سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ 5
وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ 6

خواطر محمد متولي الشعراوي
كيف سيهديهم وهم مهتدون؟! وما نالوا الشهادة إلا وهم مهتدون، فالهداية هنا من باب { وَٱلَّذِينَ ٱهْتَدَوْاْ زَادَهُمْ هُدًى.. } [محمد: 17] يهديهم إلى الجنة أو إلى الاعتراف بفضله وشكره على نعمته.
لذلك حكى عن أهل الجنة: { وَقَـالُواْ ٱلْحَـمْدُ للَّهِ ٱلَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ.. } [الزمر: 74] وقال عن أهل النار والعياذ بالله: { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ } [الصافات: 22-23].
فهؤلاء يهدون إلى النعيم وهؤلاء يهدون إلى الجحيم.
ومن هذه الهداية يعرف الشهيد قصره في الجنة بدون عنوان، فهو يعرفه لا يدله أحدٌ عليه لذلك قال سبحانه بعدها: {وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ ٱلْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ} [محمد: 5-6] ومعنى: {وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ} [محمد: 5] أي: يصلح بالهم.