منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 الفِراسَة والمتفرِّسُون

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

الفِراسَة والمتفرِّسُون Empty
مُساهمةموضوع: الفِراسَة والمتفرِّسُون   الفِراسَة والمتفرِّسُون Emptyالخميس 12 يناير 2023, 4:09 pm

الفِراسَة والمتفرِّسُون Unti1055
الفِراسة والمتفرِّسون

تفرَّس في الشيء: نظَر وتثبَّت.

ويُقال: تفرَّس فيه الخير: رأى فيه مخايل الخير.

ومن معاني الفِراسة: المهارة في تعرُّف بواطنِ الأمور من ظواهرها.

ومن معانيها الرأي المبنيُّ على التفرس.

ذُكِرَتْ الفراسة في القرآن في قوله تعالى: (إن في ذلك لآيات للمتوسمين).


"فيه خمسة أوجه:

أحدها: للمتفرسين، قاله مجاهد" تفسير الماوردي.


وروي عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((اتقوا فراسةَ المؤمن؛ فإنَّه يرى بنور الله)) وهو حديث ضعيف، ضعَّفه الشيخ الألباني.


والفراسة ثلاثة أنواع: النوع الأول:

فراسة الإيمان: وسببها نور يقذفه اللَّه في قلب عبده، يفرق به بين الحق والباطل، والصادق والكاذب وهذه الفراسة على حسب قوة الإيمان، فكلما قوي الإيمان من الشخص وملأ قلبه قويت فراسته.


النوع الثاني:

فراسة الرياضة، والجوع، والسهر، والتخلي.فإن النفس إذا تجردت عن العوائق صار لها من الفراسة والكشف بِحَسَبِ تجردها، وهذه فراسة مشتركة بين المؤمن والكافر، وهي فراسة لا تكشف عن حق نافع، ولا عن طريق مستقيم، بل كشفها جزئي، من جنس فراسة الولاة، وأصحاب تعبير الرؤيا، والأطباء، ونحوهم.


النوع الثالث:

الفراسة الخَلْقية، وهي التي يتحدث فيها الأطباء وغيرهم واستدلوا بالخَلْق على الخُلُق؛ لما بينهما من الارتباط الذي اقتضته حكمة اللَّه...

(مدارج السالكين لابن القيم بتصرف).


فمثلاً:

"يعتبرون صاحب الوجه المربع شخصية قيادية وقوية ومحبا للنظام ومحبوبا ولكنه سريع الانفعال، وأما ذو الوجه النحيف الذي خداه غائران وعيناه حادتان فهو ذو حس مرهف ومثالي واستقلالي، وهناك الوجه البيضاوي والمثلث والمستدير وغيرها وكل واحد من هذه الوجوه له صفات تميزه عن غيره" (الفراسة، قراءة البشر عن بعد، أحمد بهيج).


وللفراسة سببان: أحدهما:

جودة وصفاء ذهن المتفرس، وحِدَّةُ قلبه، وحسن فطنته.


والثاني:

ظهور العلامات والأدلة على المتفرَّس فيه.


فإذا اجتمع السببان، لم تكد تخطئ للعبد فراسة، وإذا انتفيا لم تكد تصح له فراسة، وإذا قوي أحدهما وضعف الآخر كانت فراسته بَيْنَ بَيْنَ. (مدارج السالكين بتصرف).


الفراسة علم يمكن اكتسابه من خلال التعلم والدرس:

يقول الشافعي رحمه الله: (خرجت إلى اليمن في طلب كتب الفراسة حتى كتبتها وجمعتها).


وكلما زاد صلاح المرء وقويت صلته بالله قويت فراسته وصدقت


عَنْ شَاه بْنِ شُجَاعٍ الكَرْمَانِي؛ وَكَانَ لَا تُخْطِئُ لَهُ فِرَاسَةٌ، قَالَ:

(مَنْ عَمَّرَ ظَاهِرَهُ بِاتِّبَاعِ السُّنَّةِ، وَبَاطِنَهُ بِدَوَامِ الْمُرَاقَبَةِ، وَغَضَّ بَصَرَهُ عَنْ الْمَحَارِمِ، وَكَفَّ نَفْسَهُ عَنْ الشَّهَوَاتِ، وَعَوَّدَ نَفْسَهُ أَكْلَ الْحَلَالِ، لَمْ تُخْطِئْ لَهُ فِرَاسَةٌ).


من قصص الفراسة:

1- فراسة عمر بن الخطاب مع الجارية الهلالية:

نهى عمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ فِي خِلَافَته عَن مذق اللَّبن بِالْمَاءِ فَخرج ذَات لَيْلَة فِي حَوَاشِي الْمَدِينَة فَإِذا بامرأة تَقول لابنة لَهَا أَلا تمذقين لبنك فقد أَصبَحت فَقَالَت الْجَارِيَة كَيفَ أمذق وَقد نهى أَمِير الْمُؤمنِينَ عَن المذق فَقَالَت قد مذق النَّاس فامذقي فَمَا يدْرِي أَمِير الْمُؤمنِينَ فَقَالَت إِن كَانَ عمر لَا يعلم فإله عمر يعلم مَا كنت لأفعله وَقد نهى عَنهُ فَوَقَعت مقالتها من عمر فَلَمَّا أصبح دَعَا عَاصِمًا ابْنه فَقَالَ يَا بني اذْهَبْ إِلَى مَوضِع كَذَا وَكَذَا فاسأل عَن الْجَارِيَة ووصفها لَهُ فَذهب عَاصِم فَإِذا هِيَ جَارِيَة من بني هِلَال فَقَالَ لَهُ عمر اذْهَبْ يَا بني فَتَزَوجهَا فَمَا أحراها أَن تَأتي بِفَارِس يسود الْعَرَب فَتَزَوجهَا عَاصِم بن عمر فَولدت لَهُ أم عَاصِم بنت عَاصِم بن عمر بن الْخطاب فَتَزَوجهَا عبد الْعَزِيز بن مَرْوَان بن الحكم فَأَتَت بعمر بن عبد الْعَزِيز.


2- فراسة الْعَزِيز حاكم مصر فِي يُوسُف النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام: أولاً:

حين قال لامرأته: {أَكْرِمِي مَثْوَاهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا} يوسف.


قال ابن عجيبة:

(أحسني تعهده، عَسى أَنْ يَنْفَعَنا في ضِياعنا وأموالنا، نستظهر به في مصالحنا، أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً أي: نتبنَّاه، وكان عقيماً، لما تفرس فيه من الرشد. ولذلك قيل: (أفرس الناس عزيز مصر، وابنة شعيب التي قالت: يا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ وأبو بكر حين استخلف عمر).


ثانياً:

حِين قَالَ {ائْتُونِي بِهِ أستخلصه لنَفْسي فَلَمَّا كَلمه قَالَ إِنَّك الْيَوْم لدينا مكين أَمِين}.


بعد ظهور براءة يوسف عليه السلام واعتراف امرأة العزيز بأنها هي مَنْ راودت يوسف عليه السلام عن نفسه، تأكَّد الملك من عِفَّةِ يوسف وتقواه وورعه وأنه دخل السجن ظُلماً وتفرَّس فيه الخير والعقل والحكمة ولذلك جعله من خاصَّته وقَرَّبَهُ وجعله من أهل مشورته حتى أصبح مسؤولاً عن خزائن مصر.


ولَمَّا أصاب البلاد الجفاف والقحط أدار يوسف عليه السلام الأزمة الاقتصادية التي مرَّت بها البلاد باقتدار وحنكة فلم  يُعاني الناس وأجرى عليهم الأرزاق حتى انتهت فترة الجفاف وعاد الخِصبُ للبلاد.


لقد صدقت فراسة العزيز في يوسف عليه السلام ونجت البلاد بفضل الله ثم بإدارته للأزمة إدارة حكيمة.


3- فراسة سُلَيْمَان بن عبد الْملك فِي عمر بن عبد العزيز:

حيث قَالَ وَالله لأعقدن عقدا لَيْسَ للشَّيْطَان فِيهِ نصيب فعقد لعمر بن عبد الْعَزِيز.


لقد كان سليمان بن عبد الملك ذا فراسة قوية ونظرة ثاقبة فاختار عمر بن عبد العزيز لولاية العهد والخلافة من بعده لِمَا عرفه عنه من تقواه وورعه وعدله وحُسن سيرته بين الناس، وقد صدقت فراسة سليمان رحمه الله، فقد كان عمر بن عبد العزيز ينظر إلى الخلافة على أنها مسؤولية عظيمة وأنه مسؤول أمام الله ثمُّ أمام الناس عن كل كبيرة وصغيرة من شؤون الأمَّة.


فبعث العلماء في تعليم الناس وتثقيفهم  واهتم بنشر السُّنَّة وكتب به إلى بعض عُمَّالِهِ قائلاً: "أمَّا بعد، فأمر أهل العلم أن ينشروا العلم في مساجدهم، فإن السُّنَّة كانت قد أمِيتَتْ".


كما أمر عُمَّالَهُ أن يُجْرُوا الرواتب على العلماء، ليتفرَّغوا لنشر العلم.


واستطاع عمر بن عبد العزيز في خلال فترة وجيزة من الزمن لم تتجاوز السنتين وبضعة أشهر إقامة العدل بين الناس ونشر الأمن في ربوع الدولة الإسلامية المُترامية الأطراف.


وكان الناس أمامه سواسية فلا فرق عنده بين أمير وسُوقة ولذلك حقد عليه أمراء بني أمية الذين حُرِمُوا من امتيازاتهم التي اعتادوا عليها بين الناس فدسُّوا له السُّمَّ وكانت وفاته في سنة 151هـ.


4- فراسة يعقوب عليه السلام: أولاً:

عندما قَصَّ عليه يوسف رؤياه: ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ﴾ [يوسف: 5].


فقد أدرك يعقوب عليه السلام من خلال مشاهداته لسلوك أولاده وأحوالهم أنهم يكرهون يوسف ويغارون منه، وقد يمكُرون به إن سنحت لهم الفرصة وقد حدث ذلك.


ثانياً:

عندما رجع اخوة يوسف إلى يعقوب عليه السلام وقصُّوا عليه قصة الذئب نظر يعقوب إلى القميص فوجده سليماً لم يتمزَّق فأدرك أن نفوسهم الأمَّارة بالسُّوء قد غلبتهم وأنهم فرَّطوا بأخيهم: ﴿وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ﴾ [يوسف: 18].


5- فراسة سليمان عليه السلام في القضاء:

عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كانت امرأتان معهما ابناهما، جاء الذِّئبُ فذَهَب بابنِ إحداهما، فقالت لصاحبتها: إنَّما ذهب بابنك، وقالت الأخرى: إنَّما ذهب بابنك، فتحاكمتا إلى داود عليه السلام؛ فقَضَى به للكُبرى، فخرجتا على سُليمان بن داود عليهما السلام فأخبرتاه، فقال: ائتوني بالسِّكِّين أشقه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله! هو ابنُها، فقضى به للصُّغرى)). رواه البخاري.


لقد ادرك سليمان عليه السلام بذكائه وفطنته وبصيرته مشاعر الأمومة المتدفقة في كلا المرأتين وأن أيَّاً منهما لن ترضى بشق الطفل بالسِّكِّين وعندئذ سوف تظهر الحقيقة وهو ما حدث بالفعل.


6- فراسة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه في ابنه عمر:

عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ -رضي الله عنه- قَالَ: (كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رضي الله عنه فِي إِبِلٍ لَهُ خَارِجًا مِنْ الْمَدِينَةِ)، (فَجَاءَهُ ابْنُهُ عُمَرُ، فَلَمَّا رَآهُ سَعْدٌ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذَا الرَّاكِبِ) -توسَّم في ابنه الشر- (فَنَزَلَ فَقَالَ لَهُ) -ابنُه عمرُ-: (يَا أَبَتِ! أَرَضِيتَ أَنْ تَكُونَ أَعْرَابِيًّا) -بدويًّا في البادية- (فِي إِبِلِكَ وَغَنَمِكَ؟) (وَالنَّاسُ يَتَنَازَعُونَ فِي الْمُلْكِ بِالْمَدِينَةِ؟!) -يُغري بأبيه بأن يحمل سيفه ويغوص في الفتن التي جرت بين المسلمين-، (فَضَرَبَ سَعْدٌ صَدْرَ ابنِه عُمَرَ، وَقَالَ: اسْكُتْ! إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْعَبْدَ التَّقِيَّ الْغَنِيَّ الْخَفِيَّ").


وذَكَرَ ابن جرير؛ أنّ عُمَر بنَ سعدٍ خرج إلى أبيه وهو على ماءٍ لبني سليم بالبادية معتزلٌ، فَقَالَ: (يَا أَبَهْ؛ قَدْ بَلَغَكَ مَا كَانَ مِنَ النَّاسِ بِصِفِّينَ، وَقَدْ حَكَّمَ النَّاسُ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ، وَعَمْرَو بْنَ الْعَاصِ، وَقَدْ شَهِدَهُمْ نَفَرٌ مِنْ قُرَيْشٍ، فَاشْهَدْهُمْ، فَإِنَّكَ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَحَدُ أَصْحَابِ الشورى، ولم تدخلْ في شيء كَرِهَتْهُ هَذِهِ الْأُمَّةُ، فَاحْضُرْ، إِنَّكَ أَحَقُّ النَّاسِ بِالْخِلَافَةِ)، فَقَالَ: (لَا أَفْعَلُ! إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "إِنَّهُ ستكون فتنٌ، خير الناس فيها الخفيُّ التقي"، وَاللهِ لَا أَشْهَدُ شَيْئًا مِنْ هَذَا الْأَمْرِ أَبَدًا)، وَكَانَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ هذا يُحِبُّ الإمارة، فَلَمْ يَزَلْ ذَلِكَ دَأبَهُ -يُحِبُّ الإمارة-، حَتَّى كَانَ هُوَ أميرَ السَّرِيَّةِ الَّتِي قَتَلَتِ الْحُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ -رضي اللهُ تعالى عنهما-، ولو قنِع بما كان أبوه عليه؛ لم يكن شيء من ذلك.


لقد صدقت فراسة سعد رضي الله عنه في ابنه.


7- فراسة القاضي إياس بن معاوية:

كان إياس بن معاوية أحَدُ العُقلاء الفُضلاء الدُّهاة، وأحَدُ مَنْ يُضرب به المثل في الذكاء والرأي والسُّؤدد والعقل.


ويُحكى من ذكائه وفراسته:

أنه لَمَّا تولى القضاء تحاكم إليه رجلان في مال، فجحد المُدَّعَى عليه، فقال إياس للمُدَّعِي: أين دفعت إليه المال؟ قال المُدَّعِي: عند شجرة في بستان، فقال له إياس: اذهب إلى تلك الشجرة لعلك تتذكر المال، فذهب الرجل المُدَّعِي، وأمسك إياسُ المُدَّعَي عليه عنده، ثم سأله بعد ساعة: أترى خصمك وصل إلى تلك الشجرة؟ قال: نعم، فقال إياسُ: يا عدو الله يا خائن، قم وأدِّ إليه ماله، فأقر المُدَّعَي عليه بالمال..


ويروى عنه أيضاً أنه دخل عليه أَرْبَعُ نِسْوَةٍ فَقالَ: أَمَّا إحدَاهُنَّ فَحامِلٌ وَالأخَرى مُرْضِعٌ والأخَرى ثيّبٌ والأخْرى بِكرٌ فَنَظَرُوا فَوَجَدَوا الأمْرَ كَما قَالَ. قَالُوا: كَيْفَ عَرَفْتَ؟ فَقَالَ: أمَّا الحامِلُ فَتْرَفُع ثَوْبَها عَنْ بَطْنِهَا وَهِيَ تُكَلمّنُيْ فَعلِمْتَ أنَّها حَامِلٌ، وأمَّا المُرضِعُ فَكانَتْ تَضْرِبُ ثدْيَها فَعلِمْتُ أنَها مُرضِعٌ، وأمَّا الثَّيَّبُ فكانتْ تُكلِمُنِيْ وَعينُها في عَيْنِيْ فَعلِمتُ أنَّها ثيَّبٌ وَأمَّا البِكْرُ فَكَانَتْ تُكلمنِيْ وَعَينُهَا في الأَرضِ فَعَلِمْتَ أنَّهَا بِكْرٌ.


8- فراسة الخليفة المنصور:

جلس الخليفة أبو جعفر المنصور في إحدى قباب بغداد، فرأى رجلاً ملهوفاً يجول في الطرقات، فأرسل إليه مَنْ أتاهُ به، فلمَّا سأله عن حاله أخبره أنه خرج في تجارةٍ فكسب منها مالاً، فدفعه إلى امرأته واستأمنها عليه، ثم طلبه منها فيما بعد، فذكرت المرأة أنه سُرِقَ من البيت ولم ير الرجل أثراً ولا علامة على ذلك، فالجدران سليمة وما عليها أثر اقتحام للبيت أو سرقة.


فقال المنصور: “منذ كم تزوجتها؟”

قال: “منذ سنة”

قال المنصور: “بكراً أو ثيبا؟”

قال: “ثيباً”

قال المنصور: “افلها ولد من غيرك؟”

قال: “لا”

قال المنصور: “فشابَّةٌ هي أم مُسِنّة؟”

قال: بل شابَّة.

(اي أنها كانت عند زوج من قبل ولازالت شابَّة، فوقع في نفس المنصور احتمال أن تكون مُتعلّقةٌ برجل من قبل).


فدعا المنصور بقارورة طِيبٍ (عِطْرٍ) كان يُعمل له، حادّ الرائحة غريب النوع لا يوجد له مثيل، فدفعها إلى الرجل وقال له: ‏تطيّب من هذا الطيب فإنه يُذْهِبُ همَّك.


فلمَّا خرج الرجل من عنده قال المنصور لأربعة من ثقاته: “ليقعد على كل باب من أبواب المدينة واحد منكم، فمَن ْمر به أحَدٌ فشُمَّ منه هذا الطيب فليأتني به.


وخرج الرجل بالطيب فدفعه إلى امرأته وقال لها: ‏”وهبه لي أمير المؤمنين”، فلمَّا شمّته أعجبها، فبعثت ببعضه إلى رجل كانت تُحبه، وهو الذي دفعت إليه مال زوجها، وقالت له: تطيَّب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه لزوجي.


ثم إنه مرّ مُجتازاً ببعض أبواب المدينة فشمّ المُوكَل بالباب رائحة الطّيب منه، فأخذه وأتى به الى المنصور.


فقال له المنصور: ‏”من أين حصلت على هذا الطيب فإن رائحته غريبة مُعجِبة؟”

قال: اشتريته.

قال: “من أين اشتريته؟”

فتلجلج الرجل واختلط كلامه.


فدعا المنصور والي شرطته وقال له:

‏”خذ هذا الرجل إليك فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فخلِّه يذهب حيث شاء، وإن امتنع فاضربه ألف سوط”، فخرج به صاحب الشرطة وجَرَّدَهُ ودعا بالسِّياط ليضربه، فأذعن الرجل وردّ الدنانير.


ثم دعا المنصور زوج المرأة وقال له: ‏”لو رددتُ عليك الدنانير التي سُرقت منك، أتحكّمني في امرأتك؟”‏

قال: نعم.

قال المنصور: ‏فهذه دنانيرك، وامرأتُك طالق منك”‏

ثم أخبره بخبرها.‏

(من كتاب “الطرق الحكمية في السياسة الشرعية” لابن قيم الجوزية).



الفِراسَة والمتفرِّسُون 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
الفِراسَة والمتفرِّسُون
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: خواطــر أبو خـــالد-
انتقل الى: