القسم السادس: الروايات التاريخية التي رويت بأسانيد واهية جداً
1- قال ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم1 علي بن إبراهيم، أبنا رشا2 بن نظيف، أنا الحسن3 بن إسماعيل، نا أحمد4 بن مروان، نا إبراهيم5 بن إسحاق الحربي، نا عفان بن مسلم6 الصفار، نا عبد الواحد7 بن زياد، ثنا عثمان8 بن حكيم، عن أبي صالح9 عن أبي هريرة قال: "أتيت عثمان بن عفان يوم الدار. فقلت: جئت أقاتل معك. قال: أيسرك أن تقتل الناس كلهم؟ قلت: لا، قال: فإنك إن قتلت نفساً واحدة
----------------------------
1 علي بن إبراهيم النسيب، تقدمت ترجمته.
2 رشا بن نظيف بن ما شاء الله، ترجم له.
3 الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب، أبو محمد المصري، ضعفه الدارقطني (ابن حجر، لسان الميزان 2/ 197، 248).
4 أحمد بن مروان الدينوري، ترجم له.
5 إبراهيم بن إسحاق الحربي (ت سنة 285هـ )، من جلة أصحاب الإمام أحمد، وثقه الدارقطني وقال: كان إماماً وكان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده وعلمه وورعه، وقال محمد بن صالح القاضي: لا نعلم أن بغداد أخرجت مثل إبراهيم الحربي في الفقه والحديث والأدب والزهد (الخطيب، التاريخ 6/ 27-40، الذهبي، التذكرة 2/ 584-586).
6 عفان بن مسلم الباهلي، تقدمت ترجمته.
7 عبد الواحد بن زياد العبدي، البصري، ثقة، في حديثه عن الأعمش وحده مقال، من الثامنة، (ت سنة 176هـ )، وقيل بعدها ع (التقريب/ 4240).
8 عثمان بن حكيم بن عباد الأنصاري الأوسي، المدني ثم الكوفي، ثقة،من الخامسة، مات قبل الأربعين خت م 4 (التقريب/ 4461).
9 أبو صالح ذكوان السمان، تقدمت ترجمته.
----------------------------

كأنك قتلت الناس كلهم، فقال: انصرف مأذوناً غير مأزور. قال: ثم جاء الحسن بن علي بن أبي طالب، فقال: جئت يا أمير المؤمنين أقاتل معك فأمرني بأمرك، فالتفت عثمان إليه فقال: انصرف مأذوناً لك، مأجوراً غير مأزور، جزاكم الله من أهل بيت خيراً"1.
إسناده موضوع؛ أحمد بن مروان صرح الدارقطني بأنه يضع الحديث.
وروى ما يتعلق بموقف أبي هريرة دون الزيادة التي تتعلق بموقف الحسن كل من: خليفة بن خياط، وابن عساكر بإسناد صحيح، فما تفردت به هذه الرواية مردود، وما توبعت فيه فمقبول بذاك الإسناد لا بهذا.
2- قال ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم2 العلوي، أن رشا بن نظيف3 أنا الحسن بن إسماعيل4 أنا أحمد بن مروان5 نا زيد بن إسماعيل6. حدثنا شبابة7 بن
----------------------------
1 تاريخ دمشق (401-402).
2 أبو القاسم العلوي هو علي بن إبراهيم بن العباس، قال عنه الذهبي: وكان ثقة نبيلاً محتشماً مهيباً سديداً شريفاً، صاحب حديث وسنة (العبر 2/ 392).
3 ترجم له.
4 الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب، تقدم في الذي قبله
5 أحمد بن مروان الدينوري المالكي، ترجم له.
6 لم أجد له ترجمة.
7 شبابة بن سوار المدائني، تقدمت ترجمته.
----------------------------

سوار، نا حفص بن مورق1 الباهلي، عن حجاج2 بن أبي عثمان الصواف، عن زيد بن وهب3 عن حذيفة قال:
أول الفتن قتل عثمان بن عفان، وآخر الفتن خروج الدجال. والذي نفسي بيده لا يموت رجل وفي قلبه مثقال حبة من حُب قتل عثمان إلا تبع الدجال إن أدركه، وإن لم يدركه آمن به في قبره"4.
وذكره المحب الطبري5 وعزاه إلى السلفي الحافظ.
وهذا الإسناد موضوع والمتهم به أحمد بن مروان، صرح الدارقطني بأنه يضع الحديث. لكن متنه ورد بإسناد مقبول6.
3- قال ابن عساكر: أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم بن العباس7 أبنا رشا بن
----------------------------
1 حفص بن مورق الباهلي، وفي مخطوطة ابن عساكر "بن مروان" بدل "بن مورق" ولم أجد له ترجمة بهذا الاسم، وفي الرواة حفص بن قيس أبو سهل يروي عن شبابة، تقدمت ترجمته.
2 حجاج بن أبي عثمان، الصواف، أبو الصلت الكندي، مولاهم، البصري، تقدمت ترجمته.
3 تقدمت ترجمته.
4 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 459).
5 الرياض النضرة (3/ 81).
6 انظر الملحق الرواية رقم: [70].
7 علي بن إبراهيم بن العباس، ترجم له.
----------------------------

نظيف1 أبنا أبو محمد الحسن بن إسماعيل2 أنا أحمد بن مروان3 نا أبو إسماعيل4 نا نعيم بن حماد5 نا عيسى بن عبيد6 عن عمه7 قال: الذي قتل عثمان بن عفان رجل من مراد من أهل مصر أزرق أشقر"8.
إسناده موضوع: أحمد بن مروان صرح الدارقطني9 بأنه يضع الحديث.
----------------------------
1 رشا بن نظيف، قال أبو القاسم العلوي: "كان رشا ثقة" (ت سنة 444هـ )، ووثقه أيضاً الكتاني (ابن عساكر، تاريخ دمشق 6/ 255).
2 الحسن بن إسماعيل بن محمد الضراب المصري، ترجم له.
3 أحمد بن مروان الدينوري المالكي، اتهمه الدارقطني ومشاه غيره (الذهبي، الميزان 1/156)
4 الترمذي محمد بن إسماعيل بن يوسف السلمي، نزيل بغداد، ثقة حافظ، من الحادية عشرة، لم يتضح كلام أبي حاتم فيه، من الحادية عشرة (ت سنة 280هـ ) ت س (التقريب/ 5738).
5 نعيم بن حماد بن معاوية بن الحارث الخزاعي، نزيل مصر، صدوق يخطئ كثيراً، من العاشرة، (ت سنة 228هـ ) وقد تتبع ابن عدي ما أخطأ فيه وقال: باقي حديثه مستقيم. خ مق د ت ق (التقريب/ 7166).
6 عيسى بن عبيد بن مالك الكندي، أبو المنيب، صدوق من الثامنة د ت س (التقريب/ 5309) روى عن عميه: معبد وعمرو ابني مالك (المزي، تهذيب الكمال 1081، ابن حجر، تهذيب التهذيب 220).
7 إما معبد أو عمرو. أما عمرو فلم أجد له ترجمة. والغالب أنه معبد لأن ابن حبان ذكره في الثقات وقال: "روى عنه ابن أخيه عيسى بن عبيد بن مالك الكندي" (ابن حبان، الثقات 5/ 433) والله أعلم.
8 ابن عساكر (تاريخ دمشق، ترجمة عثمان 418).
9 أحمد بن مروان الدينوري المالكي، اتهمه الدارقطني ومشاه غيره (الذهبي، الميزان 1/ 156).
----------------------------

4- قال الطبراني: حدثنا عمرو بن أبي الطاهر1 المصري، نا عبد المنعم2 بن بشير الأنصاري، نا علي بن غراب المحاربي3 عن عبد الله4 بن سعيد عن أبيه5 قال: كنا جلوساً عند علي بن أبي طالب، وعن يمينه عمار بن ياسر، وعن يساره محمد بن أبي بكر إذ جاء غراب6 بن فلان الذيدني، فقال: يا أمير المؤمنين ما تقول في عثمان؟ فبدره الرجلان فقالا: عم تسأل عن رجل كفر بالله من بعد إيمانه، ونافق؟ فقال الرجل لهما: لست إياكما أسأل، ولا إليكما جئت. فقال له علي: لست أقول ما قالا: فقالا له جميعاً: فلم قتلناه إذاً؟ قال: ولي عليكم فأساء الولاية في آخر أيامه، وجزعتم فأسأتم الجزع، والله إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان كما قال الله عز وجل:
----------------------------
1 لم أجد له ترجمة.
2 عبد المنعم بن بشير الأنصاري أبو الخير المصري، سيأتي عند الحكم على الخبر.
3 علي بن غراب، باسم الطائر، الفزاري، مولاهم الكوفي، القاضي، قال الفلكي: غراب لقب، وهو عبد العزيز سماه مروان بن معاوية، وقال مرة: علي بن أبي الوليد، صدوق، وكان يدلس ويتشيع، وأفرط ابن حبان في تضعيفه، من الثامنة، مات (سنة 184هـ ) س ق (التقريب/ 4783).
4 عبد الله بن سعيد بن أبي هند، الفزاري، مولاهم، أبو بكر المدني، صدوق ربما وهم، من السادسة، مات سنة بضع وأربعين ع (التقريب/ 3358).
5 سعيد بن أبي هند الفزاري، مولاهم، ثقة، من الثالثة، أرسل عن أبي موسى (مات سنة 116هـ )، وقيل بعدها ع (التقريب/ 2409).
6 لم أجد له ترجمة، ولم يذكر السمعاني نسبته في كتابه الأنساب.
----------------------------

{وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ إِخْوَاناً عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ} "1.
موضوع: والمتهم به عبد المنعم.
ورواه من طريقه ابن عساكر2 وفيه "الصيلافي" بدل "الصيدفي".
وذكره الهيثمي3 في مجمع الزوائد وقال: "وفيه عبد المنعم بن بشير ولا يحل الاحتجاج به".
قلت: هذا الخبر باطل بعدة علل لو لم يكن فيه إلا واحدة منها لضُعِّف بها.
أولاً: سعيد بن أبي هند عن علي -رضي الله عنه-، قال أبو زرعة: "هو مرسل"4.
وهذه علة لو لم يكن في الخبر غيرها لضعف بها.
ثانياً: علي بن غراب مدلس، ذكره الحافظ في المرتبة الثانية من طبقات المدلسين5 وهم الذين لا تقبل روايتهم إلا بما صرحوا فيه بالسماع.
----------------------------
1 المعجم الكبير (1/ 79-80).
2 تاريخ دمشق (ترجمة عثمان 474).
3 (9/ 97).
4 العلائي (جامع التحصيل ص: 224).
5 طبقات المدلسين (ص: 42).
----------------------------

ثالثاً: علي بن غراب قال عنه ابن حبان: "كان غالياً في التّشيع"1.
وروايته هنا فيها اتهام لبعض الصحابة -رضي الله عنهم- بقتل عثمان -رضي الله عنه- فترد به.
رابعاً: عبد المنعم بن بشير، جرحه يحيى بن معين، واتهمه وقال2: ابن حبان: "منكر الحديث جداً، يأتي عن الثقات بما ليس من حديث الأثبات، لا يجوز الاحتجاج به بحال"3.
وقال الخليلي: "وضّاع على الأئمة" وقال أحمد: "كذّاب"4.
خامساً: شيخ الطبراني عمرو بن أبي الطاهر لم أجد له ترجمة فهو مجهول عندي.
----------------------------
1 المجروحين (2/ 105).
2 ابن حجر (لسان الميزان 4/ 74-75).
3 المجروحين (2/ 158).
4 ابن حجر (لسان الميزان 4/ 74-75).
----------------------------