منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة آل عمران الآيات من 166-170

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48350
العمر : 71

سورة آل عمران الآيات من 166-170 Empty
مُساهمةموضوع: سورة آل عمران الآيات من 166-170   سورة آل عمران الآيات من 166-170 Emptyالجمعة 26 أبريل 2019, 12:37 am

وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَان فَبإذْن اللَّه وَليَعْلَمَ الْمُؤْمنينَ [١٦٦]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

أي أنه سبحانه قد جمع المؤمنين وجمع الكافرين في أحُد بإذن منه وبعلمه والنتيجة معروفة عنده، وأنه سيحدث منكم كذا وكذا، إذن فهذا أمرٌ معلوم، أو "بإذن الله" أي في السنن التي لا تتخلف، فالمسألة لم تأت بغير علم الله، لا.       

لقد جاءت بإذن الله ولا تتخلف -تطبيقاً- عن أَحَدٍ من خلقه أبداً مهما كانت منزلته.       

{وَمَآ أَصَابَكُمْ يَوْمَ ٱلْتَقَى ٱلْجَمْعَان فَبإذْن ٱللَّه وَليَعْلَمَ ٱلْمُؤْمنينَ} [آل عمران: 166] ساعة ترى أمراً أجراه الله ليعلم الذين نافقوا، وليعلم المؤمنين، نعرف أن الله عالم بهم قبل أن تقع الأحداث، ولكن علمه لا يكون حجة على الغير إلا إن حدث منه بالفعل؛ لجواز أن يقول: يارب أنت حاسبتني بعلمك أن هذا سيحدث، لكن ما كنت لأفعله.    

فيوضح الحق: لا.       

أنت قد علمته لأنك فعلته وصار واقعاً منك وتقوم به الحجة عليك.       

وأضرب هذا المثل -ولله المثل الأعلى- أنت كمعلم تقول لواحد من الطلبة: أنت راسب، فيقول لك: لا، لابد أن تمتحنني.       

تقول له: أنا أعرف أنك راسب.       

فيقول لك: أنا لا آخذ بعلمك بل لابد أن تمتحنني.       

تقول له: تعال أمتحنك.       

وتعطيه بعض الأسئلة فيرسب.  

وهنا يصير علمه برسوبه أمراً واقعاً، وهو كان يعلمه بسبق علم، لكنه الآن لا يقدر أن يجادل لأنه صار واقعاً محسوساً.       

ويقول الحق: {وَليَعْلَمَ ٱلْمُؤْمنينَ} [آل عمران: 166] ومنهم الثابت الإيمان الذي لا يتزعزع ويعلم أنه إذا أصابته مصيبة بما قدم لنفسه، هذه المصيبة تزيده إيماناً بإلهه.       

ويقول الحق من بعد ذلك: {وَليَعْلَمَ ٱلَّذينَ نَافَقُواْ وَقيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتلُواْ في سَبيل ٱللَّه أَو ٱدْفَعُواْ قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ للْكُفْر يَوْمَئذٍ أَقْرَبُ منْهُمْ للإيمَان...}.



سورة آل عمران الآيات من 166-170 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48350
العمر : 71

سورة آل عمران الآيات من 166-170 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة آل عمران الآيات من 166-170   سورة آل عمران الآيات من 166-170 Emptyالجمعة 26 أبريل 2019, 4:46 am

وَليَعْلَمَ الَّذينَ نَافَقُوا وَقيلَ لَهُمْ تَعَالَوْا قَاتلُوا في سَبيل اللَّه أَو ادْفَعُوا قَالُوا لَوْ نَعْلَمُ قتَالًا لَاتَّبَعْنَاكُمْ هُمْ للْكُفْر يَوْمَئذٍ أَقْرَبُ منْهُمْ للْإيمَان يَقُولُونَ بأَفْوَاههمْ مَا لَيْسَ في قُلُوبهمْ وَاللَّهُ أَعْلَمُ بمَا يَكْتُمُونَ [١٦٧]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وقوله: {وَليَعْلَمَ ٱلَّذينَ نَافَقُواْ} [آل عمران: 167] أي يجعلهم يظهرون وينكشفون أمام الناس، وإلا لو لم تحدث هذه الأحداث فكيف كنت تعرف المنافق؟        

سيستر نفسه.       

لابد إذن أن تأتي أحداث لتظهره وتفضحه، فالمنافق يراوغ؛ لذلك يأتيه الحق بأحداث ليظهر على حقيقته، وقد كان.       

{وَليَعْلَمَ ٱلَّذينَ نَافَقُواْ وَقيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ قَاتلُواْ في سَبيل ٱللَّه أَو ٱدْفَعُوا} [آل عمران: 167].      

وكانت المدينة مُهاجَمة، وإذا انتصر الكفار فسيدخلون ويسْبون ويأخذون المسلمين أسرى ويفعلون كل منكر!!

فقال عبد الله بن عمرو بن حرام الأنصاري للمنافقين: اخرجوا وقاتلوا معنا، وإن لم تخرجوا لتقاتلوا معنا، اخرجوا لتدفعوا عن أنفسكم وعن أموالكم وعن نسائكم؛ لأنهم إذا انتصروا على المسلمين فسيدخلون ويفعلون كذا وكذا، إنه دعاهم إلى القتال على طريق إثارة الحمية والأنفة فيهم وذلك بعد أن يئس من أنهم لم يقاتلوا في سبيل الله، ولَمَّا رأى إصرارهم على عدم الخروج قال لهم عبد الله: اذهبوا أعداء الله فسيُغني اللهُ رسولهُ عنكم.       

إذن ففيه فرق بين القتال في سبيل الله وبين الدفاع عن النفس فقال: {قَاتلُواْ في سَبيل ٱللَّه أَو ٱدْفَعُوا} [آل عمران: 167].      

أو ادفعوا عنا ولو بتكثير سوادنا وإظهار كثرتنا حتى يظن المشركون أن معنا أناساً كثيرين. 

{قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ} [آل عمران: 167].      

وعندما نتابع هذا المنطق في القصة في ذاتها نجد أن " ابن أُبَيّ" كان من رأيه أن يظل رسول الله في المدينة        

لماذا؟           

لأنه قد ثبت بالتجربة أنه إذا جاء قوم ليغيروا على المدينة ودخلوها فأهل المدينة ينتصرون عليهم، وإذا خرج لهم أهل المدينة فهم ينهزمون.       

إذن فالقضية واضحة في ذهن ابن أُبَيّ، فهو لم يرض أن يخرج لأن التجارب أثبتت له أنهم إذا خرجوا عن المدينة ليحاربوا العدو فعدوهم ينتصر عليهم، وإذا ظلوا انتصروا، إذن فهو واثق من نتيجة الخروج، ولكن ما دامت المسألة قد صدرت من رأس النفاق عبد الله بن أبيّ فأنت لا تستطيع أن تحكم أين الحق، فمن الجائز أن آثار يوم هجرة الرسول عليه الصلاة والسلام من مكة إلى المدينة هذه الآثار كانت باقية في نفس "ابن أبيّ" ففي ذلك اليوم الذي جاء فيه الرسول إلى المدينة كان هو اليوم الذي كان سيتوج فيه المنافق"ابن أُبَيَّ" ليكون ملكاً على المدينة، فلما جاء الرسول بهذا الحدث الكبير تغير الوضع وصار التاج من غير رأس تلبسه، فهذه قد حملها في نفسه.       

{قَالُواْ لَوْ نَعْلَمُ قتَالاً لاَّتَّبَعْنَاكُمْ} [آل عمران: 167] لقد ادّعى ابن أبيّ أن الخروج من المدينة هو كإلقائه إلى التهلكة وليس قتالاً؛ لأن القتال تدخله وعندك مظنة أن تنتصر، إنما هذا إلقاء إلى تهلكة وليس قتالاً، لكن أقال: "لو نعلم قتالاً لاتبعناكم" وهو صادق؟        

إن الحق يفضحهم: {هُمْ للْكُفْر يَوْمَئذٍ أَقْرَبُ منْهُمْ للإيمَان} [آل عمران: 167]، فقبل ذلك كانوا في نفاق مستور، وما دام النفاق مستوراً فاللسان يقول والقلب ينكر ويجحد، فهم مذبذبون بين ذلك؛ لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء، هذه المسألة جعلته قريباً من الكفر الظاهر.       

{يَقُولُونَ بأَفْوَاههم مَّا لَيْسَ في قُلُوبهمْ} [آل عمران: 167].      

إذن فالقلب عمله النية الإيمانية، واللسان قد يقول ولا يفعل ما يقول، ولذلك قلنا: إن المنافق موزع النفس، موزع الملكات، يقول بلسانه كلاماً وقلبه فيه إنكار، ولذلك سيكونون في الدرك الأسفل من النار؛ لأنهم غشاشون، ونفوسهم موزعة.       

{يَقُولُونَ بأَفْوَاههم مَّا لَيْسَ في قُلُوبهمْ} [آل عمران: 167] والقول ضرورة بالفم؛ لأن القول يُطلق ويراد به البيان عما في النفس، فتوضيح الإنسان لما في نفسه كتابة، يعتبر قولاً -لغة- ولذلك فالذي يستحي من واحد أن يقول له كلاماً فهو يكتبه له في ورقة، فساعة يكتب يكون قد قال، وهؤلاء المنافقون يقولون كلماتهم لا بوساطة كتاب بل بوساطة أفواههم، وهذا تبجح في النفاق، فلو كانوا يستحون لهمسوا به: {يَقُولُونَ بأَفْوَاههم مَّا لَيْسَ في قُلُوبهمْ} [آل عمران: 167] إذن فاللسان لم يتفق مع القلب.       

فالقلب منعقد ومصر على الكفر -والعياذ بالله- واللسان يتبجح ويعلن الإيمان.       

ونعرف أن "الصدق" هو أن يوافق القول الواقع، والواقع في القضية الإيمانية نية في القلب وحركة تُثبت الإيمان، أما المنافقون فلسانهم لا يوافق قلبهم، فلما كان ما في القلب مستوراً ثم ظهر إلى الجوارح انكشفوا.       

وهذا هو السبب في أنهم كانوا أقرب إلى الكفر، {يَقُولُونَ بأَفْوَاههم مَّا لَيْسَ في قُلُوبهمْ} [آل عمران: 167] وهذا لون من نقص التصور الإيماني في القلب، كأنهم يعاملون الله كما يعاملون البشر مثلهم.       

وبعد ذلك يقول الحق: {ٱلَّذينَ قَالُواْ لإخْوَانهمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسكُمُ الْمَوْتَ...}.



سورة آل عمران الآيات من 166-170 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48350
العمر : 71

سورة آل عمران الآيات من 166-170 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة آل عمران الآيات من 166-170   سورة آل عمران الآيات من 166-170 Emptyالجمعة 26 أبريل 2019, 4:55 am

الَّذينَ قَالُوا لإخْوَانهمْ وَقَعَدُوا لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتلُوا قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسكُمُ الْمَوْتَ إنْ كُنْتُمْ صَادقينَ [١٦٨]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

فعندما أراد ابن أُبَيٍّ أن يخذّل الجيش، وافقه بعض المنافقين ولم يوافقه البعض.

هؤلاء الذين خرجوا للقتال والجهاد ولم يوافقوهم ثم قتلوا فرحوا فيهم، وقالوا: لو كانوا أطاعونا ومكثوا في المدينة ولم يخرجوا لما انهزموا ولما قتلوا، وكأن الحق يوضح لنا أسلوبهم؛ لذلك سنأخذهم من منطقهم.

هم قعدوا وقالوا عن إخوانهم الذين قُتلوا في المعركة والذين هم من جماعتهم: {لَوْ أَطَاعُونَا} [آل عمران: 168] كأن قولاً صدر منهم: "أن اقعدوا" ولكن القوم الآخرين الذين هم أقل نفاقاً.

لم يطاوعوهم وخرجوا، فحدث لهم ما حدث.

فكيف يرد الله على هذه؟

انظروا إلى الرد الجميل: أنتم تقولون: {لَوْ أَطَاعُونَا} [آل عمران: 168]، فكأن طاعتكم كانت وسيلة لسلامتهم من القتل.

إذن فأنتم تعرفون طريق السلامة من القتل.

والذي يعرف طريق السلامة من القتل هل يعرف طريق السلامة من الموت؟

ولذلك يقول الحق سخرية بهم: {فَادْرَءُوا عَنْ أَنْفُسكُمُ الْمَوْتَ إن كُنْتُمْ صَادقينَ} [آل عمران: 168] وفي ذلك رد عليهم من كلامهم {لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتلُوا} [آل عمران: 168].

وما دمتم تعرفون وسيلة للسلامة من القتل فاستعملوا هذه الوسيلة في أن تدفعوا عن أنفسكم الموت.

وأنتم مع المتقدمين منكم والحاضرين تموتون ولا تستطيعون رد الموت عنكم، إذن فأنتم لا تعرفون طريق السلامة من الموت؛ فكم من مُحارب عاد من الحرب سليماً، وكم من هارب من القتال قد مات وانتهى، وهَبْ أن بعضاً من المؤمنين المقاتلين قد قُتل، إن الذي قُتل في المعركة ليس أهون على الله ممن سلم من المعركة، هؤلاء أحب إلى الله وقد عجل الله لقاءهم وأنزلهم المنزل المقرب عنده.

ونعرف أن الحدث إنما يُحمد ويُذم بالنسبة للغاية منه، فكل حدث يُقربك من الغاية يكون محموداً، وكل حدث يُبعدك عن الغاية يكون غير محمود، فإذا كانت الغاية أن تذهب إلى الإسكندرية مثلاً؛ فقد تذهب إليها ماشياً فتحتاج إلى عدة أيام، وقد تذهب إليها راكباً دابة فتحتاج إلى زمن أقل، أو تذهب إليها راكباً عربة فيقل الزمن لساعات، أو تذهب إليها راكباً طائرة فتصلها في نصف الساعة، فكلما كانت الوسيلة قوية كان الزمن قليلاً؛ لأننا نعلم أن القوة الفاعلة في النقلة تتناسب مع الزمن تناسباً عكسياً.

وكلما زادت القوة قل الزمن، وما دامت غايتي أن أذهب إلى الإسكندرية.

فالذي يُعجل لي الزمن ويقلله لأذهب إليها أفضل أم لا؟

إنها الوسيلة الأفضل.

فما دامت الغاية أن تذهب إلى لقاء الله وأن تعيش في جواره ومعيته، فحين يُعجل الله ببعضنا فيأخذهم من أقصر طريق فهذا أفضل بالنسبة لهم أم لا؟

هذا أفضل، وهكذا نرى أن الناس تنظر للموت نظرة حمقاء، إن موت المؤمن الحق الصادق الإيمان إنما يقربه إلى الغاية، فما الذي يُحزنني!



سورة آل عمران الآيات من 166-170 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48350
العمر : 71

سورة آل عمران الآيات من 166-170 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة آل عمران الآيات من 166-170   سورة آل عمران الآيات من 166-170 Emptyالجمعة 26 أبريل 2019, 4:57 am

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذينَ قُتلُوا في سَبيل اللَّه أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عنْدَ رَبّهمْ يُرْزَقُونَ [١٦٩]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

أنتم تخافون الموت، ولكن هؤلاء الذين قتلوا في سبيل الله ليسوا بميتين، لأن حياتهم حياة موصولة.

إن هناك فارقاً كبيراً بين الموت والشهادة، فالذي يقتل شهيداً تكون حياته موصولة، ولن يمر بفترة موتنا نحن، ولنفهم أنهم أحياء عند ربهم، أي بقانونه سبحانه، فلا تُحَكّم قانونك أنت، فأنت -كما قلت- لو فتحت القبر ستجد هؤلاء القتلى مجرد أشلاء.

هم عندك أشلاء وأموات في قانونك أنت.

لكنهم أحياء عند ربهم يُرزقون.

فالحياة تختلف عن الموت في ماذا؟

إن الإنسان إذا زهقت روحه وفارقت جسده انقطعت حياته، في ظاهر الأمر انتهى ولم يعد ينتفع برزق ولا بأكل؛ لأن الرزق جُعلَ لاستبقاء الحياة، وما دام الرزق قد صُنعَ لاستبقاء الحياة وليس فيه حياة إذن فلا رزق، لكن الله سبحانه يريد أن يعطينا مواصفات تؤكد أن الشهيد حي.

ومن ضروريات الحياة أنه يُرزَق أي ينتفع باستبقاء الحياة، وعلينا أن نفهم أن العنْدية عندك غير العندية عند الله.

فالشهيد حي عند ربه ويُرزق عند ربه رزقاً يناسب الحياة التي أرادها له ربه.

ونعلم أن الرزق هو الخاصية التي توجد للأحياء.

وعندما نقرأ قول الله: {أَحْيَاءٌ عندَ رَبّهمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169] قد يقول قائل: من الجائز أنك تأخذ إنساناً وتُبقيه حياً وتعطيه طعاماً وشراباً لكن أهو فرح بموقعه؟

لا.

لذلك يجب أن ندرك ونعرف أن حياة الشهيد ليست في قبره ولكنها عند ربه وهو فَرح بموقعه لذلك يقول الحق: {فَرحينَ بمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ من فَضْله وَيَسْتَبْشرُونَ بٱلَّذينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بهم مّنْ خَلْفهمْ...}.



سورة آل عمران الآيات من 166-170 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48350
العمر : 71

سورة آل عمران الآيات من 166-170 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة آل عمران الآيات من 166-170   سورة آل عمران الآيات من 166-170 Emptyالجمعة 26 أبريل 2019, 4:59 am

فَرحينَ بمَا آتَاهُمُ اللَّهُ منْ فَضْله وَيَسْتَبْشرُونَ بالَّذينَ لَمْ يَلْحَقُوا بهمْ منْ خَلْفهمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ [١٧٠]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

والعدل يتحقق بين البشر بأن كلا منهم يموت.

ولكن الفضل أن يعجل الله انقضاء الحياة في الدنيا لمن يُحبهم بالاستشهاد وينقلهم إلى رضوانه ونعيمه {فَرحينَ بمَآ آتَاهُمُ ٱللَّهُ من فَضْله} [آل عمران: 170] وليس هذا فقط، بل إننا نجد الأخوة الإيمانية قد بقيت فيهم وليست كخاصية الأحياء بل أنقى وأبقى من خاصية الأحياء، فالخاصية الإيمانية تقتضي أن يُحب المؤمن لأخيه ما يُحب لنفسه، والشهداء في حياتهم عند ربهم كذلك، مما يدل على أن الحياة التي يحياها الشهداء هي حياة نامية فيها رزق ومواجيد وفرح، وكل شهيد يعتبر أن هذا فضل من الله قد فضله به.

ولذلك فالشهيد يستبشر بالذي لم يأت من بعده من إخوانه المؤمنين ويقول: يا ليتهم يأتون ليروا ما نراه.

{وَيَسْتَبْشرُونَ بٱلَّذينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بهم} [آل عمران: 170]: "ويستبشرون" من البُشرى، والبُشرى هي الخبر السّار {وَيَسْتَبْشرُونَ بٱلَّذينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بهم} [آل عمران: 170] ويلحقوا أي يأتوا بعدهم، فالشهداء يقولون: إنهم سيأتون لنا وما داموا سيأتون لنا فنحن نُحب أن يكونوا معنا في النعيم والخير الذي نحيا فيه.

وكل منهم يشعر بالمحبة لأخيه، لأنه يعلم قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: "لا يكمل إيمان أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه".

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لَمَّا أصيب إخوانكم يوم أحُدٍ جعل الله أرواحهم في أجواف طير خُضر ترد أنهار الجنة وتأكل من ثمارها، وتأوي إلى قناديل من ذهب في ظل العرش، فلَمَّا وجدوا طِيبَ مأكلهم ومشربهم وحُسن فضلهم قالوا: ليت إخواننا يعلمون ما صنع الله بنا لئلا يزهدوا في الجهاد ولا ينكلوا من الحرب.

فقال الله -عز وجل-: أنا أبلغهم عنكم، فأنزل الله هذه الآيات: {وَلاَ تَحْسَبَنَّ ٱلَّذينَ قُتلُواْ في سَبيل ٱللَّه أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عندَ رَبّهمْ يُرْزَقُونَ} وما بعدها.

ونعرف أن "البشْرَ" عادة هو الفرحة، وهي تبدو عَلَى بشَرة الإنسان، فساعة يكون الإنسان فرحاً، فالفرحة تظهر وتُشرق في وجهه ولذلك نُسميها "البشارة"، لأنها تصنع في وجه المُبشَّر شيئاً من الفرح مما يعطيه بريقاً ولمعاناً وجاذبية.

{وَيَسْتَبْشرُونَ بٱلَّذينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بهم مّنْ خَلْفهمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [آل عمران: 170] أي أن الذين خلفوا عن الشهادة لا خوف عليهم، فهؤلاء الذين لم يستشهدوا بعد قد يخوضون معركة ما، فيقول الحق على لسان الشهداء لكل منهم: لا تخف لأنك ستذهب لخير في الحياة {أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [آل عمران: 170].

وبعد ذلك يقول الحق: {يَسْتَبْشرُونَ بنعْمَةٍ مّنَ ٱللَّه وَفَضْلٍ...}.



سورة آل عمران الآيات من 166-170 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة آل عمران الآيات من 166-170
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: آل عمران-
انتقل الى: