منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة الفرقان الآيات من 51-55

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة الفرقان الآيات من 51-55 Empty
مُساهمةموضوع: سورة الفرقان الآيات من 51-55   سورة الفرقان الآيات من 51-55 Emptyالإثنين 03 أغسطس 2020, 5:32 am

وَلَوْ شِئْنَا لَبَعَثْنَا فِي كُلِّ قَرْيَةٍ نَذِيرًا (٥١)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

يريد الحق -تبارك وتعالى- أن يمتنّ على رسوله صلى الله عليه وسلم مِنَّةَ، فيقول له: المسألة ليست قلةَ رسل عندنا حتى نرسل رسولاً للناس كافة وللزمن كله، ونحن نستطيع أن نُخفِّف عنك ونبعث في كل قرية رسولاً يُخفِّف عنك عبء الرسالة، لكنّا نريد لك أنْ تنال شرف الجهاد وشرف المكافحة، فجمعناها كلها لك إلى أنْ تقوم الساعة.

ونستفيد من هذه المسألة أن الحق -سبحانه وتعالى- حين يَهَبُ الطاقات لا يعنى هذا أن الطاقة هي التي تحكم قدرته في الأمر أن يبعث في كل قرية رسولاً، إنما يقدر أن يرسل رسولاً ويعطيه طاقة تتحمل هذا كله.

ثم يقول الحق سبحانه: (فَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ...).



سورة الفرقان الآيات من 51-55 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة الفرقان الآيات من 51-55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الفرقان الآيات من 51-55   سورة الفرقان الآيات من 51-55 Emptyالإثنين 03 أغسطس 2020, 5:35 am

فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا (٥٢)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

أي: ما دُمْنا قد جمعنا لك كل القرى، وحمّلناك الرسالة العامَة في كل الزمان وفي كل المكان، فعليك أن تقف الموقف المناسب لهذه المهمة: (فَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ..) (الفرقان: 52) إنْ لوَّحُوا لك بالمُلك أو بالمال أو بالجاه والشرف، واعلم أن ما أعدَّهُ اللهُ لك وما ادَّخره لك فوق هذا كله.

وحين يقول سبحانه لرسول -صلى الله عليه وسلم-: (فَلاَ تُطِعِ ٱلْكَافِرِينَ..) (الفرقان: 52) فإنه يعذره أمامهم، فالرسول ينفذ أوامر الله.

وَنَهْى الرسول عن طاعة الكافرين لا يعني أنه -صلى الله عليه وسلم- يطيعهم، فهذه كقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ..) (النساء: 136) فكيف يطلب الإيمان ممَّنْ ناداهم بالإيمان؟

إنه تحصيل حاصل.

قالوا المعنى: أنت آمنتَ قبل أن أقول لك هذه الكلمة، وأقولها لك الآن لتُواصل إيماناً جديداً بالإيمان الأول، وإياك أنْ ينحلّ عنك الإيمان.

إذن: إذا طُلِب الموجود فالمراد استدامة الوجود.

وقوله تعالى: (وَجَاهِدْهُمْ بِهِ..) (الفرقان: 52) أي: بما جاءك من القرآن: (جِهَاداً كَبيراً) (الفرقان: 52) واعلم أنك غالبٌ بأمر الله عليهم، ولا تقُلْ: إن هناك تيارَ إشراك وكفر وإيمان، وسوف أعطيك مثلاً كونياً في أهم شيء في حياتك، وهو الماء: (وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ...).



سورة الفرقان الآيات من 51-55 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة الفرقان الآيات من 51-55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الفرقان الآيات من 51-55   سورة الفرقان الآيات من 51-55 Emptyالإثنين 03 أغسطس 2020, 5:41 am

وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (٥٣)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

تأتي هذه الآية استمراراً لذكْر بعض آيات الله في الكون التي تلفت نظر المكابرين المعاندين لرسول الله، وسبق أنْ ذكر سبحانه: الظل والليل والرياح.. الخ، إذن: كلما ذكر عنادهم يأتي بآية كونية ليلفتهم إلى أنهم غفلوا عن آيات الله، وجدالهم مع رسول الله يدل على أنهم لم يلتفتوا إلى شيء من هذا؛ لذلك ذكر آية كونية من آيات الله المرئية للجميع ومكررة، وعليها الدليل القائم إلى يوم القيامة، فقال تعالى: (وَهُوَ ٱلَّذِي مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ..) (الفرقان: 53).

المَرْج: المرعى المُباح، أو الكلأ العام الذي يسُوم فيه الرَّاعي ماشيته تمرح كيف تشاء.

فمعنى (مَرَجَ ٱلْبَحْرَيْنِ..) (الفرقان: 53) أي: جعل العَذْب والمالح يسيران، كُلٌّ كما يشاء، لذلك تجد البحار والمحيطات المالحة التي تمثل ثلاثة أرباع اليابسة ليس لها شكل هندسي منتظم، بل تجده تعاريج والتواءات، وانظر مثلاً إلى خليج المكسيك أو خليج العقبة، وكأن الماء يسير على (هواه) ودون نظام، فلا يشكل مستطيلاً أو مربعاً أو دائرة.

وكذلك الأنهار التي تولدتْ من الأمطار على أعلى الجبال، فتراها حين تتجمع وتسير، تسير كما تشاء، ملتوية ومُتعرِّجة؛ لأن الماء يشقُّ مجراه في الأماكن السَّهلة، فإنْ صادفته عقبة بسيطة ينحرف هنا أو هناك، ليُكمل مساره، وانظر إلى التواء النيل مثلاً عند (قنا).

إذن: الماء عَذْبٌ أو مالح يسير على هواه، وليست المسألة (ميكانيكا)، وليست منتظمة كالتي يشقُّها الإنسان، فتأتي مستقيمة.

ونلحظ هذه الظاهرة مثلاً حينما يقضي الإنسان حاجته في الخلاء، فينزل البول يشقّ له مجرىً في المكان الذي لا يعوقه، فإنْ صادفته حصاة مثلاً انحرف عنها كأنه يختار مساره على هواه.

والبحر يُقال عادة للمالح وللعذب على سبيل التغليب، كما نقول الشمسان للشمس والقمر.

ومرْج البحرين آية كونية تدلُّ على قُدْرَةِ الله، فالماء مع ما عُرف عنه من خاصية الاستطراق - يعني: يسير إلى المناطق المنخفضة، يسير المالح والعذب معاً دون أن يختلط أحدهما بالآخر، ولو اختلطا لَفَسدا جميعاً؛ لأن العَذْب إنْ خالطه المالح أصبح غيْرَ صالح للشرب، وإنْ خالط المالح العذب فسد المالح، وقد خلقه الله على درجة مُعَيَّنَةٍ من المُلوحة بحيث تُصلحه فلا يفسد، وتحفظه أن يكون آسناً.

فالماء العذب حين تحصره في مكان يأسن ويتغيَّر، أمّا البحر فقد أعدَّه الله ليكون مخزن الماء في الكون ومصدر البَخْر الذي تتكون منه الأنهار؛ لذلك حفظه، وجعل بينه وبين الماء العذب تعايُشاً سِلْمِياً، لا يبغي أحدهما على الآخر رغم تجاورهما.

وقوله تعالى: (هَـٰذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ..) (الفرقان: 53) أي: مُفرِط في العذوبة مُستساغ، ومن هذه الكلمة سَمَّوْا نهر الفرات لعذوبة ماءه، فلَيس المُراد بالفرات أن الماء كماء نهر الفرات؛ لأن الكلمة وُضِعت أولاً، ثم سُمِّيَ بها النَّهر، ذلك لأن القرآن هو كلام الله الأزلي.

(وَهَـٰذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ..) (الفرقان: 53) أي: شديد المُلوحة، ومع ذلك تعيش فيه الأسماك والحيوانات المائية، وتتغذَّى عليه كما تتغذَّى على الماء العَذْب، كما قال سبحانه: (وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْماً طَرِيّاً وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا..) (فاطر: 12).

ثم يقول سبحانه: (وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخاً وَحِجْراً مَّحْجُوراً) (الفرقان: 53) البرزخ: شيءٌ بين شيئين، وأصل كلمة برزخ: اليابسة التي تفصل بين ماءين، فإن كان الماء بين يابستين فهو خليج.

(وَحِجْراً مَّحْجُوراً) (الفرقان: 53) الحِجْر: هو المانع الذي يمنع العَذْب والمالح أنْ يختلطا، والحِجْر نفسه محجور، مبالغة في المنع من اختلاط الماءيْن، كما جاء في قوله تعالى: (وَإِذَا قَرَأْتَ ٱلْقُرآنَ جَعَلْنَا بَيْنَكَ وَبَيْنَ ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِٱلآخِرَةِ حِجَاباً مَّسْتُوراً) (الإسراء: 45).

ومثل قوله تعالى: (ظِـلاًّ ظَلِيلاً) (النساء: 57).

ثم يقول الحق سبحانه: (وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ...).



سورة الفرقان الآيات من 51-55 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة الفرقان الآيات من 51-55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الفرقان الآيات من 51-55   سورة الفرقان الآيات من 51-55 Emptyالإثنين 03 أغسطس 2020, 5:43 am

وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا (٥٤)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وفي آية عامة عن الماء، قال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ..) (الأنبياء: 30) يعني: كل شيء فيه حياة فهو من الماء، لا أن الماء داخل في كل شيء، فالمعنى: (كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ..) (الأنبياء: 30) أي: كل شيء موصوف بأنه حي، فالماء -إذن- دليل الحياة؛ لذلك إذا أراد العلماء أن يقضوا على الميكروبات أو الفيروسات جعلوا لها دواءً يفصل عنها المائيةَ فتموت.

والإنسان الذي كرَّمه الله تعالى وجعله أعلى الأجناس، خلقه الله من الماء، (وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ مِنَ ٱلْمَآءِ بَشَراً..) (الفرقان: 54) وفي موضع آخر قال سبحانه: (فَلْيَنظُرِ ٱلإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّآءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ ٱلصُّلْبِ وَٱلتَّرَآئِبِ) (الطارق: 5-7) وهو ماء له خصوصية، وهو المنيُّ الذي قال الله فيه: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ) (القيامة: 37-38).

والبشر أي: الإنس (فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً..) (الفرقان: 54) فمن الماء خلق الله البشر، وهم قسمان: ذكور وإناث، فكلمة (نَسَباً) تعني: الذكورة (وَصِهْراً) تعني: الأنوثة؛ لأن النسب يعني انتقال الأدنى من الأعلى بذكورة، فيظل الإنسان فلان بن فلان بن فلان.. الخ.

فالنسب يأتي من ناحية الذكورة، أما الأنوثة فلا يأتي نسب، إنما مصاهرة، حينما يتزوج رجل ابنتي، أو أتزوج ابنته، يُسمُّونه صِهْرا.

لذلك قال الشاعر:
وَإنَّما أُمَّهَاتُ القَوْمِ أَوْعِية مُسْتحدثَات ولِلأَحْسَابِ آبَاءُ

فمن عظمة الخالق -عز وجل- أن خلق من الماء هذيْن الشيئين، كما قال في موضع آخر: (فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ) (القيامة: 39) ، وقد توصَّل العلماء مُؤخّراً إلى أن بويضة الأنثى لا دَخْلَ لها في نوع الجنين، وما هي إلا حاضنة للميكروب الذَّكَري الآتي من منيّ الرجل.

وهذا معنى قوله تعالى: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَىٰ * ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّىٰ * فَجَعَلَ مِنْهُ ٱلزَّوْجَيْنِ ٱلذَّكَرَ وَٱلأُنثَىٰ) (القيامة: 37-39).

فالذكر والأنثى كلاهما من المنيّ، والذي يُطلق عليه العلماء الآن (الإكس، والإكس واي) فالحيوان المنويّ يخرج من الرجل، منه ما هو خاص بالذكورة، ومنه ماهو خاص بالأنوثة، ثم تتم عملية انتخاب للأقوى الذي يستطيع تلقيح البويضة.

وهذه الظاهرة واضحة في النحل، حيث تضع الملكة البيض، ولا يُخصِّبها إلا الأقوى من الذكور، لذلك تطير الملِكة على ارتفاعات عالية، لماذا؟

لتنتخب الأقوى من الذكور.

كذلك الميكروب ينزل من الرجل، والأقوى منه هو الذي يستطيع أن يسبق إلى بويضة المرأة، فإنْ سبق الخاص بالذكورة كان ذكراً، وإنْ سبق الخاص بالأنوثة كان أنثى، والحق سبحانه قال: (ٱلَّذِي خَلَقَ فَسَوَّىٰ * وَٱلَّذِي قَدَّرَ فَهَدَىٰ) (الأعلى: 2-3).

وبهذه الآية الكونية في خَلْق الإنسان نرد على الذين يحلو لهم أن يقولوا: إن الإنسان خُلِق صُدْفة، فإذا كان الإنسان ذكراً وأنثى بينهما مواصفات مشتركة وأجهزة ومُقوِّمات واحدة، إلا أن الذكَر يختلف في الجهاز التناسلي وكذلك الأنثى، فهل يُردّ هذا الى الصدفة؟

ومعلوم أن الصُّدْفة من أعدائها الاتفاق، فإذا جاء الذكّر صدفة، وجاءت الأنثى كذلك صدفة، فهل من الصدفة أن يلتقيا على طريقة خاصة، فيثمر هذا اللقاء أيضاً ذكورة وأنوثة؟!

إذن: المسألة ليست مصادفةً، إنما هي غاية مقصودة للخالق -عز وجل-.

ثم يقول سبحانه في ختام الآية: (وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيراً) (الفرقان: 54)، وذكر سبحانه القدرة هنا؛ لأن هذه مسألة دقيقة لا تحدث إلا بقدرة الله تعالى وقد فَطِن العرب حتى قبل نزول القرآن إلى هذه العملية بالفطرة، فهذه زوجة أبي حمزة تعاتبه؛ لأنه تركها وتزوَّج من أخرى، لأنها لم تَلِدْ له ذَكَراً..

فتقول:
مَا لأَبي حَمْزةَ لاَ يَأْتِينَا
غَضْبان أَلاَّ نَلِدَ البَنِينَا
تَاللهِ ما ذَلكَ في أَيْدينا
فَنَحْنُ كَالأرْضِ لِغَارِسينَا
نُعطِي لَهُمْ مِثْلَ الذي أُعْطِينَا

وهذه المسألة التي فَطِن إليها العربي القديم لم يعرفها العلم إلا في القرن العشرين.

وبعد هذه الآية الكونية يعود -سبحانه وتعالى- إلى خطابهم مرة أخرى لعل قلوبهم ترقّ، فالحق -تبارك وتعالى- يتعهدهم مرة بالنُّصح، ومرة بإظهار آياته تعالى في الكون.



سورة الفرقان الآيات من 51-55 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

سورة الفرقان الآيات من 51-55 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة الفرقان الآيات من 51-55   سورة الفرقان الآيات من 51-55 Emptyالإثنين 03 أغسطس 2020, 5:49 am

وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُهُمْ وَلَا يَضُرُّهُمْ وَكَانَ الْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيرًا (٥٥)
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

يعني: أيليق بهم بعد أنْ أوضحنا لهم كلَّ هذه الآيات أنْ يلتفتوا إلى غير الله، ويقصدوه بالعبادة؟

وقوله تعالى: (مَا لاَ يَنفَعُهُمْ وَلاَ يَضُرُّهُمْ..) (الفرقان: 55) البعض يرى أن هذه الآلهة نعم لا تنفع لكنها تضر، نقول لهم: هي لا تنفع، ولا تضر، أمَّا الذي يضر فهو الإله الحق الذي انصرفوا عنه إلى عبادة غيره، والمعنى هنا: (مَا لاَ يَنفَعُهُمْ..) (الفرقان: 55) إنْ عبدوه (وَلاَ يَضُرُّهُمْ) (الفرقان: 55) إنْ كفروا به وتركوه.

والقرآن يُسمِّي فعلهم من هذه الآلهة عبادة، وهم أنفسهم يقولون: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَآ إِلَى ٱللَّهِ زُلْفَىۤ..) (الزمر: 3).

إذن: أثبتوا لهم عبادة، والعبادة طاعة العابد للمعبود فيما يأمر به، وفيما ينهي عنه، فما الذي أمرتْهم به الأصنام؟

وما الذي نهتْهم عنه؟

فكلمة عبادة هنا خطأ، وهم ما عبدوا هذه الآلهة إلا لأنها لا أوامر لها ولا التزام معها، فتديّنهم تديّن (فانتازية).

وما أسهلَ أن تعبد إلهاً لا يأمرك ولا ينهاك، والذي يكرهونه في التديُّن الحقيقي أنه التزام وتكليف: افعل كذا، ولا تفعل كذا.

لذلك ترى المُسرفين على أنفسهم من خَلْق الله يتمنَّى كلٌّ منهم أن يكون هذا الدِّين كذباً، لماذا؟

ليسيروا على هواهم، ويعملوا ما يحلو لهم.

كذلك رأينا الدَّجالين الذين ادَّعَوْا النُّبُوَّةَ بداية من مسيلمة وسجاح، كيف كانوا يجذبون الناسَ إليهم؟

كانوا يجذبونهم بتخفيف الأوامر وتبسيط الدِّين، ولَمَّا شقَّتْ الزكاة على البعض أسقطوها من حسابهم، وأعفَوْ الناس منها.. إلخ.

ولكل زمان دجَّالون يُناسبون العصر الذي يعيشون فيه، وفي عصرنا الحاضر دجَّالون يُخفِّفون عنك الدِّين ويُطوِّعونه لأهواء الناس ورغباتهم، فلا مانع عندهم من الاختلاط، ولا بأس في أن ترتدي المرأة من اللباس ما تشاء.. إلى آخر هذه المسائل.

ثم يقول سبحانه: (وَكَانَ ٱلْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيراً) (الفرقان: 55).

الظهير: هو المعين: كما ورد في قوله -سبحانه وتعالى-: (..وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاَهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلاَئِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) (التحريم: 4).

وكانوا في الماضي يحملون الأحمال على الظّهْر قبل اختراع آلات الحمل، وحتى الآن نرى (الشَّيَّالِينَ) يحملون الأثقال على ظهورهم، ويَخِيطُونَ لهم (ظهرية) يرتدونها على ظهورهم؛ لتحميهم ساعة حَمْل الأثقال، وإذا أراد أحدهم معاونة الآخر يقول له: أعطني ظهرك، فكان الظهر إذن بهذا المعنى.

والظهر أيضاً يقتضي العُلُو، ومنه قوله تعالى عن السَّدِّ الذي بناه ذو القرنين: (فَمَا ٱسْطَاعُوۤاْ أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا ٱسْتَطَاعُواْ لَهُ نَقْباً) (الكهف: 97) يعني: ما استطاعوا اعتلاءه.

لكن، كيف يكون الكافر ظهرياً على الله؟

قالوا: لأنه يفعل المعصية، ويُتَّخَذُ أُسْوةً فيها يُقلدهُ الناس، ولو كان طائعاً لكان أُسْوة خير ونموذجَ صلاحٍ، فالكافر أسوة شر، وأسوة فساد، وهو شيطان الإنس الذي يوازي شيطان الجن الذي عصى ربه، ورفض السُّجُودَ لآدم.

وتوعَّد ذريته حين قال: (قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) (الحجر: 39).

وكلٌّ من شياطين الجن وشياطين الإنس يستعين بالنفس فيُسلِّطها على صاحبها حتى تُوقعه، فالإنسان حينما يستمع لنداء الشيطان، سواء شيطان الإنس أو شيطان الجن ويطيعه بعمل المخالفة، فإنه يُعينه على الله، والمعنى الصحيح: على معصية الله.

كما أن الظهير يُطلق على مَنْ جعلْتَه وراء ظهرك، لا تأبه به، ولا تلتفت إليه، ومنه قول العرب: (لا تجعلنَّ حاجتي منك بظهر) يعني: اجعلها أمام عينيك لا تطوِها وراء ظهرك.

إذن: فكِلاَ المعنيين جائز: ظهيراً أي: مُعِيناً، كأن الحق -تبارك وتعالى- يقول لنبيه -صلى الله عليه وسلم-: اعلم يا محمد أن الكافر ظهير على الله، فقِفْ له بالمرصاد، وجاهده ما استعطتَ، فكأنه تعالى يُحمِّس رسوله ليقف هذا الموقف، ويُشجِّعه ليكون من عدوه على حَذَر وعلى يقظة.

أو: ظهيراً لا يُؤبه له، وهذا طمأنه لرسول الله، فالكافر هَيِّن على الله، فلا يهمك كيدهم.

ثم يقول الحق سبحانه: (وَمَآ أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً...).



سورة الفرقان الآيات من 51-55 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة الفرقان الآيات من 51-55
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة الفرقان الآيات من 46-50
» سورة الفرقان الآيات من 56-60
» سورة الفرقان الآيات من 61-65
» سورة الفرقان الآيات من 66-70
» سورة الفرقان الآيات من 71-75

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: الفرقان-
انتقل الى: