منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers

(إسلامي.. ثقافي.. اجتماعي.. إعلامي.. علمي.. تاريخي.. دعوي.. تربوي.. طبي.. رياضي.. أدبي..)
 
الرئيسيةالأحداثأحدث الصورالتسجيل
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

soon after IZHAR UL-HAQ (Truth Revealed) By: Rahmatullah Kairanvi
قال الفيلسوف توماس كارليل في كتابه الأبطال عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لقد أصبح من أكبر العار على أي فرد مُتمدين من أبناء هذا العصر؛ أن يُصْغِي إلى ما يظن من أنَّ دِينَ الإسلام كَذِبٌ، وأنَّ مُحَمَّداً -صلى الله عليه وسلم- خَدَّاعٌ مُزُوِّرٌ، وآنَ لنا أنْ نُحارب ما يُشَاعُ من مثل هذه الأقوال السَّخيفة المُخْجِلَةِ؛ فإنَّ الرِّسَالة التي أدَّاهَا ذلك الرَّسُولُ ما زالت السِّراج المُنير مُدَّةَ اثني عشر قرناً، لنحو مائتي مليون من الناس أمثالنا، خلقهم اللهُ الذي خلقنا، (وقت كتابة الفيلسوف توماس كارليل لهذا الكتاب)، إقرأ بقية كتاب الفيلسوف توماس كارليل عن سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-، على هذا الرابط: محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم-.

يقول المستشرق الإسباني جان ليك في كتاب (العرب): "لا يمكن أن توصف حياة محمد بأحسن مما وصفها الله بقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِين) فكان محمدٌ رحمة حقيقية، وإني أصلي عليه بلهفة وشوق".
فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ على سائر البُلدان، كما فَضَّلَ بعض الناس على بعض والأيام والليالي بعضها على بعض، والفضلُ على ضربين: في دِينٍ أو دُنْيَا، أو فيهما جميعاً، وقد فَضَّلَ اللهُ مِصْرَ وشَهِدَ لها في كتابهِ بالكَرَمِ وعِظَم المَنزلة وذَكَرَهَا باسمها وخَصَّهَا دُونَ غيرها، وكَرَّرَ ذِكْرَهَا، وأبَانَ فضلها في آياتٍ تُتْلَى من القرآن العظيم.
(وما من كاتب إلا سيبلى ** ويبقى الدهر ما كتبت يداه) (فلا تكتب بكفك غير شيء ** يسرك في القيامة أن تراه)

المهندس حسن فتحي فيلسوف العمارة ومهندس الفقراء: هو معماري مصري بارز، من مواليد مدينة الأسكندرية، وتخرَّجَ من المُهندس خانة بجامعة فؤاد الأول، اشْتُهِرَ بطرازهِ المعماري الفريد الذي استمَدَّ مَصَادِرَهُ مِنَ العِمَارَةِ الريفية النوبية المَبنية بالطوب اللبن، ومن البيوت والقصور بالقاهرة القديمة في العصرين المملوكي والعُثماني.
رُبَّ ضَارَّةٍ نَافِعَةٍ.. فوائدُ فيروس كورونا غير المتوقعة للبشرية أنَّه لم يكن يَخطرُ على بال أحَدِنَا منذ أن ظهر وباء فيروس كورونا المُستجد، أنْ يكونَ لهذه الجائحة فوائدُ وإيجابيات ملموسة أفادَت كوكب الأرض.. فكيف حدث ذلك؟!...
تخليص الإبريز في تلخيص باريز: هو الكتاب الذي ألّفَهُ الشيخ "رفاعة رافع الطهطاوي" رائد التنوير في العصر الحديث كما يُلَقَّب، ويُمَثِّلُ هذا الكتاب علامة بارزة من علامات التاريخ الثقافي المصري والعربي الحديث.
الشيخ علي الجرجاوي (رحمه الله) قَامَ برحلةٍ إلى اليابان العام 1906م لحُضُورِ مؤتمر الأديان بطوكيو، الذي دعا إليه الإمبراطور الياباني عُلَمَاءَ الأديان لعرض عقائد دينهم على الشعب الياباني، وقد أنفق على رحلته الشَّاقَّةِ من مَالِهِ الخاص، وكان رُكُوبُ البحر وسيلته؛ مِمَّا أتَاحَ لَهُ مُشَاهَدَةَ العَدِيدِ مِنَ المُدُنِ السَّاحِلِيَّةِ في أنحاء العالم، ويُعَدُّ أوَّلَ دَاعِيَةٍ للإسلام في بلاد اليابان في العصر الحديث.


 

 سورة البقرة: الآيات من 06-10

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48361
العمر : 71

سورة البقرة: الآيات من 06-10 Empty
مُساهمةموضوع: سورة البقرة: الآيات من 06-10   سورة البقرة: الآيات من 06-10 Emptyالسبت 23 مارس 2019, 5:35 am

إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ [٦]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)


وبعد أن تحدث الحق سبحانه وتعالى عن المؤمنين وصفاتهم، وجزائهم في الآخرة وما ينتظرهم من خير كبير، أراد أن يعطينا تبارك وتعالى الصورة المقابلة وهم الكافرون، وبين لنا أن الإيمان جاء ليهيمن على الجميع، يحقق لهم الخير في الدنيا والآخرة، فلابد أن يكون هناك شر يحاربه الإيمان، ولولا وجود هذا الشر، أكان هناك ضرورة للإيمان، إن الإنسان المؤمن يقي نفسه ومجتمعه وعالمه من شرور يأتي بها الكفر.    

والكافرون قسمان: قسم كفر بالله أولاً ثم استمع إلى كلام الله، واستقبله بفطرته السليمة فاستجاب وآمن، وصنف آخر مستفيد من الكفر ومن الطغيان ومن الظلم ومن أكل حقوق الناس وغير ذلك، وهذا الصنف يعرف أن الإيمان إذا جاء فإنه سيسلبه جاهاً دنيوياً ومكاسب يحققها ظلماً وعدواناً.     

إذن: الذين يقفون أمام الإيمان هم المستفيدون من الكفر، ولكن ماذا عن الذين كانوا كفاراً واستقبلوا دين الله استقبالاً صحيحاً.     

هؤلاء قد تتفتح قلوبهم فيؤمنون.     

والكفر معناه الستر، ومعنى كَفَرَ أي سَتَرَ، وكفر بالله أي ستر وجود الله جل جلاله، والذي يستر لابد أن يستر موجوداً، لأن الستر طارئ على الوجود، والأصل في الكون هو الإيمان بالله، وجاء الكفار يحاولون ستر وجود الله.     

فكأن الأصل هو الإيمان ثم طرأت الغفلة على الناس فستروا وجود الله سبحانه وتعالى، ليبقوا على سلطانهم أو سيطرتهم أو استغلالهم او استعلائهم على غيرهم من البشر.     

ولفظ الكفر في ذاته يدل على أن الإيمان سبق ثم بعد ذلك جاء الكفر، كيف؟.     

سجود الملائكة وتعليم الأسماء أمر مشهدي بالنسبة لآدم، والكفر ساعتها لم يكن موجوداً، وكان المفروض أن آدم بعد أن نزل إلى الأرض واستقر فيها، يلقن أبناءه منهج عبادة الله لأنه نزل ومعه المنهج في (افعل ولا تفعل) وكان على أبناء آدم أن يلقنوا أبناءهم المنهج وهكذا.         

لأن الخلق الأول وهو آدم الذي خلقه الله بيديه، ونفخ فيه من روحه وأسجد له الملائكة، وعلمه الأسماء كلها.     

ولكن بمرور الزمن جاءت الغفلة في أن الإيمان يقيِّد حركة الناس في الكون، فبدأ كل مَنْ يريد أن يخضع حياته لشهوة بلا قيود يتخذ طريق الكفر، والعاقل حين يسمع كلمة كفر، يجب عليه أن يتنبه إلى أن معناها ستر لموجود واجب الوجود، فكيف يكفر الإنسان ويشارك في ستر ما هو موجود، لذلك تجد أن الحق سبحانه وتعالى يقول: { كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِٱللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * هُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَّا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ إِلَى ٱلسَّمَآءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } [البقرة: 29].     

وهكذا يأتي هذا السؤال، ولا يستطيع الكافر له جواباً!! لأن الله هو الذي خلقه وأوجده، ولا يستطيع أحد منا أن يدَّعي أنه خلق نفسه أو خلق غيره، فالوجود بالذات دليل على قضية الإيمان، ولذلك يسألهم الحق تبارك وتعالى كيف تكفرون بالله وتسترون وجود مَنْ خلقكم؟.     

والخلق قضية محسومة لله سبحانه وتعالى لا يستطيع أحد أن يدَّعيها، فلا يمكن أن يدَّعي أحد أنه خلق نفسه، قضية أنك موجود توجب الإيمان بالله سبحانه وتعالى الذي أوجدك، إنه عين الاستدلال على الله، وإذا نظر الإنسان حوله فوجد كل ما في الكون مسخراً لخدمته والأشياء تستجيب له فظن بمرور الزمن أن له سيطرة على هذا الكون، ولذلك عاش وفي ذهنه قوة الأسباب، يأخذ الأسباب وهو فاعلها فيجدها قد أعطته واستجابت له، ولم يلتفت إلى خالق الأسباب الذي خلق لها قوانينها فجعلها تستجيب للإنسان، وقد أشار الحق تبارك وتعالى إلى ذلك في قوله جل جلاله: { كَلاَّ إِنَّ ٱلإِنسَانَ لَيَطْغَىٰ * أَن رَّآهُ ٱسْتَغْنَىٰ} [العلق: 6-7].     

ذلك أن الإنسان يحرث الأرض فتعطيه الثمر، فيعتقد أنه هو الذي أخضع الأرض ووضع لها قوانينها لتعطيه ما يريد، يضغط على زر الكهرباء فينير المكان فيعتقد أنه هو الذي أوجد هذه الكهرباء!

يركب الطائرة، وتسير به في الجو فيعتقد أنه هو الذي جعلها تطير، وينسى الخصائص التي وضعها الله سبحانه وتعالى في الغلاف الجوي ليستطيع أن يحمل هذه الطائرة، يفتح التليفزيون ويرى أمامه أحداث العالم فيعتقد أن ذلك قد حدث بقدرته هو، وينسى أن الله تبارك وتعالى وضع في الغلاف الجوي خصائص جعلته ينقل الصوت والصورة من أقصى الدنيا إلى أقصاها في ثوان معدودة، وهكذا كل ما حولنا يظن الإنسان أنه أخضعه بذاته، بينما كل هذا مسخر من الله سبحانه وتعالى لخدمة الإنسان، وهو الذي خلق ووضع القوانين، نقول له: إنك لو فهمت معنى ذاتية الأشياء ما حدثتك نفسك بذلك، الشيء الذاتي هو ما كان بذاتك لا يتغير ولا يتخلف أبداً، إنما الأمر الذي ليس بذاتك هو الذي يتغير.     

وإذا نظرت إلى ذاتيتك تلك التي أغرتك وأطغتك، ستفهم أن كلمة ذاتية هي ألا تكون محتاجاً إلى غيرك بل كل شيء من نفسك، وأنت في حياتك كلها ليس لك ذاتية، لأن كل شيء حولك متغير بدون إرادتك، وأنت طفل محتاج إلى أبيك في بدء حياتك، فإذا كبرت وأصبح لك قوة واستجابت الأحداث لك، فإنك لا تستطيع أن تجعل فترة الشباب والفتوة هذه تبقى، فالزمن يملك ولكن لفترة محدودة، فإذا وصلت إلى مرحلة الشيخوخة فستحتاج إلى مَنْ يأخذ بيدك ويعينك، ربما على أدق حاجاتك وهي الطعام والشراب.     

إذن: فأنت تبدأ بالطفولة محتاجاً إلى غيرك، وتنتهي بالشيخوخة محتاجاً إلى غيرك، وحتى عندما تكون في شبابك قد يصيبك مرض يقعدك عن الحركة، فإذا كانت لك ذات حقيقية فادفع هذا المرض عنك وقل: لن أمرض، إنك لا تستطيع.     

الله سبحانه وتعالى أوجد هذه المتغيرات حتى ينتهي الغرور من نفس الإنسان، ويعرف أنه قوي قادر بما أخضع الله له من قوانين الكون، لنعلم أننا جميعاً محتاجون إلى القادر، وهو الله سبحانه وتعالى، وأنَّ الله غني بذاته عن كل خلقه، يغير ولا يتغير، يميت وهو دائم الوجود، يجعل من بعد قوة ضعفاً وهو القوي دائماً، ما عند الناس ينفد وما عنده تبارك وتعالى لا ينفد أبداً، هو الله في السماوات والأرض.     

إذن: فليست لك ذاتية حتى تدَّعي أنك أخضعت الكون بقدراتك، لأنه ليس لك قدرة أن تبقى على حال واحد وتجعله لا يتبدل ولا يتغير، فكيف تكفر بالله تبارك وتعالى وتستر وجوده، كل ما في الكون وما في نفسك شاهد ودليل على وجود الحق سبحانه وتعالى قلنا: إن الكافرين صنفان: صنف كفر بالله وعندما جاء الهدى حكَّم عقله وعرف الحق فآمن، والصنف الآخر مستفيد من الكفر، ولذلك فهو متشبث به مهما جاءه من الإيمان والأدلة الإيمانية فإنه يعاند ويكفر، لأنه يريد أن يحتفظ بسلطاته الدنيوية ونفوذه القائم على الظلم والطغيان، ولا يقبل أن يُجَرَّدَ منهما ولو بالحق، هذا الصنف هو الذي قال عنه الله تبارك وتعالى: {إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ} [البقرة: 6].     

فهم لم يكفروا لأن بلاغاً عن الله سبحانه وتعالى لم يصلهم، أو لأنهم لم يلفتهم رسول أو نبي إلى منهج الله، فهؤلاء اتخذوا الكفر صناعة ومنهج حياة، فهم مستفيدون من الكفر لأنه جعلهم سادة ولأنهم متميزون عن غيرهم بالباطل، ولأنهم لو جاء الإيمان الذي يساوي بين الناس جميعاً ويرفض الظلم، لأصبحوا أشخاصاً عاديين غير مميزين في أي شيء.     

هذا الكافر الذي اتخذ الكفر طريقاً لجاه الدنيا وزخرفها، سواء أنذرته أو لم تنذره فإنه لن يؤمن، إنه يريد الدنيا التي يعيش فيها، بل إن هؤلاء هم الذين يقاومون الدين ويحاربون كل مَنْ آمن، لأنهم يعرفون أن الإيمان سيسلبهم مميزات كثيرة، ولذلك فإن عدم إيمانهم ليس لأن منهج الإيمان لم يبلغهم، أو أن أحداً لم يلفتهم إلى آيات الله في الأرض، ولكن لأن حياتهم قائمة ومبنية على الكفر.    



سورة البقرة: الآيات من 06-10 2013_110


عدل سابقا من قبل أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn في الإثنين 01 أبريل 2019, 1:23 am عدل 1 مرات
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48361
العمر : 71

سورة البقرة: الآيات من 06-10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 06-10   سورة البقرة: الآيات من 06-10 Emptyالسبت 23 مارس 2019, 5:46 am

خَتَمَ اللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهِمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [٧]

تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)

وكما أعطانا الحق سبحانه وتعالى أوصاف المؤمنين يعطينا صفات الكافرين، وقد يتساءل بعض الناس إذا كان هذا هو حكم الله على الكافرين؟


فلماذا يطلب رسول الله صلى الله عليه وسلم الإيمان منهم وقد ختم الله على قلوبهم؟!


ومعنى الختم على القلب هو حكم بألاّ يخرج من القلب ما فيه من الكفر، ولا يدخل إليه الإيمان.


نقول إن الله سبحانه وتعالى غني عن العالمين، فإن استغنى بعض خلقه عن الإيمان واختاروا الكفر، فإن الله يساعده على الاستغناء ولا يعينه على العودة إلى الإيمان، ولذلك فإن الحق سبحانه وتعالى يقول في حديث قدسي: "أنا عند ظن عبدي بي وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه، ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منه، وإن تقرَّب إليَّ شبراً تقرَّبتُ إليه ذراعاً، وإن تقرَّب إليَّ ذراعا تقرَّبتُ إليه باعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة".


وقد وضَّحَ الحديث القدسي أن الله تبارك وتعالى يعين المؤمنين على الإيمان، وأن الله جل جلاله كما يعين المؤمنين على الإيمان، فإنه لا يهمه أن يأتي العبد إلى الإيمان أو لا يأتي، ولذلك نجد القرآن دقيقاً ومحكماً بأن مَنْ كفروا قد اختاروا الكفر بإرادتهم.


واختيارهم للكفر كان أولاً قبل أن يختم الله على قلوبهم، والخالق جل جلاله أغنى الشركاء عن الشرك، ومَنْ أشرك به فإنه في غنى عنه.


إن الذين كفروا، أي ستروا الإيمان بالله ورسوله، هؤلاء يختم الله بكفرهم على آلات الإدراك كلها، القلب والسمع والبصر.


والقلب أداة إدراك غير ظاهرة، وقد قدم الله القلب على السمع والبصر في تلك الآية لأنه يريد أن يعلمنا منافذ الإدراك، وفي القرآن الكريم يقول الحق تبارك وتعالى: {وَٱللَّهُ أَخْرَجَكُم مِّن بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لاَ تَعْلَمُونَ شَيْئاً وَجَعَلَ لَكُمُ ٱلْسَّمْعَ وَٱلأَبْصَارَ وَٱلأَفْئِدَةَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [النحل: 78].


وهكذا يعلمنا الله أن منافذ العلم في الإنسان هي: السمع والأبصار والأفئدة، ولكن في الآية الكريمة التي نحن بصددها قدم الله القلوب على السمع والأبصار.


إن الله يعلم أنهم اختاروا الكفر، وكان هذا الاختيار قبل أن يختم الله على قلوبهم، والختم على القلوب، معناه أنه لا يدخلها إدراك جديد ولا يخرج منها إدراك قديم، ومهما رأت العين أو سمعت الأذن، فلا فائدة من ذلك لأن هذه القلوب مختومة بخاتم الله بعد أن اختار أصحابها الكفر وأصروا عليه، وفي ذلك يصفهم الحق جل جلاله: {صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَرْجِعُونَ} [البقرة: 18].


ولكن لماذا فقدوا كل أدوات الإدراك هذه؟، لأن الغشاوة التفت حول القلوب الكافرة، فجعلت العيون عاجزة عن تأمل آيات الله، والسمع غير قادر على التلقي من رسول الله صلى الله عليه وسلم.


إذن فهؤلاء الذين اختاروا الكفر وأصرُّوا عليه وكفروا بالله رغم رسالاته ورسله وقرآنه، ماذا يفعل الله بهم؟ إنه يتخلى عنهم.


ولأنه سبحانه وتعالى غني عن العالمين فإنه ييسر لهم الطريق الذي مشوا فيه ويعينهم عليه، واقرأ قوله تبارك وتعالى: {وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ ٱلرَّحْمَـٰنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ } [الزخرف: 36].


ويقول جل جلاله: {هَلْ أُنَبِّئُكُمْ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَاطِينُ * تَنَزَّلُ عَلَىٰ كُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ} [الشعراء: 221-222].


ومن عظمة علم الله تبارك وتعالى أنه يعلم المؤمن ويعلم الكافر، دون أن يكون جل جلاله تدخُّل في اختيارهم، فعندما بعث الله سبحانه وتعالى نوحاً عليه السلام، ودعا نوح إلى منهج الله تسعمائة وخمسين عاماً.


وقبل أن يأتي الطوفان علم الله سبحانه وتعالى أنه لن يؤمن بنوح عليه السلام إلا مَنْ آمن فعلاً، فطلب الله تبارك وتعالى من نوح أن يبني السفينة لينجو المؤمنون من الطوفان، واقرأ قوله جل جلاله: { وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ * وَٱصْنَعِ ٱلْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي ٱلَّذِينَ ظَلَمُوۤاْ إِنَّهُمْ مُّغْرَقُونَ} [هود: 36-37].


وهكذا نرى أنه من عظمة علم الله سبحانه وتعالى، أنه يعلم مَنْ سيُصِرُّ على الكفر وأنه سيموت كافراً، وإذا كانت هذه هي الحقيقة، فلماذا يطلب الله تبارك وتعالى من رسوله صلى الله عليه وسلم أن يبلغهم بالمنهج وبالقرآن؟، ليكونوا شهداء على أنفسهم يوم القيامة، فلا يأتي هؤلاء الناس يوم المشهد العظيم ويجادلون بالباطل، إنه لو بلغهم الهدى ودعاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لآمنوا، ولكن لماذا يختم الله جل جلاله على قلوبهم؟، لأن القلب هو مكان العقائد، ولذلك، فإن القضية تناقش في العقل، فإذا انتهت مناقشتها واقتنع بها الإنسان تماماً فإنها تستقر في القلب ولا تعود إلى الذهن مرة أخرى وتصبح عقيدة وإيماناً.


والحق سبحانه وتعالى يقول: {فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى ٱلأَبْصَارُ وَلَـٰكِن تَعْمَىٰ ٱلْقُلُوبُ ٱلَّتِي فِي ٱلصُّدُورِ} [الحج: 46].


وإذا عمى القلب عن قضية الإيمان، فلا عين ترى آيات الإيمان، ولا أذن تسمع كلام الله، وهؤلاء الذين اختاروا الكفر على الإيمان لهم في الآخرة عذاب عظيم، ولقد وصف الله سبحانه وتعالى العذاب بأنه أليم، وبأنه مهين، وبأنه عظيم، العذاب الأليم هو الذي يسبب ألماً شديداً، والعذاب المهين هو الذي يأتي لأولئك الذين رفعهم الله في الدنيا، وأحيانا تكون الإهانة أشد إيلاماً للنفس من ألم العذاب نفسه، أولئك الذين كانوا أئمة الكفر في الدنيا، يأتي بهم الله تبارك وتعالى يوم القيامة أمام مَنْ اتبعوهم فيهينهم، أما العذاب العظيم فإنه منسوب إلى قدرة الله سبحانه وتعالى، لأنه بقدرات البشر تكون القوة محدودة، أما بقدرات الله جل جلاله تكون القوة بلا حدود، لأن كل فعل يتناسب مع فاعله، وقدرة الله سبحانه وتعالى عظيمة في كل فعل، وبما أن العذاب من الله جل جلاله فإنه يكون عذاباً عظيماً.



سورة البقرة: الآيات من 06-10 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48361
العمر : 71

سورة البقرة: الآيات من 06-10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 06-10   سورة البقرة: الآيات من 06-10 Emptyالسبت 23 مارس 2019, 5:55 am

وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ [٨]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
الناس في الحياة الدنيا على ثلاثة أحوال: إما مؤمن، وإما كافر، وإما منافق، والله سبحانه وتعالى في بداية القرآن الكريم في سورة البقرة، أراد أن يعطينا وصف البشر جميعاً بالنسبة للمنهج وأنهم ثلاث فئات: الفئة الأولى هم المؤمنون، عَرَّفنا الله سبحانه وتعالى صفاتهم في ثلاث آيات، في قوله تعالى: { ٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِٱلْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ ٱلصَّلاةَ وَممَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وٱلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنْزِلَ مِن قَبْلِكَ وَبِٱلآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ * أُوْلَـٰئِكَ عَلَىٰ هُدًى مِّن رَّبِّهِمْ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [البقرة: 3-5].

والفئة الثانية هم الكفار، وعَرَّفنا الله سبحانه وتعالى صفاتهم في آيتين في قوله تعالى: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ سَوَآءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * خَتَمَ ٱللَّهُ عَلَىٰ قُلُوبِهمْ وَعَلَىٰ سَمْعِهِمْ وَعَلَىٰ أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عظِيمٌ } [البقرة: 6-7].

وجاء للمنافقين فعرَّف صفاتهم في ثلاث عشرة آية متتابعة، لماذا،؟ لخطورتهم على الدين، فالذي يهدم الدين هو المنافق، أما الكافر فنحن نتقيه ونحذره، لأنه يعلن كفره.

إن المنافق يتظاهر أمامك بالإيمان، ولكنه يُبطن الشر والكفر، وقد تحسبه مؤمناً، فتطلعه على أسرارك، فيتخذها سلاحاً لطعن الدين، وقد خلق الله في الإنسان ملكات متعددة، ولكن يعيش الإنسان في سلام مع نفسه، لابد أن تكون ملكاته منسجمة وغير متناقضة.

فالمؤمن ملكاته منسجمة، لأنه اعتقد بقلبه في الإيمان ونطق لسانه بما يعتقد، فلا تناقض بين ملكاته أبداً.

والكافر قد يقال إنه يعيش في سلام مع نفسه، فقد رفض الإيمان وأنكره بقلبه ولسانه وينطق بذلك، ولكن الذي فقد السلام مع ملكاته هو المنافق، أنه فقد السلام مع مجتمعه وفقد السلام مع نفسه، فهو يقول بلسانه، ما لا يعتقد قلبه، يُظهر غير ما يُبطن، ويقول غير ما يعتقد، ويخشى أن يكشفه الناس، فيعيش في خوف عميق، وهو يعتقد أن ذلك شيء مؤقت سينتهي.

ولكن هذا التناقض يبقى معه إلى آخر يوم له في الدنيا، ثم ينتقل معه إلى الآخرة، فينقض عليه، ليقوده إلى النار، واقرأ قوله تبارك وتعالى: { حَتَّىٰ إِذَا مَا جَآءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُم بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ * وَقَالُواْ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا قَالُوۤاْ أَنطَقَنَا ٱللَّهُ ٱلَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } [فصلت: 20-21].

إذن كل ملكاتهم انقضت عليهم في الآخرة، فالسلام الذي كانوا يتمنونه لم يحققوه لا في حياتهم ولا في آخرتهم، فلسان المنافق يشهد عليه، ويداه تشهدان عليه، ورِجْلاه تشهدان عليه، والجلود تشهد عليه، فماذا بقي له؟ بينه وبين ربه تناقض، وبينه وبين نفسه تناقض، وبينه وبين مجتمعه تناقض، وبينه وبين آخرته تناقض.

وبينه وبين الكافرين تناقض.

يقول لسانه ما ليس في قلبه، بماذا وصف الحق سبحانه وتعالى المنافقين؟

قال تعالى: {وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ} [البقرة: 8].

هذه أول صفات المنافقين في القرآن الكريم، يعلنون الإيمان وفي قلوبهم الكفر، ولذلك فإن إيمانهم كله تظاهر، إذا ذهبوا للصلاة لا تكتب لهم، لأنهم يتظاهرون بها، ولا يؤدونها عن إيمان، وإذا أدوا الزكاة، فإنها تكون عليهم حسرة، لأنهم ينفقونها وهم لها كارهون، لأنها في زعمهم نقص من مالهم.

لا يأخذون عليها ثواباً في الآخرة، وإذا قتل واحد منهم في غزوة، انتابهم الحزن، والأسى، لأنهم أهدروا حياتهم ولم يقدموها في سبيل الله.

وهكذا يكون كل ما يفعلونه شقاء بالنسبة لهم.

أما المؤمن فحين يصلي أو يؤدي الزكاة أو يستشهد في سبيل الله فهو يرجو الجنة، وأما المنافقون فإنهم يفعلون كل هذا، وهم لا يرجون شيئاً، فكأنهم بنفاقهم قد حكم عليهم الله سبحانه وتعالى بالشقاء في الدنيا والآخرة، فلا هم في الدنيا لهم متعة المؤمن فيما يفعل في سبيل الله، ولا هم في الآخرة لهم ثواب المؤمن فيما يرجو من الله.



سورة البقرة: الآيات من 06-10 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48361
العمر : 71

سورة البقرة: الآيات من 06-10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 06-10   سورة البقرة: الآيات من 06-10 Emptyالسبت 23 مارس 2019, 6:03 am

يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [٩]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
وتأتي الصفة الثانية من صفات المنافقين، وهي صفة تدل على غفلتهم وحمق تفكيرهم، فإنهم يحسبون أنهم بنفاقهم يخدعون الله سبحانه وتعالى، وهل يستطيع بشر أن يخدع رب العالمين؟

إن الله عليم بكل شيء، عليم بما نُخفي وما نُعلن، عليم بالسر وما هو أخفَى من السر، وهل يوجد ما هو أخفى من السر؟ نقول نعم، السر هو ما أسررت به لغيرك، فكأنه يعلمه اثنان، أنت ومَنْ أسررت إليه.

ولكن ما هو أخفى من السر، ما تبقيه في نفسك ولا تخبر به أحداً، إنه يظل في قلبك لا تُسِرُّ به لإنسان، والله سبحانه وتعالى يقول: { وَإِن تَجْهَرْ بِٱلْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ ٱلسِّرَّ وَأَخْفَى} [طه: 7].

فلا يوجد مخلوق، يستطيع أن يخدع خالقه، ولكنهم من غفلتهم، يحسبون أنهم يستطيعون خداع الله جل جلاله.

وفي تصرفهم هذا لا يكون هناك سلام بينهم وبين الله.

بل يكون هناك مقت وغضب.

وهم في خداعهم يحسبون أيضاً أنهم يخدعون الذين آمنوا، بأنهم يقولون أمامهم غير ما يبطنون، ولكن هذا الخداع شقاء عليهم، لأنهم يعيشون في خوف مستمر، وهم دائماً في قلق أو خوف من أن يكشفهم المؤمنون، أو يستمعوا إليهم في مجالسهم الخاصة، وهم يتحدثون بالكفر ويسخرون من الإيمان، ولذلك إذا تحدثوا فلابد أن يتأكدوا أولاً من أن أحداً من المؤمنين لا يسمعهم، ويتأكدوا ثانياً من أن أحداً من المؤمنين لن يدخل عليهم وهم يتحدثون، والخوف يملأ قلوبهم أيضاً، في أثناء وجودهم مع المؤمنين، فكل واحد منهم يخشى أن تفلت منه كلمة، تفضح نفاقه وكفره.

وهكذا فلا سلام بينهم وبين المؤمنين..

والحقيقة أنهم لا يخدعون إلاَّ أنفسهم.

فالله سبحانه وتعالى، يعلم نفاقهم، والمؤمنون قد يعلمون هذا النفاق، فإن لم يعلموه، فإن الله يخبرهم به، واقرأ قول الحق سبحانه وتعالى: { وَلَوْ نَشَآءُ لأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ ٱلْقَوْلِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ} [محمد: 30.]

ألم يأت المنافقون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليشهدوا أنه رسول الله، ففضحهم الله أمام رسوله وأنزل قوله تعالى: { إِذَا جَآءَكَ ٱلْمُنَافِقُونَ قَالُواْ نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَٱللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون: 1].

جاء المنافقون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يشهدون بصدق رسالته، والله سبحانه وتعالى يعلم أن هذه الشهادة حق وصدق، لأنه جل جلاله، يعلم أن رسوله صلى الله عليه وسلم، صادق الرسالة، ولكنه في الوقت نفسه يشهد بأن المنافقين كاذبون.

كيف؟ كيف يتفق كلام الله مع ما قاله المنافقون ثم يكونون كاذبين؟ نقول: لأن المنافقين قالوا بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، فهم شهدوا بألسنتهم فقط أن محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله ولكن قلوبهم منكرة لذلك، مكذِّبة به، ولذلك فإن ما قاله المنافقون رغم أنه حقيقة إلا أنهم يكذبون، ويقولون بألسنتهم ما ليس في قلوبهم، لأن الصدق هو أن يوافق الكلام حقيقة ما في القلب، وهؤلاء كذبوا، لأنهم في شهادتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا يُعبِّرون عن واقع في قلوبهم، بل قلوبهم تُكَذِّبُ ما يقولون.

وهناك آيات كثيرة في القرآن الكريم يفضح الله سبحانه وتعالى فيها المنافقين وينبئ رسوله صلى الله عليه وسلم بما يضمرونه في قلوبهم، إذن: فخداعهم للمؤمنين، رغم أنه خداع بشر لبشر، إلا أنه أحياناً تفلت ألسنتهم، فتعرف حقيقتهم، وإذا لم يفلت اللسان، جاء البيان من الله سبحانه وتعالى ليفضحهم، وتكون حصيلة هذا كله، أنهم لا يخدعون أحداً، فالله يعلم سرهم وجهرهم، فمرة يُعين الله المؤمنين عليهم فيكشفونهم، ومرة تفلت ألسنة المنافقين فيكشفون أنفسهم.

إذن فسلوك المنافق، لا يخدع به إلا نفسه، وهو الخاسر في الدنيا والآخرة، عندما يؤدي عملاً إيمانيا، فالله يعلم أنه نفاق، وعندما يحاول أن يخدع المؤمنين، ينكشف، والنتيجة أنهم يعتقدون بأنهم حققوا لأنفسهم نفعاً، بينما هم لم يحققوا لأنفسهم إلا الخسران المبين.



سورة البقرة: الآيات من 06-10 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn
مؤسس ومدير المنتدى
أحمد محمد لبن Ahmad.M.Lbn


عدد المساهمات : 48361
العمر : 71

سورة البقرة: الآيات من 06-10 Empty
مُساهمةموضوع: رد: سورة البقرة: الآيات من 06-10   سورة البقرة: الآيات من 06-10 Emptyالسبت 23 مارس 2019, 6:08 am

فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ [١٠]
تفسير الأية: خواطر محمد متولي الشعراوي (ت 1418 هـ)
فالله سبحانه وتعالى، شبه ما في قلوب المنافقين بأنه مرض، والمرض أولاً يُورِثُ السقم، فكأن قلوبهم لا تملك الصحة الإيمانية التي تحيي القلب فتجعله قوياً شاباً، ولكنها قلوب مريضة، لماذا كانت مريضة؟ لقد أتعبها النفاق وأتعبها التنافر مع كل ما حولها، وأحست بأنها تعيش حياة ملؤها الكذب، فاضطراب القلب جعله مريضاً، ولا يمكن أن يُشْفَى إلا بإذن الله، وعلاجه هو الإيمان الحقيقي الصادق، ذلك الذي يعطيه الشفاء، والله سبحانه وتعالى يقول: { وَنُنَزِّلُ مِنَ ٱلْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَآءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ ٱلظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَاراً } [الإسراء: 82].

إذن فالإيمان والقرآن هما شفاء القلوب، كلاهما بعيد عن قلوب هؤلاء المنافقين، فكأن المرض يزداد في قلوبهم مع الزمن، والله سبحانه وتعالى- بنفاقهم وكفرهم- يزيدهم مرضاً.

وهذه هي الصفة الثالثة للمنافقين، إنهم أصحاب قلوب مريضة سقيمة، لا يدخلها نور الإيمان، ولذلك فهي قلوب ضعيفة، ليس فيها القوة اللازمة لمعرفة الحق.

وهي قلوب خائفة من كل ما حولها، مرتعبة في كل خطواتها، مضطربة بين ما في القلب وما على اللسان، والمريض لا يقوى على شيء، وكذلك هذه القلوب لا تقوى على قول الحق، ولا تقوى على الصدق، ولا ترى ما حولها، تلك الرؤية التي تتناسب وتتفق مع فطرة الإيمان، التي وضعها الله تعالى في القلوب، ولذلك إذا دخل المنافقون في معركة في صفوف جيش المسلمين، فأول ما يبحثون عنه هو الهروب من المعركة، يبحثون عن مخبأ يختفون فيه، أو مكان لا يراهم فيه أحد، والله سبحانه وتعالى يصفهم بقوله: { لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْاْ إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ } [التوبة: 57].

لماذا؟ لأنهم أصحاب قلوب مريضة، لا تقوى على شيء، ومرضها يجعلها تهرب من كل شيء، وتختفي.

وليت الأمر يقتصر عند هذا الحد، ولكن ينتظرهم في الآخرة عذاب أليم، غير العذاب الذي عانوه من قلوبهم المريضة في الدنيا، فبما كانوا يكذبون على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، ينتظرهم في الآخرة عذاب أليم أشد من عذاب الكافرين، والله سبحانه وتعالى يقول: { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ فِي ٱلدَّرْكِ ٱلأَسْفَلِ مِنَ ٱلنَّارِ } [النساء: 145].



سورة البقرة: الآيات من 06-10 2013_110
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://almomenoon1.0wn0.com/
 
سورة البقرة: الآيات من 06-10
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» سورة البقرة: الآيات من 56-60
» سورة البقرة: الآيات من 141-145
» سورة البقرة: الآيات من 221-225
» سورة البقرة: الآيات من 61-70
» سورة البقرة: الآيات من 146-150

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات إنما المؤمنون إخوة (2024 - 2010) The Believers Are Brothers :: (العربي) :: الـقــــــــــــــرآن الـكـــــــــــــــريـم :: مجمـــوعــة تفاســـــير :: خواطر الشعراوي :: البقرة-
انتقل الى: