منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 المقالة الرابعة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

المقالة الرابعة Empty
مُساهمةموضوع: المقالة الرابعة   المقالة الرابعة Emptyالإثنين 29 يونيو 2020, 3:56 am

المقالة الرابعة
الفصل الأول
فيما حصل لنا في أول الأمر من الترتيب في القراءة والكتابة وغيرهما
من عادة أهل "باريس" أنهم في التعليم يبتدئون بتعليم الإنسان القراءة في كتب عظيمة الحروف لترسم صورها في ذهنه، وفي هذه الكتب توجد الحروف الهجائية بتركيبها، ثم بعدها عدة ألفاظ لغوية من الأسماء والأفعال، فهذه الطريقة يتعلم الإنسان منها الكتابة، ويحفظ هذه الكلمات، وينطق بها كما ينبغي، حتى تخرج لغته من صغره صادقة الجودة، ثم بعدها تلقى في هذه الكتب عدة جمل سهلة التعقل، تناسب الصغار.

فمن هذه الجمل ما وجدناه في الكتاب الذي قرأناه، هذه فرس لها أربع أرجل، والطيور ليس لها إلا رجلان، لكن لها أجنحة تطير بها، وأما السمك فإنه يسبح في الماء، ونحو ذلك مما هو معلوم للمخاطب، فهو مثل قول النجاة: السماء فوقنا، والأرض تحتنا، الممثل به لما لم يفِد فائدة جديدة، على اختلاف تفسير الوضع١ في قولهم: الكلام هو اللفظ المركب المقيد بالوضع، ثم بعد ذلك يوجد في هذا الكتاب أوصاف الحيوانات المعروفة، خصوصًا التي تتعلق الصغار باللعب بها: من العصافير، والطيور، والسنانير، ونحو ذلك.

ثم بعد ذلك نبذة صغيرة في كيفية سلوك الصغار وطاعتهم للوالدين ونحو ذلك، ثم نبذة في علم الحساب، فبعد فراغ هذا الكتاب يبدءون في قراءة كتاب أهم منه، وفي كتاب النحو الفرنساوي وغيره، وتقسيم الزمن على دروس الإنسان، فإن الإنسان يتعلم في النهار عدة أمور مختلفة، فيقرأ في الصباح مثلاً التاريخ، ثم بعد درس تصوير مع معلم الرسم، ثم بعده درس النحو الفرنساوي، ثم بعده ندرس تقويم البلدان، ودرسًا مع معلم الخط لتعليم قواعد الكتابة: إلى آخره، وقد أسلفنا ذلك.

ولما كانت آمال الوالي متعلقة بتعلمنا عاجلاً، ورجوعنا إلى أوطاننا ابتدأنا في "مرسيليا" قبل وصولنا إلى "باريس" وتعلمنا في نحو ثلاثين يومًا التهجي، ثم لما ذهبنا إلى "باريس" مكثنا جميعًا في بيت واحد، وابتدأنا في القراءة، فكانت أشغالنا مرتبة على هذا الترتيب، وهو: أنا كنا نقرأ في الصباح كتاب تاريخ ساعتين: ثم بعد الغذاء نتعلم درس كتابة ومخاطبات ومحاورات باللغة الفرنساوية: ثم بعد الظهر درس رسم، ثم درس نحو فرنساوي، وفي كل جمعة ثلاثة دروس من علمي الحساب والهندسة، وفي مبدأ الأمر كنا نأخذ في درسين: يعني في معرفة الكتابة الفرنساوية، ثم بعد ذلك كنا نأخذ كل يوم درسًا، ثم انتهى الأمر إلى أننا تعلمنا الخط، فانقطع عنا معلم الخط.

وأما الحساب والهندسة والتاريخ والجغرافيا فلم تزل نشتغل بها حتى سَهَّلَ اللهُ علينا بالرُّجُوع، وقد مكثنا جميعاً في بيت واحد دون سنة نقرأ معًا في اللغة الفرنساوية، وفي هذه الفنون المتقدمة، ولكن لم يحصل لنا عظيم مزية إلا مجرد تعلم النحو الفرنساوي، ثم بعد ذلك تفرقنا في مكاتب متعددة، كل اثنين، أو ثلاثة: أو واحد منا في مكتب مع أولاد الفرنساوية، أو في بيت مخصوص عند معلم مخصوص، بقدر معلوم من الدراهم، في نظير الأكل والشرب والسُّكنى، والتعليم وتعهد أمورنا: من غسل، ونحوه، فكان يأخذ صاحب المكتب أو البيت نحو عشرة أكياس كل سنة في نظير ذلك، ولا يلزمنا شيء في المأكل والمشرب.

ولَمَّا كانت طباع هذه البلاد شدة البرودة كان لكل واحد منا في كل سنة بثلثمائة قرش خشب للتدفي بها، وغير هذه المصاريف العظيمة كان يشتري لنا من طرف (الميري) أيضًا القمصان والسراويل والنعال وسائر ما يلزم من الآلات والأدوات، مثل الكتب والورق والحبر وأقلام التصوير وغيرها.

ومما ينبغي ذكره أيضًا ما كان يعطى للحكماء (والأجزاجية) في مداواة مَن كان يمرض منا: فإن الحكماء في "بباريس" مع كثرتهم غاية الكثرة، يأخذون في زياراتهم للمريض الموسر قدرًا له وقع، على اختلاف مراتبهم في الشُّهرة وعدمها، ويتعدد القدر بتعدد الزيارة،٢ وهذا إن لم يكن للحكيم سنوية معلوم، وقد أفلنا ذلك في باب اعتناء الفرنساوية بالطب، وتعهدهم للصحة، فأقل الحكماء يأخذ في كل زيارة خمسة فرنكات والحكيم الجليل المتوسط يأخذ في كل زيارة خمسة فرنكات، والحكيم الجليل القدر يأخذ في كل زيارة أبلغ من خمسين فرنكًا، وكلما تعددت الزيارة في اليوم الواحد تعدد القدر، وأما بالنسبة للمُعدم فقد لا يأخذون منه شيئًا، ونحن نعد هناك من الموسرين، بل من الأغنياء لتجملنا بالملبس الغريب عندهم، ولنسبتنا للوالي.

ولكثرة هذه المصاريف في تعليمنا وغيره من سائر ما ذكرنا، كان ناظر التعليم أو الضابط علينا يذكرنا به في أغلب الأوقات لنجتهد، وسترى بعض ذلك في مراسلات كتبها لي بعد الامتحان العام.
----------------------------------
١  يقول علماء الوضع: إن الكلمات إنما أفادت معانيها بوضعها لهذه المعاني.
٢  في الأصل (الزيادة)، وهو تعريف.



المقالة الرابعة 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 03 مايو 2021, 12:05 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

المقالة الرابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقالة الرابعة   المقالة الرابعة Emptyالإثنين 29 يونيو 2020, 5:41 am

الفصل الثاني
في تدبيرنا في شأن الدخول والخروج
حين اجتماعنا في بيت الأفندية كنا لا نخرج منه ليلاً ولا نهارًا إلا يوم الأحد الذي هو عيد الإفرنج بورقة إذن البواب من الضابط الذي نظّره علينا الوالي، ثم بعد تفرقنا في المكاتب المسماة "البنسوينات"١ كنا نخرج أيام البطالة، وهي يوم الأحد بتمامه ويوم الخميس بعد الدروس، وأيام أعياد الفرنساوية، ومنا من كان يخرج كل ليلة بعد العشاء إن لم يكن له درس بعده؛ ولنذكر لك هنا "قانون نامة" الذي صنعه (الأفندية) بعد دخولنا في "البنسيونات" وعبارته:

هذه صورة ترتيب (الأفندية) في "البنسيونات".
المادة الأولى:
إن يوم الأحد المقرر لهم الخروج فيه يلزم أن يخرجوا من البنسيونات في الساعة التاسعة، ويأتوا إلى البيت المركز من أول الأمر، ويقدموا وقت الدخول ورقة معلمهم إلى (الأفندي) (النوبتجي) في هذا الشهر، لأجل أن يعلم ساعة دخولهم في البيت، وبعد ذلك يذهبون إلى المواضع المُعَدَّة للفرجة، بشرط أن يجتمع ثلاثة أو أربعة، ثم يرجعون إلى "البنسيونات" في أيام الصيف في الساعة التاسعة، وفي أيام الشتاء في الثامنة.

وهذا الترتيب لازم ولا بد، فإن رجع أحد إلى "البنسيون" قبل ذلك، وتعشي هناك، فهو أولى وأحسن ومن اللوازم ألا يدور أحد في الأزقة ليلاً، ومتى دخل في "البنسيونات" يعطي الورقة المذكورة للمعلم.

المادة الثانية:
أنَّ من لم يمتثل لخصوص ما سبق يمنع الخروج من "البنسيون" بحسب الاقتضاء جمعة أو جمعتين.

المادة الثالثة:
إن كل مَنْ له شكاية من معلمه لا تسمع، ولا تقبل، حتى يكتبها في ورقة، ولا تسمع إلا من جهة التعليم، أو من جهة أخرى يحصل له منها ضرر، ولكن قل أن يكتب ورقة الشكاية يعرف عنها معلمه مرة، ثم يكتبها (للنوبتجي) في هذا الشهر.

المادة الرابعة:
أن جميع (الأفندية) يمتحنون في آخر كل شهر، ليعرف ما حصلوه من العلوم في هذا الشهر، ويسألون عما يحتاجون إليه من الكتب والآلات، ويكتب في آخر كل شهر كسبهم وتحصيلهم وأفعالهم على الصحيح، ولأجل هذا ينبغي التفكر في هذا الخصوص؛ لأجل تحصيل غرض الوالي.

المادة الخامسة:
لو احتاجوا شيئًا من الكُتب والآلات في أثناء الشهر يطلبونه من معلمهم بورقة يكتبونها له، ومعلمهم يخبر بذلك "مسيو جومار" فإن رآه مناسبًا يعطيهم ذلك بعد ما يخبر (النوبتجي) فإن اشترى أحد شيئًا من غير إجازة يلزمه أن يدفع ثمنه من عنده.

المادة السادسة:
إنه بعد الامتحان بما ذكرنا في المادة الرابعة إن استحق أحد من (الأفندية) الهدية بنجابته تعطى له كتب وآلات وسكة.٢

المادة السابعة:
في محل التفرج أو الطريق لا ينبغي لأحد منهم أن يرتكب ما يخل بمروءته وهذا الأمر هو أهم الجميع، وممنوع أشد المنع.

المادة الثامنة:
إن كل الأفندية الذين هم في "البنسيونات" لا يدخلون في البيت المركز إلا كل خمسة عشر يومًا مرة، وهو يوم الأحد.

المادة التاسعة:
إن يوم الأحد الذي لا يأتون فيه إلى البيت يخرجون فيه مع أولاد الفرنساوية أو مع المعلمين إلى مواضع التفرج أو الرياضة أو ما ينبغي رؤيته، وكذلك يوم الخميس أو يوم التعطيل، إن لم يكن عليهم شغل، فيذهبون مع من ذكر إلى المواضع المذكورة.

المادة العاشرة:
يتبعون قوانين "البنسيون" كأولاد الفرنساوية بالتدقيق والاهتمام في غير الأمور المتعلقة بالدين.

المادة الحادية عشرة٣:
إذا خالف أحد هذا الترتيب يقابل بقدر لمخالفته وإذا أظهر عدم الطاعة يحبس بالخشونة، وإن كان أحد يتشبث بأفعال غير لائقة، وأطواره غير مُرضية، وجاءت تذكرة من مُعلمه تشهد عليه بقبح حاله، وتبيَّن عصيانه فمثل ما ذكر الوالي في القوانين التي أعطاها لنا نتشاور مع المُحبين له من أهالي هذه المدينة، ونرسل فاعل القبح والعصيان بنفسه حالاً إلى مصر من غير شك ولا شبهة.

المادة الثانية عشرة٤:
أن جميع (الأفندية) يكونون في "البنسيونات" في هذا الترتيب على حد سواء، وإن كان في "البنسيونات" مائدتان؛ إحداهما للمعلمين، والأخرى للتلامذة (فأفنديتنا) يأكلون مع معلميهم.

المادة الثالثة عشرة٥:
إن (الأفـنـديـة) المـذكـوريـن يلزمهم جميع ما ذكر من القوانين من غير امتياز، وبسبب ذلك أعطينا كل واحد منهم صورة ذلك.

المادة الرابعة عشرة:
كل المواد السابقة هي خلاصة أفكارنا، ونتيجة أذهاننا وأذهان الأعيان الذين وصَّاهم علينا الوالي، وبناءً على ذلك كل أحَدٍ يلزمه أن يتبعه، مع التنبه لأجل تحصيل رضاء الوالي، فمَنْ لم يمتثل، أو تعلل بشيء يجري عليه ما هو مذكور في قانونه.
-----------------------------------
١  Les Pension.
٢  يريد النقود. والسكة في الأصل: حديدة منقوشة تضرب عليها الدراهم.
٣  في الأصل (عشر)، وهو خطأ.
٤  في الأصل: عشر، خطأ.
٥  في الأصل: عشر، خطأ.



المقالة الرابعة 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 03 مايو 2021, 12:05 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

المقالة الرابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقالة الرابعة   المقالة الرابعة Emptyالإثنين 29 يونيو 2020, 5:43 am

الفصل الثالث
في تغريب الوالي لنا في الشغل والاجتهاد
جرت عادته من مدة خروجنا من مصر بأنه كان يبعث لنا "فرمانًا" كل عدة أشهر، يحثنا فيه على تحصيل الفنون والصنائع، فمن هذه "الفرمانات" ما كان من باب ما يسمى عند العثمانية إحياء القلوب مثل الفرمان الآتي، ومنها ما كان من باب التوبيخ على ما كان يصله منا ويبلغه عنا من بعض الناس حقًا أو غير ذلك، (كفرمان) آخر وصلنا قبل رجوعنا إلى مصر القاهرة، ولنذكر لك هنا (فرمانًا) من النوع الأول الذي هو إحياء القلوب، وإن كان فيه أيضًا شائبة توبيخ لتعلم كيف كان يحثنا على التعليم، وهذه صورة ترجمته:

قدوة الأماثل الكرام (الأفندية) المقيمين في "باريس" لتحصيل العلوم والفنون زيد قدرهم.
ينهي إليكم أنه قد وصلنا أخباركم الشهرية والجداول المكتوب فيها مدة تحصيلكم، وكانت هذه الجداول المشتملة على شغلكم ثلاثة أشهر مبهمة لم يفهم منا ما حصلتموه في هذه المدة، وما فهمنا منها شيئًا وأنتم في مدينة مثل مدينة "باريس" التي هي منبع العلوم والفنون، فقياسًا على قلة شغلكم في هذه المدة عرفنا عدم غيرتكم وتحصيلكم، وهذا الأمر غمَّنا غمًا كثيرًا، فيا (أفندية) ما هو مأمولنا منكم، فكان ينبغي لهذا الوقت أن كل واحد منكم يرسل لنا شيئًا من أثمار شغله وآثار مهارته، فإذا لم تغيروا هذه البطالة بشدة الشغل والاجتهاد والغيرة، وجئتم إلى مصر بعد قراءة بعض كتب فظننتم أنكم تعلمتم العلوم والفنون، فإن ظنكم باطل فعندنا ولله الحمد والمنة رفقاؤكم المتعلمون يشتغلون ويحصلون الشهرة، فكيف تقابلونهم إذا جئتم بهذه الكيفية، وتظهرون عليهم كمال العلوم والفنون، فينبغي للإنسان أن يتبصر في عاقبة أمره، وعلى العاقل ألا يفوِّت الفرصة، وأن يجني ثمرة تعبه، فبناء على ذلك أنكم غفلتم عن اغتنام هذه الفرصة، وتركتم أنفسكم للسفاهة، ولم تتفكروا في المشقة والعذاب الذي يحصل لكم من ذلك، ولم تجتهدوا في كسب نظرنا وتوجهنا إليكم، لتتميزوا بين أمثالكم، فإن أردتم أن تكتسبوا رضاءنا فكل واحد منكم لا يفوّت دقيقة واحدة من غير تحصيل العلوم والفنون، وبعد ذلك كل واحد منكم يذكر ابتداءه وانتهاءه كل شهر، ويبين زيادة على ذلك درجته في الهندسة، والحساب، والرسم، وما بقي عليه في خلاص هذه العلوم، ويكتب في كل شهر ما تعلمه في هذا الشهر زيادة على الشهر السابق، وإن قصرتم في الاجتهاد والغيرة فاكتبوا لنا سببه، وهو إما من عدم اعتنائكم، أو من تشويشكم، وأيّ تشويش لكم هل هو طبيعي أو عارض؟ وحاصل الكلام أنكم تكتبون حالتكم كما هي عليه حتى نفهم ما عندكم، وهذا مطلوبنا منكم، فاقرءوا هذا الأمر مجتمعين، وافهموا مقصود هذه الإرادة.

قد كتب هذا الأمر في ديوان مصر، في مجلسنا في إسكندرية، بمنّه تعالى: فمتى وصلكم أمرنا هذا فاعملوا بموجبه، وتجنبوا وتحاشوا عن خلافه (خمسة في ربيع الأول، سنة ١٢٤٥) خمسة وأربعون بعد الألف والمائتين من الهجرة، انتهت صورة المكتوب.

ومن وقت هذا المكتوب صرنا نكتب كل شهر جميع ما قرأناه وما تعلمناه في ذلك الشهر، ويكتب تحته المعلمون أسماءهم ويبعثونه إلى الوالي، فلمَّا تساهل بعض منا في ذلك كتب "مسيو جومار" إلينا جميعًا مكاتيب، ليأمر مَنْ كان مواظبًا على كتابة هذه الأوراق في كل شهر أن يدوم على مواظبته، ويوبخ مَنْ تساهل، وهذه صورة ترجمة المكتوب الذي أرسله إليَّ في هذا المعنى.

ولنذكره كما هو:
إلى محبنا العزيز الشيخ رفاعة:
لا يخفى عليكم الأمر الوارد من الوالي المتعلق بالأوراق الشهرية، المشتملة على الدروس التي قرأتموها، فدُم على ما أنت عليه من المواظبة، وابعث هذه الأوراق في اليوم الثلاثين كل شهر "لمسيو المهردار أفندي" واطلب منه أوراقًا غير مكتوبة، ولتكتبها بعد ذلك، ومن المعلوم أن هذه الورقة الشهرية لا تأخذ في كتابتها إلا نصف ساعة؛ لأن الغرض منها مجرد ضبط عدد الدروس التي قرأتها، ومعرفة نوعها، وليكتب رئيس مدرستك في كل شهر في الورقة الشهرية تحت اسمك، ولا يخفى عليَّ اجتهادك، ولا أجهل قدر ثمرة تحصيلك، فاطلب منك أن تواظب على توفية الحقوق التي كُلّفتَ بها، واعلم وتيقن بمحبتي لك.
جومار
أحد أرباب ديوان الأنسطيطوت
باريس ١٥ في شهر يونيه ٢٥ في شهر محرم سنة ١٢٤٦هـ



المقالة الرابعة 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 03 مايو 2021, 12:06 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

المقالة الرابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقالة الرابعة   المقالة الرابعة Emptyالإثنين 29 يونيو 2020, 3:14 pm

الفصل الرابع
في بعض مراسلات بيني وبين بعض من كبار علماء الفرنساوية غير مسيو جومار
فمَنْ كاتبني عدة مرات "مسيو دساسي" ولنذكر لك بعض مكاتيبه، فمنها ما كتبه باللغة العربية، ومنها ما كتبه باللغة الفرنساوية.

صورة مكتوب منه:
من الفقير عليّ -رحمه ربه سبحانه وتعالى- إلى المحب العزيز المكرم، والأخ المعز المحترم الشيخ الرفيع رفاعة الطهطاوي، صانه الله -عز وجل- من كل مكروه وشر، وجعله من ذوي العافية وأصحاب السعادة والخير.

أمَّا بعد:
فإن القطعة التي أكملت المطالعة فيها من كتابك النفيس، وحوادث إقامتك في باريس رددتها إليك على يد غلامك، ويصلك صحبتها حاشية مني على ما تقوله في باب تصريف الفعل في لغتنا الفرنساوية، فإذا نظرت فيها تبين لك صحة ما نستعمله من صيغة الفعل الماضي، فمن الواجب عليك أن تصنف كتابًا يشتمل على نحو اللغة الفرنساوية المتداولة عند أمم أوروبا كلها وفي ممالكها؛ حتى يهتدي أهل مصر إلى موارد تصانيفنا من فنون العلوم والصناعات ومسالكها، فإنه يعود لك في بلادك أعظم الفخر، ويجعلك عند القرون الآتية دائم الذكر، ودُمْتَ سالمًا.
كتبه المحب سلوستري دساسي

صورة مكتوب آخر:
إلى حبيبنا الشيخ رفاعة الطهطاوي، حفظه الله، وأبقاه.         
أمَّا بعد:
فإنه سيصلك مع هذا ما طلبته منا من الشهادة بأننا قرأنا الكتاب المشتمل على حوادث سفرك، وكل ما أمعنت فيه النظر من أخلاق الفرنساوية وعوائدهم وسياساتهم وقواعد دينهم وعلومهم وآدابهم وجدناه مليحًا مفيدًا يروق الناظر فيه، ويعجب من وقف عليه، ولا بأس أن نعرض خط يدنا على "مسيو جومار" وإن شاء الله يحصل لك بمصنفك هذا حظوة عند حضرة سعادة الباشا وينعم عليك بما أنت أهله ودمت على أحسن حال.
محبك الداعي: سلوستري دساسي الباريزي

وصحبة هذا المكتوب أرسل إليَّ ورقة باللغة الفرنساوية لأطلع عليها "مسيو جومار" وهي بالتقريظ أشبه.

وصورة ترجمتها:
لَمَّا أراد مسيو رفاعة أن أطلع على كتاب سفره باللغة العربية قرأت هذا التاريخ إلا اليسير منه، فحق لي أن أقول: إنه يظهر لي أن صناعة ترتيبه عظيمة، وأن منه يفهم إخوانه من أهل بلاده فهمًا صحيحًا عوائدنا وأمورنا الدينية والسياسية والعلمية، ولكنه يشتمل على بعض أوهام إسلامية ومن هذا الكتاب يعرف علم هيئة العالم وبه يستدل على أن المؤلف جيد النقد، سليم الفهم، غير أنه ربما حكم على سائر أهل فرنسا بما لا يحكم به إلا على "أهل باريس" والمدن الكبيرة، ولكن هذه نتيجة متولدة ضرورة من حالته التي هو عليها، حيث لم يطلع على غير "باريس" وبعض المدن.

وقد حرص١ باب العلوم على ذكر المعلومات توطئة للتوصل إلى المجهولات خصوصًا في نبذته المتعلقة بعلم الحساب، وبهيئة الدنيا.

وعبارة هذا الكتاب، في الغالب واضحة غير متكلف فيها التنسيق، كما يليق بمسائل هذا الكتاب، وليست دائمًا صحيحة بالنسبة لقواعد العربية، ولعل سبب ذلك أنه استعجل في تسويده، أنه سيصلحه عند تبيضه وفي التكلم على علم الشعر ذكر استطرادًا بعض أشعار عربية أجنبية من موضوع هذا الكتاب، على ما يظهر لي، لكنه ربما أعجب ذلك إخوانه من أهل بلاده، وفي الكلام على تفضيل الصورة المدورة على غيرها من الأشكال، ذكر بعض أشياء قليلة الجدوى فينبغي له حذفها، وما ذكرت هذه الأشياء وبينتها هذا التبيين إلا للإعلام بأني دققت النظر في قراءاتي هذا الكتاب.

وبالجملة فقد بان لي أن مسيو رفاعة أحسن صرف زمنه مدة إقامته في فرنسا، وأنه اكتسب فيها معارف عظيمة، وتمكن منها كل التمكن؛ حتى تأهل لأن يكون نافعًا في بلاده، وقد شهدت له بذلك عن طيب نفس، وله عندي منزلة عظيمة، ومحبة جسيمة.
البارون سلوستري دساسي:
باريس في شهر فبريه سنة ١٨٣١م (١٩ في شعبان سنة ١٢٤٦هـ)

و(هذه) صورة ترجمة مكتوب كتبه لي قبيل خروجي من مدينة "باريس":
بعد إهداء السلام إلى مسيو رفاعة، يحصل لي حظ عظيم إذا جاء عندي يوم الاثنين الآتي، والساعة في ٣ إن أمكنه أن يسرني برؤيتي له لحيظات لطيفة، ويحصل لي أيضًا غاية الانبساط؛ إذا بعث لي أخباره بعد وصوله إلى القاهرة، فإذا لم يتيسر لي رؤيته طلبت له طريق السلامة، ولا أزال أتذكر دائمَا آثاره، وأستنشق أخباره، مع انجذاب قلب، وانشراح صدر.
البارون سلوستري دساسي

وصورة ما كتبه "مسيو كوسين دي برسوال" مدرس اللغة العربية المتداولة في المحاورات، المشهورة باسم الدارجة عند العامة، بدار كتب خانة السلطانية "بباريس" وكنت كتبت له أن يبعث لي رأيه في هذه الرحلة.

فكتب هذا الجواب، وصورته:
حضرة المحب العزيز الأكرم، الفصيح اللسان والقلم، جناب الشيخ رفاعة المحترم، حفظه الله آمين.
بعد إهدائكم جزيل السلام، ومزيد التحية والإكرام، فقد ورد علينا عزيز مكتوبكم البارحة، فبادرنا بقضاء حاجتكم، فواصل لكم طيَّة تحرير تحتوي على رأينا في كتاب حوادث سفركم الذي تفضلتم علينا باطلاعنا عليه، وبالحقيقة قلنا مثل ما هو اعتقادنا وشرحنا ما وجدنا فيه من المحاسن، وأما بخصوص المذام فما لقينا من ذلك شيئًا.
وحيث أنكم عازمون على السفر في آخر هذا الشهر، فالمأمول من حسن محبتكم أنكم بعد وصولكم بالسلامة إلى بلادكم لا تحرمونا من خاطركم، وتواصلونا بالإعلام بصحتكم، ونترجاكم أيضًا أنه إذا طبع كتابكم تبعثوا٢ لنا منه نسخة، وبذلك تصيرونا٣ ممنونين، ولأفضالكم شاكرين، والله تعالى يحفظكم والسلام.
محبكم كوسين دي برسوال
٢٤ شباط سنة ١٨٣١م

والمُراد بطيه التحرير ورقة شهادته بأنه اطلع على هذا الكتاب، وقال رأيه فيه.         

وصورة ترجمة هذه الطية التي كتبها لمسيو جومار باللغة الفرنساوية ليخبره برأيه في هذه الرحلة:
قرأت بالتأمل مؤلف الشيخ رفاعة الملقب بتخليص الإبريز في تلخيص باريز، فوجدته يتضمن حكاية صغيرة في سفر المصريين المبعوثين إلى فرنسا من طرف وزير مصر الحاج محمد علي باشا، وتشتمل على تخطيط مدينة باريز، وعلى نبذات موجزة في جملة فروع من العلوم المطلوبة التعليم من هؤلاء التلامذة، وقد ظهر لي أن هذا التأليف يستحق كثيرًا من المدح وأنه مصنوع على وجه يكون به نفع عظيم لأهالي بلد المؤلف، فإنه أهدى لهم نبذات صحيحة من فنون فرنسا، وعوائدها، وأخلاق أهلها، وسياسة دولتها، ولما رأى أن وطنه أدنى من بلاد أوروبا في العلوم البشرية والفنون النافعة أظهر التأسف على ذلك، وأراد أن يوقظ بكتابه أهل الإسلام، ويدخل عندهم الرغبة في المعارف المفيدة، ويولد عندهم محبة تعلم التمدن الإفرنجي، والترقي في صنائع المعاش، وما تكلم عليه من المباني السلطانية والتعليمات وغيرها، أراد أن يذكر به لأهالي بلده أنه ينبغي لهم تقليد ذلك، وما نظر فيه في بعض العبارات يدل في الغالب على سلامة عقله، وخلوّه من التعسف والتحامل.
وعبارة هذا الكتاب بسيطة أي غير متكلف فيها التنميق، ومع ذلك فهي لطيفة، وحين كان نسخة هذا الكتاب بيدي كان الجزء الذي يتعلق بالعلوم والفنون غير تام، فما رأيت منه إلا نبذة في الرياضيات، وعلم هيئة الدنيا، ومبادئ أصول الهندسة، والجغرافيا الطبيعية، فهذه النبذات وإن كان موجزة إلا أنها مشبعة.
فيترجى أن المؤلف يدوم على تأليف النبذات الباقية بهذه المثابة، وإذا اجتمعت هذه النبذات في الكتاب هذا فإنها تكون كتاب علوم مستقل، مفتاحًا لغيره من العلوم نافعًا لأهل العربية، وإذا فرغ الكتاب بهذه الطريقة فإنه يستدل به على رفعة عقل مؤلفه، واتساع دائرة معرفته.
كوسين دي برسوال

فإذا قابلت هذا المكتوب مع ما تقدم رأيت أن "مسيو دساسي" و"مسيو كوسين" اتفقا على حسن هذا الكتاب، وعلى بساطة عبارته، أي عدم التأنق فيها، وعلى نفعه لأهل مصر.
وإنَّمَا "مسيو دساسي" عابه بثلاثة أشياء: الأول: اشتماله على بعض مسائل يعتقد أنها من أوهام الإسلام، الثاني: جعلنا ما ينسب لمدينة "باريس" وغيرها من المدن عامًا لسائر بلاد فرنسا، الثالث: ذكرنا بعض أشياء قليلة الجدوى عند تفضيل الشكل المدور على غيره من الأشكال.
وأمَّا "مسيو كوسين" فإنه لم يتعرَّض لما جعله "مسيو دساسي" من باب الأوهام، ولَمَّا تحدثت معه في شأن ذلك أجابني بأنه لم ير ذلك مضرًا؛ حيث إني كتبت على ما هو في اعتقادي، وإلا لو تتبعت ما قاله الإفرنج، ووافقت آراءهم للحياء أو غيره لكان ذلك محض موالسة، وأما قول "كمسيو دساسي": إن عبارة في هذا الكتاب بسيطة فمعناه أن تراكيبه لم يحاول فيها سلوك طريقة البلاغة: يقال عند علماء الفرنساوية، عبارة بسيطة في مقابلة العبارة البليغة.
ولنذكر لك هنا رسالة من شخص كان بيني وبينه محبة أكيدة، وصورة اجتماعي لهذا الشخص أني دخلت مكتبه لقراءة "الكازيطات" أي الوقائع اليومية، فتعرفت بهذا الشخص الذي هو (محاسبجي) في وزارة الخزينة المالية، وأخوه مأمور "دبرطمانة٤ "يعني إقليمًا من أقاليم الفرنساوية، وهو من بدنة عظيمة، تسمى: "السلادانية" نسبة إلى "سلادان" يعني صلاح الدين يتوهمون أنهم ينتسبون إلى السلطان صلاح الدين الأيوبي، قائلين: إنه يحتمل أن يكون حين محاربته مع الإفرنج تسرّى بفرنساوية، فحملت منه، ثم انطلقت إلى بلادها، فبقي الاسم في أولادها وذراريها إلى الآن، ثم إني كما تعرفت به تعرفت بسائر أقاربه، وما زلت معهم على الصحبة الأكيدة مدة إقامتي في "باريس"، فلما سافرت كان عند أخيه المأمور في إقليم الترك في مدينة يقال لها "البي" فأرسل إليَّ هذا المكتوب، وهذه صورة ترجمته، مع بعض حذف جائز.

إلى حضرة عزيزنا الشيخ رفاعة
قد سلمت أمانتك لابن شيخ المأمورية، ليعطيها لك، فانتظرها بعد وصول هذا المكتوب بزمن يسير، وقد وكلني أخي بأن أخبرك بثنائه عليك على ما صنعته معه من الجميل في إعارتك له هذه الأمانة، وأن أهنيك على بلوغك المأمول.
هل عن قريب تفارقنا لترى وطنك العزيز؟ فإن شاء الله تجتمع بما تركته فيه من الأقارب والأحباب، وتجده بخير، فقد بلغني أن سفرك قد قرب جدًا، حتى إنني لا أظن أن أقابلك في مدينة "باريس" ولكن لو سافرت قبل هذا الزمن بيسير لاجتمعنا في مرسيليا وودعتك في آخر مدينة من مدن الفرنساوية تعبر فيها في سفرك، ولو تأخر سفرك مدة يسير لافترقنا في مدينة "باريس" التي كان بها أول اجتماعنا، ولا أدري إن التلاقي مقدرًا أم لا، ولكن تقلبات الدهر كثيرة، خصوصًا للإفرنج، فلا يمكنني أن أجزم بعدم الاجتماع.
وبالجملة فلا شك أنك تركت في فرنسا صديقًا يتذكرك، ويتأثر لك بما يقع لك من النفع والضر، ويسر غاية المسرة إذا بلغه أنك تحظى في بلادك بثمرة فضلك وأوصافك، وليت شعري ترجع إلى بلادك بأي اعتقاد في طبيعة الفرنساوية، وقد رأيت هذه الملة في وقت ينبغي أن يكون تاريخًا من غرائب سيرها، وأظن أنك تسأل في بلادك مرارًا عديدة عن هذه الفتنة العظيمة، ونصرة الفرنساوية في طلب الحرية.
فإذا وقع اتفاقًا أن سفرك توقف مدة أيام فمأمولي أن أراك في مدينة "باريس" وإلا فأرجو منك ألا تسافر حتى تودعني بلسان القلم بمحبتي لك غاية المحبة." انتهت صورته.
جول سلادان.

وهذه صورة مكتوب تفهم منه أيضًا رغبة الفرنساوية في تحصيل الكتب الغريبة وترغيبهم للمؤلفين أو المترجمين في ترجمة الكتب وتأليفها.
وهذه صورة ترجمة هذا المكتوب:
إلى مسيو الشيخ رفاعة: قد حملني "مسيو دبنغ" أن أسأل عن ترجمتك لكتاب العلوم الصغير المشتمل على أخلاق الأمم وعوائدهم وآدابهم؛ لأن "مسيو دبنغ" مؤلف هذا الكتاب، فإذا كانت ترجمتك تنطبع في مصر هل٥ يتيسر لمؤلف الأصل أن يقيد السمع لتحصيل عدة نسخ من نسخ هذا الكتاب بالشراء، ونعرفك أنك تخبرنا إلى أي محل وصلت في الترجمة من المجلد الأول من جغرافية ملطبرون، فإن هذا الجزء الآن يطبع طبعًا آخر مصححًا مشتملاً على زيادات لا توجد في الأول فلا بأس أن نحيطك به علمًا، فإنه يكمل طبعه في أثناء هذا الشهر، ومني إليك مزيد التحية.
محبك الصادق: رنو
بخزانة الكتب السلطانية بباريز
-------------------------------------
١  في الأصل: (أحرص) تحريف.
٢  الصواب: تبعثون.
٣  الصواب: تصيروننا.
٤  Département أي غليم.
٥  الصواب: فهل.



المقالة الرابعة 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 03 مايو 2021, 12:06 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

المقالة الرابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقالة الرابعة   المقالة الرابعة Emptyالإثنين 29 يونيو 2020, 3:18 pm

الفصل الخامس
في ذكر ما قرأته من الكتب في مدينة، "باريس" وفي كيفية الامتحانات، وفيما كتبه لي "مسيو جومار"، وفيما كتب من خلاصة الامتحان الأخير، في الوقائع العلمية، وأذكر هنا ما قرأته مرتبًا بهذا الترتيب، وإن تكرر مع ما سبق.

(١) تعليم أصول نحو اللغة الفرنساوية
كان خروجنا من الكونتينة في السابع والعشرين من شهر شوال سنة ١٢٤١، وبعد أيام قليلة في مرسيليا ابتدأنا في التهجي والقراءة، وبعد نحو أربعين يومًا تعلمنا الحروف الفرنساوية والتهجي، ووصلنا "باريس" في شهر محرم، فرجعنا ثانيًا للابتداء في أصول الهجاء، واشتغلنا بذلك نحو شهر، ثم ابتدأنا جميعًا في قراءة أجرومية "تومند"١ في نحو اللغة الفرنساوية، وكان المعلم يضيف إليها من أجرومية أخرى ما يحتاج إليه الحال فلما خرجت من بيت (الأفندية) قرأت مع "مسيو شواليه" أجرومية أخرى، ومع معلم آخر يسمى "لمونري"٢ أجروميتين، وفي كل من البيتين، يعني بيت (الأفندية) وبيت المعلم كنت أشتغل بالإعراب النحوي، والإعراب المنطقي - يعني تطبيق الكلام على قواعد النحو وقواعد المنطق - وبالإملاء والإنشاء والقراءة، وما زلت على ذلك ثلاث سنوات.

(٢) علم التاريخ
ابتدأنا في بيت (الأفندية) حين كنا معًا بكتاب "سير فلاسفة اليونان" فقرأناه، وتممناه، ثم ابتدأنا بعده في كتاب تاريخ عام مختصر مشتمل على سير قدماء المصريين والعراقيين، وأهل الشام، واليونان، وقدماء العجم، والرومانيين، والهنود، وفي آخره نبذة مختصرة في علم "الميثولوجيا"٣ يعني علم جاهلية اليونان وخرافاتهم، ثم قرأت عند "مسيو شواليه" كتابًا يسمى: "لطائف التاريخ"٤ يتضمن قصصًا وحكايات ونوادر، ثم بعده قرأت كتابًا يسمى "سير أخلاق الأمم وعوائدهم وآدابهم"٥ ثم تاريخ سبب عظم دولة قياصرة الروم وانقراضها٦ ثم كتاب رحلة "الخرسي" الأصغر إلى بلاد اليونان٧ ثم قرأت كتاب "سيغر"٨ في التاريخ العام، ثم سيرة نابليون، ثم كتابًا في علم التواريخ والأنساب، ثم كتابًا يسمى "بانوراما العلم"٩ يعني مرآة الدنيا، ثم رحلة صنفها بعض المسافرين في بلاد الدولة العثمانية، ثم رحلة في بلاد الجزائر.

(٣) علم الحساب والهندسة
قرأت في الحساب "بزوت"،١٠ وفي الهندسة المقالات الأربع الأول من كتاب لوجندره.١١

(٤) علم الجغرافيا بأنواعها
قرأت مع "مسيو شواليه" كتاب جغرافية يشتمل على الجغرافية التاريخية والطبيعية والرياضية والسياسية، ثم قرأت رسالة أخرى في الجغرافية، يعني معجم البلدان، ثم قرأت الكتاب الأول بعينه مع معلم آخر غير "مسيو شواليه"، وقرأت أيضًا مع "مسيو شواليه"، جملاً عظيمة من جغرافية "ملطبرون"١٢ ورسالة ألفها التعليم بنته في هيئة الدنيا، وقرأت وحدي مؤلفات عديدة في هذا الفن.

(٥) فن الترجمة
ترجمت مدة إقامتي في فرنسا اثني عشر كتابًا وشذرة يأتي ذكرها في آخر هذا الكتاب، يعني اثني عشر مترجمًا بعضها كتب كاملة، وبعضها نبذات صغيرة الحجم.

(٦) كتب في فنون مختلفة
قرأت كتابًا في علم المنطق الفرنساوي مع "مسيو شواليه" و"مسيو المونري" وعدة مواضع من كتاب "ليبرتروايال"١٣ من جملتها المقولات وكتابًا آخر في المنطق يقال له كتاب "قندلياق" غير١٤ فيه منطق أرسطو.

وقرأت مع "مسيو شواليه" كتابًا صغيرًا في المعادن وترجمته.

وقرأت كثيرًا من كتب الأدب فمنها مجموعة١٥ "نويل" ومنها عدة مواضع من ديوان "ولتير"١٦ وديوان "رسين"١٧ وديوان "رسو"١٨ خصوصًا مراسلاته الفارسية التي يعرف بها الفرق بين آداب الإفرنج والعجم، وهي أشبه بميزان بين الآداب المغربية والمشرقية، وقرأت أيضًا وحدي مراسلات إنكليزية صنفها "القوتة شستر فيلد"١٩ لتربية ولده وتعليمه، وكثيرًا من المقامات الفرنساوية، وبالجملة فقد اطلعت في آداب الفرنساوية على كثير من مؤلفاتها الشهيرة.

وقرأت في الحقوق الطبيعية مع معلمها كتاب "برلماكي" وترجمته وفهمته فهمًا جيدًا، وهذا الفن عبارة عن التحسين والتقبيح العقليين، يجعله الإفرنج أساسًا لأحكامهم السياسية المسماة عندهم شرعية، وقرأت أيضًا مع "مسيو شواليه" جزأين من كتاب يسمى "روح الشرائع"٢٠ مؤلفه شهير بين الفرنساوية يقال له "منتسكيو" وهو أشبه بميزان بين المذاهب الشرعية والسياسية، ومبني على التحسين والتقبيح العقليين، ويلقب عندهم بابن خلدون الإفرنجي، ما أن ابن خلدون يقال له عندهم أيضًا: "منتسكيو الشرق" أي "منتسكيو الإسلام" وقرأت أيضًا في هذا المعنى كتابًا يسمى "عقد التأنس والاجتماع الإنساني"٢١ مؤلفه يقال له "روسو" وهو عظيم في معناه.

وقرأت في الفلسفة تاريخ الفلسفة تاريخ الفلاسفة المتقدم المشتمل على مذاهبهم وعقائدهم وحكمهم ومواعظهم، وقرأت عدة مال نفيسة في معجم الفلسفة "للخواجة ولتير" وعدة محال في كتب فلسفة "قندلياق".٢٢

وقرأت في فن الطبيعة رسالة صغيرة مع "مسيو شواليه" من غير تعرض للعمليات.

وقرأت في فن العسكرية من كتاب يسمى "علميات ضابطان عظام" مع "مسيو شواليه" مائة صحيفة، وترجمتها.

وقرأت كثيرًا في كازيطات العلوم اليومية والشهرية، وفي "كازيطات"٢٣ السياسات اليومية التي تذكر كل يوم ما يصل خبره من الأخبار الداخلية والخارجية المسماة "البوليتيقة" وكنت متولعًا بها غاية التولع وبها استعنت على فهم اللغة الفرنساوية وربما كنت أترجم منها مسائل علمية، وسياسية، خصوصًا وقت حرابة الدولة العثمانية مع الدولة الموسقوبية.

ولنذكر لك هنا ترجمتنا رسالة فرضية من فرنساوي متطوع بالخدمة في معسكر "الموسقو"، حررها من مدينة "شملا" القريبة من جبل "بلقان" إلى بعض أمراء الألوية بمدينة "باريس" تاريخها اثنان وعشرون من يوليه الإفرنجي سنة ١٨٢٨ من الميلاد:
"اعلم يا محبنا أن هذه أول مرة التحم فيها صفنا مع الصفوف الإسلامية من منذ وصولنا إلى العساكر الموسقوبية، ثم إن سائر ما رأيته مما يذهل العقول ويحير الألباب، تقصر عنه العبارة، كيف وهو أمر غريب! بالنسبة إلى مثلي، فلو كنت مثل جنابكم من العسكر المتمرن على الحروب سافرت في غزوة مصر، ورأيت واقعة أبي قير، وحصار مدينة عكا لما حار لبي حين رأيت شيئًا جديدًا لم أكن عاينته قبل ذلك، مما يكل عنه الوصف، ولكن تأمل يا أخي في أمري حيث إني قد كنت في خفر مليكنا، وخرجت من مكتب "سنسير" ولم أحضر من الوقائع إلا وقعة الأندلس، فلم أشعر إلا أن وجدت نفسي قدام جبل "بلقان" بعد أن جبت البراري والقفار، وعاينت المشاق بتهديد أهلها لنا وتخلصهم منا، وإدهاشهم لجيوشنا، وانظر في استعجابي وذهاب صوابي حين خرجت الفوارس التركية متصافة صفوفًا عجيبة للحروب الإسلامية بأعلى "شملا" وقد وصل إلى شريف علمكم من دفتر علم "الموسقو" تفصيل هذه الواقعة، وشر أحوال الجمع الغفير من عساكرنا، والخبر بأنها صارت ضائعة، وقد شاهدت بعيني رأسي سوء ميتة "الميرالاي باردي الموسقوبي" بحالة رديئة؛ حيث انقسم نصفين بضربة مدفع تركية، ومن الآن فقط ظهرت صعوبة هذه الحرابة، وطول مدتها لا يعد من الغرابة، وإن كان بعساكرنا شجاعة وصلابة في الحروب، فعساكر الإسلام لها مصادمة قوية بمعزل عن الهروب، وهذه المصادمة هي التي تستهل الخطر، وتخترق المانع لبلوغ الوطر، ينتج منها ثمرتان: الأولى: أنها تلقي الحيرة في عقول الرجال، والثانية: أن عاقبتها دائمًا تفرغ الفزع في قلوب الأعداء، ولو كانوا من الأبطال، ولو شاهدت عيناك ما شاهدته من أن الفرسان العثمانية تروع الإنسان بمجرد منظرها المرعب، وبسرعة اقتحامها المدهش المعجب، ومشيها على صوت الألحان الوحشية، وصهيل الخيول الكردية، ونزولها كالصواعق على المشاة الموسقوبية لحكمت مثلي بأن هذه الحرابة تطول، وأن اضطرام نارها قل أن يزول، أو ليس أن للدولة العثمانية فرسانًا عظيمة مرتبة بترتيب عجيب، وهمة عليه بنظام غريب؟ أو هل ينكر أحد أن رجالهم متمرنون على ركوب الخيل، وأن خيولهم على أصل خلقتهم الوحشية طائعة لسيدها في الإقدام والإحجام، يبلغ عليها في الحرابة المقصود والمرام؟ فيا ويح العساكر القرابة التي يلتحم صفها بصف هذه الخيول المركوبة لهؤلاء الفحول الذين لهم زيادة عن قوتهم الجهادية، دعامة غيرتهم الإسلامية والوطنية، وهذه مزية لا توجد يقينًا في عساكر "الموسقو"، ثم ازدحام الخلائق في أوقات الحروب له تدبير صحيح، ولكن في هذه الواقعة لا يجهل إنسان ولو كان من "القزاق" أن الفخر لعساكر الإسلام، وهذا الخبر ربما ظهر لك أنه عجيب من مثلي، خصوصًا وأنا قد جئت متطوعًا في عسكر "الموسقو"، لأشاركهم في اقتحام الأخطار، وأقتسم معهم الفخار، ولكن لما وصلت إلى هنا ظهر لي أن الظن قد خاب، وأني قد حدت عن الصواب، ورأيت أعداءنا الذين كنا نتهمهم بحقارة الرتبة والرداءة هم الليوث الضراغم، ليس لهم شيء من الدناءة، بل هم أقرب إلى قبول التأدب والظرافة من الإفرنج.

واعلم يا أخي أن غيرتي على خلاص الأروام من يد العثمانية لم تنقص شيئًا، ولكن أقول ليت شعري، هل تلزم الغارة على إسلامبول في خلاصهم؟ أو ليس مما يتحسر عليه أن ما خسرناه في أخذ مدينة "إبرائل" من العساكر كان يكفي وحده في فك أسر الأروام وتحرير رقابهم، وتقليل سفك دمائنا بعساكر الإسلام، وقد أسرنا عن قريب أحد ضباط العساكر العثمانية، وكان شابًا بديع الصورة كثير الجروح، فعفا عساكرنا عن قتله ولم يكن ذلك لغيره، ورقوا لملاحته وجراحته، فخاطبته باللغة الإيطاليانية، ففهم مقالي وأجاب سؤالي، وأخبرني بأن أباه له من العمر الآن ثمانون سنة، وله إخوان في خدمة حسين باشا لا يشك في نصرة الدولة العثمانية، بل يقول: إن الترك يصلون إلى موسقو، واعلم يا أخي أن في "شملا" نحو مائتي ألف محارب، ويتجدد عليها كل يوم، وسلطانهم بكل عظيم عن يقين، وها أنا الآن أطوي لك كتابي لأضع قدمي في ركابي، فالآن عساكر الأعداء تحارب في طليعة جيشنا، وأنا بين دوي ألحان الترك، وعجيج أصوات الروس غريق، وهذه حرابة مهولة إن نظرت بعين التحقيق.
----------------------------------------
١  Charies-François thomond: Eléments وقد كتب اسمه في المطبوعة (لومند) de la Grammaire françsia.
٢  Lomonry.
٣  Mythologie.
٤  Les Agrements de L’histoire.
٥  Les Moeurs des Peuples Leurs habitudes et leur Savoir Vivre par Dipping.
٦  L’Histoir de la Cause de La grandeur et de La Décadence de L’Empire des Césars Romains, Par montetesquieu.
٧  Voyage du trés Jeune Anacharsis en Grèce.
٨  Ségur.
٩  Panorama du Monde.
١٠  Etienne Bezout: Traité d’arithmétique.
١١  Legendre: Eléments de Géometrie.
١٢  Malte-Brun.
١٣  La Porte-Royale.
١٤  Condilliac.
١٥  Noel.
١٦  Votaire.
١٧  Racin.
١٨  Rousseau: Les Lettres Persanes.
١٩  Le Comte Chesterfield.
٢٠  L’esprit des Lois.
٢١  Le Contral Social.
٢٢  Condiliac.
٢٣  أي الصحف.



المقالة الرابعة 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 03 مايو 2021, 12:06 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 49335
العمر : 72

المقالة الرابعة Empty
مُساهمةموضوع: رد: المقالة الرابعة   المقالة الرابعة Emptyالإثنين 29 يونيو 2020, 5:36 pm

الفصل السادس
في الامتحانات التي صنعت معي في مدينة "باريس" خصوصًا في الامتحان الأخير الذي أعقبه رجوعي إلى مصر
اعلم أن من عادة الفرنساوية أن لا يكتفوا في العلم بمجرد شهرة الإنسان بالفهم، أو الاجتهاد، أو بمدح المعلم في المتعلم، بل لابد عندهم من أدلة واضحة محسوسة تفيد الحاضرين في الامتحان قوة الإنسان والفرق بينه وبين أمثاله، وهذا إنما يكون بالامتحانات العامة يحضرها العام والخاص، بدعوة مثل دعوة الولائم عادة.         

وهناك امتحانات خاصة، وهي أن يمتحن المعلم تلامذته كل أسبوع أو شهر؛ ليعلم قوة زيادتهم في ذلك الأسبوع أو الشهر، وليكتب مفاد ذلك إلى آبائهم، فكنا في البنسيونات بهذه المثابة، وكل سنة يصنع معنا الامتحان العام بحضور أعيان الفرنساوية.

فأول بحث صنع معنا كان أغلبه ومداره على اللغة الفرنساوية، وقد جرت العادة عندهم بأنهم يعطون هدية امتحان للبارعين في الجواب المتميزين عن غيرهم، ففي أول امتحان عام بعث لي "مسيو جومار" كتابًا يسمى "رحلة أنخرسيس في بلاد اليونان" سبعة مجلدات جيدة التجليد مموهة بالذهب، يصحبها هذا المكتوب الذي صورته مترجمًا.

أول يوم من شهر أغسطس سنة ١٨٢٧ من الميلاد:
قد صِرْتَ مستحقًا لهدية اللغة الفرنساوية، بالتقدم الذي حَصَّلتَهُ فيها، وبالثمرة التي نلتها في الامتحان العام الأخير، ولقد حُقَّ لي أن أهنئ نفسي بإرسالي لك هذه الهدية من طرف (الأفندية) النُّظّار دليلاً على التفاتك في التعليم، ولا شك أن الوالي يُسَرُّ متى أخْبِرَ أنَّ اجتهادك وثمرة تعلُمك يكافئان المصاريف العظيمة التي يصرفها عليك في تربيتك وتعليمك، وعليك مني السلام مصحوبًا بالمَوَدَّة.

وقوله في الامتحان الأخير المُراد أنه (آخر) بالنسبة لما قبله من الامتحانات الخصوصية.

وهدية الامتحان تشبه أن تكون مثل جائزة الشعراء: أو هي كقصب السبق وفي الامتحان العام الثاني بعث لي كتاب "الأنيس المفيد، للطالب المستفيد"، و"جامع الشذور، من منظوم ومنثور" تأليف "مسيو دساسي" وصحبته هذا المكتوب، وصورته مترجمًا.

باريس ١٥ شهر مارث سنة ١٨٢٨ من الميلاد:
قد صِرْتَ مُسْتَحِقًا لهدية النحو الفرنساوي، بالتقدم الذي حَصَّلْتَهُ في هذه اللغة، وبالثمرة التي نلتها في الامتحان العام الأخير، ولقد سَرَّنِي أنك صِرْتَ مُسْتَحِقًا أن أبعث لك علامة السُّرور منك، تشويقًا لك، وها أنا باعث جدول امتحانك للوالي باجتهادك وفلاحك، ولا شك أنه يُسَرُّ بأنَّك تشتغل مع ثمرة، وأنك أهل لرعايته لك واعتنائه تربيتك وتعليمك، وعليك مني السلام.

وفي هذين الامتحانين أخذت هدية الامتحان.

وأمَّا صورة الامتحان الأخير الذي به رجعت إلى مصر أن "مسيو جومار" جمع مجلسًا فيه عِدَّةَ أناس مشاهير، ومن جملتهم وزيراً لتعليمات الموسقوبي رئيس الامتحان، وكان القصد بهذا المجلس معرفة قوة الفقير في صناعة الترجمة التي اشتغلت بها مُدَّة مُكثي في فرنسا.

وصورة ما تحصَّل من الامتحان وكتبه الفرنساوية في وقائع العلوم ما نصه:
وصور التلميذ رفاعة أنه قرئ في المجلس دفتران:
الدفتر الأول:
يشتمل على تعديد اثنتي عشرة ترجمة من اللغة الفرنساوية إلى العربية ترجمها المذكور منذ سنة.

وهذه أسماؤها:
الأول: نبذة في تاريخ إسكندر الأكبر، مأخوذة من تاريخ القدماء؟
الثاني: كتاب أصول المعادن.
الثالث: رزنامة سنة ١٢٤٤ من الهجرة، ألّفه "مسيو جومار" لاستعمال مصر والشام، متضمنًا لشذرات علمية وتدبيرية.
الرابع: كتاب دائرة العلوم في أخلاق الأمم وعوائدهم.
الخامس: مقدمة جغرافية طبيعية مصحة على "مسيو هنبلض".
السادس: قطعة من كتاب ملطبرون١ في الجغرافية.
السابع: ثلاث مقالات من كتاب "لجندر"٢ في علم الهندسة.
الثامن: نبذة في علم هيئة الدنيا.
التاسع: قطعة من "علميات ضابطان عظام".
العاشر: أصول الحقوق الطبيعية التي تعتبرها الإفرنج أصلاً لأحكامهم.
الحادي عشر: نبذة في "المثولوجيا" يعني جاهلية اليونان وخرافاتهم.
الثاني عشر: نبذة في علم سياسات الصحة.

الدفتر الثاني:
يشتمل على رحلته، وذِكْرُ سفره ثم أحضر له عِدَّة تآليف مطبوعة في بولاق، فترجم منها مواضع بسرعة إلى اللغة الفرنساوية، ثم قرأ بالفرنساوية مواضع منها ما هو صغير ومنها ما هو كبير في "كازيطة" مصر المطبوعة في بولاق، ثم بحث معه في ترجمة العلميات العسكرية المترجمة له فكان بعض الحاضرين يده الأصل الفرنساوي، والشيخ بيده الترجمة.

ثم إنه يترجم العربية بالسرعة إلى الفرنساوية قراءة لا كتابة، ليقابل عبارة الترجمة مع عبارة الأصل، وقد تخلص على وجه حسن من هذا الامتحان فأدى العبارات حقها من غير تغيير في معنى الأصل المترجم، ولكن ربما أحوجه اصطلاح اللغات العربية أن يضع مجازًا بدل مجاز آخر من غير خلل في المعنى المراد، مثلاً:

في تشبيه أصل علم العسكرية بمعدن مشبع يستخرج منه كذا غَيَّرَ العبارة بقوله: العسكرية بحر عظيم تستخرج منه الدرر.

وقد اعترض عليه في الامتحان بأنه بعض الأحيان قد لا يكون في ترجمته مطابقة تامَّة بين المترجم والمترجم عنه، وأنه ربما كرَّر، وربما ترجم الجملة بجمل، والكلمة بجملة، ولكن من غير أن يقع في الخلط، بل هو دائمًا محافظ على روح المعنى الأصلي، وقد عرف الشيخ الآن إنه إذا أراد أن يترجم كتب علوم فلابد أن يترك التقطيع، وعليه أن يخترع عند الحاجة تغييرًا مناسبًا للمقصود، وقد امتحن في كتاب آخر، وهو مقدمة القاموس العام المتعلقة بالجغرافيا الطبيعية، وهذا الكتاب ترجمه هو إلى العربية ولَمَّا كان وقت ترجمة هذا الكتاب لم يصل إلى درجته الآن في اللغة الفرنساوية، كانت ترجمته دون ترجمة الكتاب الذي بحث معه فيه قبله، وكان عيبه أنه لم يحافظ على تأدية عبارة الأصل بجميع أطرافها، وعلى كل حال فلم يُغَيِّرْ في المعنى شيئًا، بل طريقته في الترجمة كانت مناسبة، فتفرَّق أهلُ المجلس جازمين بتقدُّم التلميذ المذكور، ومُجمعين على أنه يمكنه أن ينفع في دولته، بأن يُترجم الكتب المُهِمَّةِ المُحتاج إليها في نشر العلوم، والمرغوب في تكثيرها في البلاد المتمدِّنة، ولا شك أن بعض هذه الكتب قد يحتوي على أشكال، وأحمد أفندي العطار من أهل بلاده يشتغل بالطباعة على الأحجار لأجل ذلك، وقد كان حاضرًا في المجلس، فقدَّم لأهل المجلس عِدَّةُ عينات مطبوعة بيده على الحجر من تصوير وكتابة عربية وفرنساوية، وقد ابتدأ في معرفة تسيير الشوكة للنقش والقلم للكتابة، وقلم الشعر لكتابة التصوير، وفي تصويراته توجد حيوانات وأمور عمارات وغير ذلك من الأمور المصنوعة بالخطوط من غير ظل، ولكنه جاء في فرنسا كبير السِّنِّ؛ فلم يمكنه أن يصور تصويرًا صحيحًا خاليًا عن جميع العيوب، ولكن يمكنه أن يعرف معرفة تامَّة طريق الطباعة على الحجر علمًا وعملاً، وينسخ (عينات) التصوير التي تعطى له ويطبعها بنفسه عند الحاجة، ويمكنه أن يتأهَّلَ لفتح دار لطباعة الحجر ونظارتها، وقد ترجم مختصرًا في صناعة الطباعة بالحجر وكتبها على الحجر وطبعها بيده، وكانت نسخة منها موضوعة على (باش تختة٣ "مسيو جومار" انتهى كلام "كازيطة" دائرة العلوم.

وكتب لي مكتوب تهنئة برجوعي إلى مصر بعد تحصيل المرام غير أن هذا المكتوب قد ضاع مني وكان لا بأس بذكره هنا وصورة ترجمة ما كتبه لي "مسيو شواليه" وهو أشبه بإجازة وشهادة لي.

وزارة الحرب:
يقول الواضع اسمه فيه: "شواليه" تلميذ قديم من تلامذة مدرسة العلوم المسماة "بلوتكنيقا"٤ الضابط المهندس المكتوب في وزارة الحرب الوكيل من طرف "مسيو جومار" والأفندية النظار بالإرشاد إلى تعليم مسيو الشيخ رفاعة.

أشهد أني مدة نحو ثلاث السنوات والنصف التي مكثها التلميذ المذكور عندي لم أر منه إلا أسباب الرِّضَا سواء في تعليمه أو في سُلوكه المملوء من الحكمة والاحتراس، وحُسن خلقه ولين عريكته، وقد قرأ معي في السنة الأولى اللغة الفرنساوية "والقسمغرافيا"٥ انتهى وفيما بعد الجغرافيا والتاريخ والحساب وغير ذلك.         

ولَمَّا كان خاليًا عن الاستعداد والخفة اللازمين لتعلم الرسم مع ثمرة، لم يشتغل به إلا مرة في كل أسبوع لمجرد امتثال أوامر الوالي ولكن صرف جهده مع غاية الغيرة في الترجمة التي هي صنعته المختارة له وأشغاله فيها مبينة في إعلاماتي الشهرية، خصوصًا في "الجرنالات" الأولى التي أعطيتها "لمسيو جومار" وحسب هذا التلميذ ما في هذه الإعلامات والجرنالات.

ومما ينبغي التنبيه عليه أن غيرة مسيو الشيخ رفاعة تناهت به إلى أن أدته إلى أن شغله مدة طويلة في الليل تسبب عنه ضعف في عينه اليسار، حتى احتاج إلى الحكيم الذي نهاه عن مطالعة الليل، ولكن لم يمتثل لخوف تعويق تقدمه، لما رأى أن الأحسن في إسراع تعليمه أن يشتري الكتب اللازمة له غير ما سمح به (الميري) وأن يأخذ معلمًا آخر غير معلم (الميري) أنفق جزءًا عظيمًا من ماهيته المعدة هل في شراء كتب، وفي معلم مكث معه أكثر من سنة، وكان يعطيه الدرس في الحصة التي لا يقرأ معي فيها.

وقد ظننت أنه يجب علي وقت سفره أن أعطيه هذا الإعلام الموافق لما في الواقع ونفس الأمر، وأن أضيف إلى ذلك الإفصاح عما في ضميري من كمال اعتقاد فضله ومحبته.
مسيو شوالي
٢٨ في شهر فبريه سنة ١٨٣١م
-------------------------------
١  Malt-Brun.
٢  Legendre.
٣  منضد صغير ذو أدراج عدة.
٤  مدرسة المهندسي L’Ecole Polytechnique.
٥  L.Cosmogsaphier.



المقالة الرابعة 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
المقالة الرابعة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المقالة الأولى
» المقالة الثانية
» المقالة الثالثة
» المقالة الخامسة
» المقالة السادسة

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـثـقــــافـــــــــــة والإعـــــــــــلام :: تخليـــــص الإبـريــــــز-
انتقل الى: