسم الشريف "محمد" ثلاث مرات: هو: محمد بن محمد بن محمد، وأنا كذلك.

وهذه بعض أسماء مؤلفاته:
- مرشد المريد الى علم التجويد.
- المقتبس من اللهجات العربية و القرآنية (3 أجزاء).
- المستنير في تخريج القراءات المتواترة من حيث اللغة والإعراب والتفسير (3 أجزاء).
- الإفصاح عما زادته الدرة على الشاطبية (في جزئين).
- التذكرة في القراءات الثلاث المتواترة وتوجيهها من طريق الدرة (في جزئين).
- تاريخ القرآن الكريم.
- الرائد في تجويد القرآن.
- الحق أحق أن يتبع.
- في رحاب الاسلام.
- تصريف الأفعال والأسماء في ضوء أساليب القرآن.
- معجم حفاظ القرآن عبر التاريخ (في جزئين).
- أنت تسأل والإسلام يجيب.
- الصيام: أحكامه - وآدابه - وفضائله واثره في تربية المسلم.
- الفتح الرباني في علاقة القراءات بالرسم العثماني.
- المهذب في القراءات العشر وتوجيهها من طريق الطيبة (في جزئين).
- الهادي شرح طيبة النشر في القراءات العشر (3 أجزاء).
- الأسرة السعيدة في ظل تعاليم الإسلام.
- الإرشادات الجلية في القراءات السبع.
- إرشاد الطالبين إلى ضبط الكتاب المبين.
- فتح الرحمن في أسباب نزول القران.
- في رحاب القرآن الكريم (في جزئين).
- القراءات و أثرها في علوم العربية (في جزئين).
- المغني في توجيه القراءات العشر المتواترة (3 أجزاء).
- السراج المنير في الثقافة الإسلامية.
- منهج الأنبياء في الدعوة إلى اللّه تعالى.
- الكشف عن أحكام الوقف والوصل في العربية.
- العبادات في ضوء الكتاب والسنه وأثرها في تربية المسلم.
- الفضائل في ضوء الكتاب والسنة.
- التوضيحات الجلية شرح المنظومة السخاوية في متشابهات الآيات القرآنية.
- أحاديث دينية وثقافية في ضوء الكتاب والسنة.
- ديوان خطب الجمعة وفقا لتعاليم الإسلام.
- فتح الملك المنان في علوم القرآن.
- الترغيب والتحذير في ضوء الكتاب والسنة.
- منهج الإسلام في النهي عن المحرمات.
- الرسالة البهية فيما خالف فيه أبو عمر الدوري حفصا عن طريق الشاطبية.
- اللؤلؤ المنثور في تفسير القرآن بالمأثور.
- فتح الرحمن الرحيم في تفسير القرآن الكريم.
- المجتبي في تخريج قراءة أبي عمر الدوري.
- أبو عبيد القاسم بن سلام حياته وآثاره اللغوية.
- أبو بكر محمَّد بن القاسم الأنباري، حياته وآثاره.
- روائع البيان في إعجاز القرآن.
- المبسوط في القراءات الشاذة.
- الكامل في القراءات العشر المتواترة من طريقي الشاطبية والدرة.
- الكشف عن أسرار ترتيب القرآن.
- النحو الميسَّر.
- معجم قواعد النحو وحروف المعانى.
- معجم علوم القرآن.
- المصباح في القراءات السبع وتوجيهها.
- القول السديد في الدفاع عن قراءات القرآن المجيد.
- الهادي إلى تفسير القرآن الكريم.
- النجوم الزاهرة في القراءات العشر المُتواترة وتوجيهها من طريقَي الشاطبية والدرة.
- الأنوار الساطعة على دلالة نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.

وفاته:
انتقل إلى جوار ربه يوم السبت 11 صفر 1422هـ، الموافق 4 مايو 2001م بالقاهرة، عن عمر ناهز 72 عاماً، ونقل الجثمان الطاهر لِيُدفن ببلدته "الروضة" فاقوس – الشرقية.

رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن أهل القراءات خير الجزاء.



شهر صفر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

شهر صفر Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهر صفر   شهر صفر Emptyالخميس 16 مارس 2023, 10:35 pm

وفاة الشيخ عبد الحميد طهماز 15 صفر 1431هـ (2010م):
شهر صفر Ocia_143
•    اسم الكاتب: إسلام ويب
الشيخ عبد الحميد طهماز عالم من علماء حماة، تعلم في سوريا وتخرج من كلية الشريعة بدمشق ولازم الشيخ محمد الحامد شيخ علماء حماة لسنوات ثم ذهب إلى السعودية وتنقّل في عدد من مُدنها ودرّس في عدد من معاهدها.

ترك آثاراً علميةً كثيرةً سلك في أكثرها أسلوب التجديد في طريقة التأليف، ومن أشهر مؤلفاته التفسير الموضوعي لسور القرآن، وكذلك سلسلة الفقه الحنفي في ثوبه الجديد والذي وضعه بأسلوب سهل يلائم قراء العصر الحديث وقد تُرجم إلى العديد من اللغات.

مولده ونشأته:
اسمه: عبد الحميد محمود عبد القادر طهماز.


ولد في مدينة حماة بسورية عام 1356 هـ الموافق 1937م، ونشأ بها، وتعلم في مدارسها حتى نال الشهادة الثانوية.

ثم انتسب إلى كلية الشريعة بجامعة دمشق وتخرج فيها مع الدفعة الثانية التي تخرجت من هذه الكلية عام 1959م.

شيوخه:
لازم الشيخ محمد الحامد رحمه الله، ملازمة تامة، لمدة سبع سنوات، واستفاد من علمه الكثير.

ومن شيوخه في كلية الشريعة بدمشق:الدكتور مصطفى السباعي، والأستاذ محمد المبارك، والعلامة مصطفى الزرقا، والدكتور محمد معروف الدواليبي، والشيخ محمد المنتصر الكتاني، والدكتور محمد فتحي الدريني، والدكتور مصطفى الخن، وغيرهم رحمهم الله تعالى.

ومن أقرانه في كلية الشريعة:
الشيخ الدكتور محمد هشام البرهاني، والشيخ الدكتور محمد عجاج الخطيب، والدكتور محب الدين أحمد أبو صالح، والدكتور محمد فاروق بطل، وغيرهم.

أعماله ووظائفه:
- عمل بعد تخرجه من كلية الشريعة مدرسا لمادة التربية الإسلامية في ثانويات أبي الفداء، والسيدة عائشة، وابن رشد، بمدينة حماة.

- بالإضافة إلى عمله خطيبا ومدرسا بجامع السلطان بحماة خلفا للشيخ محمد الحامد رحمه الله لمدة 12 سنة.

- ثم سافر إلى الرياض عام 1980م، وعمل معيدا في معهد تعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لمدة سنتين، وشارك في إعداد المنهج الدراسي للطلاب.

- ثم ذهب إلى المدينة المنورة، فدرس في المعهد العلمي لمدة سنتين، ثم في المعهد العلمي في نجران لمدة سنتين أيضاً، ثم انتقل إلى مكة المكرمة ودرس في المعهد العالي لإعداد الأئمة والدعاة التابع لرابطة العالم الإسلامي إلى أن أحيل إلى التقاعد.

- وبعد تقاعده عن العمل في المعهد تفرّغ للبحث والتأليف وأقام في مكة المكرمة ثم في الرياض عند ابنه حتى وفاته رحمه الله.

من كلامه في كتبه:
- لقد أصبحت الكثير من المجتمعات الإسلامية، في أمس الحاجة إلى العودة إلى هدي الشريعة الإسلامية، بعد أن ذاقت مرارة فشل القوانين الوضعية، وقصورها وضعفها، وخاصة في المجال الاجتماعي والأخلاقي، فقد أورثتها القوانين الوضعية خللاً كبيراً في العلاقات الاجتماعية بين الرجال والنساء، وانحلالاً أخلاقياً كبيراً، أدى إلى تفسخ العلاقات الزوجية، وانهيار كثير من الأسر، وضياع الأنساب، وكثرة المشردين، وازدياد مستوى الجريمة، وهي نفس الآفات الاجتماعية التي أصيبت بها المجتمعات الغربية.

- لا خوف على الشريعة الإسلامية فهي محفوظة في الأرض كما هي محفوظة في السماء في اللوح المحفوظ (بل هو قرآنٌ مجيد في لوح محفوظ) إنما الخوف على المسلمين الذين هجروا كثيراً من أحكام شريعة دينهم، واستبدلوا بها قوانين وضعية جائرة فاشلة، أورثتهم التخلف والتمزق والضياع، كما أورثت المجتمعات البشرية الأخرى القلق والحيرة والبؤس.

- من وجوه الإعجاز في القرآن الكريم أنه خاطب الناس في عصر التنزيل على قدر فهم عقولهم وتصوراتهم، وفي الوقت نفسه فإن كلماته تتسع لمعان كثيرة متجددة لا يمكن حصرها بحيث تنسحب على جميع ما كان ويكون من الحقائق فهو جديد دائماً لا تنتهي معانيه، ولا يخلق على كثرة الرد.

- أول دروس قصة يوسف وعظاتها أنها بينت خطورة الحسد وشدة تأثيره على النفوس وما يترتب عليه من ارتكاب الجرائم وحدوث الخصام، .. وأكثر ما يقع الحسد بين الإخوان والأقارب والجيران والأقران وقد وقعت أول جريمة قتل في الأرض بسبب الحسد.

- إن الشريعة الإسلامية تملك مخزونا هائلا من التجارب الناجحة، لأنها طوفت في أفاق بعيدة شرقا وغربا وشمالا وجنوبا، وطبقت على شعوب وأمم مختلفة وأجناس متباعدة، ونزلت السهول والوديان وصعدت قمم الجبال، وعاصرت الرخاء والشدة والتقدم والتخلف، وأعطت جميع الأمم والشعوب التي لجأت إليها أيسر الحلول لمشاكلها، فما قصرت عن حاجة، ولا قعدت عن الوفاء بأي مطلب تشريعي.

- من الوسائل التي شرعها الله تعالى للمظلومين لدفع الظلم عنهم وتحصيل حقوقهم التشهير بالظالمين وفضحهم بين الناس وقد أثبتت الوقائع جدوى هذه الوسيلة في ردع الظالمين عن ظلمهم وخاصة في العصر الحاضر بعد أن أصبح لوسائل الإعلام تأثير قوي على الناس ولهذا نرى الطغاة المستبدين عندما يتسلمون مراكز السلطة يبادرون إلى تسخير رجال الاعلام ووسائله لخدمة أغراضهم والتستر على طغيانهم وظلمهم وفسادهم.

- الحياة الدنيا مهما امتدت فهي ساعة من نهار بالنسبة للخلود والبقاء، ويتعالى الله الحكيم العليم أن يخلق الخلق على هذا النظام البديع المحكم لهذه الأعمار القصيرة الحقيرة الزائلة الفانية، فالإنسان لا ينتهي بالموت فانتبهوا أيها اللاهون العابثون المغترون بحياتكم وأعماركم فمصيركم ومرجعكم إلى خالقكم إلى واهب الحياة ومبدع الكائنات.

- الحق واضح أبلج، تؤيده حجج كثيرة قاطعة، وتدل عليه دلائل كبيرة، وهو قريب من الإنسان في كل عصر ومكان، ولا يحتاج الإنسان لكي يعرفه إلا إلى جهد قليل من النظر، يراه بعد ذلك واضحا بارزا، ويسمعه مجلجلا مدويا.

- في سورة الكهف بيان لأسباب السلامة من فتن الحياة الدنيا، ولهذا سنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قراءتها كل يوم جمعة، وهو أفضل أيام الأسبوع عند المسلمين، .. فقراءة سورة الكهف فيه مناسبة طيبة لتخلية النفس والقلب عن صدأ الغفلة عن الله سبحانه وتعالى بسبب شدة الاهتمام بالدنيا ومشاغلها وهمومها ومشكلاتها، وفي قراءة سورة الكهف أيضاً تنوير القلب والنفس بنور التلاوة وهدي النبوة، وتحصينهما بالمعاني الطيبة الكريمة التي ركَّزت آيات السورة عليها، لقد تضمنت السورة ذكر أهم أسباب الفتن في الحياة الدنيا، وبيَّنت موقف المؤمن منها، وشرعت له أسباب السلامة والنجاة بأسلوب القصة، فكانت في موضوعها موافقة لاسمها كهف السلامة والأمان.

- الحكمة من تخصيص شهر رمضان بعبادة الصيام أنه تعالى أنزل فيه القرآن الكريم وهو أعظم الأحداث التي مرت على الإنسانية وكانت له أعظم الآثار في تاريخها فكأن الصيام في هذا الشهر فيه شكر لله تعالى على النعمة الجليلة التي تفضل بها عليهم فيه وهي نعمة إنزال القرآن الكريم.

مؤلفاته:
لقد أثرى الشيخ عبد الحميد طهماز المكتبة العربية والإسلامية بأكثر من عشرين مؤلفا في الفقه والتفسير والسيرة وسير الأعلام، التي سلك في أكثرها أسلوب التجديد في طريقة التأليف.

ومن أشهر مؤلفاته:
1- "التفسير الموضوعي لسور القرآن الكريم" وهو أهم مؤلفاته، حيث كان يجعل تفسير السورة في كاملها على أشهر موضوع ارتكزت عليه وكان يطبع تفسير كل سورة بمفردها، حتى طبع كاملاً في طبعة أنيقة 8 مجلدات طبع دار القلم بدمشق، عدد الصفحات 4907 صفحة.
2- "الفقه الحنفي في ثوبه الجديد" (5 مجلدات، عدد الصفحات 2464) اعتنى فيه بتقديم صياغة جديدة وميسرة للأحكام الشرعية على مذهب الإمام أبي حنيفة مع ذكر الدليل من الكتاب والسنة.
3- الصحيح أن كل ما في البخاري صحيح (26 ص 1965م) مكتبة دار الدعوة، حماة.
4- نظرات في كتاب الحلال والحرام في الإسلام للدكتور يوسف القرضاوي (56 ص، 1970م) دار الدعوة، حماة.
5- ميزات الشريعة الإسلامية على القوانين الوضعية(112 ص، 1991م) دار القلم، دمشق.
6- إرشاد الناس إلى أحكام الحيض والنفاس (88 ص 1969م، دار الدعوة حماة، قدم لها الشيخ محمد الحامد).
7- العلامة المجاهد الشيخ محمد الحامد.
8- السيدة عائشة أم المؤمنين وعالمة نساء الإسلام.
9- عبد الله بن عباس رضي الله عنهما ، الإمام البحر عالم عصره.
10- أنس بن مالك الخادم الأمين والمحب العظيم.
11- السيدة خديجة أم المؤمنين وسباقة الخلق إلى الإسلام.
12- أبو موسى الأشعري الصحابي العالم المجاهد.
13- معاذ بن جبل إمام العلماء ومعلم الناس الخير.
14- أبو عبد الرحمن السلمي شيخ قراء الكوفة.
15- النور والسراج المنير.
16- الإنسان في نظر الإسلام.
17- يا بني إسرائيل.
18- فتيان أسلم ... قصص من السيرة النبوية.
19- فرسان مخزوم ... قصص من السيرة النبوية (103 ص، دار السلام القاهرة 1986م).
20- الأنساب والأولاد دراسة لموقف الشريعة الإسلامية من التلقيح الصناعي وما يسمى بأطفال الأنابيب (79 صفحة 1987م دار القلم دمشق.
21- حياتنا والموعد المجهول (101 ص 1986م، دار القلم دمشق).
22- الأربعون العلمية صور من الإعجاز العلمي في السنة النبوية (1997م دار القلم دمشق) وهذا الكتاب بجمع أربعين حديثاً مبيناً ما فيها من حقائق علمية وواقعية.
23- السنن الإلهية في الخلق (2000م، دار القلم، دمشق).
24- الزواج في الإسلام (142ص، 1987م شركة الشعاع للنشر، الكويت).
25- من ذخائر القرآن والسنة في التربية والتهذيب (176ص، 1999م دار القلم، دمشق).
26- سيرة النبي صلى الله عليه وسلم من القرآن والسنة الصحيحة مع بيان ما فيها من الفوائد والدروس والعبر (591 صفحة 2003م، دار القلم، دمشق).

وفاته:
توفي الشيخ عبد الحميد طهماز الحموي مساء يوم السبت 15 صفر الخير 1431 هـ، الموافق 30 يناير 2010 م في مدينة الرياض، عن عمر يناهز الثالثة والسبعين عاماً وقد صُلـّي عليه في جامع الراجحي في الرياض، ودفن في مقبرة حي النسيم، رحمه الله تعالى وجزاه عمَّا قدم لدينه وأمَّته خير الجزاء.

ورثاه أحد الشعراء بقوله
جاد القريض فسـال فيـض معـاني  وهمى القصـيد بمرسـلات بيـانِ
لمـا أتـى نعـي الإمـام فهـزنا        خبـر تخـر لـه عـرى الأركـانِ
..
عبـدالحمـيد اليـوم فـارق دارنا        ورقـت بـه الأمـلاك للـرحمـنِ
..
ناداك صـوت الحق يا طهمـاز  سر نحـو العـلا في جنـة الرضـوانِ
فأجبـت داعـيه ولبيـت النـدا        لتعيـش في الأخـرى بعمـر ثـاني
..
مـا كنـت إلا تاليـاً لكتـابـهِ             مستخـلصـاً منـه بديـع معـاني
أو صابـراً يرجـو جبيـرة كسـرهِ     أو سابـحـاً في الذكـر والقـرآنِ
..
حفّـت برمسـك رحمـة منشـورةٌ       وسَقَـت ثـراك سحـائب الغفرانِ
ولسـوف تشـرق في سمـاء علومنا كالشمـس تسطـع في علا الأكوانِ



شهر صفر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

شهر صفر Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهر صفر   شهر صفر Emptyالخميس 16 مارس 2023, 10:58 pm

• وفاة الدكتور عيسى عبده "رائد البنوك الإسلامية" 20 صفر1400هـ،1980م:
 شهر صفر Ocia_144
اسم الكاتب: إسلام ويب
الدكتور عيسى عبده، فقيه اقتصادي  معاصر، ممن حاز قصب السبق والريادة في دائرةٍ مهمّةٍ من دوائر الفقه الإسلامي المعاصر، ألا وهي دائرة الاقتصاد الإسلامي والبنوك الإسلامية، التي أسهم بقسطٍ وافرٍ، في تأسيسها ووضع اللّبنات الأولى في صرحها الكبير، وشاركه في بذل هذا المجهود الكبير من الرواد: د.محمود أبو السعود، ود.محمد عبد الله العربي، ود.يوسف القرضاوي، ود.أحمد النجار، ود.نجاة الله الصديقي، ود.محمد عزيز، ود.محمد حميد الله، ود.محمد شابرا.

لقد كان يسود الظن في العالم كله - بما فيه العالم الإسلامي- بأنَّه: لا تجارة ولا اقتصاد إلا بالبنوك، ولا بنوك إلا بالربا، فكان التّاجر المسلم يعاني من الحرج ما يعاني، لكنَّ الله عز وجل، قد سخَّر عيسى عبده ورهطه الأماثل، فدحضوا هذه الفرية، وأصبحت البنوك الإسلاميّة "اللا ربويّة" واقعاً ملموساً، قامت بحضانته ورعايته علميّاً معاهدُ وكليات ومراكز تدريبٍ متخصّصةٍ في الاقتصاد الإسلامي.

عيسى (عبده) لا (ابنه)
الدكتور عبده إبراهيم (والد عيسى) كانت  دراسته الجامعية في كلية الطب وكان نصرانياً فأشهر إسلامه بعد بحث ودراسة، ولمَّا تخرَّج وعين طبيباً تزوج من ابنة إمام وخطيب مسجد الحي الشيخ عبد الحميد مصطفى، وإلى هنا والأمر يبدو طبيعياً.. ولكن الشيء غير الطبيعي هو أنه رفض أن يغير اسمه ويتسمَّى بأسماء المسلمين وأبقى اسمه كما هو عبده إبراهيم.

وبعد أن أنجب ولده سمَّاه عيسى، هنا ثارت ثائرة آل زوجته ورفضوا الاسم نهائياً وطلبوا أن يسميه عبد الله أو عبد الرحمن، أو أحمد أو محمد.. ورفض الدكتور عبده.. وأصر على تسميته بعيسى، فإذا به يجابه بعاصفة هوجاء من جميع آل بيت زوجته وعلى رأسهم حماه قال له حماه: إنني تسرعت يوم أن أعطيتك ابنتي فلقد ظننت أنك قد أسلمت وأنه قد حسن إسلامك ولكن الشك بدا يدب إلى قلبي حينما رفضت تغيير اسمك، وها هو الحنين إلى المسيحية يسري في أوصالك، فأسميت حفيدي عيسى وهذا ما لا أقبل به، إن نيتك لم تكن خالصة في إسلامك.

وبعد أن أنهى حماه كلامه تكلم الدكتور عبده فقال:
والله لقد أسلمت عن يقين، ولقد رفضت تغيير اسمي لأنني كنت قد عاهدت الله سبحانه وتعالى لئن رزقني بولد لأسمينه عيسى وها هو الله جل علاه رزقني بولدي الذي أسميته عيسى، فإذا ما نودي عليه في المدرسة قالوا: عيسى عبده... عيسى عبده.. نعم أسميته عيسى.. حتى يعلم الناس أن عيسى عبد الله ورسوله.. وليس ولده... إن حفاظي على اسمي وتسمية ولدي بعيسى أكبر دليل على صدق إسلامي وأكبر دليل على حسن نيتي وإخلاصي لله ولإيماني المطلق ببشرية عيسى عليه السلام.. فعيسى عبده ورسوله.

يقول رحمه الله:
"جعلت من وجود هذا الولد شهادة تنبض بالحياة، وما بقيت له الحياة، بأن عيسى (عبده) وما هو (بولده) - تعالى الله عن ذلك علوًّا كبيرًا، فكلما ذكره الذاكرون حاضرًا أو غائبًا حيًّا أو ميتًا، كان ذكرهم هذا شهادة مني بين يدي الله عزَّ وجلَّ بأن عيسى (عبده)، ولقد استجاب ربي لأول الدعاء، وها هو المخلوق الصغير حقيقة ماثلة بين يدي، وشهادة مني بما آمنت به، وأن الذي أسبغ عليَّ هذه النعمة الكبرى لقادر على أن يمدّ في أجله وأن يهديه سواء السبيل، حتى يكون أهلاً لحمل هذه الشهادة، التي فرقت في حياتي الخاصة بين ضلال كنت فيه، وهداية أرجو أن تزيد.

وبالفعل حقق الله أمل هذا الوالد ورجاءه فيه، إذ صار عيسى عبده من أنشط دعاة الإسلام، وكان له أعظم الآثار في الدعوة إلى إبراز علم الاقتصاد الإسلامي، وقد انتهى إلى العمل أستاذاً في المعهد العالي للدعوة الإسلامية في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (كلية الدعوة والإعلام) في الوقت الحاضر ثم رَئيس قسم الاقتصاد الإسلامي في كلية الشريعة في الرياض وتوفي بالرياض عام 1980م، وأكرمه الله تعالى فدُفن بالبقيع بالمدينة المنورة.

جهوده في تأسيس الاقتصاد الإسلامي:
- آمن الدكتور عيسى عبده، منذ وقت مبكّر، بضرورة تأسيس الاقتصاد على أسس إسلامية، حتى إنّه لما كان في جامعة مانشستر الإنجليزية، كتب بحثاً عن تحريم الربا، فاتهمته إدارة الكلية بالتعصب.

- هذا الاعتقاد العميق بضرورة تأسيس الاقتصاد على قيم الإسلام، دفع الدكتور عيسى عبده إلى القيام برحلاتٍ عديدة، إلى السعودية والكويت ولبنان والعراق ودبي، وذلك في ظل حملةٍ دعائيّة ودعويّة مكثفة بالاقتصاد الإسلامي، أُتيح له أن يبثّها عبر الإذاعة والتلفزة وعبر المنتديات العامّة، خاصة في دول الخليج إبّان عمله فيها، وفي الكويت خصوصاً، من خلال "ندوة الجمعة الأسبوعية"، التي كانت تقام بمنطقة المنصورية.

- وكانت المنهجيّة الدعويّة للدكتور عيسى عبده، تقوم على خطين:
- فمن ناحية يكشف للناس حقيقة أن الاقتصاد العالميّ الرّبويّ، صناعة يهودية، فاليهود هم أساطين الربا في العالم قديمه وحديثه، والمسيطرون على الاقتصاد العالمي ونظامه النقدي حتى اليوم، وكان اليهود قبل قيام البنوك يقومون بالإقراض الرّبويّ للافراد، وعندما تأسّست البنوك ثمرةً لجهودهم، ارتقى الإقراض الربويّ إلى إقراض المؤسسات ثم الدول، الأمر الذي كان سبباً مباشراً في قيام الحروب المدمرة وانهيار الحكومات وإفلاسها.

- ومن ناحية أخرى، كان الدكتور عيسى عبده، يطرح القضايا الاقتصادية، عبر استنباط المعاني والدلالات الاقتصادية، من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

- في مرحلةٍ لاحقةٍ، لمّا آتت جهوده الدعويّة بعض ثمارها، بدأ الدكتور عيسى عبده مرحلة العمل والتطبيق، فدعا إلى تأسيس بيوتات مالية تنتهج النهج الإسلامي في معاملاتها، وعندما كان د. عسيى عبده يحاضر، بجامعة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية، انتُدِب ليكون مستشاراً لبنك دبي الإسلامي الوليد، فبقي في الإعداد والتحضير له طوال عام 1974م، حتى قام بنك دبي الإسلامي عام 1975م بمؤازرة الحاج سعيد لوتاه، فكان أول بنك إسلاميٍّ بمنطقة الخليج.

ومن جهة أخرى، ومن أجل مشروع إنشاء «بيت التمويل الكويتي»، تابع د. عيسى عبده وكثف لقاءاته بكل الفعاليات الاقتصادية والفكرية والدينية، مثل: عبدالعزيز الصقر، ويوسف الرفاعي، وعبدالعزيز العلي المطوع، وأحمد بزيع الياسين، ويعقوب الغنيم، ود. وحيد رأفت، ود. محمود الشافعي، ود. عثمان خليل، وعبد الرحمن عبدالخالق، ومحمد الأشقر، وعمر الأشقر، وعبد الستار أبو غدة، وغيرهم.

غير أن المشروع تعثر بسبب رفض الفنيين في أعمال البنوك، لعدم اقتناعهم بإمكانية قيام مصرف على غير أساس ربوي، ثم شاء الله تعالى أن يقوم وزير المالية - وقتئذ - عبدالرحمن سالم العتيقي بالاتصال بالدكتور عيسى عبده - بمصر - مطمئناً إياه، ومؤكداً حرصه على قيام المشروع، وأرسل له مندوباً من وزارة المالية لاستلام الملفات المتعلقة بالدراسات.

وبعد تسع سنوات من المجهود الدؤوب والعمل المتواصل.. تأسس بيت التمويل الكويتي عام 1977م.

- أثمرت جهود الدكتور عيسى وجهود رهطه الكريم من الدعاة إلى الاقتصاد الإسلامي، فأصبح الاقتصادُ الإسلامي مادة تدرس في كثير من الجامعات، داخل الوطن العربي والإسلامي، وخارجه، وانتشرت البنوك الإسلامية في العالمين العربي والإسلامي، بل في بعض البلاد الأوروبية، وأثبتت نجاحاً باهراً.

مؤلفات الدكتور عيسى عبده
ترك د. عيسى عبده -رغم انشغاله بإنشاء البنوك الإسلامية، وإقامة الندوات واللقاءات هنا وهناك- مكتبة علمية زاخرة بالعديد من الأبحاث تدل على عمق نظرة هذا العالم المتميز، وتمكنه في الاقتصاد بصفة عامة، والاقتصاد الإسلامي بصفة خاصة، وتوزعت هذه الكتب والأبحاث بين بحوثه عن الربا، والبنوك الإسلامية.

 وهذه قائمة ببعض هذه الكتب:
1- العقود الشرعية الحاكمة للمعاملات الإسلامية.
2- دراسات في الاقتصاد الإسلامي.
3- بنوك بلا فوائد.
4- الاقتصاد الإسلامي مدخل ومنهاج.
5- التأمين بين الحل والتحريم.
6- النظم المالية في الإسلام.
7- حقيقة الإنسان.
8- الاقتصاد الإسلامي، مدخل ومنهاج.
9- البنوك الإسلامية، في مراحل الدراسة والإنشاء والإدارة.
10- بحوث في الربا.
11- بترول المسلمين ومخططات الغاصبين.
12- الزكاة، أداة اقتصادية.
13- التأمين بين المؤيدين والمعارضين.
14- التأمين بين الأصيل والبديل.
15- نحو اقتصاد إسلامي سليم، لماذا حرم الله الربا؟
16- الربا ودوره في استغلال موارد الشعوب.
17- وضع الربا في البناء الاقتصادي.
18- حاجة المسلمين إلى خطة العمل.
19- القرآن والدراسات الاقتصادية.
20- النظم المالية في الإسلام.
21- حديث الفجر.
22- دراسات في الاقتصاد السياسي.
23- مذكرة في التنظيمات الاتحادية.
24- النقود والمصارف - بالاشتراك مع الدكتور عبد العزيز مرعي.
25- اقتصاديات النقود والمصارف - بالاشتراك مع الدكتور عبد العزيز مرعي.
26- شركات الأموال.
27- تمويل المشروعات - بالاشتراك مع الأستاذ محمد حمزة عليش.
28- إدارة المشروعات في مراحل الإنتاج والتوزيع.
29- التصنيع ومشكلاته - جزآن.
30- المشكلات الاقتصادية المعاصرة في الإقليم المصري - بالاشتراك مع الدكتور عبد العزيز مرعي.

وفاة الدكتور عيسى عبده:
توفي الدكتور عيسى عبده بعد حياة حافلة بالعطاء والبذل العلمي والدعوي والخلقي والإنساني؛ في مدينة الرياض بالمملكة العربية السعودية يوم 20 صفر 1400هـ، الموافق 9 يناير 1980م، وقد تمَّ نقل جثمانه إلى مدينة الرسول علية الصلاة والسلام (المدينة المنورة)، حيث دفن بالبقيع حسب أمنيته ووصيته، رحمه الله وغفر له.



شهر صفر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

شهر صفر Empty
مُساهمةموضوع: رد: شهر صفر   شهر صفر Emptyالخميس 16 مارس 2023, 11:18 pm

وفاة أديب العربية الأكبر مصطفى صادق الرافعي 28 صفر 1356هـ (1937م):
شهر صفر Ocia_145
•    اسم الكاتب: إسلام ويب
الرافعي أديب العربية الأكبر، وحامل لواء الأصالة وأديب الفكرة الإسلامية، وجندي اللغة العربية، قد بلغ ببيان قلمه سماء ما طاولتها سماء في زمانه، ولا بلغها الأدباء ولا الشعراء في أوانه.

كان رحمه الله خزانة الأدب ولسان العرب في الدفاع عن القرآن واللغة العربية، وكانت أبرز القضايا الإسلامية عنده هي قضية إعجاز القرآن الكريم، وقضية البلاغة النبوية.

جعل الرافعي الإسلام غايته وخدمة لغة القرآن بغيته في كافة مؤلفاته ودراساته وشعره ونثره.

وقد وقف أمام مؤامرات الإنجليز ضد الإسلام ومؤامرات الصهيونية في فلسطين ومؤامرات الذين أرادوا إحياء العامية والقضاء على اللغة العربية ودعاة التبرج والسفور.

قال عنه الزيات:
الرافعي أمَّة وحده، وأكثر الذين كرهوه هم الذين جهلوه، إنما يحب الرافعي ويبكيه من عرف وحي الله في قرآنه، وفهم إعجاز القرآن في بيانه، وأدرك سر العقيدة في إيمانه.

ودعا له الشيخ محمد عبده قائلاً:
"أسأل الله أن يجعل للحق من لسانك سيفاً يمحق الباطل، وأن يقيمك في الأواخر مقام حسان في الأوائل".

مولده ونشأته:
اسمه: هو مصطفى صادق بن عبد الرّزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعي.

ولد الرافعي في قرية (بَهْتيم) من محافظة القليوبيّة في مصر، في يناير 1880م.

والده الشيخ عبد الرازق الرافعي، كان رئيساً للمحاكم الشرعية في كثير من محافظات مصر وآخرها طنطا، ويمتدّ نسبه إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وأمّه أسماء ابنة الشيخ أحمد الطوخي الحلبي الذي كان يدير تجارته بين مصر والشام.

نشأ في بيت دين وعلم، وكان بيتهم مقصد العلماء، وندوة المناظرات الدينية والأدبية، ينهل منها الرافعي علماً وأدباً، وقد ظهرت بوادر نبوغه منذ طفولته فكان موضع اهتمام كبير من والديه.

بدأت دراسته بالكُتّاب وحفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين.

دخل المدرسة الابتدائية في دمنهـور وهو في الثانية عشرة من عمره، ثم انتقل مع والده إلى المنصورة حيث نال الشهادة الابتدائية من مدرستها، وظلّت هي الشهادة الرسمية الوحيدة في عمره كله بسبب ظروفه الصحّية التي أورثته الصمم فيما بعد، وبقي يُعامَل من حيث الوظائف وميدان العمل على أساسها.

وكان لا يترك شيئاً مما يُطبَع أو يُنْشَر وتمتدُّ إليه يده إلا درسهُ وقرأه، وكان يعينه بعض الشيوخ والمؤلفين وأصدقاء والده.

وكان لا يتكلم إلا اللغة العربيّة الفصيحة مما أثار دهشة زملائه.

وقد التحق "الرافعي" بوظيفة كاتب بمحكمة طلخا الشرعية سنة (1317هـ - 1899م)، ثم نُقل منها إلى محكمة إيتاي البارود، ثم إلى محكمة طنطا الشرعية، ومنها إلى محكمة طنطا الأهلية، وظل بها حتى وفاته.

تزوَّج من السيدة نفيسة البرقوقي أخت صديقه الأثير الشيخ محمد عبد الرحمن البرقوقي، فكانت نعم الزوجة تعينه وتشدّ من أزره.

في عالم الشعر والأناشيد:

بدأ "الرافعي" حياته الأدبية شاعرًا، مُتَطلعًا إلى أن تكون له مكانة مرموقة بين الشعراء العظام وكان ينشر شعره في المجلات الذائعة الصيت في ذلك الوقت؛ كـ(الضياء)، و(البيان)، و(المقتطف)، و(الهلال).

وأصْدر وهو في الثالثة والعشرين من عمره ديوانه الأول، وقد لقي استحسانًا وتقديرًا، ونشرت جريدة (المؤيد) في صفحتها الأولى مقدمة الديوان، وبلغ من جودتها أن الشيخ "إبراهيم اليازجي" شكَّ في أن يكون كاتبها واحدًا من عصره وأن يكون في هذا العمر اليافع، فلما تيقن أنها من إنشاء "الرافعي" كتب مشيدًا بها في صحيفة (الضياء).

وتدفقت شاعريته، فملأت جزأين آخرين من ديوانه، ثم انصرف "الرافعي" إلى النثر وميدانه الرحيب الذي لا يعرف قيود القوافي والأوزان، لكنه كان من وقت لآخر يعود إلى الشعر.

وقد برز "الرافعي" أيضا في ميدان الأناشيد الوطنية، وذاع نشيده الأول الذي نظمه سنة (1349هـ - 1930م )، وتردد على ألسنة الطلبة في ذلك الوقت، ومطلعه:
بلادي هواها في لساني وفي دمي      يمجدها قلبي ويدعو لها فمي

واشتهر نشيده "اسلمي يا مصر"، وكان النشيد الذي رددته أجيال من الطلبة والشباب، حتى أصبح نشيد مصر الوطني منذ عام (1242هـ - 1923م) إلى عام (1355هـ - 1936م).

من جميل كلامه:
- وأَشقى الناس من يتوقع الشقاء وهو لا يعلم من حاضره ما الله صانع به، ولا من مستقبله ما الله قاض فيه.

- أشـَدّ سُجونِ الحَياةِ قسوَةً... فِكرَة بائِسَة يسْجـِن المَرْء مِنـَّا نـَفسُه بداخِلِها.

- ما ذلّت لغة شعبٍ إلاّ ذلّ، ولا انحطّت إلاّ كان أمره في ذهابٍ وإدبارٍ.

- إذا لـم تـزد عـلـى الـحـيـاة شـيـئـاً، فـأنـت زائـدٌ عـلـيـهـا.

- إذا كان الجسد العاري دليل الحضارة فهنيئاً للحيوانات فلهم كل الحضارات.

- إن الشعب الذي لا يجد أعمالاً كبيرة يتمجد بها، هو الذي تُخترع له الألفاظ الكبيرة ليتلهّى بها.

- أضيع الامم أمَّة يختلف ابناؤها، فكيف بمَنْ يختلفون فيما هم مختلفون!

- إذا أسندت الأمة مناصبها الكبيرة إلى صغار النفوس، كبرت بها رذائلهم لا نفوسهم.

- الرذيلة الصريحة رذيلة واحدة، ولكن الفضيلة الكاذبة رذيلتان.

- ربما كان الهم مقدمة لفرج قريب أو لتعويض؛ فإن لكل شيء ثمنه والهموم مقدمات في أحيان كثيرة لنعم مخبوءة.

- لا تتم فائدةُ الانتقال من بلد إلى بلد إلا إذا انتقلت النفسُ من شعور إلى شعور؛ فإذا سافر معك الهم فأنت مقيم لم تبرح.

- الفقير الذي يطمح إلى الغنى، كالغني الذي يطمح إلى ما هو أغنى كلاهما فقير.

- أمقتُ الحرب لأنها تلوّث الحياة بدماء الرجال، ثم لا تغسلها إلا بدموع النساء والأطفال.

مؤلفاته:
استطاع الرافعي خلال فترة حياته الأدبية التي تربو على خمسٍ وثلاثين سنة إنتاج مجموعة كبيرة ومهمة من الدواوين والكتب أصبحت علامات مميزة في تاريخ الأدب العربي الحديث.

(1) دواوينه الشعرية:
كان الرافعي شاعراً مطبوعاً بدأ قرض الشعر وهو في العشرين، وطبع الجزء الأول من ديوانه في عام 1903 وهو بعد لم يتجاوز الثالثة والعشرين، وقد قدّم له بمقدمة بارعة فصّل فيها معنى الشعر وفنونه ومذاهبه وأوليته.

وتألق نجم الرافعي الشاعر بعد الجزء الأول واستطاع بغير عناء أن يلفت نظر أدباء عصره، واستمر على دأبه فأصدر الجزأين الثاني والثالث من ديوانه. وبعد فترة أصدر ديوان النظرات، ولقي حفاوة بالغة من علماء العربية وأدبائها قلّ نظيرها.

(2) كتبه النثرية:
كتب الرافعي مجموعة من الكتب عُدت من عيون الأدب المعاصر.

وأهمها:
1- تحت راية القرآن:
المعركة بين القديم والجديد: وهو كتاب وقفه -كما يقول- على تبيان غلطات المجددين الذي يريدون بأغراضهم وأهوائهم أن يبتلوا الناس في دينهم وأخلاقهم ولغتهم، وهو في الأصل مجموعة مقالات كان ينشرها في الصحف في أعقاب خلافه مع طه حسين الذي احتل رده على كتاب "في الشعر الجاهلي" معظم صفحات الكتاب.

2-وحي القلم:
وهو مجموعة من مقالاته النقدية والإنشائية المستوحاة من الحياة الاجتماعية المعاصرة والقصص والتاريخ الإسلامي المتناثرة في العديد من المجلات المصرية المشهورة في مطلع القرن الماضي مثل: الرسالة، والمؤيد والبلاغ والمقتطف والسياسة وغيرها.

3- تاريخ الأدب العربي:
وهو كتاب في ثلاثة أجزاء، الأول: في أبواب الأدب والرواية والرواة والشواهد الشعرية، والثاني: في إعجاز القرآن والبلاغة النبوية، وأما الثالث: فقد انتقل الرافعي إلى رحمة ربه قبل أن يرى النور؛ فتولى تلميذه محمد سعيد العريان إخراجه.

4- حديث القمر:
أنشأه بعد عودته من رحلة إلى لبنان عام 1912م.

5- كتاب المساكين:
وهو كتاب قدّم له بمقدمة بليغة في معنى الفقر والإحسان والتعاطف الإنساني، وهو فصول شتى ليس له وحدة تربطها سوى أنها صور من الآلام الإنسانية الكثيرة الألوان المتعددة الظلال. وقد أسند الكلام فيه إلى الشيخ علي الذي يصفه الرافعي بأنه: "الجبل الباذخ الأشم في هذه الإنسانية التي يتخبطها الفقر بأذاه"، وقد لقي هذا الكتاب احتفالاً كبيراً من أهل الأدب حتى قال عنه أحمد زكي باشاً: "لقد جعلت لنا شكسبير كما للإنجليز شكسبير وهيجو كما للفرنسيين هيجو وجوته كما للألمان جوته".

6- رسائل الأحزان:
من روائع الرافعي التي هي نفحات الحب التي تملكت قلبه وإشراقات روحه، وقد كانت لوعة القطيعة ومرارتها أوحت إليه برسائل الأحزان التي يقول فيها "هي رسائل الأحزان لا لأنها من الحزن جاءت؛ ولكن لأنها إلى الأحزان انتهت؛ ثم لأنها من لسان كان سلماً يترجم عن قلب كان حرباً؛ ثم لأن هذا التاريخ الغزلي كان ينبع كالحياة وكان كالحياة ماضياً إلى قبر".

7- السحاب الأحمر:
وقد جاء بعد رسائل الأحزان، وهو يتمحور حول فلسفة البغض، وطيش القلب، ولؤم المرأة.

8- أوراق الورد رسائله ورسائلها:
وهو طائفة من خواطر النفس المنثورة في فلسفة الحب والجمال، أنشأه الرافعي ليصف حالةً من حالاته ويثبت تاريخاً من تاريخه، كانت رسائل يناجي بها محبوبته في خلوته، ويتحدث بها إلى نفسه أو يبعث بها إلى خيالها.

9- على السَّفُّود:
وهو كتاب لم يكتب عليه اسم الرافعي وإنما رمز إليه بعبارة إمام من أئمة الأدب العربي؛ وهو عبارة عن مجموعة مقالات في نقد بعض نتاج العقاد الأدبي.

وفاته:
ظل "الرافعي" حتى آخر حياته متيقظ العقل، متوهج الفكر، لا يشكو من علة مقعدة أو مرض يلزمه الفراش، حتى استيقظ في فجر يوم الاثنين 28 صفر 1356هـ، الموافق 10 مايو 1937م، فتوضأ وصلّى، وجلس يقرأ القرآن الكريم، وشعر باضطراب في معدته، فأعطاه ابنه الدكتور "محمد" دواء، وطلب منه أن يخلد للراحة والنوم، وبعد ساعتين استيقظ "الرافعي"، وبينما هو في طريقه إلى الحمَّام سقط مُسلمًا الرُّوح، بعد حياة لم تتجاوز ستين سنة، تاركًا تراثًا خالدًا، وذكرى عطرة، رحمه الله وأحسن إليه.



شهر صفر 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
شهر صفر
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: فـضـــــائل الـشـهــــور والأيـــــام :: حدث في مثل هذا الشهر-
انتقل الى: