لو كنتِ ذكرتني لفعلت
*  عن أم ذرة قالت: إن الزبير بعث إليها بمال في غرارتين أراه ثمانين ومائة ألف, فدعت بطبق وهي يومئذ صائمة فجعلت تقسم في الناس, فأمست وما عندها من درهم فلمَّا أمست قالت: يا جارية هلمي فطري, فجاءتها بخبز وزيت, فقالت لها أم ذرة: أما استطعتِ مِمَّا قسمتِ اليوم أن تشتري لنا بدرهم لحماً نفطر عليه؟ فقالت لها: لا تُعنفيني, لو كنتِ ذكرتني لفعلت.

التعليق:
موقف رائع وإيثار عظيم, وسمو روحي راقي من أم المؤمنين عائشة, عندما صار بيدها مال سارعت بالتصدق به حتي نسيت نفسها وكانت أحق ببعضه فالمال صار مالها... ولكنها زوجة النبي -صلى الله عليه وسلم- وابنة الصديق فلا عجب إذاً مما فعلته..
وياليت نسائنا يجدن يفعلن لا أقول مثلها ولكن بفعلها من الصدقة علي المحتاج وإيثار النفس.. قال تعالي: (وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (9) - الحشر.