منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة فاطر الآيات من 15-25

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة فاطر الآيات من 15-25 Empty
مُساهمةموضوع: سورة فاطر الآيات من 15-25   سورة فاطر الآيات من 15-25 Emptyالثلاثاء 12 يناير 2021, 10:57 pm

يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (١٥) إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٦) وَمَا ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (١٧)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

النداء في (يٰأَيُّهَا ٱلنَّاسُ) (فاطر: 15) نداء عام للناس جميعاً، المؤمن والكافر، والطائع والعاصي (أَنتُمُ ٱلْفُقَرَآءُ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ) (فاطر: 15) هذه حقيقة يُذِل الله بها كبرياء الذين تأبَّوْا على الإيمان بالله، وتمردوا على منهج الله، وكأن الله تعالى يقول لهم: ما دُمتم قد أَلِفْتم التمرد فتمردوا أيضاً على الفقر إنْ أفقرتُكم، وعلى المرض إنْ نزل بكم، تمردوا على الموت إن حان أجلكم، إذن: أنتم مقهورون لربوبية الله، لا تنفكون عنها.

(وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ) (فاطر: 15) أي: الغِنَى المطلق، ومعنى (ٱلْحَمِيدُ) أي: المحمود كثيراً، والغنى لا يُحمد إلا أن أعطى، وكان عطاؤه سابغاً، فالغنى الممسِك لا يُحمد بل يُذَم.

ثم يُذكِّرهم الحق سبحانه بحقيقة أخرى غابت عنهم (إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُـمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ) (فاطر: 16) كما قال في موضع آخر: (وَإِن تَتَوَلَّوْاْ يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُونُوۤاْ أَمْثَالَكُم) (محمد: 38) ومعنى: خلق جديد: الشيء الجديد هو قريب العهد بالعمل فيه، مثل الثوب الجديد يعني الذي فُرِغ من خياطته ولم يُلْبَس بعد.

وإعادة الخَلْق أو الإتيان بخَلْق جديد أمر هيِّن على الله (وَمَا ذَلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ) (فاطر: 17) يعني: ليس صعباً، لكن الحق سبحانه يريد أنْ يأتي له الخَلْق طواعية، ويؤمنون به سبحانه، وهم قادرون على الكفر ولهم مُطْلق الاختيار، وهذا الاختيار موطن العظمة في دين الله.

وسبق أنْ مثَّلنا هذه القضية بأنه لو أن لك عبدين أمسكتَ الأول إليك بسلسلة، وتركتَ الآخر حراً، وإنْ ناديتَ على أحدهما لبَّى وأجاب، فأيهما يُعَدُّ الأطوع لك.

كذلك الحق سبحانه يريدنا طائعين عن رضا وعن اختيار، لا عن قهر وكراهية، فالله سبحانه كما قلنا لا يريد قوالبَ تخضع، إنما يريد قلوباً تخشع.

والإتيان بخَلْق جديد أمر هَيِّن يسير على الله تعالى؛ لأن الله تعالى لا يخلق بعلاج، وإنما يخلق بكُنْ فيكون، وهذا من الله تعالى لا يحتاج إلى زمن.

ولو أردتَ أن تستقصي هذا المعنى في قوله تعالى: (إِنَّمَآ أَمْرُهُ إِذَآ أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (يس: 82) تجد أن الشيء في الحقيقة موجود بالفعل، لكن في عالم الغيب والأمر، له أن يظهر لنا في عالم الواقع؛ لذلك لما سُئِلَ أحد العارفين قال: أمور يبديها، ولا يبتديها.

وتلحظ في قوله تعالى (وَٱللَّهُ هُوَ ٱلْغَنِيُّ ٱلْحَمِيدُ) (فاطر: 15) ذكر ضمير الفصل (هو) فلم يَقُلْ الحق سبحانه: والله الغني، وهذا الضمير أفاد توكيد الخبر وقصر الغِنَى على الله سبحانه و تعالى، لذلك قلنا: إن هذا الضمير لا يأتي إلا فى المواضع التي تحتمل شبهة المشاركة، كما في قوله تعالى: (ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ) (الشعراء: 78-80).

فجاء هنا بضمير الغائب (هو) لأن الهداية والإطعام والسُّقْيا والشفاء من المرض كلها مظنة أنْ يشاركه فيها أحد من الخَلْق، أما في الحديث عن الموت فقال: (وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ) (الشعراء: 81) ولم يأتِ هنا بضمير الغائب؛ لأن الموت والإحياء لله وحده، ولا شبهةَ فيهما، ولم يدَّعهِما أحد لنفسه.

ثم يقول الحق سبحانه: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ إِنَّمَا تُنذِرُ...).



سورة فاطر الآيات من 15-25 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة فاطر الآيات من 15-25 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فاطر الآيات من 15-25   سورة فاطر الآيات من 15-25 Emptyالثلاثاء 12 يناير 2021, 10:58 pm

وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا لَا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَمَنْ تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ (١٨)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

معنى (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ) (فاطر: 18) لا تحمل نفس آثمة (وِزْرَ أُخْرَىٰ) (فاطر: 18) حِمْل نفس أخرى؛ لأنها هي الأخرى مُثْقَلة بحِمْلها، والوزر هو الحِمْل الثقيل الذي لا يطيقه الظهر، ومنه قوله تعالى في مسألة الوحي: (وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ * ٱلَّذِيۤ أَنقَضَ ظَهْرَكَ) (الشرح: 2-3) يعني: أتعبك نتيجة التقاء الملائكية بالبشرية.

لذلك كان -صلى الله عليه وسلم- يتفصَّد جبينه عرقاً من لقاء جبريل، وهو الذي قال مُصوِّراً هذا اللقاء: "ضمَّني حتى بلغ مني الجهد" وعاد إلى أهله يقول: زملوني زملوني، دثروني دثروني.

ومع هذا كله لما فتر الوحي اشتاق إليه وتمناه أنْ يجيء، لأنه ذاق حلاوته، وحلاوة الشيء تُنسيك ما تلاقيه من المتاعب في سبيله.

والمعنى: لا تحمل وزر وذنب نفس أخرى مُثْقَلة بالذنوب والآثام، وقد شرح الحق لنا هذا المعنى فى قوله سبحانه: (يَوْمَ يَفِرُّ ٱلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَٰحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) (عبس: 34-37) فكلٌّ مشغول بنفسه، مُرْتهَنٌ بعمله، لا وقت للمجاملة؛ لذلك يقول الوالد لولده: يا بني حِمْلي ثقيل عليَّ، فخُذْ عني شيئاً منه.

فيقول الولد: حسبي حِمْلي يا أبي.

كذلك هنا (وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَىٰ حِمْلِهَا) (فاطر: 18) أي: نفسي مُثْقَلة بالآثام تطلب مَنْ يحمل عنها شيئاً من ذنوبها ولكن هيهات (لاَ يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَىٰ) (فاطر: 18) أي: لو كان هذا النداء لأقرب الناس إليها ما أجاب وما حمل عنها، وكيف تحمل نفسٌ وِزْر نفس أخرى، وهي مشغولة بحِمْلها مثقلة به؟

لذلك يُكذِّب الحق سبحانه قَوْل الذين كفروا حين يتعرَّضون لحمل خطايا أتباعهم، فيقول سبحانه: (وَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لِلَّذِينَ آمَنُواْ ٱتَّبِعُواْ سَبِيلَنَا وَلْنَحْمِلْ خَطَايَاكُمْ وَمَا هُمْ بِحَامِلِينَ مِنْ خَطَايَاهُمْ مِّن شَيْءٍ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَّعَ أَثْقَالِهِمْ وَلَيُسْأَلُنَّ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ عَمَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ) (العنكبوت: 12-13).

إذن: هذه مسألة واضحة، فكلٌّ مشغول بنفسه: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ) (المدثر: 38).

فالإنسان في الدنيا مرتبط إما بقرابة لها حقوق عليه، وإما بإخوان وأصدقاء، وإما بمنقذ يستنجد به، وإنْ لم يكن قريباً ولا صديقاً، لكن يوم القيامة ستنحلُّ كل هذه العُرَى؛ لأن الموقف لا يحتمل المجاملات ولا التضحيات.

لذلك لما سمعتْ السيدة عائشة -رضي الله عنه-ا سيدنا رسول الله وهو يُحدِّثهم عن القيامة، ويذكر أن الشمس تدنو من الرؤوس والخَلْق يقفون عرايا، استاءتْ وسألت رسول الله: كيف يقف الناس عرايا ينظر بعضهم إلى عورة بعض؟

فأجابها رسول الله أن كل امرئ مشغول بنفسه، وأن الأمر أعظم من أنْ ينظر أحد لعورة أحد في هذا الموقف.

ثم يقول سبحانه مخاطباً نبيه -صلى الله عليه وسلم-: (إِنَّمَا تُنذِرُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ) (فاطر: 18) يعني: إنذارك يا محمد وتحذيرك لا ينفع إلا الذين يخشون ربهم بالغيب، أما الآخرون فقد ظلموا أنفسهم حين حرموها الخير الكثير الذي أراده الله لهم، ظلموها حين غرَّتهم الدنيا بنعيمها الفاني، وشغلتهم عن نعيم الآخرة الباقي الدائم.

والإنذار: التخويف من شَرٍّ قبل أوانه لتتوقَّاه، والفرصة سانحة قبل أنْ يداهمك، فأنت مثلاً حين تريد أن تحثَّ ولدك على المذاكرة وتحذره من الإهمال الذي يؤدي إلى الفشل لا تقول له هذا ليلة الامتحان، إنما قبله بوقت كافٍ ليتدارك أمره، ويصحح ما عنده من قصور أو إهمال.

والإنذار والتخويف لا يُجدي إلا مع مَنْ يؤمن بما تخوِّفه به، فحين ينذر رسول الله بعذاب الآخرة لا ينتفع بهذا الإنذار إلا مَنْ يؤمن بالله ويؤمن بالقيامة.

ومعنى (يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ) (فاطر: 18) الخشية هي الخوف، لكن بحب وتوقير، لا خوف بكراهية، فأنت تخاف مثلاً من بطش جبار ظالم.

لكن تخافه وأنت كاره له، إنما خَوْفك من الله خَوْف ناتج عن حب وتوقير، لذلك يصحب هذا الخوف رجاء وطمع في رحمته تعالى، فأنت تسير في رحلة حياتك بجناحين: خوف من العذاب، ورجاء في الرحمة.

والإنسان ينبغي ألاَّ ينظر إلى الفعل في ذاته، بل ينظر إلى الفعل وإلى قابل، فقد يكون الفعل واحداً لكن يختلف مستقبل الفعل، فالقرآن مثلاً سمعه قوم عند رسول الله، فحكى الله عنهم: (وَمِنْهُمْ مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّىٰ إِذَا خَرَجُواْ مِنْ عِندِكَ قَالُواْ لِلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آنِفاً..) (محمد: 16).

في حين سمعه آخر فقال: والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإن أعلاه لمثمر، وإن أسفله لمغدق، وإنه يعلو ولا يُعْلَى عليه.

وسمعه عمر فَلاَنَ قلبه ورَقَّ فأسلم، فالقرآن واحد، لكن فَرْق بين مَنْ يسمعه وهو له كاره، فيغلق عليه وبين مَنْ يستقبله بقلب وَاعٍ مفتوح لإشراقات القرآن وتجلياته.

ألاَ ترى أن الحديد يستجيب لك حين تطرقه وهو ساخن، فيصير كالعجينة في يدك، أما إنْ طرقْته وهو بارد فإنه لا يتفاعل معك، كذلك قلنا مثلاً: إنك في اليوم البارد تنفخ في يدك لتشعر بالدفء، وتنفخ أيضاً في كوب الشاي مثلاً لتبرده، فكيف تجتمع هذه المتضادات لفعل واحد؟

نقول: لأن الفاعل وإنْ كان واحداً إلا أن المستقبل للفعل مختلف.

كذلك إنذاره -صلى الله عليه وسلم- إنذار واحد، لكن استقبله قوم بخضوع ورغبة في الهداية فآمنوا، واستقبله قوم بعناد وإصرار فلم يستفيدوا منه ولم ينتفعوا بثمرته.

وقوله (ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِٱلْغَيْبِ) (فاطر: 18) دلتْ على أن الإيمان اكتمل في نفوس هؤلاء اكتمالاً يستوي فيه مشهد الحكم بغيبه.

ومن ذلك قول الإمام على -رضي الله عنه-: لو انكشف عني الحجاب ما ازددتُ يقيناً.

ولما سأل سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أبا ذر: "كيف أصبحتَ يا أبا ذر؟" قال: أصبحت مؤمناً حقاً، قال: "فإن لكل حق حقيقة، فما حقيقة إيمانك؟" قال: عَزَفَتْ نفسي عن الدنيا، حتى استوى عندي ذهبها ومدرها، وكأنِّي أنظر إلى أهل الجنة في الجنة يُنعَّمون، وإلى أهل النار في النار يُعذَّبون، فقال له رسول الله: "عرفتَ فالزم".

ثم يذكر الحق سبحانه صفة أخرى للذين استجابوا لإنذار رسول الله وانتفعوا به: (وَأَقَامُواْ ٱلصَّلاَةَ) (فاطر: 18) فهم مع خشيتهم لله خشية أوصلتهم إلى إيمان يستوي فيه الغيب بالمشاهدة، هم أيضاً يقيمون الصلاة أي: يؤدونها على أكمل وجه، والصلاة كما ذكرنا هي العبادة الوحيدة التي لا تسقط عن المكلَّف بِحال، فقد يطرأ عليك ما يُسقِط الزكاة أو ما يُسقط الصيام أو الحج فلم تَبْقَ إلا شهادة ألاَّ إله إلا الله محمد رسول الله.

وهذه يكفي أنْ تقولها ولو مرة واحدة.

أما الصلاة فهي العبادة الوحيدة الملازمة للمسلم؛ لأن الصلاة في حقيقتها استدامة الولاء لله تعالى، فَرَبُّك يدعوك إلى لقائه خمس مرات في اليوم والليلة يناديك لتعرض الصنعة على صانعها، وما بالك بصنعة تُعرض على صانعها خمس مرات في اليوم والليلة؟

أيكون بها عَطَب بعد ذلك؟

أما إذا أردتَ مقابلة عظيم من عظماء الدنيا فَدُونه أبواب وحُرَّاس ومواعيد وإجراءات صارمة، ولا تملك أنت من عناصر هذا اللقاء شيئاً، بل يحدد لك الموعد والموضوع وحتى ما تقوله، إنك تستأذن في أوله ولا تملك الانصراف في آخره.

أما لقاؤك بربك فخلاف ذلك، ففي يدك أنت كل عناصر اللقاء، فأنت تبدؤه متى تحب، وتنهيه كما تحب، وتناجي ربك فيه بما تريد، تبثُّه شكواك، وتعرض عليه حاجتك، فيسمع ويجيب.

وبعد أنْ ذكر الحق سبحانه هذه العبارة الدائمة يقرر هذه الحقيقة (وَمَن تَزَكَّىٰ فَإِنَّمَا يَتَزَكَّىٰ لِنَفْسِهِ) (فاطر: 18) يعني: عبادتك عائدة إليك أنت لا ينتفع الله تعالى منها بشيء، فهو سبحانه لا تنفعه طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين.

فهو سبحانه غني عَنَّا، ونحن بعبادتنا لله لم نزده سبحانه صفة كمال لم تكن له؛ لأنه بصفة الكمال أوجدنا وبصفة الكمال كلَّفنا.

لذلك جاء في الحديث القدسي: "يا عبادي، لو أن أولكم وآخركم، وإنسَكم وجِنَّكم، وشاهدكم وغائبكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم، ما زاد ذلك في مُلكي شيئاً، ولو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجِنَّكم وشاهدكم وغائبكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد منكم ما نقص ذلك من مُلكي شيئاً، ذلك أنِّي جَوَاد ماجد واجد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردته أنْ أقول له كن فيكون".

إذن: نحن صَنْعة الله، وما رأينا صانعاً يعمد إلى صَنْعته فيحطمها أو يعيبها، إنما يصلحها ويُهذِّبها ويعتني بها، حتى إنْ أصابك عطب أو إيلام فاعلم أنه في النهاية لصالحك.

(وَإِلَى ٱللَّهِ ٱلْمَصِيرُ) (فاطر: 18) يعني: المرجع والمنقلب يوم القيامة ليفصل بين الخصوم، ولينال كل ما يستحق، فمَنْ أفلت من العقاب في الدنيا فهناك مصير سيرجع إليه.

ثم يقول الحق سبحانه: (وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ).



سورة فاطر الآيات من 15-25 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة فاطر الآيات من 15-25 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فاطر الآيات من 15-25   سورة فاطر الآيات من 15-25 Emptyالثلاثاء 12 يناير 2021, 10:59 pm

وَمَا يَسْتَوِي الْأَعْمَىٰ وَالْبَصِيرُ (١٩) وَلَا الظُّلُمَاتُ وَلَا النُّورُ (٢٠) وَلَا الظِّلُّ وَلَا الْحَرُورُ (٢١) وَمَا يَسْتَوِي الْأَحْيَاءُ وَلَا الْأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ (٢٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

هذه حقائق يقررها الحق سبحانه، فالمتناقضان لا يستويان، لأن الأعمى لا يعرف مواقع الأشياء من حركته، والبصير يعرف مواقع الأشياء من حركته، البصير يرى مواقع الأشياء ويتفادى الأخطار، أما الأعمى فلابُدَّ له من مرافق يتطوع بصداقة عينه السليمة للعين الغائبة، لذلك نقول: إنْ أعطى الأعمى للعمى حقه صار مبصراً، كيف؟

لأنه لا يتكبر أن يستعين بالمبصر، فحين ينادي على مَنْ يأخذ بيده تتسابق إليه كل العيون من حوله لتساعده، أما إنْ تعالى فسرعان ما (يندب) على وجهه.

والعمى والبصر حِسِّيات توضح المعنوي، فالمراد لا يستوي الجاهل والعالم؛ لأن حركة الحياة تنقسم إلى حركة مادية: تأتي وتذهب، تزرع وتقلع.. إلخ وحركة قيمية معنوية، وهي الروحانيات والأخلاقيات العالية، مثل معاني: الإيمان، الصدق، الوفاء، العدل، الرحمة.. إلخ.

وإذا كانت الحركة المادية الحسية تحتاج إلى نور حسيٍّ يهديك حتى لا تصطدم بما هو أقوى منك فيحطمك، أو بما هو أضعف منك فتحطمه، فكذلك الحركة القيمية المعنوية الروحية تحتاج إلى نور معنوي يهدي خُطَاك كي لا تضلّ، هذا النور المعنوي هو المنهج الذي قال الله فيه: (قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ* يَهْدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ ٱلسَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (المائدة: 15-16).

فالشمس هي النور الحسي، والقرآن هو النور المعنوي؛ لذلك قلنا في قوله تعالى: (ٱللَّهُ نُورُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ) (النور: 35) أي: مُنوِّرهما بالنُّوريْن.

الحق سبحانه سبق أنْ ذكر لنا التقابل بين الماءيْنِ العذب والمالح، فقال سبحانه: (وَمَا يَسْتَوِي ٱلْبَحْرَانِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَآئِغٌ شَرَابُهُ وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ) (فاطر: 12) نعم، لا يستويان، لكن العلاقة بينهما علاقة تقابل كالليل والنهار، لا علاقة تضادٍّ كالأعمى والبصير، بدليل أن الله جمعهما معاً، فقال: (وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا) (فاطر: 12) فإن اختلف المتقابلان، فلكل منهما مهمة يؤديها، فهما متساندان لا متعاندان.

وبعد أن ذكر الحق سبحانه عدم استواء الأعمى والبصير يقول: (وَلاَ ٱلظُّلُمَاتُ وَلاَ ٱلنُّورُ) (فاطر: 20)، لأن النور هو مصدر الإبصار فالمبصر لا يرى شيئاً في الظلمة.

هذا في العمى والبصر الحسي، أما القيم والمعنويات فلها مقياس آخر؛ لذلك يقول تعالى: (فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ) (الحج: 46)، فقد يكون الرجل مبصراً وهو أعمى بصيرة.

والأعمى في المعنويات هو الذي يجهل الحكم الذي يهديه إلى منطقة الحق في كل القيم، والبصير هو العالم بهذه الأحكام.

وحين تتأمل أسلوب هاتين الآيتين.

تجد فيهما ملمحاً من ملامح الإعجاز في كلام الله، فالأولى (وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ) (فاطر: 19) قرنت بين الاثنين باستخدام واو العطف، أما الأخرى (وَلاَ ٱلظُّلُمَاتُ وَلاَ ٱلنُّورُ) (فاطر: 20) فذكرت (لا) النافية الدالة على توكيد عدم الاستواء، فلم يَقُل الحق سبحانه كما في الأولى: ولا الظلمات والنور..

لماذا؟

قالوا: لأن العمى والبصر صفتان قد تجتمعان في الشخص الواحد، فقد يكون أعمى اليوم ويبصر غداً، قد يكون جاهلاً ويتعلم، أو كافراً ويؤمن، فيطرأ عليه الوصفان؛ لذلك لم يؤكد معنى عدم الاستواء، أما الظلمات والنور فهما متقابلان لا يجتمعان.

كما تلحظ في دقة الأداء القرآني؛ لأن الحق سبحانه هو المتكلم، فقال: (وَلاَ ٱلظُّلُمَاتُ وَلاَ ٱلنُّورُ) (فاطر: 20) فالظلمات جمع والنور مفرد؛ لأن مذاهب الضلال شتى، فهذا يعبد النجوم، وهذا يعبد الأصنام، وهذا يعبد الملائكة.. إلخ.

أما النور فواحد، هو منهج الله المنزل في كتابه.

لذلك لما أراد سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يُعلِّم أصحابه هذا الدرس خَطَّ لهم خطاً مستقيماً، ومن حوله خطوط متعرجة، ثم تلا: (وَأَنَّ هَـٰذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَٱتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ) (الأنعام: 153).

ثم يقول سبحانه: (وَلاَ ٱلظِّلُّ وَلاَ ٱلْحَرُورُ) (فاطر: 21) وهما أيضاً متقابلان لا يجتمعان، كذلك (وَمَا يَسْتَوِي ٱلأَحْيَآءُ وَلاَ ٱلأَمْوَاتُ) (فاطر: 22) وتلحظ هنا أن الحق سبحانه أعاد ذكر الفعل المنفي (وَمَا يَسْتَوِي) (فاطر: 22) لتأكيد عدم الاستواء بين الحي والميت.

وكذلك ذكر (لا) النافية الدالة على التوكيد؛ لأن كلمة الأحياء تعني المؤمنين الإيمانَ الحق، الذين يستحقون حياة أبدية باقية تتصل بحياتهم الدنيوية الفانية، أما الأموات فهم الكفار الذين تأبَّوْا على منهج الله.

أو: أن الأحياء هم الذين عرفوا أن الحياة الحقة هي العيش بمنهج ربهم الذي يؤدي بهم إلى الحياة الحقيقية الباقية التي قال الله عنها: (وَإِنَّ ٱلدَّارَ ٱلآخِرَةَ لَهِيَ ٱلْحَيَوَانُ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ) (العنكبوت: 64).

وهذه هي الحياة المرادة في قوله تعالى: (يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَجِيبُواْ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ) (الأنفال: 24) كيف وهو يخاطبهم وهم أحياء بالفعل؟

إذن: المعنى يُحييكم الحياة الحقيقية التي لا تنتهي بموت، ولا تُسلب منها نعمة.

ومن ذلك أيضاً قوله سبحانه: (أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَٰهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي ٱلنَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي ٱلظُّلُمَٰتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا..) (الأنعام: 122).

ومن المعاني التى نفهمها من عدم استواء الأحياء والأموات أن الحيَّ خلقه الله وأمدَّه بأجهزة نفسية: عقلاً، وأعصاباً، وعضلات، وسمعاً وبصراً.. الخ وهذه الأعضاء لها قيمة، ولها مهمة، وعليه أنْ يستخدم هذه النعم استخداماً يجعلها وسائل لِنِعَم أخرى، ثم ليعلم أنه في رحلة حياته لابُدَّ أنه سيموت، لكن ربه عز وجل أبهم له أجله ليكون ذلك عَيْن البيان، وليظل على ذِكْر له طوال الوقت وينتظره في كل لحظة، فعمرك محسوب بعدٍّ تنازلي، وسهم الموت أُطلِق في اتجاهك بالفعل، وعمرك بقدر وصوله إليك.

بعد أن تكلم الحق سبحانه عن الحال في التكليفات فقال: لا يستوي الأعمى الجاهل بأصول دينه والبصير العالم بها، ولا يستوي نور الإيمان والهداية مع ظلمات الضلال، يتكلم سبحانه عن المآل، فيقول: (وَلاَ ٱلظِّلُّ وَلاَ ٱلْحَرُورُ) (فاطر: 21) الظل كناية عن نعيم الجنة، وفي موضع آخر قال: (ظِـلاًّ ظَلِيلاً) (النساء: 57) والحَرُور كناية عن العذاب وشدة حَرِّه.

ثم يقول سبحانه مخاطباً نبيه -صلى الله عليه وسلم- ومُسلِّياً له: (إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ) (فاطر: 22) النبي -صلى الله عليه وسلم- جاء على كفر وجهالة من قومه، فكانت دعوته أنْ يخرجهم من العمى والجهالة إلى ما ينير بصائرهم ويُخرِجهم من ظلمات الضلال إلى نور الإيمان.

وقد كان -صلى الله عليه وسلم- شديد الحرص على هداية قومه يكاد يُهلك نفسه في سبيل دعوته؛ لذلك خاطبه ربه بقوله: (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ عَلَىٰ آثَارِهِمْ إِن لَّمْ يُؤْمِنُواْ بِهَـٰذَا ٱلْحَدِيثِ أَسَفاً) (الكهف: 6).

كذلك هنا يخاطبه بقوله: (إِنَّ ٱللَّهَ يُسْمِعُ مَن يَشَآءُ) (فاطر: 22) أي سماع هداية إقبال، وإلا فَهُمْ جميعاً يسمعون، لكن هناك سماعُ إعراضٍ وسماعُ إقبال، منهم مَنْ يقبل ويؤمن ويتأثر بكلام الله، ومنهم مَنْ يسمع ثم يُعرض وينصرف عما سمع؛ لذلك قال الله فيهم: (وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ) (الأنفال: 23).

إذن: يا محمد، لقد أديتَ ما عليك نحوهم، وخاطبتَهم خطابَ هداية، وخطابَ تهديد ووعيد، فلم يسمعوا (وَمَآ أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي ٱلْقُبُورِ) (فاطر: 22) فجعلهم الله لعدم سماعهم كالأموات، وإلا فرسول الله خاطب أهل قليب بدر من الكفار حين وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: "يا عتبة بن ربيعة، يا شيبة بن ربيعة، يا أبا جهل أليس وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً، فإنَّا وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً".فقال عمر: أتكلمهم وقد جَيَّفوا؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: "والله، ما أنتم بأسمعَ منهم، ولكنهم لا يتكلمون".

فالمعنى: ما أنت بمسمع السماع المؤدي إلى الهداية، كما أنك لا تُسمع مَنْ في القبور؛ لأن زمن السماع وقبول الهداية انتهى بالموت.

لكن إذا كان رسول الله لا يُسمع مَنْ في القبور، فما مهمته؟

يقول سبحانه بعدها: (إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ).



سورة فاطر الآيات من 15-25 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة فاطر الآيات من 15-25 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فاطر الآيات من 15-25   سورة فاطر الآيات من 15-25 Emptyالثلاثاء 12 يناير 2021, 10:59 pm

إِنْ أَنْتَ إِلَّا نَذِيرٌ (٢٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

إنْ هنا بمعنى ما النافية: ما أنت إلا نذير أي: مُحذِّر من المعصية ومن العذاب، وكأن الحق سبحانه يريد أن يُخفِّف عن رسوله، فيحدد له هذه المهمة فحسب، وليس له أنْ يزيد عليها بما يشقُّ عليه حتى يكاد يُهلِك نفسه، فيقول له: مهمتك فقط الإنذار، أما الهداية فمن الله فأرِحْ نفسك، فلو أرادهم الله جميعاً مؤمنين لجاءوا طائعين مُسخَّرين كغيرهم من المخلوقات: (لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِّنَ ٱلسَّمَآءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ) (الشعراء: 3-4).

ثم يقول الحق سبحانه: (إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً...).



سورة فاطر الآيات من 15-25 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة فاطر الآيات من 15-25 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فاطر الآيات من 15-25   سورة فاطر الآيات من 15-25 Emptyالثلاثاء 12 يناير 2021, 11:00 pm

إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ (٢٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

الحق: هو الشيء الثابت الذي لا يتغير، والله تعالى يضرب لنا مثلاً حسياً لتوضيح الحق والباطل، فيقول سبحانه: (أَنَزَلَ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَٱحْتَمَلَ ٱلسَّيْلُ زَبَداً رَّابِياً وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي ٱلنَّارِ ٱبْتِغَآءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلْحَقَّ وَٱلْبَاطِلَ فَأَمَّا ٱلزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَآءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي ٱلأَرْضِ كَذٰلِكَ يَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ) (الرعد: 17).

وقد ترجمنا هذه العلاقة بين الحق والباطل ترجمة عصرية فقلنا: لا يصح إلا الصحيح، نعم لأن الباطل وإنْ أخذ صورة الحق مرة بعض الوقت، فهو كالزَّبَد الذي سرعان ما تزيحه الرياح لتكشف وجه الحقيقة الناصع والحق الواضح.

وقوله تعالى لنبيه: (إِنَّآ أَرْسَلْنَاكَ بِٱلْحَقِّ) (فاطر: 24) يدل على أنه الرسول الخاتم الذي لا رسول ولا نبي بعده يغير شيئاً مما جاء به، فالنبي جاء بالحق الثابت الذي لا يتغير أبداً، ولا يستدرك عليه أحد بعده.

لذلك فإن آفة البشرية الآن أنها تحكم العصر وتطور الأوضاع في الحكم على المخالفات الشرعية، فحين نتعرض لمخالفة نسمع مَنْ يقول إنه التطور الذي لابُدَّ منه، وهؤلاء هم دعاة (عَصْرنة) الدين، يعني تطويع الدين ليلائم العصر.

وهذا يعني أن تطور العصر هو المشرع، في حين أن المفروض أن العصر هو الذي يستقبل تشريع السماء ويبني حركة حياته على هَدْيه ونوره؛ لأن الحركة التي تُبْنى على هَدْي السماء هي الحركة العليا من الرب الأعلى الذي يعلم حقيقة الخير لك ولا يستدرك عليه، أما إنْ شرع لك إنسانٌ مثلك، فحتى هو لو دَلَّك على الخير فهو خير من وجهة نظره وعلى قدر علمه، فلابُدَّ أنْ يكون فيه نقص وقصور، ولابُدَّ أنْ يأتي بعده مَنْ ينقضه ويستدرك عليه.

لذلك رأينا حتى غير المسلمين تُلجئهم أقضية الحياة إلى أن يأخذوا بحلول الإسلام للتغلب على مشاكلهم، وهم بالطبع لا يأخذون أحكام الإسلام حباً فيه، إنما لأنهم لم يجدوا حلاً في غيره.

ومن هذه القضايا قضية الطلاق التي طالما أثاروا حولها الشكوك وظنوها مأخذاً على الإسلام، والآن في إيطاليا يقررون الطلاق، لا لأن الإسلام شرَّعه، إنما لأن مشاكلهم لا تُحَلُّ إلا به.

وهذه المسألة توضح لنا معنى قوله تعالى: (هُوَ ٱلَّذِيۤ أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِٱلْهُدَىٰ وَدِينِ ٱلْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ) (التوبة: 33).

لذلك سُئِلْنا في بعض رحلاتنا: القرآن يقول: (لِيُظْهِرَهُ عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ) (الصف: 9) وفى آية أخرى: (وَٱللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ) (الصف: فكيف تم نور الله ومع الإسلام ديانات أخرى كثيرة، ما زالت موجودة، وأغلبها أكثر من الإسلام عَدَداً وقوة؟

لقد فهم هؤلاء أن معنى: (مُتِمُّ نُورِهِ) (الصف: أنْ يصير الناس جميعاً مسلمين، ولو كان الأمر كذلك ما قال الله تعالى: (وَلَوْ كَرِهَ ٱلْمُشْرِكُونَ) (الصف: 9) (وَلَوْ كَرِهَ ٱلْكَٰفِرُونَ) (الصف: إذن: الحق سبحانه يقرر وجود الشرك والكفر مع الإسلام.

والمعنى: أن الله مُتِم نوره يعني مع كفرهم ومع شركهم طوال المدة، إلا أنهم لن يقدروا على إطفاء هذا النور، فسوف يظل، وسوف يتغلب على أحكامهم ويظهر عليها، بحيث لا يجدون حلاً لأقضيتهم إلا في هذا النور.

وقوله تعالى: (بَشِيراً وَنَذِيراً) (فاطر: 24) البشير: الذي يُخبر بالخير قبل أوانه.

والنذير: الذي يُحذِّر من الشر قبل أوانه: (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلاَّ خَلاَ فِيهَا نَذِيرٌ) (فاطر: 24) إنْ هنا بمعنى ما النافية، مثل: (إِنْ أَنتَ إِلاَّ نَذِيرٌ) (فاطر: 23) فالمعنى: ما من أمة إلا خلا فيها نذير يعني: جاءها نذير ومضى.

والأمة: الجماعة من الناس، تجمعهم أرض واحدة، أو يجمعهم سلوك واحد، أو عقيدة واحدة.

ومن معاني كلمة أمة ما جاء في قوله تعالى: (إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً) (النحل: 120) يعني: جامعاً وحده كُلَّ خصال الخير، بحيث لو جمعت كل صفات الخير في أمة تجدها في سيدنا إبراهيم عليه السلام وإذا كانت الأمم السابقة مضى في كل منها نذير، فرسول الله هو النذير الأخير.. لماذا؟

قالوا: لأن واقع العالم في القديم كان بعيد التواجد منقطعاً بعضُه عن بعض لصعوبة الاتصال، فالجماعات تعيش منفصلة لا اتصال بينها، فترى لكل بيئة داءاتها وعيوبها وعاداتها، فيأتي الرسول ليعالج داءات قومه فحسب، فسيدنا نوح عليه السلام جاء للذين عبدوا وَداً وسُواعاً ويَغُوث ويَعُوق ونَسْراً، وسيدنا لوط عليه السلام جاء ليعالج داء الشذوذ في قومه.. إلخ.

أمَّا سيدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد جاء على ميعاد مع التقاء الدنيا كلها، حين تداخلت الحضارات والمجتمعات، فصار العيب في أمة عيباً في كل الأمم، وزاد هذا الالتقاء حتى أصبحنا اليوم نرى ونسمع ما يحدث في أقصى بلاد الدنيا في التَّوِّ واللحظة، كذلك نرى ونسمع سلبيات وعيوب الآخرين وكأنها في بلادنا، إذن: ستتوحد الداءات، وتتوحد النقائص، ويصبح العالم كله بيئة واحدة، لذلك كانت رسالة الإسلام رسالة عالمية، وبُعث سيدنا رسول الله للناس كافة.

ثم يقول الحق سبحانه: (وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ...).



سورة فاطر الآيات من 15-25 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة فاطر الآيات من 15-25 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة فاطر الآيات من 15-25   سورة فاطر الآيات من 15-25 Emptyالثلاثاء 12 يناير 2021, 11:01 pm

وَإِنْ يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَبِالزُّبُرِ وَبِالْكِتَابِ الْمُنِيرِ (٢٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

يعني: يا محمد، خُذْ لك أُسْوة من إخوانك الرسل السابقين، فقد كُذِّبوا جميعاً، وهذه سنة مُتبعة، ولستَ أنت يا محمد بِدْعاً من الرسل.

وقلنا: إن الله تعالى لا يرسل رسولاً إلا إذا عَمَّ الفساد وعَزَّ العلاج، فلا وجودَ للنفس اللوامة التي تُردع صاحبها عن المعصية، ولا للمجتمع الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر، يعني: لا مناعة في الذات، ولا مناعة في المجتمع، فقد فسد هو الآخر، واجتمع أهله على الضلال، عندها لابُدَّ أنْ تتدخل السماء برسول جديد يأتي بمعجزة تناسب الزمن الذي جاء فيه.

فقوله تعالى: (وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ) (فاطر: 25) لأن الرسول ما جاء إلا ليواجه الفساد في المجتمع، وطبيعي أنْ يواجهه الضالون والظالمون والمتجبرون المستفيدون من هذا الفساد، وأنْ يُكذِّبوه؛ لذلك قال تعالى: (وَكَذٰلِكَ جَعَلْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ أَكَٰبِرَ مُجْرِمِيهَا لِيَمْكُرُواْ فِيهَا) (الأنعام: 123).

وقوله تعالى: (جَآءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِٱلْبَيِّنَاتِ) (فاطر: 25) بالبينات يعني: بالشيء الواضح الذي يُبيِّن أن المتكلم صادق في التعبير والبلاغ عن ربه، وهذه هي المعجزة، إذن: فالرسول جاء بالمعجزة لتكون دليلاً على صدقه في البلاغ عن ربه، فليست المعجزة هي هدف الرسالة، إنما هدف الرسالة تبليغ الأحكام والمنهج.

ويعني (وَبِٱلزُّبُرِ) (فاطر: 25) أي: الكتب السماوية المنزلة مثل: صحف إبراهيم، وتوراة موسى، وإنجيل عيسى، لكن خص هنا الزبور والقرآن (الزبر والكتاب المنير) ؛ لأن الزبور الذي أُنزِل على سيدنا داود امتاز بأنه مكتوب، ومكتوب بحروف منقوشة بارزة، لذلك كانت ثابتة ليست بمداد يُمْحَى مثلاً، فهي أشبه بالنقوش الحجرية، ويسمونها (الأُويمة).

والكتاب المنير هو القرآن الكريم؛ لأنه النور المعنوي الذي ينير للناس طريق الحياة ويهدي حركتهم، فإنْ كانت الشمس هي النور الحِسيّ الذي يهدي حركتك للحسيات، فالقرآن هو النور المعنوي الذي يهدي مَنْ آمن به.

ثم يقول الحق سبحانه: (ثُمَّ أَخَذْتُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ...).



سورة فاطر الآيات من 15-25 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة فاطر الآيات من 15-25
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة فاطر الآيات من 31-35
» سورة فاطر الآيات من 06-10
» سورة فاطر الآيات من 01-05
» سورة فاطر الآيات من 41-45
» سورة فاطر الآيات من 36-40

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: فاطــر-
انتقل الى: