منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة غافر الآيات من 66-70

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة غافر الآيات من 66-70 Empty
مُساهمةموضوع: سورة غافر الآيات من 66-70   سورة غافر الآيات من 66-70 Emptyالأحد 11 يوليو 2021, 7:12 pm

قُلْ إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَمَّا جَاءَنِيَ الْبَيِّنَاتُ مِنْ رَبِّي وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (٦٦)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

(قل) الخطاب لسيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- (إِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ..) (غافر: 66) يعني: المسألة ليستْ من عندي، إنما هي نَهْي من الله جاءني في آيات بينات واضحات (وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ) (غافر: 66) أي: أُسْلم قيادي وأمري لرب العالمين سبحانه نعم، لأن الإنسان منا حتى في دنيا الناس حينما يكون لا يحسن شيئاً ولا تسعفه أسبابه يلجأ إلى مَنْ يقضي له حاجته ويقدر عليها، كما نذهب مثلاً للمحامي في رَفْع قضية أو نذهب للطبيب للتداوي.. إلخ لأنك لا تستطيع أنْ تدافع عن نفسك أمام القاضي، ولا تستطيع أن تداوي مرضك، فإذا ما ذهبتَ إلى واحد من هؤلاء فلا شكَّ أنك تسلم له زمام أمرك، وتَفوِّضه أنْ يفعل ما يراه صالحاً دون أنْ تناقشه أو تعترض عليه.

إذن: معنى (أُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ) (غافر: 66) يعني: إسلام الزمام من عاجز عن شيء لقادر على هذا الشيء، فإذا أمرك ربك أمراً فخذ الأمر من منطلق إيمانك به، كيف?

قال: مثل حالي مع الطبيب حين يصف لي الدواء المناسب لحالتي لا أناقشه فيه، ولا أقول له: لم كتبت كذا وتركت كذا?

حتى حين أسأل عن الدواء أقول: والله كتبهُ لي الطبيب، وألقى التبعة والمسئولية عليه.

فإذا كنت تُسلم أمرك وزمامك للطبيب وهو بشرٌ مثلك يخطئ ويُصيب؛ لأنك رأيت له حكمة فوق حكمتك وعلماً ليس عندك، كيف تفعل هذا معه ولا تفعله مع الله عز وجل، وهو العليم الحكيم القادر?

إذن: ما أمرك به ربُّكَ فامتثل للأمر ونفِّذ دون نقاش أو اعتراض أو تبرُّم بما قضى عليك به.

والحق سبحانه يعلمنا درس التسليم له سبحانه في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام، وكيف أنه أسلم وجهه، وألقى زمام أمره لربه تعالى، حينما أمره بذبح ولده إسماعيل الذي لم يُرزق به إلا على كبر وبعد يأس، لذلك قال: (ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى ٱلْكِبَرِ..) (إبراهيم: 39).

أراد المفسرون تقريب هذا المعنى، فقالوا: المراد الحمد لله الذي وهب لي على الكِبَر، فجعلوا على بمعنى مع، وفرْقٌ بين كلمة من حرفين، وكلمة من ثلاثة أحرف، ولا يعدل القرآن الكريم عن الحرفين ويختار الثلاثة إلا لملحظ يحتاجه المعنى، فما هو?

قالوا: معنى (مع الكبر) أي: مظنة ألاَّ ينجب، لكن مراد الله تعالى فوق هذه المظنة، يعني: (ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى ٱلْكِبَرِ..) (إبراهيم: 39) لا مع الكبر.

كذلك في قصة سيدنا زكريا عليه السلام قال: (أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ ٱمْرَأَتِي عَاقِراً وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ ٱلْكِبَرِ عِتِيّاً * قَالَ كَذٰلِكَ قَالَ رَبُّكَ) (مريم: 8-9).

إذن: فمعنى(عَلَى ٱلْكِبَرِ) (إبراهيم: 39) أن الكبر كان يقتضي عدم الإنجاب لكن مراد الله أعلى من الكبر وفوقه.

ونفهم هذا المعنى أيضاً من قوله تعالى: (وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو مَغْفِرَةٍ لِّلنَّاسِ عَلَىٰ ظُلْمِهِمْ) (الرعد: 6) البعض قال: يعني مع ظلمهم، وهذا لا يصح بل على ظلمهم كما أرادها الحق سبحانه، لأن الظلم يقتضي العقاب، لكن تأتي مغفرة الله وتعلو على الظلم، وعلى قانون مجازاة الظالم بظلمه.

وقوله: (نُهِيتُ أَنْ أَعْبُدَ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ) (غافر: 66) نهي لأنه مُحبّ له، فقال له: وجَّه عبادتك لمن يقدر أنْ يفعل لك، وهذا النصح لا يكون إلا من مُحب كما تنصح صاحبك وتدلّه على الخير، ولولا حبك إياه ما نصحته.

وقوله: (وَأُمِرْتُ أَنْ أُسْلِمَ لِرَبِّ ٱلْعَـٰلَمِينَ) (غافر: 66) أسلم قيادي وزمام حركتي في الحياة لربي أفعل ما أمر بفعله، وأنتهي عما نهاني عنه، أمر سكت عنه ولم يقل لي فيه: افعل ولا تفعل فأدخله في مقام المباح، ولو كان أمراً النفس العادية تنفر منه.

وحتى إنْ حكم عليك حكماً ترى فيه مشقة ظاهرية على نفسك فاعلم أنه يريد لك الخير من حيث لا تدري، كما قلنا في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام وتعلمون أن سيدنا إبراهيم ابتلاه ربه بأمور كثيرة كلها مشقة: (وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) (البقرة: 124) ولما أتمهن: (قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً) (البقرة: 124) في شبابه ابتُلِي بالإحراق، ولما كبر سنه ابتُلي بذبح ولده، وهو في حال ابنه أعزّ عليه من نفسه، لأن الإنسان حين يتقدم به سِنُّه ويقبل على الآخرة والنهاية يودّ أنْ يكون له امتداد في ولده من بعده.

فابتُلِي إذن في أول حياته في ذاته بالإحراق، ثم ابتُلي عند وجود الولد وبعد كِبَر السنِّ بقتل الولد.

والابتلاء هنا ابتلاء مبالغة، فلو أنه سيموت موتاً طبيعياً لكان ابتلاءً، فما بالك حين يقول له: اذبحه بيديك، عندها يكون الابتلاء أشدّ، وهذا الابتلاء لم يأتِ بأمر مباشر، إنما برؤيا منامية قابلة للتأويل، ومع ذلك أذعن إبراهيمُ لمجرد الرؤيا لأنه يعلم أنها من الله.

لكن كيف أقبل سيدنا إبراهيم على تنفيذ هذا الأمر?

أأخذ ولده على غِرَّة?

لا بل أحب أنْ يُدخِله معه في مجال الابتلاء، وألاَّ يحرمه ثواب التسليم معه لله، فقال له: (يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ) (الصافات: 102).

وقوله: (فِي ٱلْمَنَامِ) (الصافات: 102) أراد أنْ يعطيه فرصة لأنْ يقول: كيف تذبحني يا أبي برؤيا منام، فيكون له مجال لأنْ يعترض لكنه لم يفعل(قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ) (الصافات: 102).

وتصوَّر لو أن سيدنا إبراهيم أخذ ولده دون أنْ يخبره بشيء وألقاه على الأرض وأمسك بالسكين ليذبحه، ماذا سيكون شعور الولد نحو والده?

سيكرهه ويكره فعله ويغضب عليه، وفي هذه الحالة لا نصيبَ له في ثواب هذا الابتلاء.

وتأمل قول إسماعيل في الرد على أبيه: (يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ) (الصافات: 102) فيُذكِّره بالآمر يعني: يا أبت افعل ما دام الأمر من أعلى منك، وسبق أن قلنا: إن الفعل في ذاته ينبغي ألاَّ يترتب عليه فرحٌ به ولا غضبٌ منه إلى أنْ تعرف الفاعل، فإذا عرفتَ أن ربك هو الآمر، فقد انتهت المسألة وليس إلا التسليم للأمر.

وهكذا رأينا التسليم منهما معاً، لذلك قال: (فَلَمَّا أَسْلَمَا) (الصافات: 103) هكذا بصيغة المثنى(وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) (الصافات: 103) يعني: بدأ التنفيذ والانقياد بشكل عملي قال له ربه: ارفع يدك فقد نجحتَ في الامتحان(وَنَادَيْنَاهُ أَن يٰإِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَءُ ٱلْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (الصافات: 104-107).

هكذا رفع البلاء ولا يُرفع قضاء حتى يُرْضَى به، رفع عن إسماعيل القتل ونزل له الفداء وعوَّضه ربه عن الفزع الذي أصابه، فبشّره بغلام آخر: (وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ نَبِيّاً مِّنَ ٱلصَّالِحِينَ) (الصافات: 112) يعني: كنا نريد أَخْذ إسماعيل، فلما رضيتَ بقضائنا فيه زدناه بآخر، ثم جعلناهما من الأنبياء ومن ذريتهما الأنبياء، فتأمل ماذا جَرَّ لك التسليمُ بالقضاء والرضا به?

إذن: أنت في التسليم لله لا تأخذ الفعل لذاته، إنما بضميمة صاحبه، الآمر به.



سورة غافر الآيات من 66-70 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة غافر الآيات من 66-70 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة غافر الآيات من 66-70   سورة غافر الآيات من 66-70 Emptyالأحد 11 يوليو 2021, 7:13 pm

هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ثُمَّ لِتَكُونُوا شُيُوخًا وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ مِنْ قَبْلُ وَلِتَبْلُغُوا أَجَلًا مُسَمًّى وَلَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (٦٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الحق سبحانه يعود بنا مرة أخرى إلى مسألة الخلق الأول (هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ..) (غافر: 67) معلوم أن لنا خَلْقين: خلقاً من تراب لما خلق الله آدم وحواء، وخلقاً من النسل الذي تناسل منهما.

لاحظ أن الله تعالى قال (مِّن تُرَابٍ..) (غافر: 67) وقال(مِّن طِينٍ..) (الأنعام: 2) و(مِّنْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ) (الحجر: 26) وقال: (مِن صَلْصَالٍ كَٱلْفَخَّارِ) (الرحمن: 14)، وهذه كلها مراحل للشيء الواحد، فالتراب حين نضع عليه الماء يصير طيناً، فإذا تركناه فترة تعطّن وتغيَّرتْ رائحته، وهذا هو الحمأ المسنون، فإذا تركناه يجف يصير صلصالاً.

وقوله تعالى: (هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَكُمْ مِّن تُرَابٍ..) (غافر: 67) لا يعني آباءنا آدم وحده، إنما كلنا من تراب حتى مَنْ خُلِقوا بالزواج والتناسل..

لماذا?

لأن الميكروب الذي ستنشأ منه جرثومة الرجل وبويضة المرأة إنما تأتي مما نأكله من طعام، والطعام يُؤخذ إما من نبات أو حيوان، والنبات والحيوان منشؤهما تراب الأرض.

ولذلك رأينا في عملية التحليل الكيماوي لعناصر الإنسان أنها هي نفسها عناصر التراب، وهي العناصر الستة عشر المعروفة، فكَوْنُ الإنسان خُلِق من طين لها دليلٌ مادي معلوم لنا الآن، إذن: كلنا من تراب، وإنْ جئنا من زوجين، لذلك قال -صلى الله عليه وسلم-: "كلكم لآدم، وآدم من تراب".

لذلك الحق سبحانه لما تكلم عن الخَلْق قال: (مَّآ أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلاَ خَلْقَ أَنْفُسِهِمْ..) (الكهف: 51) لأن خَلْق السماوات والأرض سابقٌ على خَلْق الإنسان، والإنسان طارئ عليهما، ولما خُلِق آدم لم يكُنْ له تمييز ليعرف كيف خُلق.

ثم يأتي سبحانه بكلام يدل على الإعجاز وإفحام المعاندين، فيقول: (وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ ٱلْمُضِلِّينَ عَضُداً) (الكهف: 51).

يعني: ما أخذت منهم مساعدين لي، ولا معينين لي في عملية الخلق، والمضلون هم الذين يُضللون الناس، ويقدمون لهم الباطل في ثوب الحق، ويُراد بالمضلين المضلين في مسألة الخلق كمَنْ يقول لنا الآن: إن الإنسان في أصل خَلْقه الأول كان قرداً وتطور كما قال داروين.

لكن الحق سبحانه يقطع عليهم طريق الضلال، ويقول لهم: أنتم ما شهدتم الخَلْق لتخبروا الناس به، وأنا الخالق وحدي ولم يكُنْ معي أحدٌ غيري خبر بما حدث، فإذا أردتُم أنْ تعرفوا كيفية الخلق فاسمعوا مني أخبركم به، وقد أخبرنا الله به في آيات كثيرة في كتابه.

فإنْ قلت: هذا كلام أخبر الله به ولم نشهده، نقول: تأمل واقع الحياة فإنه يدلّ على صدق الله فيما قال، فأنت لم تَرَ الخَلْق لكن رأيتَ نقيضه وهو الموت، ونَقْض الشيء يأتي على عكس بنائه، فحين تبني مثلاً بيتاً من أربعة أدوار تبدأ بالأول، فإنْ أردتَ أنْ تهدم تهدم الرابع.

كذلك الموت، يبدأ بخروج الروح وهي آخر شيء في خَلْق الإنسان بعد خروج الروح يتصلَّب الجسد، ثم يرمّ ويتغيَّر مثل الجيفة، ثم يتبخَّر منه الماء الموجود فيه، ثم يتحلل الباقي إلى تراب، فجاء الموت ليصدق ما غاب عنك في بداية الخَلْق.

قوله: (مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً..) (غافر: 67) هذه مراحل في الخَلْق، (ثُمَّ يُخْرِجُكُمْ طِفْلاً..) (غافر: 67) قالوا: هو طفل طالما هو في مراحل النمو، فإذا استوى وأخذ شكله النهائي واستقر على صورة كاملة فقد وصل إلى مرحلة البلوغ التي يستكمل فيها كلَّ أجهزة الوجود، لأن بالبلوغ أصبح قادراً على إنجاب مثله.

يقول تعالى: (وَإِذَا بَلَغَ ٱلأَطْفَالُ مِنكُمُ ٱلْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُواْ كَمَا ٱسْتَأْذَنَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ..) (النور: 59) فالطفولة هي مرحلة النمو, ومرحلة البلوغ هي الأشد (ثُمَّ لِتَـبْلُغُوۤاْ أَشُدَّكُـمْ..) (غافر: 67) أي: قوتكم (ثُمَّ لِتَكُـونُواْ شُيُوخاً..) (غافر: 67) أي: تنحدرون مرة أخرى من القوة إلى الضعف وإلى الشيخوخة، وهي مرحلة ضعف وهُزَال في الجسم.

فإذا انتهتْ مرحلة النمو والزيادة بدأتْ مرحلةُ الضعف والهزال، في مرحلة النمو تجد أن ما يدخل له من الغذاء أكثرُ مما يخرج منه من الفضلات لذلك يزيد، أما في مرحلة الشيخوخة فتكون الفضلاتُ أكثر، فيحدث له النقص والهزال، وتأخذ قوته في الانحدار وعضلاته في الضمور، إلى أنْ يصلَ إلى المخزن الأخير في الجسم وهو العظام، فتحدث فيها هشاشة وتتكسَّر لما يُمتص منها.

لذلك قال سيدنا زكريا: (رَبِّ إِنَّي وَهَنَ ٱلْعَظْمُ مِنِّي وَٱشْتَعَلَ ٱلرَّأْسُ شَيْباً..) (مريم: 4) فذكر آخر مراحل الشيخوخة وهي من وَهَن العظام.

هذا في الناحية الجسمية المادية، أما في الذاكرة والأشياء المعنوية فيعتريه النسيانُ، كما قال سبحانه: (لِكَيْلاَ يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئاً..) (الحج: 5) فيصل به النسيانُ كأنه لم يعلم شيئاً في حياته، ثم نراه يحبو ويُحمل كما يُحمل الأطفال: (وَمَن نُّعَمِّرْهُ نُنَكِّـسْهُ فِي ٱلْخَلْقِ أَفَلاَ يَعْقِلُونَ) (يس: 68).

وقوله: (وَمِنكُمْ مَّن يُتَوَفَّىٰ مِن قَبْلُ..) (غافر: 67) يعني: منكم مَنْ يعاجله الموت فلا يصل إلى هذه المراحل، ربما يموت الإنسانُ في بطن أمه أو بعد ولادته أو في طفولته (وَلِتَبْلُغُوۤاْ أَجَلاً مُّسَمًّى..) (غافر: 67).

فالأجل مختلف ومكتوب عند الله، منا مَنْ عمره لحظة، ومَنْ عمره دقائق، ومَنْ عمره ساعات، ومَنْ عمره أيام أو شهور، ومن الْخَلْق مَنْ لا يصل إلى تمام مراحل الخلق، فيُؤخذ وهو علقة أو مضغة ولا يستكمل الخلق.

وقوله: (وَلَعَلَّـكُمْ تَعْقِلُونَ) (غافر: 67) يعني: افهم أن الله حين يعطيك الأشدَّ، وتصل إلى مرحلة القوة أنها ليستْ ذاتية فيك، إنما هي موهوبة لك وكلُّ نعمة عندك موهوبة ليست ذاتية، ويمكن أنْ تُسلبَ منك في أيِّ لحظة، وما دمت قد عرفتَ أنها موهوبة وقد تُسلبَ منك أيِّ وقت، فالزم أدبك مع مَنْ وهبك هذه النِّعم.



سورة غافر الآيات من 66-70 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة غافر الآيات من 66-70 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة غافر الآيات من 66-70   سورة غافر الآيات من 66-70 Emptyالأحد 11 يوليو 2021, 7:15 pm

هُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ فَإِذَا قَضَىٰ أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٦٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

عرفنا أن الإنسان في خَلْقه يمرُّ بمراحل عِدَّة، وأن عمره مظنون قد يموت في أيِّ مرحلة من هذه المراحل، فكيف نفهم قوله تعالى: (كُن فيَكُونُ) (غافر: 68) بالنسبة لمَنْ عمره لحظة مثلاً، أو لمَنْ يموت في بطن أمِّهِ?

قالوا: كُنْ هنا تُقال لما يوجد عليه الإنسانُ ساعتها علقة أو مضغة أو غيرهما، كأنه يقول له: كُنْ حياً.

ثم تؤخذ الحياة منه بقانونها في أزمانها التي لا يعلمها إلا الله.



سورة غافر الآيات من 66-70 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة غافر الآيات من 66-70 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة غافر الآيات من 66-70   سورة غافر الآيات من 66-70 Emptyالأحد 11 يوليو 2021, 7:15 pm

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ (٦٩) الَّذِينَ كَذَّبُوا بِالْكِتَابِ وَبِمَا أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (٧٠)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

قلنا: يجادلون في آيات الله، وهي على ثلاثة أنواع: آيات كونية كالشمس والقمر.

وآيات المعجزات التي تصاحب بعثة الرسل.

وآيات القرآن حاملة الأحكام.

ورأينا أنهم جادلوا في المعجزات فقالوا عنها: سحر.

وقالوا: شعوذة.

وجادلوا في آيات الأحكام وقالوا: إنها غير مناسبة، أما الآيات الكونية، فليستْ محلاً للجدال.

قوله: (أَنَّىٰ يُصْرَفُونَ) (غافر: 69) أي: يُصرفون عن الحق وهو واضح فأين عقولهم المفكرة (ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ بِٱلْكِـتَابِ وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (غافر: 70) قال: (كَذَّبُواْ..) (غافر: 70) بزمن الماضي، لكن في الجزاء قال (فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) (غافر: 70).

يعني: في المستقبل، قالوا: لأن الجزاء ليس بالضرورة أن يكون في نفس الوقت أو وهم موجودون في سعة الحياة الدنيا، يصح أن نؤخر لهم الجزاء في الآخرة.

وكلمة سوف دلَّتْ على المستقبل سواء القريب في الدنيا أو البعيد في الآخرة، فإذا لم يدركهم العذاب في الدنيا فهو ينتظرهم في الآخرة، كما قال تعالى: (فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ) (غافر: 77).

الحق سبحانه و تعالى يريد أنْ يصلنا دائماً به وَصْلاً بحيث لا يأتي غيره على بالنا، هذا الوصل يجعلك حينما تأتي الأشياء لا تظن أنك أخذتها بذاتيتك، إنما هي موهوبة لك، وللواهب أن يرجع في هبته.

ولذلك ينبهنا سبحانه فيقول: (كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ) (العلق: 6-7) ثم يقول بعدها: (إِنَّ إِلَىٰ رَبِّكَ ٱلرُّجْعَىٰ) (العلق: يعني: تذكَّر مردَّك إليه ووقوفك بين يديه.

وقوله (الكتاب) أي: الذي أنزله الله حاملاً لمنهجه (وَبِمَآ أَرْسَلْنَا بِهِ رُسُلَنَا..) (غافر: 70) أي: على ألسنة رسله، فإنْ قلت الكتاب هو ما أرسلنا به رسلنا، نقول: لا..

هناك فرق، فالكتاب هو المنهج، أما الرسول فقد أُرسل يحمل المنهج ويُبلِّغه وأُسْوة تطبيقه لذات المنهج كما قال سبحانه: (لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ..) (الأحزاب: 21).



سورة غافر الآيات من 66-70 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة غافر الآيات من 66-70
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: غـافــر-
انتقل الى: