لا.. للزوج البخيل
خطب المغيرة بن شعبة وفتى من العرب امرأة، وكان شاباً جميلاً... فأرسلت إليهما أن يحضرا عندها، فحضرا وجلست بحيث تراهما وتسمع كلامهما.. فلما رأى المغيرة ذلك الشاب، وعاين جماله علم أنها تؤثره عليه، فأقبل على الفتى وقال: لقد أوتيت جمالاً، فهل عندك غير هذا؟ قال: نعم، فعدَّد محاسنه ثم سكت، فقال له المغيرة: كيف حسابك مع أهلك؟ قال: ما يخفى منه شيء وإني لأستدرك منه أدق من الخردل.. فقال المغيرة: لكني أضع البدرة في بيتي، فينفقها أهلي على ما يريدون فلا أعلم بنفادها حتى يسألوني غيرها.. فقالت المرأة: والله لهذا الشيخ الذي لا يحاسبني أحبّ إليَّ من هذا الذي يُحصي عليَّ مثقال الذرَّة، فتزوَّجت المغيرة.

التعليق:
البُخل صفة ذميمة في الزوج وقد قال تعالي: (لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ومَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إلاَّ مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً (7) - الطلاق.

وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يدعوا ويقول: "اللهم إني أعوذ بك من البخل وأعوذ بك من الجبن وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر وأعوذ بك من فتنة الدنيا يعني فتنة الدجال وأعوذ بك من عذاب القبر (1).

والمرأة لا تحب من يحاسبها علي كل كبيرة وصغيرة ولها هذا ما لم تكن مسرفة فله منعها بالتأكيد ولا يترك لها الحبل علي الغارب.