• أـ حلقات متعلقة بالقرآن الكريم.
1ـ فضل قراءة القرآن.
2ـ فضل الاستماع إلى القرآن.
3ـ فضل حفظ القرآن.
4ـ أثر القرآن في تقييم الإنسان.
5ـ القرآن، والحديث القدسي، والحديث النبوي.
6ـ اسم الله الصمد.
7ـ الشجرة الملعونة في القرآن.
8ـ مثل الحياة الدنيا في القرآن.
9ـ كلمات قرآنية غريبة.
10ـ مفارقات قرآنية.
11ـ موهم التعارض في القرآن.
12ـ معنى الحروف المقطعة.
13ـ سر الحروف المقطعة.


1ـ فضل قراءة القرآن*
المقدم: لا شك أن لقراءة القرآن الكريم فضلًا عظيمًا، ومعنا فضيلة الدكتور/ عبد البديع أبو هاشم يحدثنا حول هذا الفضل العظيم!
أبي: بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.

وبعد...
فإن لقراءة القرآن الكريم فضلًا عظيمًا جدًا، ولا عجب؛ فإن قاريء القرآن الكريم يكون في مقام المناجاة مع الله، وإنه لشرفٌ جليلٌ أن يأذن الخالق لعباده أن يقرءوا كلامه، وأن يناجوه بقرآنه، كما قال -تعالى-: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ)، وقال: (وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا).

ورتّبَ الله -من فضله- على ذلك أجرًا مضاعَفًا، وذلك فيما حدّث به عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول: (الم) حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ".

ومعنى هذا أن قاريء القرآن فوق ما له من شرف المناجاة مع الله الجليل -سبحانه-؛ له بقراءة كل حرفٍ عشرُ حسنات، فمن قرأ (الم) فله بها عند الله ثلاثون حسنة، وزائدًا على ذلك هو في الناس كالثمرة الطيبة، طعمها طيبٌ وريحها طيبٌ.

عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَثلُ المؤمن الذي يقرأ القرآن مِثل الأُترُجَّة، ريحها طيبٌ، وطعمها طيبٌ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة، لا ريحَ لها وطعمُها حُلوٌ...".

المقدم: ما أثر القرآن الكريم على صاحبه يوم القيامة؟
أبي: نِعمَ الصاحب القرآن، يعطي ولا يأخذ، ينفع ولا يضر.

روى الإمام مسلم -رحمه الله- عن أبي أمامة -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "اقرءوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه".

وما أعظم هذا الموقف، وما أحنّ هذه الصحبة، وذلك حين يكون الناس كالفَراش المبثوث، يفرُّ المرء من أخيه، وأمه وأبيه، وصاحبته وبنيه، لكل امريءٍ منهم يومئذٍ شأنٌ يغنيه، ولا يسأل حميمٌ حميمًا، وإذا بالقرآن ينظر أصحابَه وسط هذا الزحام فيعرفهم، ويشفع لهم عند الله قائلًا: أيْ ربِّ، منعتُه النوم بالليل، فشفِّعني فيه، فيقبل الله شفاعة القرآن لصاحبه وينجيه به.

بل تمتد صحبة القرآن لصاحبه إلى الجنة حتى يبوئه منزلةً رفيعةً عاليةً، كما صح عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "يُقال لصاحب القرآن في الجنة: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها".

وهكذا يترقَّى في مراقي الجنة ودرجاتها على قدر صحبته للقرآن في الدنيا، وتدوم الصحبة في الجنة بمواصلة الترتيل، فنِعمَ الصاحبُ، ونعمت الصحبة.
هذا، وسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.