منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة فاطر الآيات من 31-35

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة فاطر الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: سورة فاطر الآيات من 31-35   سورة فاطر الآيات من 31-35 Emptyالثلاثاء 12 يناير 2021, 11:44 pm

وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ (٣١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الوحي في معناه العام كما قلنا: إعلام بخفاء، فإنْ كان جهراً وعلانية فلا يُعَدُّ وَحْياً، فأنت مثلاً يدخل عليك جماعة من الضيوف فتنظر مجرد نظرة إلى خادمك يفهم منها ما تريد دون أنْ يشعر أحد بك، هذا يُعَد وحياً.

كذلك الوحي الشرعي لا يأتي علانية، إنما خُفية بين الله تعالى ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.

الوحي يختلف باختلاف الموحِي، والموحَى إليه، والموحَى به.

فالله تعالى يُوحي للجماد، كما أوحى للأرض: (بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَىٰ لَهَا) (الزلزلة: 5).

ويُوحي للنحل: (وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَىٰ ٱلنَّحْلِ أَنِ ٱتَّخِذِي مِنَ ٱلْجِبَالِ بُيُوتاً..) (النحل: 68).

وأوحى البشر من غير الرسل: (وَأَوْحَيْنَآ إِلَىٰ أُمِّ مُوسَىٰ أَنْ أَرْضِعِيهِ) (القصص: 7) وأوحى للحواريين.

أما الوحي الشرعي الذي يتعلّق بالتكاليف فَوَحْي من الله وخطاب إلى الرسُل بمنهج ليبلغوه عن الله، وليس مجرد خاطر أو إلهام كالوحي السابق، ومن الوحي أنْ يُوحي الشياطين إلى أوليائهم، يقول الحق سبحانه: (وَإِنَّ ٱلشَّيَٰطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىۤ أَوْلِيَآئِهِمْ لِيُجَٰدِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ) (الأنعام: 121).

قوله تعالى: (وَٱلَّذِيۤ أَوْحَيْنَآ إِلَيْكَ مِنَ ٱلْكِتَابِ) (فاطر: 31) أي: من القرآن.

أو من اللوح المحفوظ (هُوَ ٱلْحَقُّ) (فاطر: 31) أي: القرآن هو عَيْن الحق، وقد عرفنا من دراساتنا النحوية أن المبتدأ يأتي دائماً معرفة، لأنك ستحكم عليه، ولا يمكن أن تحكم على مجهول فتقول مثلاً: زيد مجتهد.

فزيد معروف لك حكمتَ عليه بأنه مجتهد، إذن: المجهول هو الخبر، لذلك يأتي نكرةً دائماً، فإذا قلتَ زيد هو المجتهد، فإن هذا يعني أنه بلغ من الاجتهاد مبلغاً، بحيث إذا أُطلِق الاجتهاد لا ينصرف إلا إليه.

كذلك في قوله تعالى (هُوَ ٱلْحَقُّ) (فاطر: 31) : أي: لا ينصرف الحق إلا إليه، وهو عَيْن الحق، ومعنى الحق الشيء الثابت الذي لا يتغير ولا يتضارب، وحتى لا يفهم أحد أنه ما دام القرآن هو الحق فغيره من الكتب السابقة باطل، قال سبحانه: (مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ) (فاطر: 31) فالقرآن حق ومُصدَّق لما سبقه من الكتب السماوية، فهي أيضاً حق؛ لأن القرآن صدَّق عليها، ولم يأتِ مخالفاً لها.

وفي موضع آخر، قال تعالى: (وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ) (المائدة: 48).

فكأن الحق سبحانه يعطي للقرآن صَوْلة الخاتم النهائي في الإكمال البشري، فإنْ جاء حكم في الكتب السابقة ثم نزل حكم آخر في القرآن فلنأخذ بالحكم الأخير؛ لأنه نسخ الأول لمصلحة يقتضيها العصر وطبيعة التكاليف التي تتدرج حسب حالات الأمم.

فكأن الحق سبحانه ميَّز رسوله -صلى الله عليه وسلم- بميزة لم تتوفر لغيره من الرسل، وهي أن الرسل السابقين كانوا يُبلِّغون ما يُوحَى إليهم لأممهم، لكن الله أذن لرسوله أن يُبلِّغ عن الله وفوَّضه أن يُشرِّع لقومه؛ لذلك قال سبحانه: (وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ) (الحشر: 7).

وهذه الآية ترد على الذين يقولون بأَخْذ القرآن دون السنة، هذه الفِرْية القديمة الحديثة التي نسمع مَنْ ينادي بها من حين لآخر، وهم لاَ يعلمون أن نصَّ القرآن يُلزمهم بالسنة واحترامها والأخذ بها؛ لأنها مُوضِّحة للقرآن، مُبيِّنة له، شارحة لما أُجمل فيه، وإلا فماذا يقولون في قوله تعالى: (وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ) (الحشر: 7) ؟

ولو قُلْتُ لك: هل في دستورنا مادة تنصُّ على فَصْل الموظف الذي يتغيَّب عن عمله خمسة عشر يوماً؟

لا توجد هذه المادة في الدستور، إنما هي قانون وضعه جماعة من المختصين المفوضين في ذلك، حيث يُؤلَّف للخادمين في الحكومة والعاملين بها لجنة تضع لهم القوانين بالتفويض، كذلك فُوِّض رسول الله من قِبَل ربه عز وجل في أنْ يُشرِّع لأمته، وأنْ يُوضِّح لهم.

ثم يقول سبحانه: (إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) (فاطر: 31) الخبير: هو الذي يعلم خبايا كل الأشياء على حقيقتها، والبصير: هو الذي لا يغيب عنه شيء، ولا يعزب عنه مثقال ذرة، فقد تعلم الشيء لكن لا تراه، والحق سبحانه يجمع في القرآن كثيراً بين الخبير البصير كما في هذه الآية، أو بين اللطيف الخبير لأن الخبرة تحتاج إلى بصر وتحتاج إلى لُطْف.

واللطيف كما قلنا هو الذي يتغلغل في الأشياء ولا يمنعه مانع.

لذلك قلنا: إن أعنف الأشياء فَتْكاً هي الدقيقة اللطيفة التى لا تُرى بالعين المجردة، وكنا (زمان) نسميها الميكروب، والآن ظهر الفيروس، أظن أنه ألطف وأدقّ من الميكروب، وأشدّ منه فَتْكاً.

وقد أوضحنا هذه المسألة بالذي يبني بيتاً مثلاً، ويريد أن يحتاط للحيوانات والحشرات الضارة، فيضع شبكة من الحديد مثلاً على الشبابيك، لكن لابُدَّ أن تتناسب هذه الشبكة مع دِقَّة الشيء الذي تخاف منه، فالذي يمنع الذئاب، غير الذي يمنع الفئران، غير الذي يمنع الذباب والناموس.. إلخ.

إذن: كلما دَقَّ الشيء عَنُفَ واحتاج إلى احتياط أكثر، لأنه يتغلغل في أضيق شيء وينفذ إليك دون أنْ تشعر به.

ونفهم من قوله تعالى: (إِنَّ ٱللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ) (فاطر: 31) أن الله تعالى هو القادر وحده على أنْ يُشرِّع لعباده ما يناسبهم في كل زمان ومكان؛ لذلك تعددتْ الكتب السماوية لما اختلفتْ الداءات، فلما التقى العالم واتصل جاء القرآن مهيمناً على كل هذه الكتب.

ثم يقول الحق سبحانه: (ثُمَّ أَوْرَثْنَا ٱلْكِتَابَ ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا...).



سورة فاطر الآيات من 31-35 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 18 يناير 2021, 7:56 pm عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة فاطر الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فاطر الآيات من 31-35   سورة فاطر الآيات من 31-35 Emptyالثلاثاء 12 يناير 2021, 11:46 pm

ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ وَمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ (٣٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الكتاب هو القرآن، إذن: هذا الميراث كان بعد سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو دليل على أن المرحلة التي بعد رسول الله مرحلة ميراث للكتاب وللمنهج؛ يرثه العلماء عن رسول الله؛ لذلك جاء في الحديث: "إن العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يُورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما وَرَّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر".

فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان هو المبلِّغ والمعلِّم حال حياته، أما بعد وفاته فقد وَكَل الله هذه المهمة إلى العلماء.

ومعنى: (أَوْرَثْنَا) (فاطر: 32) يعني: طلبنا منهم أنْ يفعلوا فيه فَعْل الوارث في المال؛ لأن الوارث للمال يُوجِّهه وجهةَ النفع العام، وهذه هي وِجْهة الرسالة أيضاً.

لذلك قال تعالى: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً) (البقرة: 143) فنحن ورثة محمد، ومَنْ علم مِنَّا حكماً فعليه أنْ يبلغه.

فالرسول شهيد على مَنْ بلَّغهم، كذلك أمته سيكونون شهداء على الناس الذين يُبلِّغونهم.

ومعنى (ٱصْطَفَيْنَا) (فاطر: 32) أي: اخترنا وفضَّلنا على سائر الأمة، ثم يُقسِّم الحق سبحانه هؤلاء إلى ثلاثة أصناف: (فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ) (فاطر: 32) ظلمها بالتقصير في حَقِّ هذا الكتاب الذي ورثه، فلم يعمل به كما ينبغي أنْ يعمل، بل قد يرتكب كبيرة والعياذ بالله.

وهذا الصنف ظلم نفسه؛ لأنه حرمها الثواب؛ فكُلُّ تكليف يطلب منك العمل اليسير ويعطيك عليه الجزاء الوفير، فحين تُقصِّر في اليسير من العمل فإنك لا شكَّ ظالمٌ لنفسك.

(وَمِنْهُمْ مُّقْتَصِدٌ) (فاطر: 32) يعني: يعمل به في بعض الأوقات، فيخلط عملاً صالحاً بآخر سيء.

(وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِٱلْخَيْرَاتِ بِإِذُنِ ٱللَّهِ) (فاطر: 32).

اللهم اجعلنا منهم إنْ شاء الله، وكلمة (سابق) تدل على أن هناك سباقاً ومنافسة: أيّ المتسابقين يصل أولاً إلى الغاية الموضوعة للسباق، وأهل هذا الصنف يتسابقون في الخيرات.

وقوله تعالى: (ٱصْطَفَيْنَا) (فاطر: 32) دلتْ على أن كلمة التوحيد لها ثمن، والإيمان برسول الله له ثمن، والعمل بما جاء به رسول الله له ثمن، وإنْ كان من بين هؤلاء المصطفين مَنْ يظلم نفسه بالتقصير بل وارتكاب المعاصي، وهو مع هذا كله من المصطفين؛ لأنه قال لا إله إلا الله، والحق سبحانه لا يُسوِّي بين مَنْ قال هذه الكلمة ومَنْ جحدها "لا إله إلا الله حِصْني، مَنْ قالها دخل حصني".

لذلك ذكر الحق سبحانه لهؤلاء المؤمنين الذين وَرِثوا الكتاب وصفين: (ٱلَّذِينَ ٱصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا) (فاطر: 32) فوصفهم بالاصطفاء، والعبودية له سبحانه إذن: نزل الكتاب على محمد -صلى الله عليه وسلم- وورثتْ أمته الكتاب من بعده، فهي امتداد لرسالته؛ لذلك أَمِن الله على هذه الأمة على أنْ تحمل منهج الله إلى الناس كافة إلى أن تقوم الساعة، في حين لم يأْمَن غيرنا.

وقد تكفل الحق سبحانه بحفظ هذا الكتاب، ولم يكِلْ حفظه إلى أحد كما حدث في الكتب السابقة على القرآن، كما قال سبحانه: (إِنَّآ أَنزَلْنَا ٱلتَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا ٱلنَّبِيُّونَ ٱلَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَٱلرَّبَّانِيُّونَ وَٱلأَحْبَارُ بِمَا ٱسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ ٱللَّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَآءَ فَلاَ تَخْشَوُاْ ٱلنَّاسَ وَٱخْشَوْنِ..) (المائدة: 44).

ومعنى (ٱسْتُحْفِظُواْ) (المائدة: 44) طُلِب منهم أنْ يحفظوه، لكنهم قصَّروا فَنَسُوا بعض الآيات، وحرَّفوا بعضها، وكتَموا بعضها، بل ومنهم مَنْ كان يأتي بكلام من عنده ويقول هو من عند الله، ولأن القرآن هو الكتاب الخاتم حفظه الله بنفسه، ولم يأْمَن أحداً على حفظه.

فإنْ قُلْتَ: كيف يكون الظالمُ نفسَه من المصطفين، وهو مرتكب للذنوب وربما للكبائر؟

نقول: بمجرد أن يقول العبد أشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، فهو مُصْطفىً، اصطفاه الله على الكفار بهذه الكلمة، وإنْ حدثت منه المعصية بعد ذلك.

والحق سبحانه و تعالى حين يذكر الذنب ويُجرِّمه ويضع له عقوبة، فهذا إذْنٌ بأنه سيقع، فمثلاً جرَّم الله السرقة ووضع لها حَدّاً، وجرَّم الزنا ووضع له حداً، فكأن مثل هذه الأمور تحدث في مجتمع المسلمين، أما الكذب مثلاً فلم يضع له حَدّاً ولا عقوبة، لذلك ورد في حديث سيدنا رسول الله لما سُئِل: أيزني المؤمن يا رسول الله؟

قال: نعم، أيسرق المؤمن يا رسول الله؟

قال: نعم، أيكذب المؤمن يا رسول الله؟

قال: لا.

فكأن المؤمن يُتوقَّع منه الزنا والسرقة، ولا يُتوقَّع منه الكذب، فهو أبعد الصفات عن المؤمن..

لماذا؟

قالوا: لأن الكذب يخالف الواقع ويقلب الحقائق، والمؤمن لا يكذب؛ لأنه ينطق بلا إله إلا الله، فإنْ كان كذاباً ما يدريني أنه صدق في هذه الكلمة، فكأن الكذب يهدم الإيمان من أساسه؛ لذلك لم يجعل الله له عقوبة؛ لأنه لا يُتصوَّر من المؤمن.

والمقتصد: هو الذي تساوتْ حسناته وسيئاته، وخلط عملاً صالحاً بآخر سيء، وفي موضع آخر يقول تعالى فى حق هذا الصنف: (وَآخَرُونَ ٱعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ) (التوبة: 102).

يقول النحاة: إن عسى تدل على الرجاء، وأغلب الرجاء التوقّع واحتمال الحديث، على خلاف (ليت) التي وُضعت للتمني، والتمني يكون لشيء بعيد أو مستحيل الحدوث، فهي لمجرد إظهار المحبوبية للشيء المتمنَّى فقط، ولا تدل على رجاء.

ومن ذلك قول الشاعر:
ألاَ لَيْتَ الشبابَ يَعُود يَوْماً فَأخْبِرُ بِمَا فَعَلَ المشِيبُ

وسبق أنْ قُلنا: إن عسى وإنْ دَلَّتْ على رجاء حدوث الفعل، إلا أنها درجات بعضها أوثق من بعض ومراتب، فمثلاً إنْ كان الرجاء في بشر مثلك كأن تقول: عسى فلان أنْ يعطيني.

فهذا رجاء على درجة معينة من احتمال التحقق، فإنْ قُلْتَ عسى أن أعطيك بصيغة المتكلم، فهي أقوى من الأولى وأوثق، فإنْ قُلْتَ: عسى الله أنْ يعطيك فهي أوثق؛ لأنه رجاء في الله، فإنَّ قوله سبحانه: (عَسَى ٱللَّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ) (التوبة: 102) فعسى هنا للرجاء المحقق، إذن: هذه من أرجى الآيات التي ينتظرها المقتصد المقصِّر في حَقِّ ربه.

أمَّا السابق بالخيرات، فهو الذي يعمل بالأمر ويُتمه ويأتي به على أكمل أوجه، ومن ذلك قوله تعالى: (وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ ٱلْمُتَنَافِسُونَ) (المطففين: 26).

وتأمَّل مثلاً قوله تعالى في سيدنا إبراهيم عليه السلام: (وَإِذِ ٱبْتَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ) (البقرة: 124).

يعني: أتمَّ ما أمر به أولاً بالقدرة العادية، ثم بالحيلة والقدرة العقلية، فلمَّا أمره الله مثلاً بأنْ يرفع القواعد من البيت: (وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَٰهِيمُ ٱلْقَوَاعِدَ مِنَ ٱلْبَيْتِ وَإِسْمَٰعِيلُ) (البقرة: 127) ماذا طلب منه؟

وماذا فعل هو؟

طلب منه أنْ يرفع قواعد البيت، وكان يكفي في طاعة هذا الأمر أنْ يبني القواعد على قدر ما تطوله يده من الارتفاع، لكنه زاد على ذلك واستخدم الحيلة العقلية، فبعد أنْ وفَّى الأمر وأدَّاه أراد أنْ يزيد شيئاً من عنده، وأن يُحسن العمل فوق ما طُلِبَ منه، فكان يأتي بالحجر الضخم ويضعه كـ (السقالة)، ويقف عليه ليرفع البناء بقدر ارتفاع الحجر، وولده إسماعيل يناوله.

كذلك لمَّا ابْتُلي في شبابه بالإحراق صبر ووثق بالله، فلمَّا جاءه جبريل عليه السلام يعرض عليه المساعدة، وهو الواسطة بينه وبين ربه أبَى وقال: أما إليك فلا، يعني: أنت وَصَلْتني بالله فلم يَعُد بيني وبين ربي واسطة.

وهذه مسألة عجيبة، ودرجة من الإيمان عالية، وثقة بالله لا يتطرق إليها شك ولا ارتياب؛ لذلك أنقذه الله وخرق له العادة، وأبطل من أجله قانون النار والإحراق، فقال سبحانه للنار: (يٰنَارُ كُونِي بَرْداً وَسَلَٰماً عَلَىٰ إِبْرَاهِيمَ) (الأنبياء: 69).

وتأمل هذا الاحتياط من رب الأمر: (كُونِي بَرْداً وَسَلَٰماً) (الأنبياء: 69) لذلك قال العلماء: لو أن الأمر كان للنار كُوني برداً (وفقط) لتحولتْ عليه برداً قاتلاً ربما أشد من النار.

ثم إن هذا الابتلاء وقع لإبراهيم عليه السلام في نفسه وهو صغير والإنسان قبل أنْ يكون له ولد يكون كل حظه في نفسه، فإنْ رُزق الولد انتقل حظّه إلى ولده فيحبه أكثر من حُبه لنفسه، ويتمنى أن يُعوِّض في ولده ما لم يستطعه في نفسه، لذلك يقولون: إن الإنسان لا يحب أن يكون أحدٌ أفضل منه إلا ولده، إذن: عصبية الإنسان في حبه لولده أكثر من عصبيته لنفسه.

وسيدنا إبراهيم -عليه السلام- بعد أن نجح في الابتلاء في النفس ابتلاه الله في الولد، وتعلمون أن سيدنا إبراهيم رزقه الله بالولد على كِبَر وبعد يأس من الإنجاب، فجاء إسماعيل على شوق من إبراهيم حتى إذا شَبَّ الولد وبلغ مبلغ السعي مع أبيه يأتيه الأمر من السماء أنْ يذبحه، وجاء هذا الأمر في صورة رؤيا، والرؤيا تحتمل التأويل، لكن إبراهيم عليه السلام لم يؤولها، وأخذها على الحقيقة.

وهذا الابتلاء في الحقيقة ينطوي على ابتلاءات أربع...

الأول: أن يذبح الولد الذي جاءه على كِبَر وبعد طول انتظار.

الثاني: ألاّ يذبحه شخص آخر فيكون غريماً لإبراهيم عليه السلام.

الثالث: أنْ يذبحه هو بيده.

الرابع: أنْ يشرك ولده معه في الابتلاء وألاَّ يأخذه على غِرَّة.

ذلك أن إبراهيم عليه السلام لَمَّا هَمَّ بتنفيذ ما أُمِرَ به لم يُرِدْ أنْ يأخذ ولده غِرَّة لِعدْة أمور...

 أولاً: حتى لا يُتَّهم بالقسوة والغلظة.

ثانياً: لكي لا تتغير خواطر الولد نحو والده فيتهمه بما لا يليق.

ثالثاً: ليُشرك ولده معه في الابتلاء وفي الثواب، وفي الرضا بقضاء الله؛ لذلك قال له: (يٰبُنَيَّ إِنِّيۤ أَرَىٰ فِي ٱلْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَٱنظُرْ مَاذَا تَرَىٰ) (الصافات: 102).

فكأنه يأخذ رأيه في الموضوع: (قَالَ يٰأَبَتِ ٱفْعَلْ مَا تُؤمَرُ..) (الصافات: 102) ولم يقل مثلاً: افعل ما تريد، فالأمر انصياع وخضوع لأمر الله: (سَتَجِدُنِيۤ إِن شَآءَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلصَّابِرِينَ) (الصافات: 102).

وهكذا اشترك الاثنان في الرضا، وفي الصبر، وفي الجزاء وخطفَ إسماعيلُ الفوز في الابتلاء في آخر الشوط؛ لذلك قال تعالى: (فَلَمَّا أَسْلَمَا) (الصافات: 103) الولد وأبوه(وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ) (الصافات: 103) يعني: هَمَّ بذبحه، أو كاد يفعل(وَنَادَيْنَاهُ أَن يٰإِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ ٱلرُّؤْيَآ إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَـٰذَا لَهُوَ ٱلْبَلاَءُ ٱلْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ) (الصافات: 104-107).

وحين تتأمل هذه القصة تجد أن الحق سبحانه قابلَ هذه الابتلاءات الأربعة، بعطاءات أربعة: أنقذ إسماعيل من الذبح، وفداه بذبح عظيم، ثم بشَّر إبراهيم بإسحاق.

ومن وراء إسحاق يعقوب، ثم جعلهم جميعاً من الأنبياء فضلاً من الله.

(ذَلِكَ هُوَ ٱلْفَضْلُ ٱلْكَبِيرُ) (فاطر: 32) نعم، الحق سبحانه يعاملنا بالفضل الكبير، ويعطينا مُثُلاً ليحبِّبنا في الدين، فالحسنة عنده بعشر أمثالها، أو يزيدها إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، والسيئة بمثلها.

ومَنْ غلبت حسناته سيئاته يُرْجَى له الجنة، ومَنْ غلبت سيئاته حسناته فهو مُرْجأ لأمر الله، إنْ شاء عذبه بعدله ومآله إلى الجنة، وإنْ شاء غفر له بفضله، فإنْ بادر بالتوبة النصوح وأخلص بدَّل الله سيئاته حسنات.

حتى أن بعض الظرفاء يقول: ليتني كنت من أهل الكبائر.

وجاء في دعاء العارفين: اللهم عاملنا بالفضل لا بالعدل، وعاملنا بالإحسان لا بالميزان، وعاملنا بالجبر لا بالحساب.

يعاملنا ربنا بالفضل بدليل أنه أدخل الظالم لنفسه، وأدخل المقتصد في ساحة المصطفين من عباده.

ثم يوضح لنا الحق سبحانه هذا الفضل الكبير فيقول: (جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ...).



سورة فاطر الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة فاطر الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فاطر الآيات من 31-35   سورة فاطر الآيات من 31-35 Emptyالثلاثاء 12 يناير 2021, 11:46 pm

جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ (٣٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

تلحظ أن (جَنَّاتُ) (فاطر: 33) جمع، فهي جنات عِدَّة، لا جنة واحدة، وجنات (عدن) يعني: إقامة دائمة لا تنتهي، ووصف الجنات هنا بالدوام لأن آدم عليه السلام سبق أنْ أُدخل الجنة، لكن خرج منها، أما جنة الآخرة فدائمة باقية لا يخرج منها مَنْ دخلها.

وقوله تعالى (يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً) (فاطر: 33) تلحظ أن الحق سبحانه ذكر هنا التحلية والزينة قبل الضروريات، وهذا يعني أن الضروريات جاهزة مفروغ منها، وهذه التحلية ستكون في الآخرة من الذهب ومن الحرير، وهي من المحرَّمات على الرجال في الدنيا، أما في الآخرة فشيء آخر.

وكلمة (أساور) جمع أسورة وأسورة جمع سوار.

مثل فؤاد وأفئدة، فهي جمع للجمع ليدل على كثرتها، وأنك ستُحلَّى إن شاء الله في الجنة بأساور كثيرة تملأ الذراع من المعصم إلى العَضُد، ومعلوم أن السوار هو ما يتحلى به المعصم وتلبسه النساء للزينة في الدنيا، كُلٌّ حسب إمكاناتها، حتى أن بعض الغنيات يلبسْنَ أسورة عريضة في العضد يسمونها (دُمْلُك) لفرط غناها.

وعجيب أن نرى بعض الرجال يتعجَّلون حلية الجنة، لكن من غير طريقها، فيلبسون الأساور، وهو ما يُسمَّى الآن (الانسيال).

وذكر الحق سبحانه أساور الذهب في الحلية؛ لأن الملوك قديماً كانوا يلبسونها ويتحلَّوْن بها، وكان لكسرى سواران لهما قصة في تاريخنا، فلمَّا أسلم سراقة بن مالك، وكان نحيلاً تشبه ذراعاه ذراعَيْ الماعز، وكان بعض الصحابة يسخرون منه، فنهاهم عن ذلك سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وقال قولة عرفوا معناها فيما بعد، قال: "كيف بهما -يعني ذراعي سراقة- في سِوَاري كسرى؟".

فلما فتح المسلمون بلاد فارس وغنموا قصور كِسْرى وأمواله جاء السِّواران من نصيب سُراقة عند توزيع الغنائم، فلما رآهما عمر في يديه قال: صدق رسول الله -صلى الله عليه وسلم-.

وهذه الأساور (مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً) (فاطر: 33) الذهب معلوم أنه من الجبال، واللؤلؤ من حِلْية البحر.

وتأمَّل دِقَّة الأداء القرآني هنا: فلما تكلم عن الأساور جاء بجمع الجمع ليدل على الكثرة، لكن لما تكلم عن الثياب قال: (وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ) (فاطر: 33) بصيغة المفرد..

لماذا؟

قالوا، لأنك لا تحتاج إلى العديد من الثياب إلا لتردَّ عن نفسك البرد أو الحر، وليس في الجنة شيء من هذا.



سورة فاطر الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة فاطر الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فاطر الآيات من 31-35   سورة فاطر الآيات من 31-35 Emptyالثلاثاء 12 يناير 2021, 11:48 pm

وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ (٣٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

هذا قَوْل المؤمنين ساعة يتمتعون بنعيم الجنة، فهم لا ينسوْنَ المنعِمَ سبحانه، فيحمدونه أولاً على أنْ شَرَع لهم المنهج الذي أوصلهم إلى هذا النعيم، ويحمدونه على أنْ نجَّاهم وأنقذهم من الكفر وهداهم إلى الإيمان.

إذن: هذا حَمْدٌ مُرَكَبٌ.

وكلمة (ٱلْحَمْدُ للَّهِ) (فاطر: 34) هي آخر ما يقوله المُنَعَّمُونَ في الآخرة، كما قال تعالى: (وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ ٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ) (يونس: 10).

ومن لُطف الله بعباده وعَطْفه عليهم يُعلِّمهم كيف يحمدونه سبحانه، ويُعلِّمهم هذه الكلمة الموجزة المكوّنة من مبتدأ وخبر: الحمد لله، ذلك لأن الناس مختلفون في القدرة على الأداء البياني والتعبير البليغ، فواحد بليغ قادر على صياغة الأسلوب الجميل وتنميق العبارات، وآخر لا يجيد شيئاً من هذا؛ لذلك علَّمنا الله تعالى كيف نحمده بلفظ سهل ميسور يتساوى فيه الجميع.

لذلك جاء في مناجاة رسول الله لربه: ".. لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسك".

وقلنا: إن كلمة (الحمد لله) تستوجب سلسلةً لا تنتهي من الحمد، فحين تقول على النعمة: الحمد لله.

فهذه الكلمة في ذاتها نعمة تستوجب الحمد، وتستحق الحمد، وهكذا يظل الحق سبحانه محموداً، ويظل العبد حامداً إلى ما لا نهاية.

وقوله سبحانه (ٱلَّذِيۤ أَذْهَبَ عَنَّا ٱلْحَزَنَ) (فاطر: 34) هذه نعمة ثالثة تستحق الحمد، فالحمد أولاً على النعم، وثانياً على أنك حمدتَ الله على نعمه، وثالثاً تحمد الله الذي أذهب عنك الحزن، والحَزَن كل ما يُحزِنك أو يغمُّك، أو هو استدامة الحزن في الإنسان.

فالإنسان يسعد بالنعيم في الدنيا ويُسَرُّ به، لكن يُنغِّصه عليه مخافة زواله، فيعيش مهموماً حزيناً، يخاف أنْ تفوته النعمةُ أو يفوتها هو بالموت، أما في الآخرة فلا يفكر المرء في شيء من هذا أبداً، فقد ذهب هذا الفكر مع ذهاب الدنيا، والجزاء في الآخرة باقٍ دائم، لا يفوتك ولا تفوته.

وقولهم: (إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ) (فاطر: 34) كأنهم يتهمون أنفسهم بالتقصير، وأنهم ما أدَّوا حق الله كما ينبغي، وأن ما هم فيه من النعيم ما هو إلا لأن ربهم غفور يتجاوز عن تقصيرهم، وشكور يشكر لهم العمل الصالح بعد أنْ وفَّقهم له وأعانهم عليه.

ثم يذكر الحق سبحانه إقرارهم بما وهبهم الله من نعيم، فيقول: (ٱلَّذِيۤ أَحَلَّنَا دَارَ ٱلْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ...).



سورة فاطر الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة فاطر الآيات من 31-35 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فاطر الآيات من 31-35   سورة فاطر الآيات من 31-35 Emptyالثلاثاء 12 يناير 2021, 11:49 pm

الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ (٣٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

معنى: (أَحَلَّنَا) (فاطر: 35) أدخلنا وجعلها محلاً لنا (دَارَ ٱلْمُقَامَةِ) (فاطر: 35) أي: الإقامة الدائمة والمراد الجنة، فالجنة دار إقامة دائمة.

أمَّا الدنيا فما هي إلا معبر إلى الآخرة، ولا تُسمَّى دار إقامة.

وهذه الجنة جعلها الله محلاً لهم ليس بأعمالهم، إنَّمَا بفضل من الله وتكرُّم، حتى إنْ كان لك عمل صالح فهو راجع إلى تشريع الله لك.

إذن: كله يعود إلى فضل الله.

وقولهم: (وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا) (فاطر: 35) أي: في الجنة (نَصَبٌ) (فاطر: 35) أى: تعب ومشقة (وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ) (فاطر: 35) يعني: إعياء وفتور نتيجة التعب من حركات الأجهزة.

والإنسان مِنَّا في سعيه في الدنيا يتعرض لكثير من المشاق، حتى أننا نقول يضرب في الأرض يعني: يسعى فكأنها عملية مرهقة شاقة يعود الإنسان منها مُتْعباً مُنْهكاً، هذا هو اللُّغُوب إلى أنْ ترتاح منه وتستجم، وتعود لك قوتك ونشاطك للعمل من جديد.

ومن هذا المعنى قوله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ) (ق: 38).

وقال بعضهم: النَّصَب: تعب الجوارح.

واللغوب: تعب الصدور، ويُراد به الهم الذي يشغل بال الإنسان.

وهذا المعنى قال فيه شوقي رحمه الله:
لَيْسَ بِحِمْلٍ مَا أطَاقَ الظهْرُ مَا الحِمْلُ إلاَّ مَا وَعَاهُ الصَّدْرُ

والإمام على -رضي الله عنه- لَمَّا سُئِلَ عن أشدِّ جنود الله في الأرض، قال: الهَمّ.

فإنْ تسلط على إنسان أقلقه وأقضَّ مضجعه؛ لذلك قالوا: والهمّ يغلب النوم، فكان أشد منه، وما يزال الهم بالإنسان حتى يصير نحيلاً بعد البدانة.

وكما قال المتنبي:
والهَمُّ يغتنم الجَسِيمَ نَحَافَةً ويُشِيبُ نَاصِيةَ الصَّبِيِّ ويُهرِمُ

بعد أنْ حدَّثنا الحق سبحانه و تعالى عن أهل الإيمان المصطفين من عباده، وعن جزائهم في جنات عدن لتستبشر النفس، وتتفتح إلى بشارات الأتقياء يذكر سبحانه ما يقابل ذلك من نذارات الأغبياء، وذِكْر المقابل يزيد المعنى وضوحاً، وهو سِمَة من سمات الأسلوب القرآني، كما في قوله تعالى: (إِنَّ ٱلأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ ٱلْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ) (الانفطار: 13-14).

وقوله سبحانه: (فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ) (التوبة: 82).

كذلك هنا يقول سبحانه: (وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَىٰ عَلَيْهِمْ...).



سورة فاطر الآيات من 31-35 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة فاطر الآيات من 31-35
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة فاطر الآيات من 01-05
» سورة فاطر الآيات من 41-45
» سورة فاطر الآيات من 36-40
» سورة فاطر الآيات من 11-14
» سورة فاطر الآيات من 15-25

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: فاطــر-
انتقل الى: