منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة ص الآيات من 01-05

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة ص الآيات من 01-05 Empty
مُساهمةموضوع: سورة ص الآيات من 01-05   سورة ص الآيات من 01-05 Emptyالخميس 04 فبراير 2021, 1:09 am

سورة ص الآيات من 01-05 Ocia_a64

تفسير السورة خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

(نـال شــرف تنسيــق هـــذه الســورة الكريمــة: أحمد محمد لبن)

http://ar.assabile.com/read-quran/surat-sad-38

سورة ص
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
ص وَالْقُرْآنِ ذِي الذِّكْرِ (١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

سبق أنْ تكلمنا عن الحروف المقطعة في فواتح السور، وقلنا: إن الحق سبحانه بدأ بعضها بحرف واحد مثل: (ص) و (ن) و (ق)، وبعضها بحرفين مثل: (طس) و(حم) وبعضها بثلاثة أحرف مثل: (الم)، وبعضها بأربعة مثل: (المص)، وبعضها بخمسة مثل (كهيعص) و (حم عسق).


وقلنا: إن الحروف على قسمين: حروف مبنى وحروف معنى، حروف مبنى هي التي تتكوَّن منها الكلمة مثل: كتب فهي مبنية من الحروف: الكاف والتاء والباء، إنما الكاف وحدها أو التاء ليس لها معنى بمفردها.


أما حروف المعنى مثل تاء الفاعل في كتبتُ لأنها دَلَّت على الفاعل المتكلم، وكتبتَ الفاعل المخاطب، وكتبتِ للمؤنثة المخاطبة.


وقلنا: إن حروف اللغة عبارة عن ثمانية وعشرين حرفاً، جاء منها في فواتح السور أربعة عشر حرفاً، وأحسنُ ما قيل فيها إنها مادة كلمات القرآن، ولَبنات بنائه، ومع أن العرب يعرفون هذه الحروف وينطقونها إلا أنهم عجزوا عن محاكاة القرآن والإتيان بمثله، مع أن هذه صنعتهم ومجال نبوغهم وتفوقهم، نعم الحروف هي الحروف، والكلمات هي الكلمات، لكن المتكِّلم بالقرآن هو الله فلابُدَّ أنْ يعجزوا.


وقوله تعالى: (صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ) (ص: 1) دليل على الإعجاز وحامل الإعجاز، فكلمة (ص) حرف من مكونات القرآن، والقرآن مُعجز؛ لأن العرب عجزتْ عن الإتيان بمثله ولو آية واحدة من آياته، وهي أمة بيان وكلام وفصاحة، وهي الأمة الوحيدة التي جعلتْ للكلمة معرضاً، وللبلاغة أسواقاً في عكاظ، والمربد وذي المجنة، وقد بلغ بهم تقديس الكلمة إلى أنْ علَّقوا الجيد منها على أستار الكعبة.


لذلك جاءتْ معجزته -صلى الله عليه وسلم- من جنس ما نبغ فيه قومه.


فالمعنى (ص) أي: حرف من حروفهم (وَٱلْقُرْآنِ) (ص: 1) الذي عجزوا عنه، والقرآن مرة يُطْلَق عليه الكتاب لأنه مكتوب، ويُطلق عليه القرآن لأنه مقروء، فهو مكتوب في السطور ومقروء، ومحفوظ في الصدور.


ومعنى (ذِي ٱلذِّكْرِ) (ص: 1) أي: صاحب الذكر، وكلمة الذكر تُطلَق على معان عدة مثل: كلمة عين تُطلق على عين الماء، وعلى العين الباصرة، وعلى الذهب والفضة، وعلى الجاسوس، وتُطلق على الوجيه من الناس، والسياق وذكاء السامع هو الذي يُحدِّد المعنى، فهذه المعاني بينها مشترك لفظي يجمعها، وهذه من مميزات اللغة.


كذلك قلنا مثلاً: كلمة النجم تُطلَق على النجم في السماء، وتُطْلَق على النبات الذي لا ساقَ له، ومنه قوله تعالى: (وَٱلنَّجْمُ وَٱلشَّجَرُ يَسْجُدَانِ) (الرحمن: 6).


ومن ذلك قول الشاعر:

أُرَاعِي النَّجْمَ في سَيْرِي إليكُمُ ويَرْعَاهُ مِنْ البَيْدَا جَوَادِي


فكلمة الذكر تطلق على القرآن الكريم، كما في قوله تعالى: (وَقَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ) (الحجر: 6) ويُطلق الذكر على كتب الرسل السابقين، كما في قوله تعالى: (فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ إِن كُنْتُم لاَ تَعْلَمُونَ) (النحل: 43).


ويُطلق الذكر على الصِّيت والسمعة، كما جاء في قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ) (الزخرف: 44) أي: القرآن.


وفي قوله تعالى: (لَقَدْ أَنزَلْنَآ إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ..) (الأنبياء: 10) وما ارتفع العرب ولا علَتْ لغتهم إلا لأنها لغة القرآن.


ويُطلق الذكر أيضاً على التذكُّر، كما في قوله تعالى: (فَأَنْسَاهُ ٱلشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ..) (يوسف: 42).


ويُطلق الذكر على التسبيح، كما في قوله تعالى: (يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوِّ وَٱلآصَالِ * رِجَالٌ لاَّ تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلاَ بَيْعٌ عَن ذِكْرِ ٱللَّهِ) (النور: 36-37).


ويُطلق الذكر على معنى آخر، هو العطاء الجيد من الله، والعمل الطيِّع من العبد.


إذن: فلفظ الذكر أشبه في القرآن بالماسة تتلألأ في يدك، كلما قلَّبتها وجدتَ لها بريقاً.


فكلُّ هذه المعاني تدخل تحت قوله تعالى: (صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ) (ص: 1).



سورة ص الآيات من 01-05 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة ص الآيات من 01-05 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة ص الآيات من 01-05   سورة ص الآيات من 01-05 Emptyالخميس 11 فبراير 2021, 1:13 am

بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ (٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

نعرف أن (بل) حرف يفيد الإضراب عما قبله أو نفي ما قبله وإثبات ما بعده، فـ (بل) هنا تثبت أن الذين كفروا في عزَّة وشِقَاق، فما المنفي قبلها؟

قبلها قوله تعالى: (صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ) (ص: 1) هذه معجزة محمد -صلى الله عليه وسلم-، وكان من الواجب أنْ يقتنعوا بها، وأنْ يؤمنوا بها لكنهم كفروا، فالمعنى: بل الذين كفروا ما صدَّقوه، بل هم في عِزَّة وشِقاق.

بعض العلماء يرى أن: (صۤ وَٱلْقُرْآنِ ذِي ٱلذِّكْرِ) (ص: 1) قَسَمٌ جوابه جاء في آخر السورة في قوله تعالى: (إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ ٱلنَّارِ) (ص: 64) لا..

لا يصح أن نُقدِّر القسم ثم نبحث له عن جواب مناسب.

ومعنى: (فِي عِزَّةٍ..) (ص: 2) أي: عِزَّة الإثم، وهي التعالي والاستكبار عن الحق، وهي عزة بلا رصيد (وَشِقَاقٍ) (ص: 2) من الشق، وهو حدوث فاصل بين شيئين، ولهذه معانٍ كثيرة في اللغة، نقول: هذا في شق وذلك في شق.

يعني: لا يلتقيان، مثل كلمة عدو، لأن العدوَّان لا يتفقان، وكلمة عدو أصلها في لغة العرب، ومن بيئتهم حيث توجد الوديان، والوادي له ناحيتان، كل واحدة تُسمَّى عُدوة.

ومنه قوله تعالى: (إِذْ أَنتُمْ بِالْعُدْوَةِ ٱلدُّنْيَا وَهُم بِٱلْعُدْوَةِ ٱلْقُصْوَىٰ..) (الأنفال: 42) فعدو من العدوة.

يعني: كل واحد مِنا في ناحية، ومثلها كلمة جانب، وكلمة حد كما في قوله تعالى: (إِنَّ ٱلَّذِينَ يُحَآدُّونَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ) (المجادلة: 5).

ومثلها كلمة انحرف، يعني: هذا في حرف، وهذا في حرف، يعني: على طرف وهذا على الطرف الآخر، ومنه قوله تعالى: (وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَعْبُدُ ٱللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ..) (الحج: 11) فهذه كلها ألفاظ تؤدي معنى عدم الالتقاء، كما في: (بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فِي عِزَّةٍ وَشِقَاقٍ) (ص: 2) عزة آثمة كاذبة وشقاق يعني: اختلاف لا التقاءَ فيه، والمراد بالشِّقاق عدم اتعاظهم من سوابق الأمم مع رسلهم؛ لذلك القرآن لا يسرد لهَم تاريخاً حين يقول لهم: (وَإِنَّكُمْ لَّتَمُرُّونَ عَلَيْهِمْ مُّصْبِحِينَ * وَبِٱلَّيلِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (الصافات: 137-138) إنما يُذكِّرهم بما غفلوا عنه.

وهنا يقول: (كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ...).



سورة ص الآيات من 01-05 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة ص الآيات من 01-05 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة ص الآيات من 01-05   سورة ص الآيات من 01-05 Emptyالخميس 11 فبراير 2021, 1:14 am

كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ (٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

(كم) هنا خبرية تفيد الكثرة، فكأن الحق سبحانه ترك للمخاطب أنْ يتصوَّر الكمية ويُحدِّد الكمية في كم، وأنت لا تستخدم هذا الأسلوبَ إلا وأنت واثق من هذه الكثرة، كما تقول لمن يجحد فضلك: كم أعطيتُك أو كم صبرتُ عليك، يعني: مراراً كثيرة.

والقرن قلنا: إنه الفترة أو الطائفة من الزمن يحكمها مشخِّص واحد كالنبوة أو غيرها، كما نقول قوم نوح أو قوم هود، وقد اصطلح على أن القرن مائة سنة، وسُمِّيتْ قرناً لأنها متقارنة بعضها ببعض.

وفي قوله تعالى (مِن قَبْلِهِم) (ص: 3) احتياط جميل لأنه بعد بعثة سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم يهلك الله قوماً بالجملة كما حدث قبله -صلى الله عليه وسلم-؛ لذلك خاطب الحق سبحانه رسوله محمداً بقوله: (وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ) (الأنفال: 33).

فقوله تعالى: (مِن قَبْلِهِم) (ص: 3) يعني: هذه مسألة سبقتْ ولن تتكرر في أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- وهذه المسألة تجد لها نظيراً في قوله تعالى: (فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَآءَ ٱللَّهِ مِن قَبْلُ) (البقرة: 91).

لو لم يقُلْ الحق سبحانه (من قبل) لظَنَّ سيدنا رسول الله أن قومه ربما قتلوه كما قتل الأنبياء قبله، لكن الحق سبحانه يُطمئِنُ رسوله بقوله: (مِن قَبْلُ) (البقرة: 91) يعني: اطمئن، فهذه لن تتكرر، وفي هذا تثبيت لفؤاده -صلى الله عليه وسلم-.

وقوله تعالى: (فَنَادَواْ) (ص: 3) يعني: ساعة حَلَّ بهم العذاب، ونزل بهم الهلاك العام نادوا نداءً عاماً لكل مَنْ يسمع ليُخلِّصهم ويُغيثهم وينقذهم، لكن ينادون مَنْ؟

لم يحدد القرآنُ المنادي ليدل على ما هم فيه من الفزع؛ لذلك نجد أن المناداة للفزع إلى مَنْ يخلصك مما لا تقدر عليه لها مراحل على قَدْر الخطر الذي تتعرض له، فلو رماك أحدٌ مثلاً بحجر تنادي ذاتك وتستدعي بعضك، فتحرك يدك مثلاً أو رِجْلك لتتفادى الأذى.

فإنْ كان الخطر فوق استطاعتك تنادي أقربَ الناس إليك أباك، أمك، أخاك، جارك، مَنْ يسير معك في الشارع.. إلخ فإذا لم تجد مغيثاً في هؤلاء تقول يا هوه.

وقلنا: إنها تعني يا هُوَ يعني: يا الله ليس لي سواك أناديه وألجأ إليه.

وهؤلاء لما نزل بهم الهلاك نادوا نداءً عاماً لكل مَنْ يستطيع أنْ ينقذهم ويغيثهم، لكن هيهات فمَنْ يغيثهم إنْ كان ما ينزل بهم من الله؟

إذن: نداؤهم لا جدوى منه (فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ) (ص: 3) كلمة (لات) مكوَّنة من لا النافية زيدتْ عليها التاء، لا للنفي عموماً فتنفي مرة المكين كما لو قلت: لا رجلَ في الدار وتنفي المكان كما لو قلتَ: لا دارَ أسكنها، فإذا زيدتْ عليها التاء نفتْ الزمن خاصة؛ لذلك جاءتْ بعدها كلمة (حين) وهي مثل: ثَمَّ وثمَّة.

قال الشاعر:
ثُمَّتَ قُمْنَا إلَى جُردٍ مُسَوَّمَةٍ أعْرافُهُنَّ لأَيْدِينَا مَنَادِيلُ

ومعنى (مناص) يعني: مفَرّ ومَهْرب.

فالمعنى (فَنَادَواْ وَّلاَتَ حِينَ مَنَاصٍ) (ص: 3) يعني: ليس الوقتُ وقتَ مفَر ولا مهربَ.



سورة ص الآيات من 01-05 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة ص الآيات من 01-05 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة ص الآيات من 01-05   سورة ص الآيات من 01-05 Emptyالخميس 11 فبراير 2021, 1:14 am

وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ (٤) أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَٰهًا وَاحِدًا إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ (٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

العجب هو الاستغراب، إنهم يتعجبون وأمرهم أعجب، يتعجَّبون (أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) (ص: 4) والعجيب حقاً أنْ يأتيهم رسولٌ من جنس آخر غير جنسهم، لذلك قال تعالى في موضع آخر: (وَمَا مَنَعَ ٱلنَّاسَ أَن يُؤْمِنُوۤاْ إِذْ جَآءَهُمُ ٱلْهُدَىٰ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَبَعَثَ ٱللَّهُ بَشَراً رَّسُولاً) (الإسراء: 94).

كانوا يريدون الرسول مَلَكاً، ولو جاءهم ملَكٌ لجاءهم في صورة رجل منهم، ولو شخص لهم في صورة رجل لَظلَّتْ الشبهة قائمة، والحق سبحانه يردُّ عليهم: (قُل لَوْ كَانَ فِي ٱلأَرْضِ مَلاۤئِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ مَلَكاً رَّسُولاً) (الإسراء: 95).

وقال سبحانه: (وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ) (الأنعام: 9).

إذن: لابُدَّ أنْ يكون المرسَل من جنس المرسَل إليهم، لأن الرسول حامِلُ منهجٍ يُحققه، الرسول أُسْوة وقُدوة لقومه، وكيف تتحقق الأُسْوة بالملَك؟

والله لو جاء الرسول مَلَكاً لاعترضوا عليه، ولقالوا إنه مَلَك معصوم يقدر على ما لا نقدر نحن عليه، ثم إن المَلَك ليس له شهوة كشهوتنا.. إلخ.

إذن: العجب هو استغراب أنْ يكونَ الرسول واحداً منهم ومن جنسهم، إن كَوْنَ الرسول من بينكم هو الحجة وبه تتم الأُسْوة؛ لذلك حينما يمتنُّ الله على أمة محمد -صلى الله عليه وسلم- يقول: (لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ..) (التوبة: 128) يعني: من جنسكم وليس غريباً عنكم، فهذه مَيْزَة لكم، إذن: عجبكم ليس له مكان.

والجنس هنا ليس جنسَ الإنسان فحسب، إنما من نوعهم من العرب، بل من أوسطهم وهم قريش وأنتم تعرفونه قبل بعثته، وتعرفون أصله ونسبه؛ لذلك يرد الله عليهم فيقول: (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ..) (يونس: 15) يعني: واضحات لا تُنكَر: (قَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ٱئْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَـٰذَآ أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِيۤ أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نَفْسِيۤ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَىۤ إِلَيَّ إِنِّيۤ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ * قُل لَّوْ شَآءَ ٱللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِّن قَبْلِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ) (يونس: 15-16).

نعم لقد عاش سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين قومه أربعين سنة قبل بعثته، وكانوا يعرفون عنه كل شيء، إذن: العجب في النقيض، وليس في الواقع الذي يتعجبون منه.

ثم يحكي الحق عنهم: (وَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ) (ص: 4) الساحر هو الذي يُخيّل لنا الأشياء فنراها على غير حقيقتها، لكنه لا يغير الحقيقة، فالسحر ليس في الشيء إنما في أعين الناس، كما قال تعالى: (سَحَرُوۤاْ أَعْيُنَ ٱلنَّاسِ..) (الأعراف: 116).

لذلك هناك فرق بين السحر وبين معجزة سيدنا موسى عليه السلام، وقد كانت من جنس يقارب السحر لأنه سيعانده سَحَرة، ولما ألقى موسى عصاه فرآها السحرة تلقَفُ ما سحروا قالوا: آمنَّا برب موسى، وما ذلك منهم إلا لأنهم أيقنوا أن ما جاء به موسى ليس من قبيل السحر، فهُمْ يعرفون السحر جيداً، ويعرفون ألاعيب السحرة، وليس هذا الذي يروْنَه منها.

إنهم يروْنَ حَيَّة تلقف ما يأفكون، والساحر يرى الأشياء على حقيقتها، فيرى الحبال حبالاً، في حين يراها الناسُ ثعابين تسعى وتتحرك، إذن: ما فعله موسى أمامهم ليس من السحر.

ونردّ على هؤلاء الذين يتهمون رسول الله بالسحر.

ونقول: لو سَلَّمنا معكم أن محمداً ساحر وسحر مَنْ آمن به، فكيف بكم لا تزالون على كفركم؟

لماذا لم يسحركم محمد كما سحر المؤمنين به، وتنتهي المسألة بينكم وبينه؟

ثم يقولون: (أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) (ص: 5) إنهم يتعجَّبون وينكرون أنْ يدعوَهم رسولُ الله إلى التوحيد، وإلى عبادة الله وحده لا شريك له، وقد كانوا يعبدون آلهة عِدَّة، فحول البيت أصنام كثيرة، ومنهم مَنْ كان يعبد الشمسَ أو القمر أو الكواكب والنجوم، ومنهم مَنْ عبد الملائكة.. إلخ.

لكن من أين أتتهم هذه الشبهة؟

جاءتْ هذه الشبهة من استعظامهم الوجود، فهذا الكون البديع المحكم فيه أرض بها أنهار وجبال وزروع وثمار، وفيه سماء فيها شمس وقمر ونجوم وكواكب وأفلاك.. إلخ.

فهذا الكون في نظرهم لا يقدر على خَلْقه واحد بمفرده، لا بد أن كثيرين اشتركوا في خَلْقه.

إذن: فعظمة الوجود هي التي جعلتهم يقولون بآلهة متعددة، وهنا لابُدَّ أن نقولَ سبحان الله، فالعكس هو الصحيح في هذه المسألة، فعظمة الخَلْق دليل على أن الخالق واحد، ولو كان الخالق متعدداً لما جاء الخَلْق على هذا النظام والتناسق، ولو كان الخالق متعدداً لكان الحال كما وصفه الحق سبحانه: (إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَـٰهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ..) (المؤمنون: 91).

فقولهم: (أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً..) (ص: 5) خطأ من ناحيتين: الأولى ظنُّهم أن عظمة الصنعة دليلٌ على تعدُّد الصانع، في حين أن عظمة الصنعة دليل على أن الصانع واحد، الأخرى: أنكم قُلْتم بتعدد الآلهة، والإله يعني المعبود المطاع في أوامره ونواهيه فقولوا لنا: بماذا أمرتكُم هذه الآلهة، وعَمَّ نهتكم؟

بل ماذا أعدَّتْ لمن أطاعها من الجزاء، وماذا أعدَّتْ لمن عصاها؟

إذن: قولكم آلهة كذب وهراء تقولونه بألسنتكم ما أنزل الله به من سلطان، ولو عرفتم معنى الآلهة ومعنى العبادة وأن المعبود لابُدَّ أن يكون له منهج يسير عليه العباد، لو عرفتُم هذا لما قُلْتم بتعدُّد الآلهة.

لذلك الحق سبحانه يضرب لهم مثلاً، فيقول: (ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلاً رَّجُلاً فِيهِ شُرَكَآءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلاً سَلَماً لِّرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً..) (الزمر: 29).

يعني: هل يستوي في العبودية عند مملوك لسيد واحد وعبد مملوك لعدة أسياد، وليتهم متفقون إنما متشاكسون مختلفون فيما بينهم، كذلك لا يستوي مَنْ عبد الله وحده ومَنْ عبد آلهة متعددة.

وقولهم: (إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ) (ص: 5) في الآية قبلها قال تعالى: (وَعَجِبُوۤاْ) (ص: 4) من الفعل عَجَب ومصدره عَجَباً.

أما هنا فقال (عُجاب) وهذه الصيغة تدلُّ على المبالغة في العجب والاستغراب، فأصل المصدر والبِنْية موجود فيها، والزيادة دَلَّتْ على المبالغة كما نقول: طويل وطوال.

ونقول: أمر غريب وغراب.



سورة ص الآيات من 01-05 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة ص الآيات من 01-05
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة هود الآيات من 046-050
» سورة طه الآيات من 061-065
» سورة يس الآيات من 36-40
» سورة ص الآيات من 71-75
» سورة ص الآيات من 76-81

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: ص-
انتقل الى: